2021/08/03 | 0 | 2903
الخطاط عباس بو مجداد: الخطوط مثل الإنسان قد تكون كريمة ومتعاونة وقاسية أيضاً
تبادل موظفو شركة كبرى هدايا الشوكولاته في علب كرتونية، حملت عبارات "عيد مبارك" للخطاط عباس بومجداد. تماشياً مع شعار وزارة الثقافة السعودية "عام الخط العربي 2021".
مثّل الخطاط عباس بو مجداد السعودية في مسابقات ومعارض دولية في الصين ولندن والبرازيل وتركيا ومصر ودبي وتونس، وأقام دورات تدريبية وورش عمل للتدريب على مهارة الخط في مدن سعودية مختلفة وعمل على تأسيس "دار الخط العربي بالأحساء". وحاز على جوائز دولية ومحلية وتم اقتناء أعماله في عدد من المؤسسات والشخصيات.
تنعكس حرفة الخط العربي على روح الخطاط وأيضاً على أخلاقه. يرى بو مجداد أن الخطاط يتأثر بالنص الذي يخطّه في اللوحة، والتي عادة تكون عبارة إيجابية إن كانت آية قرآنية تدل على الخير والتقوى والصبر والبُشرى والإيمان أو حديث نبوي أو حكمة أو بيت شعر؛ فإن ما يختاره الخطاط عادة عبارة تحمل الإيمان والأمل والشجاعة والمفردات التي تدعو إلى التفاؤل والبهجة والحب. ويشير بو مجداد إلى أنه من النادر أن ترى عبارة مخطوطة تشجع على الشر والعنف أو القطيعة.
يرى بو مجداد أن روح الخطاط موجودة في العمل، وفي الوقت ذاته لا تكون ظاهرة بشكل واضح، على الخطاط أن يكون متجرداً وأن يكون خارج اللوحة، أي أن من يرى اللوحة لا بد أن يشعر أن هذه اللوحة له وحده، يرى نفسه فيها وأنها كُتبت من أجله.
الكلمات مثل الإنسان تحمل طاقات معينة، فالكلمات قد تكون كريمة ومتسامحة، وفيها نعومة أو ليونة وربما بعضها تكون صعبة وقاسية أو بعيدة وقريبة، لافتاً إلى أن ذلك يعتمد على تركيبة الكلمة وأن الخطاط البارع يستطيع أن يبرز الحروف التي تحمل طاقة قوية من شأنها أن تبرز جمال اللوحة منذ النظرة الأولى عند مشاهدتها، أو أن الخطاط يخفي حروفاً أخرى لكلمة ما كي لا تشوه أو تضعف النص.
يميل عباس بو مجداد إلى التعامل مع خطوط الثلث والخط الديواني والخط الديواني الجلي، ويرى أنها خطوطاً كريمة ومتعاونة وفيها ليونة فائقة، تحمل صفات التداخل والتركيب والابتعاد والاقتراب بشكل سخي أثناء كتابة الكلمة، ما يعطي مساحة واسعة لإبداع اللوحة، والخطوط التي فيها صفة تركيب النص تُدخل الخطاط في تحدٍّ، إذ عليه أن يراعي وزن الكتل والتسلسل القرائي كي لا يتيه القارئ أو يجد صعوبة في قراءة النص المكتوب
إنجاز خطّ العبارة داخل اللوحة يحتاج إلى التزام وصبر وشيء من التحدي كي يبلغ الخطاط الهدف، فالأمر ليس كما نظن أنه مجرد كتابة كلمات، تُنجز ببساطة وبسرعة. فاللوحة الواحدة تمر بفترة طويلة من المحاولة والتكرار والتجربة إلى أن تنضج. وتحتاج إلى معرفة الكتلة والفراغ وأي الزوايا تُكتب وموضع رفع القلم لحرف معين ونزوله في موضع آخر، حتى تصل إلى مرحلة القالب النهائي ثم تأتي مرحلة تنفيذ اللوحة بشكل نهائي على الورق الخاص الذي يسمى "المُقَهّر".
لوحة الخط تشبه كتابة قصيدة أو مونتاج فيلم أو رسم لوحة فنية، تحتاج إلى السهر وإلى مزاج معين، يقول عباس بو مجداد: " تنفيذ المرحلة الأخيرة يحتاج إلى أعصاب هادئة وحضور نفسي وتركيز ورغبة في العمل. والمرحلة الأخيرة تنقسم إلى مراحل: أولها عمل بروفة على جزئية أو على حرف واحد كاختبار للمزاج والاستعداد النفسي للعمل فإذا قمتُ به بشكل مرضٍ أمضي في تنفيذ بقية اللوحة. ثم تأتي عملية الترتيش والزخرفة وهي عملية مهمة قد تحتاج إلى ما لا يقل عن شهر واحد".
يرى بو مجداد أنّ من عوامل نجاح اللوحة هو اختيار النص واللون ونوع الخط والمقاس كل ذلك لا بد أن يكون مدروساً بشكل مسبق ومن الضروري للخطاط أن يلمّ بالزخرفة أو تكون لديه فكرة عامة على الأقل عن الزخرفة لأنها قد تكون مكملة لبعض اللوحات.
انجذب عباس لفن الخط حينما كان في المرحلة الابتدائية كان يمعن النظر في كلمة البسملة المكتوبة في خط الثلث في كامل الصفحة الأولى من مقرر المنهج، وفي الصفحة التالية البسملة في أعلى الصفحة بخط صغير مختلف، وذلك لفت نظره في إمكانية كتابة الجملة الواحدة بأكثر من نوع أو بطريقة مختلفة.
قبل أن يبلغ العشرين من عمره حينما كان مسافراً إلى العراق عرف من خلال أحد الخطاطين أن الخط ليس مجرد كتابة حروف، بل أنه يعكس شخصية الخطاط. تعلّم الخط وراحت شهرته تنتشر في الأحساء لكنه لم يكتفِ بتنمية موهبته فقط، بل رغب أن ينشر هوايته وما تعلمه من دروس مع من يشترك معه في الهواية نفسها.
في العام 2003 ولمدة سنة كاملة راح يجتمع مع خطاطين في بيته، فتأسس "دار الخط العربي" فقاموا بتقديم دورات تدريبية وورش عمل، ثم تبرع لهم المهندس عبدالله عبدالمحسن الشايب بمكان لإقامة الاجتماعات، ما لبث أن تحول إلى مقر "لدار الخط" بلغ عددهم 70 خطاط وخطاطة. بدأ الخطاطون يؤدون رسالتهم، وهي نشر فن الخط وتعليمه للموهوبين من أفراد المجتمع والراغبين تحسين خطوطهم.
عند انتشار الهواتف الذكية لاحظ عباس بو مجداد أن الناس ستتخلى عن الكتابة باليد وربما ذلك سيسهم في الكتابة بخطوط سيئة خاصة للجيل الحالي. شعر أنّ عليه مسؤولية جديدة وهي إقامة دورات لتحسين الخطوط. عمل على إقامة دورات ومعارض للخط في الأماكن العامة؛ في الأسواق والمتنزهات والمدارس، لإيمانه أن الخط العربي ليس نخبوياً وليس خاصاً لأصحاب الخطوط الجميلة، بل هو مهارة يمكن تعلّمها ويجب تعلّمها، لأن الخط العربي هو روح الحضارة الإسلامية والعربية. وأن وزارة الثقافة تعمل على إحياء هذه الحضارة حينما تبنّت شعار عام الخط العربي.
جديد الموقع
- 2024-05-05 شَبَه الكتابة بالرسم
- 2024-05-05 ما بعد الوظيفة (1).
- 2024-05-05 ابن الأحساء الحبيبة الفلاح الفصيح
- 2024-05-04 بيت الشعر في الفجيرة ينعى الأمير بدر بن عبد المحسن
- 2024-05-04 الأمير سلطان بن سلمان : الأمير بدر بن عبدالمحسن ترك ارثاً لا يمكن أن يحمى مهما طال الزمن
- 2024-05-04 افراح الدويل و الغزال في احلى مساء بالاحساء
- 2024-05-04 عميدة اسرة العليو بالاحساء في ذمة الله تعالى
- 2024-05-04 فريق طبي في مدينة الإمامين الكاظمين (عليهما السلام) الطبية يجري عملية تثبيت وتعديل الفقرات القطنية لمريض بعمر (56) عام
- 2024-05-03 مستشفى اليرموك التعليمي يجري عملية قسطارية طارئة لمريض يعاني من احتشاء العضلة القلبية
- 2024-05-03 مستشفى الأمام علي (عليه السلام) العام في بغداد يجري عملية تداخل قسطاري طارئ لمريض يبلغ من العمر 48 عام