
ملخصات عاشورائية
2008/01/14 | 0 | 671
(( بناء الشخصي الإسلامية الليلة الرابعة لسماحة الشيخ عبد الجليل البن سعد
قال مسلم بن عقيل عليه السلام :
أقسمت أن لا أموت إلا حرا ........ ولو رأيت الموت شيئا نكرا .
لا نقصد الشخصية الإسلامية التي تصلي وتصوم وتحج وغيرها من العبادات فحسب , وإن كانت مطلوبة ومرغوبة ، فكلامنا عن الشخصية التي لها هدف و رسالة تقدمها لخدمة البشرية وتؤثر في تربية الأجيال
ونتكلم عن التي تبقى بعد الموت ، عن شخصية لا فرق إن كانت على قيد الحياة ، أم تحت الثرى ، نتكلم عن أصحاب لا يضرها سكوت التاريخ عنها ، وتسليط الضوء عليها مثل شخصية مسلم بن عقيل عليه السلام الذي سجل بموقفة في سفارته عن الحسين في الكوفة أروع معاني التضحية والإباء و التفاني والذوبان في حب الله وحب أهل بيته ، فقد سجل عنوان الصلابة في الإيمان والثبات على الحق ، ولو رجعنا قليلاً في بداية تربية هذا الرجل ، ومن أي بيت هو لعرفنا مكانته ، حيث خرج من بيت الكرم والعزة و الشهامة وصلابة الدين والثبات على المعتقد ، وما يزيد ذلك شرفاً أنه من بيت أهل الوحي والرسالة ، و الذوبان في خدمة أولياء الله سبحانه . ومن مقومات الشخصية الإسلامية التي توفرت في سيدنا مسلم بن عقيل عليه السلام: 1 / أن تبلغ هذه الشخصية حد الاعتزاز والفخر بانتمائها للإسلام . وهناك مثال يوضح هذا المعنى ، حينما فتح المسلمين في الصدر الأول بلاد المغرب العربي ، فقد كانت الدراهم مسكوكة بالرومانية ( اللاتينية ) فترجم ما كان مكتوب على هذه الدراهم في عهد عبد الملك بن مروان ، فوجدوا أنها مكتوب في شعار المسكوكة ( الرب + الابن + روح القدس ) فأجمع المسلمون في ذلك الوقت على أن هذا الأمر خطير جداً على أبناء المسلمين ، فعزم عبد الملك على تغيير العملة بعملة جديدة إسلامية مكتوب عليها ( أنه لا إله إلا هو ) ، فعلم أمير الروم آنذاك ، فغضب لهذا الأمر ، فأرسل بهدية لعبد الملك بن مروان طالبا منه أن يعيد التعامل بالعملة الرومانية ، فلم يعتنِ برسالة أمير الروم ، فأرسل له هدية ثانية وثالثة لكن في الثالثة حملت الرسالة مضمونا خطيراً ، وهو : ( إذا لم تُرجع العملة كما كانت سأعمد على سك دراهم جديدة تشتم نبيكم ). فاحتار عبد الملك وأرسل إلى العلماء يستشيرهم في هذا الأمر الخطير ، فاجتمعوا ولم يخرجوا بنتيجة واضحة تنقذهم من هذا الحرج ، فزادت حيرته ، وكان هناك رجل مقرب من البلاط قال : ( أنه بيدك الحل لكن لا تريد أن تذهب إليه وتكابر . قال : ويحك ما قصدك ،قال : أرسل في طلب الإمام محمد الباقر عليه السلام يحل لك هذه المعضلة ). وفي الحال أرسل رسالة إلى واليه في المدينة : ( أن أرسل في طلب الإمام الباقر معززاً مكرما إلينا )، فلما مثل بين يديه قال : ( يا ابن رسول لقد ألمت بنا مصيبة من أمير الروم لم نعرف أن نخرج منها فهل لديك حلاً لها ؟ ) ، قال : بلى ، أتظن بأن النبي هين على الله كي يفعل ما يريد أمير الروم هذا لن يستطيع فعل أي شيء أبداً ثم عليك أن تغير العملة وتكتب على الوجه الأول منها أشهد أن لا إله إلا الله ، و الوجه الثاني وأشهد أن محمد رسول الله و تكتب حول المسكوكة المدينة التي صنعت فيها ، وأمر الناس أن يتعاملوا بها ، وأعلن القتل على من يتعامل بغيرها في حال لو عزم أن ينفذ تهديده أمير الروم بأن يكتب على الدراهم شتم النبي صلى الله عليه وآله ، وفي الحال نفذوا مشورة الإمام الباقر عليه السلام ، فوصل الخبر لأمير الروم ، فسألوه : ( ما أنت صانع ؟) ، قال : (لا شيء ) .وحُلت هذه المعضلة من أهل بيت النبوة ، فهم الأمان للناس كما قلنا في المحاضرة السابقة . وللأسف في أيامنا هذه تجد المغتربين من أبنائنا تشغلهم مسألة في ذلك المجتمع وهي هل تجوز مصافحة المرأة الأجنبية ؟ مع العلم أن من آداب ذلك المجتمع مصافحة الأجنبية ، وإذا لم نُسلم نقع في ضيق وحرج ، ونكون شاذين في ذلك المجتمع ؟ الجواب من سماحة السيد محمد سعيد الحكيم أنه لا يجوز مصافحة المرأة الأجنبية بالمس المباشر . وأما ما يقال : أن هذا من أدبياتهم لا يكون مسوغا لفعل ذلك ، وعلى المسلم أن يطبق تعاليم الإسلام في بلاد الغرب كي تشيع وتعرف . فهذا الكلام من مرجع كبير لدبه ما يثبت صحة كلامه من خلال صفحات التاريخ من الأمم السابقة ،وكيف أن للإسلام جاذبية عجيبة تؤثر في المجتمعات المختلفة ، وهذا أدعى للمسلم أن يحافظ على شخصيته الإسلامية ، لأنها مصدر قوة وعزة له في الثقافات المختلفة ، وهناك امرأة مسلمة ( هويدة العتيبي ) صالت وجالت المؤتمرات في مختلف مناطق العالم وهي بحجابها ن فتُسأل هل الحجاب مصدر عائق لكِ في تحركك ؟ فتجيب: ( أبداً ) ، فقالوا لها : ( وهل وجدتِ أحدا ينتقدكِ على هذا الحجاب ؟) ، فتقول بثقة : ( إن الإسلام عودنا بأنه ما حاججه أحد إلا وغلبه) .2 / عدم العبودية لغير الله سبحانه و المناداة بالحرية . قال مسلم : أقسمت أن لا أموت إلا حرا يقابله وجه مما قاله الإمام الحسين عليه السلام : (( كونوا أحراراً في دنياكم )) .فكلاهما يناديان بالناس بأن الحرية في العبودية لله ، وليس لسعادة الناس . كذلك قال مسلم : وإن رأيت الموت شيء نكرا يقابله من كلام الحسين عليه السلام :( هيهات من الذلة ) .فهذان موقفان يدلان على صلابة الإيمان وتوحيد الله سبحانه والحرية في المعتقد ، وكلها سمات لأصحاب الإباء والوفاء عليهم السلام ، لكي تكون مدرسة تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيلا ، لا تموت أبداً . وقد حاول سيد الشهداء أن ينقذ أعداءه ، ويجعلهم أحراراً في دنياهم بقوله : ( أتقاتلوني لسعادة أبن مرجانه كي يسود عليكم ، ولن تستفيدوا من بعده أبداً سوى الندم على ما قدمت أيديكم ) ، لكن للأسف ملئت بطونهم بالحرام فخسروا الدنيا و الآخرة.
تلخيص الاستاذ / زاهر العبدالله
ونتكلم عن التي تبقى بعد الموت ، عن شخصية لا فرق إن كانت على قيد الحياة ، أم تحت الثرى ، نتكلم عن أصحاب لا يضرها سكوت التاريخ عنها ، وتسليط الضوء عليها مثل شخصية مسلم بن عقيل عليه السلام الذي سجل بموقفة في سفارته عن الحسين في الكوفة أروع معاني التضحية والإباء و التفاني والذوبان في حب الله وحب أهل بيته ، فقد سجل عنوان الصلابة في الإيمان والثبات على الحق ، ولو رجعنا قليلاً في بداية تربية هذا الرجل ، ومن أي بيت هو لعرفنا مكانته ، حيث خرج من بيت الكرم والعزة و الشهامة وصلابة الدين والثبات على المعتقد ، وما يزيد ذلك شرفاً أنه من بيت أهل الوحي والرسالة ، و الذوبان في خدمة أولياء الله سبحانه . ومن مقومات الشخصية الإسلامية التي توفرت في سيدنا مسلم بن عقيل عليه السلام: 1 / أن تبلغ هذه الشخصية حد الاعتزاز والفخر بانتمائها للإسلام . وهناك مثال يوضح هذا المعنى ، حينما فتح المسلمين في الصدر الأول بلاد المغرب العربي ، فقد كانت الدراهم مسكوكة بالرومانية ( اللاتينية ) فترجم ما كان مكتوب على هذه الدراهم في عهد عبد الملك بن مروان ، فوجدوا أنها مكتوب في شعار المسكوكة ( الرب + الابن + روح القدس ) فأجمع المسلمون في ذلك الوقت على أن هذا الأمر خطير جداً على أبناء المسلمين ، فعزم عبد الملك على تغيير العملة بعملة جديدة إسلامية مكتوب عليها ( أنه لا إله إلا هو ) ، فعلم أمير الروم آنذاك ، فغضب لهذا الأمر ، فأرسل بهدية لعبد الملك بن مروان طالبا منه أن يعيد التعامل بالعملة الرومانية ، فلم يعتنِ برسالة أمير الروم ، فأرسل له هدية ثانية وثالثة لكن في الثالثة حملت الرسالة مضمونا خطيراً ، وهو : ( إذا لم تُرجع العملة كما كانت سأعمد على سك دراهم جديدة تشتم نبيكم ). فاحتار عبد الملك وأرسل إلى العلماء يستشيرهم في هذا الأمر الخطير ، فاجتمعوا ولم يخرجوا بنتيجة واضحة تنقذهم من هذا الحرج ، فزادت حيرته ، وكان هناك رجل مقرب من البلاط قال : ( أنه بيدك الحل لكن لا تريد أن تذهب إليه وتكابر . قال : ويحك ما قصدك ،قال : أرسل في طلب الإمام محمد الباقر عليه السلام يحل لك هذه المعضلة ). وفي الحال أرسل رسالة إلى واليه في المدينة : ( أن أرسل في طلب الإمام الباقر معززاً مكرما إلينا )، فلما مثل بين يديه قال : ( يا ابن رسول لقد ألمت بنا مصيبة من أمير الروم لم نعرف أن نخرج منها فهل لديك حلاً لها ؟ ) ، قال : بلى ، أتظن بأن النبي هين على الله كي يفعل ما يريد أمير الروم هذا لن يستطيع فعل أي شيء أبداً ثم عليك أن تغير العملة وتكتب على الوجه الأول منها أشهد أن لا إله إلا الله ، و الوجه الثاني وأشهد أن محمد رسول الله و تكتب حول المسكوكة المدينة التي صنعت فيها ، وأمر الناس أن يتعاملوا بها ، وأعلن القتل على من يتعامل بغيرها في حال لو عزم أن ينفذ تهديده أمير الروم بأن يكتب على الدراهم شتم النبي صلى الله عليه وآله ، وفي الحال نفذوا مشورة الإمام الباقر عليه السلام ، فوصل الخبر لأمير الروم ، فسألوه : ( ما أنت صانع ؟) ، قال : (لا شيء ) .وحُلت هذه المعضلة من أهل بيت النبوة ، فهم الأمان للناس كما قلنا في المحاضرة السابقة . وللأسف في أيامنا هذه تجد المغتربين من أبنائنا تشغلهم مسألة في ذلك المجتمع وهي هل تجوز مصافحة المرأة الأجنبية ؟ مع العلم أن من آداب ذلك المجتمع مصافحة الأجنبية ، وإذا لم نُسلم نقع في ضيق وحرج ، ونكون شاذين في ذلك المجتمع ؟ الجواب من سماحة السيد محمد سعيد الحكيم أنه لا يجوز مصافحة المرأة الأجنبية بالمس المباشر . وأما ما يقال : أن هذا من أدبياتهم لا يكون مسوغا لفعل ذلك ، وعلى المسلم أن يطبق تعاليم الإسلام في بلاد الغرب كي تشيع وتعرف . فهذا الكلام من مرجع كبير لدبه ما يثبت صحة كلامه من خلال صفحات التاريخ من الأمم السابقة ،وكيف أن للإسلام جاذبية عجيبة تؤثر في المجتمعات المختلفة ، وهذا أدعى للمسلم أن يحافظ على شخصيته الإسلامية ، لأنها مصدر قوة وعزة له في الثقافات المختلفة ، وهناك امرأة مسلمة ( هويدة العتيبي ) صالت وجالت المؤتمرات في مختلف مناطق العالم وهي بحجابها ن فتُسأل هل الحجاب مصدر عائق لكِ في تحركك ؟ فتجيب: ( أبداً ) ، فقالوا لها : ( وهل وجدتِ أحدا ينتقدكِ على هذا الحجاب ؟) ، فتقول بثقة : ( إن الإسلام عودنا بأنه ما حاججه أحد إلا وغلبه) .2 / عدم العبودية لغير الله سبحانه و المناداة بالحرية . قال مسلم : أقسمت أن لا أموت إلا حرا يقابله وجه مما قاله الإمام الحسين عليه السلام : (( كونوا أحراراً في دنياكم )) .فكلاهما يناديان بالناس بأن الحرية في العبودية لله ، وليس لسعادة الناس . كذلك قال مسلم : وإن رأيت الموت شيء نكرا يقابله من كلام الحسين عليه السلام :( هيهات من الذلة ) .فهذان موقفان يدلان على صلابة الإيمان وتوحيد الله سبحانه والحرية في المعتقد ، وكلها سمات لأصحاب الإباء والوفاء عليهم السلام ، لكي تكون مدرسة تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيلا ، لا تموت أبداً . وقد حاول سيد الشهداء أن ينقذ أعداءه ، ويجعلهم أحراراً في دنياهم بقوله : ( أتقاتلوني لسعادة أبن مرجانه كي يسود عليكم ، ولن تستفيدوا من بعده أبداً سوى الندم على ما قدمت أيديكم ) ، لكن للأسف ملئت بطونهم بالحرام فخسروا الدنيا و الآخرة.
وهناك توصية أخيرة يوجهها الشيخ للشباب وهي قراءة كتب السيد محمد سعيد الحكيم فيما يخص أمر الشباب فإن له عناية كبيرة فيما يتعلق بأمور الشباب .

جديد الموقع
- 2025-04-27 أقوى تلسكوب في العالم لاستكشاف أسرار الكون
- 2025-04-27 برعاية سمو محافظ الأحساء وكيل المحافظة يدشّن النسخة الخامسة من مبادرة "امش 30"
- 2025-04-27 سمو محافظ الأحساء يرعى الحفل الختامي لميدان الفروسية بالأحساء لعام 2025 ويتوج الفائزين
- 2025-04-27 زوار معرض الرباط الدولي يشيدون بركن وزارة الشؤون الإسلامية: تجربة معرفية وتقنية تبرز ريادة المملكة في خدمة الإسلام
- 2025-04-27 زواج ثنائي سادة الهاشم (( الدكتور علي والمهندس حسين )) بالاحساء
- 2025-04-26 العمل التطوعي بين التنظير والممارسة
- 2025-04-26 تجربتان شعريتان في أمسية ابن المقرب
- 2025-04-26 أفراح الجاسم بالمطيرفي والبوحسن والخليف تهانينا
- 2025-04-25 سمو محافظ الأحساء يرفع التهنئة للقيادة بمناسبة ماتحقق من إنجازات لرؤية المملكة 2030
- 2025-04-25 سمو نائب أمير المنطقة الشرقية: رؤية السعودية 2030 تواصل ترسيخ مكانة المملكة في مصاف الدول المتقدمة