2024/12/19 | 0 | 66
(قصة عجائبية من المخيال الاجتماعي الشعبي) (حلال المشاكل...القصة التي حفظتها أمهاتنا عن ظهر قلب)
(حلال المشاكل) قصة طويلة كان جيلنا يقرؤوها بإجبار الأمهات كل ليلة جمعة، أو بالترغيب لما يتبعها من توزيع (الحلويات والممروس ومصاص مدور وحلاوة الطابوق وبسكوت بوربع وبسكوت المينو والمربع والكيت كات).
من طقوس قراءة القصة أن تجتمع العوائل كل ليلة جمعة لقراءتها والدعاء لحل المشاكل!
قصة حلال المشاكل باختصار لمن هم خارج مجتمعنا:
(رجل فقير يسمى عبدالله الحطاب أشتد به وبأولاده البؤوس والفقر والجوع. وكانت زوجته تقف كل ليلة جمعة تدعو الله أن تلتقي وليًا من أوليائه لتشكو له حالهم.
وفي إحدى الليالي زارها الولي وعلمها أبياتًا شعرية ترويها لزوجها فيقولها عند الحاجة والملمات لحل مشاكله!
روت المرأة الصالحة لزوجها الأبيات عند عودته، فسألها عن مواصفات الرجل الصالح الذي جاءها، فعرف من إجابتها أنه الخضر (عليه السلام)
والأبيات التي ذكرها في مدح أمير المؤمنين علي بن أبي (ع)
(ناد عليًا مظهر العجائب
نجده عونًا لك في النوائب
.................
................)
وبدأ زوجها في استخدام الأبيات عند الشدائد والأحداث الدرماتيكية التي يمر بها، وتحل مشاكله بقراءة هذه الأبيات.
القصة فيها من المخيال الشعبي وتسلسل الأحداث والحبكة التي تجعلها قريبة من حكايات ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة، ولا تخلو من العجائبية القصصية.
(تستحق الوقوف عندها للقراءة النقدية).
أصبحت قراءة القصة والأبيات طقسًا اجتماعيًا دينيًا في مكوننا الاجتماعي الأحسائي.
أتذكر أن والدتي كانت تجبرني كل ليلة جمعة على قراءة القصة والأبيات، وكنت أطلب منها الاكتفاء بالأبيات التي هي حل ومفتاح للمشاكل.
لكن والدتي كانت تصر أن أقرأ القصة كاملة مع الأبيات (للبركة).
أحيانًا أحاول أن (أزانغ)- مفردة شعبية أحسائية- معناها تخطير صفحات- لكن والدتي كانت تحفظ القصة كاملة، وتقول: لا تخطر صفحات واقرأها كاملة (يا ولديه)!
كنا نتابع القراءة بتململ لأجل توزيع للحلويات بعد قراءتها.
حاولت في طفولتي استخدام أبيات الشعر التي كانت مفتاحًا وحلًا للمشاكل التي أواجهها، ولكن مفتاح الأبيات لم تعمل معي، وحينما أقول لوالدتي -أطال الله عمرها- قصة عبدالله الحطاب غير صحيحة لأن الأبيات والمناداة التي قرأتها لم تحل مشكلتي
كانت تقول: أنت اللي نيتك ماهي عدلة.
اقرأها عدل.
كنت أؤمن بكلمات والدتي أن المشكلة في فهمي للنص، وقناعتي به وليس في النص نفسه الذي استطاع عبدالله الحطاب أن يستخدمه في حل مشاكله!
حينما كبرت ونضجت كانت عجائبية عبدالله الحطاب انتهت ولم تعد من طقوس المجتمع لتطور الوعي عند جيلنا، ولكن ظللت متمسكًا بوصية والدتي فحينما تكون برفقتي في السيارة ونضيع الطريق أو آخذها لمراجعة المستشفى أو عندما تكون لها حاجة، كنت أردد أمامها
ناد عليًا مظهر العجائب....
وحتى بعد نضجي عندما تواجهني أحداث أو مشكلة أردد هذه الأبيات
ليس لقناعتي بالنص، ولكن للتبرك وتذكر وصايا والدتي أطال الله عمرها.
وإن شاء الله تكون لي قراءة ميثولوجية في القصة لأني أعتقد أنها من التراث الأحسائي الاجتماعي المسكوت عنه.
جديد الموقع
- 2024-12-19 جمعية ابن المقرب تحتفي باللغة العربية في يومها
- 2024-12-19 سلطة النوع الأدبي وقراءة النص
- 2024-12-18 لماذا يتفوق الطلاب على الطالبات في مادة الرياضيات؟: وكيف يمكن تضييق الفجوة بينهم في هذه المادة
- 2024-12-18 الغذاء السيء لكل من الأم والأب قد يؤثّر سلبًا ويسبب ارتفاع الضغط وأمراض الكلى المزمنة في نسلهما إلى الجيل الرابع
- 2024-12-18 ورشة المرأة في اللوجستيات _ بمؤمر سلاسل الإمداد و الخدمات اللوجستية بالرياض
- 2024-12-18 جامعة الملك فيصل بالاحساء تحقق المركز الثالث في قياس التحول الرقمي لعام 2024 على مستوى قطاع التعليم والتدريب
- 2024-12-18 سمو محافظ الأحساء يدشن "برامج أكاديمية ريف السعودية"
- 2024-12-18 الأحساء.. وجهة سياحية تنبض بالتاريخ والطبيعة الخلّابة
- 2024-12-18 اللغة العربية في التعريب
- 2024-12-16 تناول الشوكولاتة الداكنة مقترن بانخفاض نسبة احتمال الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني