2020/07/24 | 0 | 2995
قوافٍ من حَصِيْر*
من وحي حادثة زواج النورين: علي وفاطمة عليهما السلام ومهر البتول المقدس..
قدْ جاءَ بالوَحْيِ (جِبريلٌ) بتدبيرِ :
أنْ زوِّجِ النوُّرَ - يا طه َ- من النُّورِ
إذ راحَ (حيدرةٌ) بالمُهْرِ يَحملُهُ
نحو النبيِّ سعى من غير تأخيرِ
تلكَ الدَّنانيرُ قَامَ الطُّهرُ يَسكبُها
في حِجْرِ (أحمدَ) سَكْبَ الماءِ للجوري
فالدَّارُ أثَّثَها، والأرضَ أورثَها،
حتَّى استقتْ إرثَها من كُِّل تَوْفِيْرِ
طُوبى لكل أثاثٍ حلَّ منزلَها
من عُتْبةِ البابِ حتَّى آخرِ السُّورِ
طوُبى لِتلكَ الرَّحى أنْ لامستْ يَدُهَا
كفَّ البتولِ بِحُبٍّ فيهِ منثورِ
طُوبى لِهَجْرٍ فقدْ أهدتْ لفاطمةٍ
مِنْ خُوصِْ سَعْفٍ لها بالجودِ مَمْهُورِ
فنخلُها الآدميُّ السَّعْدُ غلَّفَهُ
تزهو بقلبٍ من الإخلاصِ مسرورِ
حَقٌّ لها أنْ تَعيشَ السَّعْدَ أجمعَهُ
أنْ خصَّها حيدرٌ يومًا بتقديرِ
إنتاجُها باتَ تَحْتَ الطُّهْرِ فاطمةٍ
يزدانُ في بيتِها المَملوءِ بالحُورِ
فَلْتَفْخَرِي هجرَنا إذ صِغْتِ فاتنةً
مِنْ سَعْفِ نخلِكِ خُوصًا غيرَ مَهْجُورِ
فالحُصْرُ باهتْ بذيَّاكَ الحَصِيرِ على
كُلَّ الدُّنا ، وَهْيَ تُبدِي كُلَّ تَعْذِيرِ
مَنْ كان في فئةِ التَّقليدِ مسلَكُهُ
أو باتَ مِمَّنْ غدا في الفِكْرِ تَنْويري
فَلْتَفْخروا يا آهالي هَجْرَ أجمعُكمْ
إذ فخرُكُمْ بالحَصِيرِ فَخْرُ جُمْهورِ
فذلِكَ الفَخْرُ فَخْرُ العالمينَ غدا
وليسَ ذا الفَخْرُ فينا فَخْرَ تَجْييرِ
إِنْ قَصَّرَ الوَصْفُ في أَبْيَاتِ قَافِيَتِي
فَلْتَغْفِرُوا لِيْ بِذَاكَ الوَصْفِ تَقصيري
