ملخصات عاشورائية
2016/10/04 | 0 | 2132
قواعد المؤرخين في استخراج التجربة ونقدها
قال تعالى( قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فأنظروا كيف كان عاقبة المكذبين).
سماحة الشيخ البن سعد في هذه المحاضرة من السلسلة الفكرية البكر على مستوى الاطاريح المنبرية عبر العقود المتأخرة يتحدث منطلقا" من الآية المباركة المشيرة الى التاريخ وأهميته، في مقدمة ومحورين.
- المقدمة تطرق خلالها الى :
١- الجذر والأصل لمفردة التاريخ..
٢- الإطلاقات لمفردة المؤرخ..
- المحورين ينبسط الحديث فيهما حول:
١- ان المنهج في تناول التاريخ يدور بين :
المنهج الإستقرائي ، المنهج الإستنباطي.
٢- القياس التقريبي للأحداث التاريخية ماضيها وحاضرها.
عرج سماحته في المقدمة لبيان النقطة الأولى:
وانه بمراجعة القاموس اللغوي والروايات لا يجد حضور لكلمة تاريخ.
والذي يظهر انها ذات اصل فارسي.
وغير ذلك من التشقيقات الفارسية لهذه الكلمة.
وعطف الحديث حول النقطة الثانية:
وكشف عن أن وصف المؤرخ يطلق قديما" على من يهتم بالسرد المنهجي والمتتالي للأحداث التاريخية.
إلا أنه في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي الى يومنا هذا ، صار المؤرخ يرى واجبه أن يحاور التاريخ في طرفيه الماضي والحاضر ويتطلع للمستقبل ولذا صار فلاسفة التاريخ يطلقون على مثل هذا الدارس للتاريخ بالدراسة العصرية بأنه ( مؤرخ استطلاعي).
ويطلقون على التاريخ الذي يخلفه للبشريه بأنه ( تاريخ استطلاعي).
إذن هناك نوعين من المؤرخين:
المؤرخ القديم والمؤرخ الجديد.
ويمكن ان نستعير لهما من داخل ما طرحه سماحته :
فنطلق على الأول: المؤرخ السردي.
ونطلق على الثاني: المؤرخ الإستطلاعي.
بعد هذا وقف سماحته في محطة مركزية هي:
بماذا يتمايز المؤرخ القديم(السردي) عن المؤرخ الجديد(الإستطلاعي)؟؟
أجاب سماحته:
أن التمايز بينهما في كون المؤرخ القديم يعنى برصد الأحداث والحفاظ على الوقائع.
بينما المؤرخ الجديد يعنى بتحويل تلك الأحداث والوقائع الى نظرية حولوا التاريخ الى نظرية .
فهؤلاء مؤرخو نظرية وليس مؤرخوا احداث ووقائع.
ومنهج المؤرخ بالمعنى القديم :
استقرائي تتبعي ..
وهنا سؤال:
ماذا يعني استقرائي تتبعي، هل الذي يقرأ الروايات التاريخية ولا يعطيها معنى؟؟
الجواب / أنه يفهم من التاريخ أمور كثيرة ، ولكن ليس كل ما يفهم من التاريخ هو نظرية ..!!
بل كثير مما يفهم من التاريخ هو بديهية وليس نظرية..
وأما منهج المؤرخ بالمعنى الجديد:
استنباطي نظري ..
والسؤال / ماهو الموقف من المنهج الاستنباطي ؟؟
الجواب / الموقف ليس هو المقاطعة مع المنهج الاستنباطي ، بل ان تفسير التاريخ والتنظير المستمد من التاريخ يدعم الحراك الاجتماعي ويسهم في بناء الحضارة، بل ان التفسيرات التاريخية قادرة على تنبيه الطاقات النائمة في المجتمع ..
وفي لفته وومضة عميقة من قبل سماحته حول مسألة شائكة ومحط تقاطع بين علماء النفس والتربية وهي( الغباء)، ذكر سماحته رؤيته العميقة في أن لا وجود للغباء وانما الموجود هو طاقات نائمة بحاجة الى تنبيه، معرجا بالعتب على المجتمع بشرائحه وأهمها الآباء والمعلمين في عدم استكشاف تلك الطاقات وان استكشفت لا يتم الاستفادة منها..
ومع كون المنهج الاستنباطي ذو أهمية كبيرة على صعيد النهوض والحراك والرقي، إلا أن المؤرخين العصريين ووفق هذا المنهج التفسيري الاستنباطي انتهوا الى نتائج غير مرضية وذلك لعوامل أساسية تدخل على خط معادلة القراءة الاستنباطية، منها :
¤ إمتزاج الذاتية بالموضوعية.
والاستنباط الذاتي يعتمد على قواعد:
1_ الاستنباط التشبيهي.
2_ الاستنباط التحليلي.
¤ القياس التقريبي :
وهذا القياس التقريبي لا يقبل على اطلاقه كقاعدة لأن مشكلته في تضليله الرأي العام عندما يتولد في لحظة عجالة أو ينتج من فورة الغضب.
