نحيي عاشوراء ام نحيا بعاشوراء )

و إنطلق في حديثه من محورين :

المحور الأول : الاسلام منهج حياة

تشير الآية الكريمة الى انّ هدف الإسلام يتمحور في الدعوة إلى الحياة ..

و جاءت اللام في كلمة لما يحييكم لبيان موضوع الدعوة .. أي أنّه يستحيل أن يدعو الإسلام لغير الحياة و الصلاح للإنسان و أنّ دعوته تهدف إلى الحياة الكريمة


و طرح الشيخ سؤالاً جوهرياً وهو : هل الناس كانوا أمواتاً قبل بزوغ الإسلام ثم جاء الاسلام ليحييهم ؟

نعم كان النّاس موتى قبل بعثة الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله وسلم ويفتقدوا للحياة الحقيقية بالمعنى القراني

و جاءت كلمة الحياة في القرآن الكريم بعدة معاني منها :

# الحياة النباتية قال تعالى :" اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ

# الحياة الحيوانية قال تعالى ( ومن اياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى )

# الحياة العقلية و الفكريه قال تعالى :" أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ "

# الحياة الخالدة قال تعالى في محكم كتابة :" يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي " أي الحياة الخالده هي حياة الآخرة

#القوي و القادر الذي لا حد له ولانهاية قال تعالى :" وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ۚ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا "

بعد معرفة أنواع الحياة من خلال هذه الايات يتبين انه الناس قبل بعثة الرسول ص يعيشون حياة نباتية وحيوانية ويفتقدوا للحياة المعنوية الحقيقية


و ذكر الشيخ أنّه ما من أصل عقدي أو فرع تشريعي في الاسلام إلاّ يدعوا لما يحيي الإنسان و على رأس ذلك هو الإيمان بالله فالإنسان يحيا حياة كريمة عندما يتمسك بالإيمان بالله ويتحررمن كل عبودية زائفه تذله .

و في جانب التشريعات الاسلامية ذكر الشيخ قاعدة مهمة جداً وهي حاكمة على كل حكم " كل حكم لا يُكرم الإنسان في إنسانيته ليس من الإسلام والعكس صحيح "

و بهذا إنتهى المحور الأول و عرّج بعده للمحور الثاني بداية بالصلاة على محمد و آل محمد

المحور الثاني : نحيي عاشوراء ام نحيا بعاشوراء ؟

* كل الشعائر الدينية تنبع منها روح الحياة و من أهمها الشعائر الحسينية ..

* تعظيم شعائر الحسين عليه السلام هي من تقوى القلوب ..

*وأكد أهل البيت عليهم السلام على إحيائها ..

* أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا ..

و جاء سؤال الشيخ مستعلماً : هذا الموسم العاشورائي كيف نحييه ؟

# وذكر في الجواب عدة صور لإحياء الذكرى: فهناك من يستخدمها للتسلية يأتي للمأتم و يضحك و يستمع ليخفف من ضغوط الحياة و يعود للمنزل و كأنّ شيئاً لم يكن

# من يتعامل معها كجزء من عاداته و تقاليده فإذا تركها إستوحش لأنه اعتاده عليها فقط .. وهذا لا يلامس المغزى الحقيقي من إحياء عاشوراء

# البعض يختزلها في الجانب المأساوي العاطفي الساذج .. فهذا لا إحياء كما يريده أهل البيت .. نعم لابد من العاطفة في إستدراج القلوب لكن ليس هو الهدف الأساسي في الإحياء و لابد ان يتزاوج العقل مع العاطفه .. ومن خلال العاطفة ترتكز الفكرة في العقل لأن القلب مفتاح العقل

# الطريقه المثلى لإحياء عاشوراء أن نتعامل مع عاشوراء كحركة تغييرية إصلاحية .. وهو الهدف الحقيقي من ثورة الإمام الحسين عليه السلام { اريد ان آمر بالمعروف و انهى عنن المنكر }


الحسين ليس بحاجه إلينا نحن من نحيا بعاشوراء .. نستمد منها روح الحياه .. ونحن من نحيي أنفسنا في عاشوراء

ولكن السؤال المهم ما الذي تحييه فينا عاشوراء ؟

كل خطابات الإمام الحسين عليه السلام و الشعارات هي شعارات احيائيه تنبعث منها روح الحياة و نتطرق هنا لأهم المثل التي تحييها عاشوراء فينا في كل عام

1. الالتزام بالدين و الاسلام لأن الحسين يمثل الاسلام و قد إلتزم بهذا في كل تحركاته الثورية التي قادها ضد محور الكفر

2. روح المفاصلة مع الظلم و الظالمين أول خطاب حسيني كان في دار الوليد " " إنا أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ، بنا فتح الله وبنا يختم ، ويزيد رجل شارب الخمر ، وقاتل النفس المحرمة ، معلن بالفسق ، ومثلي لا يبايع مثله " فلم يقل الامام وأنا لا أبايع يزيد بل قال ومثلي لايبايع مثله .. من يكون مع الحسين لايمكن ان يكون مع الخط اليزيدي ..


3. رسالة الإصلاح { انما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي } يجب أن يكون لكل فرد رسالة في المجتمع وعليه ان يتحمل مسؤليته ..

وعليه لابد أن نبدأ بإصلاح أنفسنا و أسرتنا و مجتنعنا و ندعم كل مصلح في مجتمعه و ان نقف معه في رسالته .. اذا حاربنا مصلح بأن نرجمه بالسباب و الشتم و التضليل فهذا ينافي خط الأمام الحسين روحي له الفداء .

4. روح التضحية و البذل والعطاء وقدم لنّا الإمام أروع معالم التضحية و قدّم نفسه وماله واسرته و اطفاله و ابنائه في سبيل الله .. وعلى الإنسان أن يقدّم ما يستطيع في سبيل الحسين عليه السلام بقدر المستطاع وأن لا يفكربنفسه و مصلحته على حساب مصالح الآخرين .

5. العدالة والإنصاف و مراعاة حقوق الناس روي انّ الحسين في ليلة عاشوراء أمر أحد اصحابه ان ينادي في أصحابه (ألايقتل معي رجل عليه دَين) .. كان الحسين بأمس الحاجة لمقاتلين لكنّه يريد ان يجعل حركته طاهرة مباركه فما قيمة الجهاد وعلى المجاهد حقوق للناس لم يؤدها .. ففي هذا درس عظيم من الإمام نتعلمه منه سلام الله عليه ..
و تطرق الشيخ أمجد لمن يذهب لزيارة الإمام الحسين و ينفق أموالاً طائلة وفي رقبته ديوناً للآخرين فتسديد الديون أولى من زيارة الحسين عليه السلام إستناداً لتلك القصة في ليلة عاشوراء ..

و إختتم الشيخ حديثه بسؤال وجهه للمستمعين ..

على المستوى الشخصي هل غيّرت كربلاء شي من سلوكي تجاه ربي و مجتمعي ؟

إن معيار نجاحنا وفشلنا في إحياء عاشوراء هو رهن بمدى إحياء عاشوراء لنا في استهداء أهداف الحسين ع وثورته

إذا لم نتغير خلال أيام عاشوراء فمتى سنتغير ؟ و إذا لم تغيرنا عاشوراء فنحن لم نحيي ولم نحيا بعاشوراء

يجب ان نحاسب انفسنا .. يجب ان يطوف الحسين على عقولنا فينظفها و على قلوبنا فيطهرها ..

في اول ليلة نتذكر هذه الدروس و القيم ممتزجه بالآم و بتلك الدماء لما جرى على الحسين و اصحابه واهله ..

ونعزي صاحب العصر و الزمان ..

للاستماع اضغط هنـــا