شعر وأدب واندية ادبيه
2020/07/20 | 0 | 4154
مُؤْنِسُ الرُّوح
( علي أحمد المحيسن )
عاش حياته بهدوء، وغادرها بهدوء، بلا ضجيج ولا ضوضاء ولا صخب..
سُـتُّـونَ عـامًـا مــن الـتَّقوى تـجوبُ بـها
دُنـيا الـسَّلامِ ونَـبْضُ الـعِشْقِ لَـمْ يـقفِ
سُـتُّـونَ عـامًـا مــن الأخــلاقِ تـنـشرُها
بــيـنَ الـمـحـبِّينَ كَـنـزًا غـيـرَ مُـكْـتَشَفِ
لا لـسـتُ أعـلـمُ هــلْ غـادرتَ مُـكْتَسِيًا
بالشَّوْقِ نَحْوَ الألى ساروا إلى الهدفِ؟!
شـوقًا لِ(نـاصرِ)كَ الـغافي هـناكَ سَـنًا
يرتادُ فَيْءَ الرَّدى والجِسْمُ مِنْهُ شُفِي؟!
أو لابــنْـكَ الــرَّاحـلِ الـمـدفـونِ مُـغْـتَرِبًا
عِـنْدَ (الـرِّضا) والـرِّضا ما كان فيه خَفِي
عُـــدْ لـلـقـلوبِ الَّــتـي أَحْـزَنْـتَـهَا فَـرَقًـا
ألـمْ تـكنْ يـا (حـسينٌ) بالقلوبِ حَفِي؟!
يـــا سـيَّـدًا غــابَ عــن أبـصـارِ عُـزْوَتِـهِ
لـكـنَّهُ لَــمْ يــزلْ فـي الـرُّوحِ بَـعْدُ وَفِـي
يـــا مُـمـسـكًا بـخـيوطِ الـصَّـبْرِ مـمـتحَنًا
بـالـصَّبْرِ مــاتَ فــؤادُ الـصَّـبْرِ بِـالْأَسَـفِ!
يــا غــارسَ الـصَّـوتِ فــي أرواحِ أفـئدةٍ
حـنَّـتْ إلــى صـوتِـهِ الـمملوءِ بـالشَّغَفِ
أشـجيتَنا مـن صـدى الأشـجانِ أجـملَها
حـتَّى غـدتْ بـالشَّجَى أشـجانَ مُحْتَرِفِ
أورثــتَ أولادَكَ الـعِـشْقَ الـنَّقِيَّ صَـدًى
كـــأنَّ صــوتَـكَ فـيـهـمْ بـــاتَ كـالـتُّحَفِ
يــا مـؤنـسَ الـرُّوحِ فـي أجـسادِ إخـوتِهِ
كــأنَّــمــا غـــلَّـــفَ الأرواحَ بــالــصَّــدَفِ
قـد كُـنتَ بـالحُبِّ تـبني الـقلبَ مُـلْتَصِقًا
بـالعِشْقِ في كُلِّ ما يُدني إلى الشَّرَفِ
كـــمْ صُــنْـتَ قـلـبِكَ بـالإخـلاصِ مـتَّـقِيًا
بِــــدِرْعِ تــقـواكَ قـلـبًـا غَــيْـرَ مُـنْـحَـرِفِ
شـفـافَّـةٌ روحُـــكَ الـمـمـلوءُ جـوهـرُها
بـالـحُبِّ لا تـبـتغي غَـيْـرَ الـهوى الـنَّدِفِ
لــلــهِ بـالـزُّهْـدِ تـحـيـا كــنـتَ مـجـتـهدًا
مــا عـشـتَ دنـياكَ يـومًا عـيشةَ الـتَّرَفِ
مـا غـادرتْ رُوحُـكَ الأحـبابَ عن مضضٍ
بــــل طــــرتَ لـــلآلِ لـلأنـهـارِ لِـلـغُـرَفِ
