2021/11/09 | 0 | 3591
رحلت هناء وذكرى عطاءها لن يرحل
توقف القلم عن نسج الكلمات انى له ان يشحذ ،وينبري ،فقد توارى مبرده خلف الثرى.
امسك قلبي ، لأجده اعتصر ألما وتدفقت أحباره في أروقة الصفحات ، تاه في مزيج الذكريات التي تنبض نشاطا وحيوية وعطاء ، لا يوقفه تعب أو الم أو كلمة رادعة.
هل أكتب عن أول لقاء بهذا الملاك الساحر الذي كان يبرق بالجاذبية والاختلاف الجاذب.
نعم كانت مختلفة لهجتها ، لبسها ، طريقتها ، حركتها الدؤوب في أروقة المكان ،تعاطيها مع كل الفئات والطبقات والمذاهب والمسالك والأفكار.
و هي في عملها في دار الايتام ، تقف مشدوها كيف تعاملت مع مجهولي النسب ، كانت أماً و أختاً وصديقةً لهم، كانت تجد عملها هناك عطاءً مثمراً وبذوراً تنشرها ليدلل عليها المطر ، لم تتزفره سجناً مخنوقةً منه لكونها مع فئة يرفضها المجتمع ، بل تعاملت معهم كفلذات كبد يستحقون أن يأخذوا الحب ليتعلموا تقديم الحب للمجتمع.
هل ياترى كانت هناء امرأة حديدية تتحمل أعباء ثقالاً وصنوفاً مختلفة المجالات لتبرع بلمساتها وتكنيكها فتحيل كل شيء إلى إبهار ؟.
هل هي امرأة مطاطية تمددت وربطت الاحساء بالدمام و القطيف ، بالكويت والبحرين وعمان وجدة ، بل حتى في دول اوروبا كيف لها أن تحيل اي قروب تذهب فيه الى بصمة ذكريات آسرة تُنحت في قلب ووجدان مرافقيها.
في كل رحلة أو تجمع أو لقاء أو نشاط كانت علكة المستكة مع المناديل المعطرة وعود الخلة ولمسة أنثوية تقدمها لنا تجعلك تتحاشى فتح الكيس الذي يحتويها كي لا تخسره وتآثر الاحتفاظ به للذكرى .
عجيبة في نظرتها للأشياء، لا تبهرها الماركات لأنها كانت تصنع ماركتها بذاتها من أي شيء يقع في يدها ليتعجب كل من يراها من سعة بصيرتها وحدة بصرها .
لقد كانت سباقة الى كل حدث ترى أنه يخدم المنطقة والمجتمع لتكسر من أجله الصخور وتواجه كل صنوف الانتقاد بابتسامتها وتستمر في التكسير ولا تبالي بالمحبطات .
تواجدت في الجمعيات الخيرية وفي المراكز الاجتماعية وفي المنتديات وفي الحسينية والمساجد والنوادي ، كانت عضو وكانت مؤسس وكانت مخطط وكانت منفذ ورئيس .
لم تطغى قيادتها و مهامها أو أعمالها على أنوثتها التي يقف لها الجميع اجلالا واحتراما ويعرفوا حدود التعاطي معها .
كانت بوابة لكل عمل تطوعي ذو صدى عالي وأثر عميق لأنها تضع فيه مجهودها وطاقتها ومالها فتخرجه بالمستوى اللائق والذي طالما صفق له الجميع من عمق اتقانه.
الحفل السنوي للجمعية الخيرية كانت تضع لمساتها في كل أرجاء المكان الذي استضافه فتتحقق من جهوزيته لاستقبال علية القوم فكرا وجاها ومالا فتعرفنا هي عليهم و ليثقوا هم فيها لأي تبرع يقدموه .
نادي هجريات اسسته واخرجته وجمعت فيه كل الطاقات والهامات لتستضيفهم في بيتها الذي تقول عنه متواضع بينما الزوار يبهرون بجمال التفاصيل والتنسيق و ليبكيها الهجريات اليوم ويوقفوا اجتماعه حدادا على فقدها حتى بعدما تركته لكذا سنه.
بعد مرضها وتساقط شعرها لم تغادرها الابتسامه والطرافة والتفاؤل لتقول "أحد يحصل له لوك جديد ويقول لا " لتقف معنا في فريق السيدة خديجة التطوعي وتعرض المعروضات للأسر وتحفزهم على أخذها بينما أصابعها ملفوفة بالشاش لأنه أظافرها بدت تتساقط من العلاج.
في السرير الأبيض عندما بدأت تتهاوي ظل بريق ابتسامتها لامعا لترفع يدها دوما مشيرة بإبهامها أنها قوية ،كانت تمدنا بالقوة والاصرار لنكمل الطريق فتسأل عن الأيتام وعن احتياجاتهم وماذا يمكن أن نقدم لهم وللأسر واي باب نطرق ليستمر مداد الخير لهم .
كانت تصر على إبهارنا في أي مكان تأخذنا معها حتى في لحظاتها الأخيرة وصلنا معها الى المقبرة لنقف على مواراتها الثرى فتكون اول وقفة لنا هناك هي لهناء، ولتلامس أيدينا ترابها الرطب فتغوص فيه ولسان حالنا يقول نحن متشبثين بك فخذينا معك فالعطاء فقد طعمه وبريق التطوع خفت ضياه والنجوم تساقطت خجلى من نجمة سطعت روحها في السماء راحلة وتخلد ذكرى عطاءها في الارض يأبى أن يرحل.
جديد الموقع
- 2024-11-21 توقبع اتفاقية شراكة بين جمعية أدباء بالاحساء وجمعية هجر التاريخية
- 2024-11-21 أمانة الاحساء تُكرّم الفائزين بــ ( جائزة الأمين للتميز )
- 2024-11-21 سمو محافظ الأحساء يبحث مع معالي وزير التعليم خطط ومشاريع تطوير التعليم في المحافظة
- 2024-11-21 «الغربة باستشعار اللون».
- 2024-11-21 البيت السعيد
- 2024-11-21 القراءة للكسالى
- 2024-11-21 القراءة واتباع الأحسن
- 2024-11-21 روايات أسامة المسلم بين جيلين.
- 2024-11-21 ( غرق في المجاز، مَجازٌ في الغرق ): قراءة في ديوان الشاعر جابر الجميعة
- 2024-11-20 الدكتور عبدالمنعم الحسين يدشن حملة التشجير الثالثة ببر الفيصلية