2024/07/06 | 0 | 1544
الاصرار والأمل في شعر محمد عبدالله العلي
شاعر أحسائي أصيل طاعن في الإصرار وتحدي الذات، لايلتفت للأعاصير إلا بمقدار ما يجعلها تمرّ كالكلمة الشاردة في حق الرجل المجرِّب الحكيم، لم ينحنِ لريح الأوجاع التي ألمت به بل صار يعالجها بكل ما أوتي من إبداع، اعتمد قراءة التاريخ وتوكأ قلم الإبداع الشعري في مواجهة الإعاقة التي مُنِي بها بسبب حادث مروري فقد بسببه لياقة الحركة في قدميه، لكن عالم القوافي أخذه بعيدا عن الدخول في كهف المنطقة الضبابية، فقد ظل متفائلا ومتحديا للذات،وجد في الشعر متنفسا كبيرا فأصدر ديوانه (فراديس) عام١٤٤٢هجري، عن الشاعر الجبل محمد عبدالله العلي، عن شاعر القارة الحبيبة أحدثكم، حيث استمد من الجبل شموخه وصموده ضد عوامل التعرية فاتّشح شعره بالصمود والتحدي تارة على نحو مانقرؤه في غلاف ديوانه:
سهوت وفي سهوي يقين يراعتي
أفقت وفي صحوي تعاظم غايتي
على الماء أمشي لايفلّ عزيمتي
ضنى الدهر أو إحباط أهل غوايةِ
المشي على الماء ضرب من المستحيل، يذكرنا بقول الشاعر القديم (قيس بن الملوح) في الحكمة:
فأصبحت من ليلى الغداةَ كقابضٍ على الماء خانته فروج الأصابعِ
وذا كان مجرد القبض على الماء مستحيلا فإن المشي على الماء محال أيضا من باب أولى إلا من جهة الوسائط المعلومة،لكن لما كان الشعر فنّ متعة اللغة، وهونشاط بلاغي،يعتمد المبالغة في التأثير أصبح النظر إلى مقام القول والقائل يأخذك إلى حالة التحدي النفسي والشعوري الذي يعيشه الشاعر وقد أفضت إليه هذه المبالغة اللطيفة.
كما اتشح شعره بالحب والتفاؤل والأمل تارة أخرى حيث يقول:
وفي موكب العشاق سرت يقودني
إلى شاطئ الأمال موج حكايةِ
تظلّلني روحي كأن نوارسا
تمد جناحا من رفيف غمامةِ
وتبدو على منفاي أفياء جنةٍ
لتحضنني النعمى بحضن الكلاءةِ
على أن مايلفت الانتباه في تجربة العلي قدرته الفائقة على تقمص دور المغني (غنائية التجربة) في إلحاح منه على كسر عزلة الذات الشاعرة ووحدتها العارمة، وذلك بإشاعة ألفاظ تنتمي إلى حقول الحب والطرب، يقول في قصيدة تحت عنوان (سجع القوافي) في لغة فاتنة :
ساقني الشوق لأحضان السواقي
فشربت الحب من كأسٍ دهاقِ
قد وردت النهر رقراقا تماهى
بين عزف الموج والعذب المراق
وانتشت بالعشق في رحب فضاها
نجمة الأنس للثمٍ وعناقِ
وبمثل هذا الأداء اللغوي يختبر محمد العلي مدى قدرة القصيدة على تحفيز الروح في فضاء الشعر ودفعها إلى التحليق والتحرر من أصناف قيود الجسم وخرائطه المظلمة بروح ومعنويات عالية لاتخفى على كل من زاره على سريره الأبيض، نسأل الله له الشفاء العاجل.
جديد الموقع
- 2024-12-19 (قصة عجائبية من المخيال الاجتماعي الشعبي) (حلال المشاكل...القصة التي حفظتها أمهاتنا عن ظهر قلب)
- 2024-12-19 جمعية ابن المقرب تحتفي باللغة العربية في يومها
- 2024-12-19 سلطة النوع الأدبي وقراءة النص
- 2024-12-18 لماذا يتفوق الطلاب على الطالبات في مادة الرياضيات؟: وكيف يمكن تضييق الفجوة بينهم في هذه المادة
- 2024-12-18 الغذاء السيء لكل من الأم والأب قد يؤثّر سلبًا ويسبب ارتفاع الضغط وأمراض الكلى المزمنة في نسلهما إلى الجيل الرابع
- 2024-12-18 ورشة المرأة في اللوجستيات _ بمؤمر سلاسل الإمداد و الخدمات اللوجستية بالرياض
- 2024-12-18 جامعة الملك فيصل بالاحساء تحقق المركز الثالث في قياس التحول الرقمي لعام 2024 على مستوى قطاع التعليم والتدريب
- 2024-12-18 سمو محافظ الأحساء يدشن "برامج أكاديمية ريف السعودية"
- 2024-12-18 الأحساء.. وجهة سياحية تنبض بالتاريخ والطبيعة الخلّابة
- 2024-12-18 اللغة العربية في التعريب