2022/09/09 | 0 | 4068
شخصيات عاصرتها وعرفتها
(أســـرة الـبـخـيتان)
هناك أشخاص كثيرون حفروا أسماءهم في المطيرفي، كذلك هناك الكثير من العائلات نالت احترام وتقدير الجميع؛ حيث إن هذه العائلات تضم العديد من الشخصيات البارزة التي لها مكانة خاصة في المجتمع، من بين هذه العائلات عائلة البخيتان.
وتعتبر عائلة البخيتان من أرقى وأعرق العائلات في المطيرفي، وإذا ذكرت المطيرفي، فإن هذه الأسرة النبيلة تملأ بسمعتها الآفاق؛ لأنها تجسد وعيًا وتعاونًا اجتماعيًا وثقافيًا حقيقيًا واضحًا جليا للعيان. فعملت على تكوين ترابط واتحاد بمجتمع البلدة على المستوى الاجتماعي والأسري والإداري؛ الأمر الذي جعلها رمزا من رموز المطيرفي رسَخه الآباء والاجداد وحظي الأبناء بالمكانة الطيبة بين الأهالي.
المرحوم الحاج طاهر مبارك البخيتان- رحمه الله: عمدة المطيرفي، وله دور كبير لدى الأهالي، لأنه يقوم بالتواصل مع الدوائر الحكومية لإنجاز المعاملات الرسمية، كما يسعى إلى حل الخلافات والمشاكل إذا حدثت بين أبناء القرية، وهنا حري بنا أن نذكر العمدة الحاج عبدالله المهنّا الذي توارث هذا المنصب أباً عن جد، فعائلته منذ القدم من رجالات البلدة المعروفين وأعمدتها، ثم انتقلت العمودية إلى أسرة الخويتم، وبالتحديد للحاج علي عبدالله الخويتم، وأسرته معروفة ولها مكانة اجتماعية، وكان عمدة قرية «الموازن» من هذه العائلة قبل قدومهم إلى المطيرفي، وبعده الحاج طاهر مبارك البخيتان، ثم انتقلت إلى ابنه الحاج واصل طاهر البخيتان رحمهما الله .
استطاع بفطنته وحسن تدبيره أن يلمَّ شمل المجتمع، ويحل القضايا والمشكلات. وكان بعيد النظر حيث استعان بشخصيات من المطيرفي للمشورة وحل المشكلات وإصلاح ذات البين وكان منهم: المرحوم الحاج عبد المحسن صالح الخويتم والحاج عبد الهادي الناجم والحاج جواد الخليفة رحمهم الله جميعا والحاج السيد باقر السيد علي العلي.
كان رحمه الله أبا للجميع مشاركا الصغير والكبير، الغني والفقير في الأفراح والأتراح والمناسبات الخاصة، وشاهدناه رحمه الله تعالى في كل زوجات البلدة وهو يتقدم الحضور مشاركا في الفرحة وكذلك في أيام العزاء، ألفناه طيب القلب شديدا في الحق لا تأخذه لومة لائم، عطوفا على الفقير، مشفقا على الصغار والنساء. فهو أيقونة بارزة بالمجتمع رحمه الله رحمة واسعه.
المرحوم الحاج واصل طاهر البخيتان (أبو محمد): حين يكون الرحيل يذهب كل شيء ويبقى العمل والسيرة الحسنة والأثر الطيب الذي يتركه الإنسان في حياته. هكذا تأخذني الذكريات مع شخصية عرفت فيها النبالة وأنس العشرة ورفعة الأخلاق الدّمثة.
عرفته في عام 1976م يوم عملنا معاً في شركة أرامكو السعودية، وكنا نذهب إلى مدينة الظهران في سيارته (الأوتوبيس الأصفر)، حيث كان ينقل بعض الموظفين والمراجعين للظهران يومياً، فكان لنا ونحن في ريعان الشباب كالأب الحنون المشفق، والناصح المرشد.
لا يغيب عن ذاكرتي، كيف كان يبتهج حين يسمع عن نجاح أحد في مجال عمله، لجميل ما يحمل من مشاعر رقيقة، وفي وجدانه محبة عظيمة وعميقة تكفي الجميع، وكان الجميع يبادله هذه المحبة.
من مميزات شخصيته القوية تفاؤله الدائم، ثم يوجد ميزة إنسانية واجتماعية أخرى هي كظمه الغيض لسعة صدره حرصاً منه على مشاعر الآخرين، حتى مع من يحدثه أو يختلف معه، كان يبادر إلى تواده. كما اشتهر رحمه الله بالجود والكرم، سواء كان داخل بلدته أخارجها. وفي وفاته في - الجمعة ١٤٣٧/7/15 هجريه رثاه سماحة السيد عبدالامير السلمان .
الحاج محمد طاهر البخيتان (أبو علي) - رحمه الله تعالى: شخصية محبوبة من المجتمع، عرف عنه أنه صريح، رجل محب لبلدته ووطنه، معتز بمجتمعه، شخصية اجتماعية يتسم بالكرم والعطاء. وهو من اوائل موظفي شركة الأسمنت السعودية. عرفته من بداية عمري والتقيت به خارج الوطن فوجدته شخصية تعتز بكل فرد من أفراد المطيرفي.
له بصمات اجتماعية ملموسة في الأفراح والأتراح والمناسبات الدينية والاجتماعية. فهو شخصية تسعى دائما لعمل الخير، ومن أعماله - رحمه الله - إعادة بناء مسجد الشيخ داغر رحمه الله بالمطيرفي وتم افتتاحه مساء يوم الإثنين الموافق 23/4/1426هـ. بحضور جمع غفير من المؤمنين وبحضور المشايخ الأفاضل من المطيرفي يتقدمهم سماحة العلامة السيد محمد رضا السلمان (أبو عدنان) حفظه الله. وقد رثاه العلامة السيد ابو عدنان :
المرحوم الحاج علي بخيت البخيتان (أبو عبدالرحيم) رحمه الله:
الرجل الصالح هو جنة في الدنيا والآخرة، ففي الحياة الدنيا هو بمثابة أخٍ عزيز وقريب منك، تلقي بهمومك وأتعابك عليه، فيحملها دون أدنى شعور بالتردد أو التعب أو التثاقل منها، وفي الآخرة قد يكون طريقك إلى الجنة، فعند اختيارك الرجل الصالح التقيّ النقيّ، فحتمًا سينقلك إلى الجنة، فالخليل الوفي الناصح لك المتمسّك بتعاليم الله تعالى، ستتأثر به لا إراديًا ودون شعورٍ منك، فاختر جيدًا في دنياك لتنعم كثيرًا في آخرتك، وهذا هو حال الحاج علي البخيتان. وقد كتب عن شخصيته المهندس: عبدالله محمد البحراني بعنوان (الحاج عليُّ البخيتان... حمامة المسجد):
في بيته الكائن في أقصى الشرق لحيِّ الشعبة بالمبرز، وقرب براحة أم عجاج، وهي البراحة الواقعة جنوب المسجد الشرقيِّ، عاش أحد المؤمنين الأخيار الذين تعلقت قلوبهم بالمساجد، وهو المرحوم (عليُّ بن بخيت البختيان). وقد اعتاد أن يرفع الأذان لجميع الفرائض في المسجد الشرقيِّ بالشعبة ولفترة طويلة من الزمن. وبعد الصلاة، كان هو من يقرأ الآية الشريفة: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تسليمًا). وكان في آخر حياته يحضر للمسجد الشرقيِّ مبكرًا، ويقرأ جهرًا آياتٍ من الذكر الحكيم (١).
وبالقرب من براحة أم عجاج، هناك الحسينية الهاشمية، والتي تُقام فيها القراءة الحسينية يوميًّا في الصباح الباكر، وهي حسينية تم تأسيسها عوضًا عن مجلس السيد هاشم العليِّ (الكبير)، والذي نُزعت ملكيته في حيِّ السدرة، كإحدي سلسلة الحسينيات التي أسسها سماحة السيد هاشم السيد محمد العليِّ (رحمه الله) في المنطقة.
كان المرحوم عليُّ بن بخيت البخيتان سريع البديهة، يأتي إلى المسجد مبكرا، يقظًا في صلاته، يقف في المسجد خلفَ الإمام مباشرةً، تاركا الدنيا وراء ظهره، مدركا تماما أن صلاةً بلا خشوعٍ ولا حضورٍ؛ كبَدَنٍ ميِّتٍ لا رُوحَ فيهِ.
ومن المواقف التي لا تبرح ذاكرتي، أنه في أحد الأيام - وفي المسجد الشرقيِّ- كنا نصلى فرض المغرب جماعة، فسهى إمام الجماعة، وبعد التشهد في الركعة الثانية، جلس الإمام والمفترض فيه أن يقوم، فقام الحاجُّ عليُّ البخيتان بتنبيهه بقوله: "بحول الله وقوته"، ولكن إمام الجماعة لم يسمعه، فبادر الحاج عليُّ البخيتان، ووخَزَ إمام الجماعة بعصاه في خاصرته، قائلاً له: "بحول الله وقوته". فقام الإمام وأتمَّ صلاته. وبعد الصلاة، قال الإمام للحاج علي البخيتان، مداعبًا إياه: "لقد ثقبتَ خاصرتي بعصاك"!.
قـــريــة المـطـيرفـــي:
تُشتهر قرية المطيرفي بكرمِ أهلها، وجودة محصولاتها الزراعية، وخصوصًا (تمر الخلاص)، والذي يُعدُّ من أفخر أنواع التمور في المملكة. وعُرفت أيضًا بعدد من عيون الماء الجارية مثل، عين الحويرات، والتي ينبع فيها الماء من شعيبين أحدهما حارٌّ والآخر باردٌ. وفي هذه البلدة وُلد الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائيِّ رضوان الله تعالى عليه. وفي تلك الربوع الطيبة وُلد الحاجُّ عليُّ بن بخيت بن مبارك البخيتان (أبوعبدالرحيم) سنة ١٣٣٧ﻫ، حيث ترعرع، وتعلم القراءة والكتابة علي يد عمه ملاَّ حسين البخيت رحمه الله، وقد أظهر مهارة وحبًّا للتعلم منذ الصغر(٢).
والحاج عليُّ البخيتان هو أول من اشترى سيارة وقادها في قرية المطيرفي، وهو أيضًا من أوائل من اقتنى سيارة في حيِّ الشعبة بالمبرز، حيث كانت آخر سيارة اقتناها في حياته من نوع (تويوتا كراون بيضاء اللون).
تزوج زوجته الأولى من المطيرفي، وهي بنت أحمد بن ضيف البوخضر وأراد الله تعالى ألاَّ يُرزق منها بذرية؛ فتزوج بثانية من أسرة البوخضر في المبرز، وهي أخت الحاجِّ المرحوم محمد بن عليِّ بن عيسى البوخضر (الحملاداري المعروف)، وتوفيتْ وهي حامل (رحمها الله). وفي الثلاثين من عمره تقريبًا تزوج الثالثة، وهي بنت الحاجِّ المرحوم محمد بن عليِّ بن عيسى البوخضر فرزقه الله منها بذرية صالحة. وبعد هذا الزواج، سكن مدينة المبرز، حيث استقر في حيِّ الشعبة.
وقد كان حريصًا على تطبيق شرع الله، فسار بالعدل والإنصافِ بين الزوجات، فرغم كبر سنه، وبُعد المسافة ما بين البيتين(٣) إلاَّ أنه وحتى أواخر حياته، أقام ميزان العدل في حياته الزوجية، فكان يبيتُ ليلةً مع زوجته الأولى في المطيرفي، والليلة الثانية مع أم العيال في المبرز. وبيته يقع في الجهة الغربية الشمالية للمطيرفي.
السعي في الكد على العيال:
إن سر نجاح الإنسان ومفتاح التقدّم والازدهار في هذه الحياة مرتبط أشد الارتباط بالعمل والإتقان. ومن يريد إتقان العمل والتقدم في نفسه فعليه بتحصيل مهارات العمل، والممارسة حتّى يصل إلى أعلى درجات الإتقان بمرور الوقت. كذلك فإن النظام والتخطيط والازدهار بوضع آليّة عمل تحث على الإنتاجيّة، والتدريب بشكل مكثف، والإتقان في العمل، هما وجهان لعملة واحدة. ولا بدّ من زرع الإتقان في العمل، لتقدم في العمل، والتطوير المستمر. وهذا ما طبقه وآمن به الحاج علي البخيتان.
لقد كرَّس حياته ليؤمِّن الاستقرار وسبل الحياة الكريمة لأفراد أسرته، ويُعتبر الحاجُّ عليُّ البخيتان من رواد العمل في شركة أرامكو من أهل المنطقة، حيث عمل فيها لمدة عام واحد تقريبًا، فأظهر رغبة في التعلم، وأجاد اللغة الإنجليزية في فترة قصيرة، فَعُيِّنَ مشرفًا في مجال عمله مبكرًا. ومن زملائه في أرامكو الحاج خليل المعني، والحاج عبدالله النجاد، والحاج عليُّ حسين البخيت، والحاج عبدالهادي المعني (٤).
ثمَّ قدَّم استقالته من شركة أرامكوا ليتجه للأعمال الحرة، فاشترى سيارة (ستيك – بودي) ليستخدمها في نقل براميل الكيروسين (القاز) من مدينة الظهران إلى المبرز، فكان يتعامل مع الموزع الرئيسي للكيروسين في حيِّ الشعبة المرحوم عبدالله الصغيرات.
وكان ينقل له أكثر من اثني عشر برميلاً من الكيروسين مرتين في الأسبوع بهذه السيارة، في الوقت الذي كان يُعتبر فيه الكيروسين الوقودَ الرئيسي للسكان قبل انتشار الكهرباء. كان ذلك ما أفادنا به الحاجُّ علي بن حسن البن صالح، في ليلة الأحد ١٢/٧/١٤٣١ﻫ.
ثمَّ توجَّه بعد ذلك للعمل في المقاولات. وأول مقاولة حصل عليها كانت صبغ مطار الظهران الدوليِّ سابقًا. ثم عمل في مجال المواد الغذائية، حيث افتتح محلاًّ مع شريكه الحاج ياسين بن عليِّ بوحليقة بالهفوف، وكانت مهمته جلب المواد الغذائية من الكويت لهذا المحل، ولم تستمر هذه الشراكة طويلاً. وفي آخر حياته عمل ممثلاً لشركة (العجمي)، وكان شريكًا للحاج مزعل البودريس، في مكتبٍ عقاريٍّ بمدينة المبرز.
طرائف من حياته:
ومن اللطائف التي كان يمازحُ بها أبناءه هذه الواقعة، والتي جرت أحداثها في مقتبل حياته (٥)، يقول:
" أقرضتُ أحد الأصدقاء مبلغًا من المال، وبعد مدة ذهبتُ إليه لتحصيل هذا المبلغ، فقال لي هذا الصديق: إني لا أملك المبلغ المطلوب الآن، ولكن هناك قطعة أرض كبيرة أمتلكها في مدينة الخبر، قرب البحر، ويمكنك أن تأخذها عوضًا عن المال المقترض.
يقول الحاج عليُّ البخيتان:
فقلت له: ليس لديَّ رغبة في هذه الأرض الكبيرة، وفي هذا المكان النائي. فقال لي: إذن لديَّ (حمار)، وتستطيع أن تأخذه عوضًا عن المال ولم يكن لديَّ خيارٌ آخر سوى أخذ الحمار...والمضحك أن هذا الحمار كان (عضاضًا)! فأخذتُ الحمار، وبعد دقائق، فَلتَ مني الحمار وبذلك، فقدت المال، والأرض، والحمار الطيب وكان أولاده، يمازحون بعضهم بعضًا، بأن الوالد لو كان أخذ الأرض، لأصبح الآن أغنى من القصيبي !
بعضٌ من شمائله:
وصفه الحاجُّ محمد بن عبدالمحسن الخويتم (وهو من أصدقائه المقربين في المطيرفي)، فقال: "كان من أهل التقوى، والإيمان، محبوبًا من الجميع، مواظبًا على صلاة الجماعة مع كثرة مشاغله، عُرف عنه حدة الذكاء وحبُ العلم". وعندما يكون في المطيرفي، فكان (رحمه الله) يصلي في مسجد الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائيِّ (رضوان الله عليه).
تميَّز الحاجُّ عليُّ البخيتان، بالعمل الدءوب للكدِّ على العيال، والحب للمساجد وروادِها، كان (رحمه الله) خير مثال للعدلِ بين الزوجتين، أنيقًا في ملبسه. ومن عاداته الجميلة، والتي غرسها في أبنائه، التزامه بتلاوة جزء من كتاب الله، وقراءة دعاء الافتتاح، في كلِّ ليلة من ليالي شهر رمضان.
ولم يقتصر دوره في تربية الأبناء على تأمين السكن والملبس والمصاريف، لكنه كان مشاركا قويا في تربية الأبناء، ومؤثرا بشكل كبير في بناء شخصيتهم، فعمل على تحقيق التوازن الأسري، من خلال اهتمامه بأبنائه ومصاحبتهم ومعرفة أفكارهم وميولهم وهواياتهم، وكان يحاول دائما أن يساعد في حل مشاكلهم، ومعرفة أصدقائهم، ويكون لهم دائما الصديق المخلص الموجود بشكل مستمر، حتى لو كان غائباً، فبقيت مبادؤه وأفكاره راسخة في أذهان أبنائه، كما حرص على إرشادهم وتقويمهم واستخدام الشدة والحزم، إلى جانب الرفق والتسامح، فإحساس الأبناء بوجود رادع لهم، كان يجعلهم على حذر من الوقوع في الخطأ، كما حرص على الاقتراب أكثر من الأبناء، وتمضية الوقت الكافي معهم، وتعويدهم على أسلوب النقاش والحوار، ما يمنحهم الثقة بالنفس، والإحساس بوجود الصدر الحنون الذي يلجؤون إليه عندما يصعب عليهم حل مشاكلهم؛ فنشأ الأبناء على أسس تربوية سليمة، وانطبعت تلك الأمور على شخصياتهم، ومنهم المهندس: عبدالرحيم علي البخيتان الرجل المتواصل، حسن المعشر والذي يتميز بدماثة الخلق الرفيع، القارئ النهم، المحبوب عن معارفه وأسرته، حفظه الله، ورزقه الصحة والعافية.
إن هناك أشخاصا محفورين في الذاكرة، وآخرين لا تنساهم العيون، وغيرهم لا يفارقون البال ومنهم يسكنون القلب، ولكن المرحوم الحاج علي البخيتان يمتلك كل هذه الجوارح، القلب والعقل والعين والفكر معاً.
انتقل الحاج علي البخيتان إلى رحمة الله في ١٢/٥/١٤٢٥ﻫ، عن عمر يناهز الثمانية والثمانين عامًا، ودُفن في مقبرة الشعبة بالمبرز، وأقيمت له فاتحة في حسينية المصطفي بالمطيرفي. فودعناه بدمعات العيون، بعد أن ترك في القلب شجون. رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه.
.المرحوم الحاج أحمد إبراهيم البخيتان (أبو يوسف): شخص اجتماعي طيب المعشر وصاحب روح شفافة. حضوره في مجالس البلدة له طعم خاص؛ فهو يملك موهبة في سرد القصص والحكايات بأسلوب شيق وفيها من العبر والمواعظ الكثير.
كنا وللأسف الشديد نسمعه ولم نسجل له أو نكتب ما سرده؛ ولو فعلنا ذلك لكان لدينا مجموعات روائية جميلة. وكان - رحمه الله - متواصلا مع الجميع ويحظى بتقدير واحترام من الكبير والصغير، كما كان رحمه الله من المعالجين بالكي والماهرين في ذلك.
المرحوم الحاج يوسف أحمد البخيتان: شخصية محبوبة، ذو خلق عال، اجتماعي واصل ومتواصل، هادي، مكافح، عمل في العديد من الشركات والمؤسسات رحمه الله تعالي وتغمده بواسع رحمته.
المرحوم الحاج إبراهيم أحمد البخيتان (أبو أحمد): قريب من القلب، يغمرك بإحساسه الهادئ، رياضي ومحب للرياضة، كان - رحمه الله - يمارس كرة القدم، بداية لعبه كان بالمطيرفي بالملعب المجاور لمدرسة المطيرفي الابتدائية مع أبناء جلدته كالمرحوم صالح عيسى الملفي والمرحوم صالح الجابر والحاج أحمد حبيب الحسن وغيرهم.
انصهر قلب الحاج أبو أحمد - رحمه الله - في قلوب الآخرين من أبناء بلدته وأسرته بتواصله وخلقه الرفيع، وهو من أوائل الطلاب اللذين درسوا بالثانوية الصناعية بالهفوف وعمل بعدها في القوات البحرية السعودية وأقام سنوات بمدينة الدمام
وكان متواصلا مع أهله بالمطيرفي في جميع المناسبات وبعد التقاعد استقر رحمه الله ببلدته وظل على تواصل معهم، وكان مترددا على دور العباد ومستمرا في صلة الأرحام ومعاودة اهالي البلدة بصدر رحب وسعادة بالغة .
الحاج علي إبراهيم البخيتان: كان - رحمه الله - رجلا صاحب مبادئ ومحل احترام الكثيرين من أبناء المطيرفي، لم يتزحزح عن مبادئه التي يؤمن بها، كما أحب مجتمعه وخدم أهله بكل روح طيبة؛ مما أكسبه احترام كل من عرفه.
كان متواضعا صادقا، يمثل شخصية مفعمة بالإنسانية والنبل والعطاء وحب الخير، فكان الشكر والثناء له على كل الألسن عند ما تذكر سيرته، مطبقين في ذلك الحديث القائل :«من لا يشكر الناس لا يشكر الله».
كان من مآثره أيضا أنه كان جعل بيته مبيتا لكل طارق من أبناء المطيرفي في طريقه إلى الظهران أيام التسجيل للعمل في شركة أرامكو، وكان مضيافا بكل ما للكلمة من معنى، سواء كان في المأكل أو في توفير الراحة في النوم، أو حتى في تفقده للغائبين، مع الاطلاع على أحوال الحاضرين. هذه الحفاوة الأبوية تترك الشعور بالطمأنينة لكل نزيل في ضيافته.
كان يحرص على صلاته ليلة الجمعة ونهارها وليلة السبت، جماعة في المسجد، حيث يؤم المصلين سماحة السيد محمد العلي (أبو هاشم)، كما لم يترك المشاركة في جميع مناسبات البلدة من أفراح وأتراح وغيرها، وصلة الأرحام، وعيادة المرضى، ويوفر المستطاع من احتياجات لكثير من الأسر. توفي يوم الإثنين، الموافق 18/7/1397ه – 4/7/1977م، وهو على رأس العمل في شركة أرامكو.لم ينس أبناء بلدته جل خدماته لهم. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفسيح من جناته.
الحاج صالح إبراهيم البخيتان: شخصية تنتمي لأسرة عريقة ومعروفة. رجل استطاع بالصبر والعزيمة والإرادة والكفاح في سبيل الرزق أن يتجاوز العقبات التي صادفته. كان طيبا، واسع الصدر، بشوشا، عصاميا، نبيلا ومكافحا، اكتسب محبة الناس. عقلانيا متواضعا، متواصلا مع كافة شرائح المجتمع ومشاركاً في الأفراح والأتراح. رأيت فيه من الخصال الطيبة وسمو الذات ما يميز شخصه.
المرحوم حسين علي البخيتان (أبو علي): إنسان طيب السريرة يحمل بين جنبيه المحبة والمودة. مكافح؛ عمل من صغره في شركة الأسمنت السعودية. محبوب، صاحب ابتسامة لا تفارقه، رحمه الله وتغمده برحمته وأسكنه الفسيح من جناته.
المرحوم محمد علي البخيتان (ابو أسامة): كان صديقا للحاج جواد أحمد الجاسم، ويوجد ارتباط قوي بينهما، وهم صديقان منذ الطفولة؛ حيث درسا في مدرسة الشقيق الابتدائية. وكان - رحمه الله - متواصلا مع أفراد المجتمع ومع أسرته وأقام بمدينة الدمام بحكم عمله ولم ينقطع عن البلدة في المناسبات الهامة كالأفراح والاحزان.
وأيضا يرتبط بعلاقات وطيدة وأخوية مع المرحوم الاستاذ: إبراهيم طاهر البخيتان، فهو يعتبر نموذجا للأخوة والصداقة. رحمه الله وتغمده بواسع رحمته وأسكنه الفسيح من جناته.
المرحوم عبدالله يوسف البخيتان (أبو ماجد): صديق وأخ زاملته في العمل بشركة أرامكو السعودية. ذكي وطيب القلب والسريرة، قارئ ومطلع، وقد ساهم مساهمة طيبة في النادي في المجال الثقافي، أحيانا بالمشاركات الثقافية كالمسابقات وأحيانا بالألعاب الذهنية والمكتبة. رحمه الله رحمة واسعه وأسكنه الفسيح من جناته.
المرحوم الحاج علي البخيتان -الصبرة – (أبو حسين): رجل يحب مجتمعه ولا يمل من مجلسه وأحاديثه الشيقة، وملم بالأنساب وشخصيات المطيرفي، ومجلسه عامر وخاصة بشهر رمضان المبارك؛ حيث يكون معمورا بتلاوة الذكر الحكيم والأدعية الرمضانية. وحمل أبناؤه وأحفاده رحمه الله ما تركه من إرث معنوي وديني فاستمر مجلسه واستمر تواصلهم مع مجتمعهم في السراء والضراء.
المرحوم حسين علي البخيتان (الصبرة): حسن المعشر، طيب السريرة، كريم، طيب، لطيف مع الجميع، مبتسم دائمًا، طيب القلب، لا توجد أية كراهية له، هو رجل عصامي بالمعنى الكامل. عمل كمزارع وعمل مع الراحل السيد هاشم السيد صالح الهاشم عندما أحضر (الحراثة) وتمكن من كسب قلوب فلاحي المطيرفي وخارجها بفضل معرفته بالمزارع والنخيل وتعامله الحسن ودماثة خلقه. لا أحد يمل من الجلوس والتحدث معه، يمزح مع جليسه، فهو محبوب وأنيس بطيعة.
المرحوم محمد علي البخيتان (أبو واصل): كان - رحمه الله - حسن الخلق وحسن المعشر مع صفاء قلب ونقاء السريرة، هو إنسان محبوب عند الجميع، عرفته عن قرب، وهو صديق مخلص، مكافح طوال حياته؛ حيث عمل في الفلاحة وعمل بمشروع هيئة الصرف والري وزاول مهنة بيع الأبقار والأغنام، وعمل في فترات أخرى في المقاولات البناء. شخص ودود لا تفارقه الابتسامة، صاحب طرفة جميلة، من يجلس معه لا يمل أبدا مهما طال الوقت، رحل عنا وبقيت ذكرياته عالقة بالأذهان.
الحاج ناصر علي البخيتان - الصبرة (أبو علي): عرف عنه التواضع، وحسن الخلق، وطيب السريرة، ولطف المعشر، فهو من بيت استطاع أن يكسب معرفة المجتمع ويتواصل مع أفراده، ويحافظ على ما ورثه من الآباء والأجداد من تقاليد سامية وعادات جليلة. كان الحاج ناصر متواصلا مع أسرته ومجتمعه في أفراحهم وأتراحهم. رحم الله الماضين ومتع الله الباقين بالصحة والعافية.
محمد ناصر حسن المحسن البخيتان (أبو جميل): أخ وصديق منذ الطفولة، له بصماته الرياضية منذ بداية تأسيس النادي بالمطيرفي، صاحب مبادئ وقيم سامية وسيرة عطرة، ويتمتع بنقاء سريرة وقلب طيب ومحب للخير لكل من يعرفه ومن لا يعرفه، وهذه سمة من سمات الأخلاق الرفيعة التي كان يتمتع بها.
وهو شخصية تتمتع بالمساهمة والمشاركة في خدمة المجتمع وهو متواصل ومحب للجميع لا يتوانى عن زيارة كل معارفه في مناسبات الأفراح والأتراح. ولقد حصد ما زرع عندما وجدنا في أبنائه المصور الكبير الأستاذ جميل وأخيه علي، بما يتمتعان به من خلق كريم ومساهمات فعالة.
عبدرب الرسول عبدالله البخيت (أبو حسن): صديق وأخ عزيز منذ أيام الطفولة، طيب القلب وحسن الاخلاق، هادئ، بسيط، كانوا ثلة طيبة جمعتني الحياة بهم فعشت معهم أجمل لحظات العمر وهم: الأخ العزيز (أبو حسن) والأستاذ عبد العال الخليفة، والمهندس علي محمد الحجي والأخ الحاج علي حسين الحجي، والمرحوم عبد الله عبد الواحد السالم رحمه الله.
في بداية شارك في تأسيس نادي التاج الرياضي بالمطيرفي، على الرغم من أن الأخ أبو حسن أصغر منا عمرا لكنه كان يملك موهبة في الخط واستطاع آنذاك أن يخط لوحة باسم النادي لتعلق على مدخل النادي. حفظ الله الأخ أبا حسن واطال عمره ومتعه بالصحة والعافية. فوالده رحمه الله خال الحاج "محمد عبد المحسن الخويتم" أبو جواد" وأخته والدة الحاج" أبو جواد" المرحومة الحاجة (مريم بنت ملا حسين البخيت) رحمها الله.
محمد حسين البخيتان (أبو نامي): شخصية رياضية ومعلق رياضي، قَدَّمَ مساهمة كبيرة لنادي التاج الرياضي في المطيرفي. يتميز بعلاقات واسعة لما يتسم به من حسن المعشر وطيبة القلب ودماثة الخلق. شخصية مرموقة ومشرف على الدورات الرمضانية التي يقيمها النادي، محبوب لدى الجميع واجتماعي مع أسرته ومع معارفه وأصدقائه، يحمل معاني الرجولة بأسمي معانيها، وفَّقَ الله الأخ أبو نامي لما يحبه ويرضاه.
وعائلة البخيتان لها إسهامات كثيرة في المجال الثقافي والاجتماعي والرياضي لما تحظى به من كفاءات علمية في مجال التعليم كالطب والهندسة والعلوم الدينية وفي القطاعات الحكومية والعسكرية والشركات ومن تلك الكفاءات.
الأستاذ الحاج إبراهيم طاهر مبارك البخيتان (أبو جميل): قامة من قامات المطيرفي ومن عائلة لها مكانة عالية وكبيرة في المجتمع، متعلم ومعلم يملك ثقافة واسعة، شخصية واضحة، مستوعب لثقافة المجتمع بالبلدة بدرجة من الوعي الفائق والمسؤولية، محب للعلم والمعرفة مستقيم وسام بروحه ومحب للخير يملك ضمير يقظ.
هو مكسب وقدوة لكل من عرفه، معرف دائما بصراحته مع الجميع بدون أية مجاملات لأي أحد، لا يحب الرياء ويكره النفاق والمنافقين.
تعرفت عليه من بداية دخولنا المدرسة، وكان يدرس في معهد إعداد المعلمين مع عدد من أبناء المطيرفي ومنهم الأستاذ الحاج حسين طاهر البخيتان، والأستاذ الحاج صالح العبيدون. وفي آخر السنة كانوا يجتمعون للمذاكرة في المزرعة في وقت العصر، وعندما يصعب علينا فهم أي مادة كنا نلجأ إليهم فكانوا لا يبخلون بتعليمنا والشرح لنا بأسلوب راق وسهل ومعاملة مميزة وكان هو متميز بفهمه الثاقب والواعي للأمور برغم من أن شخصيته تتسم بالشدة إلا أنه عندما يقوم بالشرح لنا نراه بسيطا حانيا محبا ودودا.
انتقل إلى رحمة اللّه يوم الخميس الموافق 1/12/1443هـ الموافق30/6/2022 م. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفسيح من جناته.
الأستاذ حسين طاهر البخيتان: من الأوائل في مجال التدريس والتعليم. عرفته منذ المدرسة الابتدائية حيث درس في معهد إعداد المعلمين، وكانت المذاكرة النهائية في مزرعة المرحوم عبد الله الملفي مع مجموعة ممن يدرسون بنفس المعهد ومدارس أخرى.
كان مشجعا ومحفزا للجميع ومقدما المساعدة لمن يحتاجها. وللأستاذ حسين مشاركات في مجتمع البلدة في المناسبات الاجتماعية والدينية، وله بصمته الخاصة في مهرجانات الزواج الجماعي في جميع السنوات. كان طيب القلب، صافي السريرة ذو خلق عال، محب لمجتمعه ولأبناء بلدته متواصل مع الجميع بالمطيرفي وخارجها، متعه الله بالصحة والعافية.
الاستاذ الحاج ناصر طاهر مبارك البخيتان: من مواليد عام 1371هـ المطيرفي. أستاذ جامعي واثق من نفسه ومن قدراته العلمية، اجتماعي الطبع والمنشأ، أعطى وساعد ومَدَّ يدَ العون لكل الطلاب الذين درَّسَ لهم في مدارس شتى. وكان حريصاً على تبسيط الشرح وتوضيحه سعياً في إفهام الطالب.
قدم وما زال يقدم العديد من الأعمال الاجتماعية الجليلة في المطيرفي، ويأتي ذلك بسبب شعوره بالمسؤولية تجاه أبناء مجتمعه، الذين قدروا وثمنوا بدورهم هذا الاهتمام منه تجاههم. أشرف على برامج ومناسبات الزواج الجَماعي لسنوات عدة.
الأستاذ أبو بدر من أسرة اتسمت بالقيادة والزعامة في المطيرفي، فوالده المرحوم الحاج طاهر البخيتان، وأخوه المرحوم واصل البخيتان، كانا عمدتي المطيرفي على سنوات التوالي، واكتسب منهما خبرة كبيرة في العمل الاجتماعي وخدمة أهل بلدته، وتجدهما متواصلين داخل البلدة وخارجها، في جميع المناسبات الاجتماعية.
كما أن الأستاذ ناصر طاهر البخيتان (أبو بدر) هو ثاني شخصية في المطيرفي حصلت على الشهادة الجامعية، حيث حصل عليها من جامعة الملك سعود بالرياض تخصص جغرافيا في عام 1986م ـ1397هـ.
كانت أول مدرسة عمل بها في المراحل التعليمية هي متوسطة موسى بن نصير في المبرز، والمدرسة الثانية كانت ثانوية الإمام النووي، ثم متوسطة الخليج بمحاسن، وفي عام 1416هـ أصبح مرشداً طلابياً بمتوسطة المطيرفي، وثانوية عكاظ لمدة تسع سنوات وبعدها انتقل إلى متوسطة الشعبة ثم آخر الرحلة في المطيرفي الابتدائية.
شارك في العديد من الفعاليات: منها مشاركته المجلس الاستشاري للجمعية، إلى عضويته في لجنة إكرام الموتى، وكان أيضا مشاركا فعالا في الاحتفالات الدينية والمناسبات الاجتماعية بالبلدة.
هو حريص على إنجاز كل مشروع بأقصر وقت حتى ولو كان ذلك على حساب صحته وراحته. عرفته أبا رحيماً، وأخاً مخلصاً وصديقاً وفياً، فهو رجل يعي ما يفعل ويفعل ما يقول، فهو ينطبق عليه قول أمير المؤمنين عليه السلام (يمتحن الرجل بفعله لا بقوله)، رجل ضم بين جنبيه روح القيادة، وروح الانسانية والروح الاجتماعية، بالإضافة إلى الروح الأبوية. عايشته عن قرب طيلة مشاركته طوال الفترة التي عملنا فيها معًا: ومن سجاياه:
أولا: شخصية قيادية من الطراز الأول، فقد عملت معه في العديد من الأنشطة، فوجدته سديد الرأي بعيد النظر يزن الأمور بعقلانية ودراية، يستوعب من يعمل معه فيحتويه، يقبل الرأي الصواب ويدعمه دون النظر إلى قائله. يحفز ويشجع ويدعم كل مشروع يصب في خدمة مجتمعه.
ثانياً: روحه الاجتماعية عالية جداً. فهو حاضر دائماً في كل مناسبة ومشارك في كل عمل يخدم المجتمع، وفي مقدمة الركب، وفي هذا الجانب أريد أن أشير إلى صفة أزعم أني لم أجدها في غيره، وهي انتقاده الحاد وغيرته الإيمانية وتألمه الشديد لأي ظاهرة سلبية سواء على مستوى الفرد أو المجتمع، وتفاعله معها والعمل على إصلاحها، وإن كلفه ذلك المال أو الجهد.
ثالثاً: البعد الانساني، وبحكم قربي منه، أعلم أن له أيادٍ بيضاء تجاه من غشاهم العوز، وأفنى حريتهم الدهر من أفراد المجتمع، وخصوصاً أرحامه دون أن يتبع ذلك مناً ولا أذى.
رابعاً: البعد الأبوي في هذه الشخصية، ويأتي في ثلاثة أبعاد، هي:
على مستوى البلد وأبنائها، وخصوصاً الشباب منهم، فقد وجدته يتعامل بروح الأبوة مع الصغير والكبير، فتراه ناصحاً وموجهاً ومرشداً لأبناء البلد، ودالاً لهم على طرق الخير والصلاح، وبالخصوص أثناء عمله مرشداً طلابياً في مدارس البلد.
على مستوى الأسرة الكريمة أسرة البخيتان، فبحكم علاقتي بأفراد هذه الأسرة وما يربطنا بها من صلة رحم، وجدت أفراد هذه الأسرة جميعاً ينظرون إليه نظرة الأب الروحي، ويتعاملون معه على هذا الأساس، فتجدهم يهرعون إليه في كل صغيرة وكبيرة، فيأخذون برأيه، ويستأنسون بمشورته، فهو صاحب الرأي الأول والمقدم عندهم.
وأخيراً، على مستوى أسرته الصغيرة، في بيته، فقد كان في هذا الجانب مصداقاً لقول أمير المؤمنين عليه السلام «خير ما ورّث الآباءُ الأبناء الأدب»، فيكفي أن يُقال أنَّ أبناء هذا الرجل الفاضل، مثال للأبناء البررة، وهم: (بدر وعباس وميثم وسلمان) حفظهم الله جميعاً، ومتعهم بطول بقائه تاجاً على رؤوسهم ينعمون بالراحة تحت جناحيه.
وفي حفل تكريمه الذي أقيم بمناسبة تقاعده، الذي أقامته مدرسة المطيرفي الابتدائية 29/12/1428، نوَّهَ الأستاذ حسين المبارك إلى مزاياه العديدة بقوله: «من باب معرفتي بالأستاذ ناصر البخيتان خلال عملي بالمدرسة مدة سنة ونصف، فإني أشهد لهذا العَلَم الأشمِّ بأنه من أكثر المعلمين إخلاصاً ووفاءً لمهنته، ومنه تعلمت كيف يُختبر الرجال؟، وكيف يتعامل الأب مع أولاده الطلاب؟، فهو حقاً ميزان الرجولة، وخير من يتقلد المناصب الإدارية، وإنني إذ أسطر هذه الكلمات لأقول في حقه ما هو دون وصفه».
سماحة الشيخ أحمد حسين البخيتان: شخص جمع بين العلوم الحوزوية والأكاديمية. هو ثمرة من ثمرات البلد الطيب «المطيرفي». المَعين الذي لا ينضب، والأنموذج الأمثل للانطلاق نحو الرقي والإبداع والمعرفة. وجدت فيه الإصرار والكفاح في سبيل تحصيل العلم والمعرفة، سواء كان من داخل البلدة أو من خارجها، مثقف، حذر، يتمتع بدماثة الخلق، بشوش، واسع الصدر، رقيق في تعامله.
تعمقت علاقتي به منذ التقيت به في منزل سماحة الشيخ علي الجزيري (خارج الوطن) في إحدى الزيارات، ومن خلال حديثه ونقاشة شعرت بأنه امتداد للشخصيات الدينية المعتمدة على العلم والعقل. وكان هذا الشعور حقيقياً بعد رجوعه وإكماله الدراسة الأكاديمية. أعتز به كشخص من بلدي وأفتخر به كنموذج يعكس واقع مجتمع.
سماحة الشيخ عبدالله علي البخيتان : شخصية هادئة سمتها التواضع والتواصل . شغوفًا بالاستفادة من الحوزة ،مجتهدا في ايصال المعلومة بما يفيد مجتمعه واهله . وهو من الشخصيات الانيقة والمرتبة في لباسها مكسوا بالمحبة والمودة بما يحمله من خلق كريم وشعور طيب . وفقه الله لكل خير .
الأستاذ جميل إبراهيم البخيتان (أبو عدنان): معلم صاحب أخلاق عالية وطيب القلب والسريرة، عرفته متسامحا، راضيا، قنوعا، ملتزما بإنسانيته، يتمتع بخصال ومزايا حميدة حيث دماثة الخلق وحسن المعشر، وقد زاده تواضعه احتراما وتقديرا في قلوب من يعرفه، وهو من الكفاءات في المطيرفي وعائلة البخيتان. حفظه الله ورعاه.
الأستاذ رضا على البخيتان: رجل يحب الخير وهذه سجية حاضرة في تكوين شخصيته. هادئ يتسم بالحلم والأناة، كما أنه قوي في قول الحق. ومن السمات البارزة مجلسه حديثه الممتع وترحيبه وسعة صدره في حواراته ونقاشاته.
ومن أبرز صفاته التواضع، وتقبل الذات، وعدم التكلف، واحترام الجميع. رجل مضياف، ومجلسه عامر بذكر الله سبحانه وتعالى وهو من مجالس الذكر الكريم بالمطيرفي. يتسم بالأخلاق والمعاملة الطيبة والوجه البشوش المليء بالمحبة والود.
الأستاذ حبيب حسين البخيتان: معلم ومرشد طلابي ويتميز بأخلاق عالية، رجل أعطى وأجزل بعطائه، سقى وروى حياة طلابه علماً وثقافة، ضحى بوقته وجهده ونال ثمار تعبه، تعلم منه طلابه أن للنجاح قيمة ومعنى؛ فتعلموا منه كيف يكون التفاني والإخلاص في العلم والعمل، وأنه لا مستحيل في سبيل الإبداع والرقي، له العديد من المشاركات داخل البلدة بالتوجيه والارشاد للطلاب ويحظى بتقدير واحترام من الجميع وصدر له كتاب يحمل العنوان (التدفق النفسي)، حاصل على درجة الماجستير من جامعة الملك فيصل بالإحساء، كما حصل عدة شهادات أخرى وهي:
1- بكالوريوس علوم من كلية المعلمين بالإحساء
2-دبلوم عال توجيه وإرشاد طلابي
3-ما جسير توجيه وإرشاد نفسي.
وقد حصل على عدد من الدورات والانجازات منها:
1-دورة TOT تدريب المدربين من جامعة الملك فيصل بالأحساء.
2-دورة المدرب المتقدم من جامعة الملك فيصل بالأحساء.
3-إعداد حقيبة تدريبية بعنوان (أساليب تعديل السلوك)
4-إقامة دورات للمعلمين بتعليم الإحساء.
الأستاذ بدر ناصر طاهر البخيتان: من الشخصيات الواعدة صاحب خلق كريم وسجايا حميدة، اجتماعي، حسن المشر وطيب السريرة، له هوايات جميلة وبحظي بقبول من المجتمع لما يحمله من سمات طيبة
ومن الشخصيات الأخرى في هذه العائلة:
- الأستاذ: واصل أحمد البخيتان
- حسن واصل البخيتان
- صالح يوسف البخيتان
- محمد يوسف البخيتان
- موسى واصل البخيتان
- يوسف طاهر البخيتان
- مبارك احمد البخيتان
- أحمد إبراهيم أحمد البخيتان
- حسين طاهر إبراهيم البخيتان
- عبدالله أحمد إبراهيم البخيتان
- عبدالله طاهر ابراهيم البخيتان
- جعفر ناصر علي البخيتان
- ميثم ناصر طاهر البخيتان
- عباس ناصر طاهر البخيتان
- عبدالخالق محمد طاهر البخيتان
- طاهر محمد واصل البخيتان
- باقر ناصر علي البخيتان
- علي واصل طاهر البخيتان
- أحمد جاسم ناصر البخيتان
- علي ابراهيم أحمد البخيتان
- واصل حبيب أحمد البخيتان
- أحمد حسين علي البخيتان
- أحمد طاهر ابراهيم البخيتان
- الدكتور سعيد يوسف البخيتان
- عدنان جميل البخيتان.
- علي حسين البخيتان (علي العيسى)
ويعمل أبناء الأسرة بعدة مجالات بالقطاع الحكومي والعسكري والشركات الخاصة ومن الذين التحقوا للعمل بشركة أرامكو السعودية: محمد واصل البخيتان وعلي محمد البخيتان وسلمان ناصر البخيتان وغيرهم
وترتبط أسرة البخيتان بعدد من الأسر بالمطيرفي وخارجها ومن تلك الأسر: الصالح والخليفة والشيخ والمعني والزويد والمطاوعة والنجاد والسلطان والهاشم والعبداللطيف والبو خضر والسلمان والمشاجرة والجاسم والسالم والبجحان والخويتم .
وللعائلة مجلس يضم العائلة مثل باقي المجالس العائلية بالمطيرفي يقوم على إدارته أفراد الأسرة، وهو جمعية تم الاتفاق على تسميتها باسم (العائلة) والتي تأسست عام 1 / 7/1421 هـ على غرار الجمعيات الأسرية القائمة في تقديم الخدمة لجميع أفراد الأسرة (العائلة).
ومن أهداف مجلس الأسرة ما يلي:
1-تقوية أواصر القرابة وأواصر القرابة بين أفراد الأسرة.
2-الاهتمام بالأسرة والعمل على رفع مكانتها بين الأسر الأخرى.
3-تغطية أكبر شريحة من المجتمع لتلقي أخبار الأسرة والمجلس.
4-تفعيل العمل الخيري التطوعي وتعزيز مساهمة المجلس في التنمية الأسرية والاجتماعية.
5-تقديم الدعم المباشر للأسرة والمساعدة في التأهيل والتدريب وتوفير فرص العمل قدر الإمكان.
6-تقديم الدعم المباشر للأسرة والمساعدة في التأهيل والتدريب وتوفير فرص العمل قدر الإمكان.
وللمجلس مشاريع منها:
1-مشروع روضة المنار.
2-مشروع خبة المنار.
3-مشروع القروض.
4-مشروع إفطار الصيام السنوي.
5-مشروع الاحتفال بالعيد.
وفي الختام أود أن أقول إن أسرة البخيتان من الأسر التي أخذت على عاتقها تربية وتنشئة أولادها على العلم والأخلاق؛ فبنهما يكون المجد والعلا وتكون الرفعة والمنزلة العليا، لأن الأسرة هي الخلية الأولى، والمنزل هو المصنع الأول أو هو المزرعة الأولى التي ينشأ فيها الطفل، وكان هذا البيت تسوده الرعاية والعطف والأمن، والأخذ بيد الأبناء في كل ناحية من نواحي شخصيته، وبجانب ما يأخذه الأبناء من رعاية وعطف وإشباع لحاجاتهم المتنوعة كان هناك أيضا السلطة الضابطة التي أخرجت جيلا مستقيما في هذه العائلة.
ولم تعش هذه الأسرة بعيدة عن أفراد مجتمعها وحولها أسوار عالية تحجبها عن مجتمعها، بل وجدناها تشارك أفراد مجتمعها في الأفراح والأتراح، لا يتركون مناسبة إلا وهم متواجدون، يمدون يد العون والمساعدة لكل من يحتاج إلى مساعدة، معتبرين ذلك من ضمن مسؤولياتهم وواجباتهم تجاه أبناء مجتمعهم، يقدمون كل ما في وسعهم دون مَنِّ أو أذى.
ويكن تلخيص الدور الاجتماعي الذي قامت به هذه الأسرة في الآتي:
1-تعزيز الثقافة النافعة والمفيدة والسلوك الجيد القويم حتى يعيش المجتمع في استقرار ويكون لديه قدرة على مواجهة الشدائد
2- تعزيز المنظومة الأخلاقية.
3- تعزيز الروح الوطنية الإيجابية والتخلص من عوامل الشرذمة كالعصبية العائلية والحزبية والتطرف.
4-الإيجابية في الحياة من خلال العمل التطوعي والوقوف بجانب الفقراء والحفاظ على الممتلكات العامة والنظافة وغيرها.
5-تعزيز الوعي والعلم فإن الجهل مرتعه وخيم.
6-تعزيز الإيمان بالله في قلوب الناس فهو ملاذنا وانطلاقنا وتحررنا من كل الضغوط الحياتية.
لقد كان لهذه الأسرة إيمان شديد بأن من أسمى واجباتنا كأفراد أن نتعاطى مع ذاتنا ومع الآخرين ومع مجتمعنا بروح مسؤولة، فمثل هذا التعاطي يمدّ جسوراً متينة بيننا وبين المجتمع الذي ننتمي إليه ونحمل هويته، كما أن الإحساس بالمسؤولية يصقله الشعور بالواجب ومن ثم يؤدي إلى الالتزام بأمانة وموضوعية بالمعايير الإنسانية التي تقود بدورها إلى إيجابية التعايش والتواصل، الاجتهاد للتغلّب على مصادر الشقاق والتعصّب والعصبية والتطرّف، وهي عوامل لا تُمهّد إلا الى شلل المجتمع وإحداث شرخ عميق في شكله وعلى كافة المستويات وفي كافة المجالات التي تنهض به.
ودعونا نفكر ماذا سيحدث لو قامت كل أسرة بدورها الاجتماعي مثلما قامت أسرة البخيتان، إذًا لاندفع كل فرد لبذل جهده في إعلاء شأن مجتمعه من أجل النهوض به؛ ولأصبح كل الفرد يؤمن إيمانا راسخا بأنه مسؤول عن نفسه ومسؤول عن مجتمعه ولأصبح كل فرد يعيش في توحد مع الجماعة.
لقد كنتم فعلا نِعْمَ الأصدقاء وأصدق الأصدقاء، تسألون وقت الغياب، وتحضرون وقت الاحتياج، صداقة حقيقية وأخوية إنسانية، تحقق فيكم صدق الصداقة ووجدنا فيكم كنز الصداقة وتحقق فيكم وفاء الصداقة، لذا ستظل العلاقة أبدية، وسيظل الحب سرمديا، ولوكان الصخر ينطق لتكلم ولوكان قلبكم يدرك كم نحبكم لتعجب؛ لأننا أحببناكم بروحنا وكياننا. فهل يوجد شيء من الحب أعظم ؟؟ أقول لكم يا أحبابنا…كلام صدق من فؤاد فيه حب عتيد، واحترام أكيد، وعمر مديد.
وأتمنى أن تكونوا في أحسن حال يا أصدقاءنا الغاليين، فقد مرت الايام سريعاً ونحن في شوق دائم لرؤيتكم والجلوس معكم كالأيام الخوالي، الأماكن التي كنا نزورها معاً تشتاق إلى ضحكاتنا وفرحنا فهلا أعدناها مرة أخرى، الحياة أخذتكم منا وجعلت داخلنا يحترق شوقاً لرؤيتكم والجلوس والسهر معكم مثل الماضي. قد تبعدنا عن بعض المسافات، وبعض مشاغل الحياة، ولكنم دائمًا تكونون في القلب وأتذكر ذكرياتنا الجميلة التي قضيناها معًا.
لقد كانت علاقاتنا مبنية على أساس متين، كانت صداقة معلقة بالقلب، والذاكرة، والجوارح، فهي شعلة لحنين بأيام قد مضت، والصداقة الحقيقية -يا أحبابنا - هي ما تستمر للنهاية، ويستمر معها الوفاء والعطاء.
جديد الموقع
- 2024-11-21 توقبع اتفاقية شراكة بين جمعية أدباء بالاحساء وجمعية هجر التاريخية
- 2024-11-21 أمانة الاحساء تُكرّم الفائزين بــ ( جائزة الأمين للتميز )
- 2024-11-21 سمو محافظ الأحساء يبحث مع معالي وزير التعليم خطط ومشاريع تطوير التعليم في المحافظة
- 2024-11-21 «الغربة باستشعار اللون».
- 2024-11-21 البيت السعيد
- 2024-11-21 القراءة للكسالى
- 2024-11-21 القراءة واتباع الأحسن
- 2024-11-21 روايات أسامة المسلم بين جيلين.
- 2024-11-21 ( غرق في المجاز، مَجازٌ في الغرق ): قراءة في ديوان الشاعر جابر الجميعة
- 2024-11-20 الدكتور عبدالمنعم الحسين يدشن حملة التشجير الثالثة ببر الفيصلية