
2023/08/27 | 0 | 252
بثينة وشارع الستين والكهرمان في إثراء*
ضمن ( برنامج مجاز ٢ ) المقام تعاونًا بين ملتقى ابن المقرب الأدبي بالدمام ومركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي بالظهران (إثراء) أقيمت الأمسية الشعرية المميزة (تشكيلٌ مجازي)، وذلك مساء يوم الجمعة 2023/8/25م بسينما إثراء.
وقد أحيا هذه الأمسية الاستثنائية الشعراء : الدكتور عبدالله أبو شميس ، و جاسم الصحيح ، و محمد الماجد. وقدّمها وأدارها الشاعر فريد النمر.
وعلى مدى جولتين لكل شاعر، كانت البداية مع ضيف المملكة الشاعر عبدالله أبوشميس، حيث أبدع بقصائده المميزة : بثينة جميل ( في خمسة أصوات ) ، هاجر، راحيل وهي القصيدة الفائزة بجائزة البابطين الشعرية.
تبعه الشاعر جاسم الصحيح الذي أطرب الحضور بقصائد رائعة منها : في شارع الستين، أحد عشر تأويلاً في الغزل.
ثم تلاه الشاعر محمد الماجد، والذي رنّح الحضور بنصوص محلّقة منها: الكهرمان يضيء ليل المجدلية، الجواميس.
وقد تخلل الأمسية مداخلات لشعراء الأمسية أثارها مقدمها، فتحدث أبوشميس حول تجربة ديوانه (كتاب المنسيات)، وتناوله الشخصيات النسائية بين النظرة التاريخية والمقدسة وبين النظرة الإبداعية الشعرية.
وتحدث جاسم الصحيح حول ما تحتاجه القصيدة لتكتمل، وعن منابع الشعر الجمالية.
بينما تحدث محمد الماجد في مداخلته عن اكتناز تجربته في استدعاء التراث والرموز التاريخية العربية .
ومن نصوص الأمسية ما ألقاه الدكتور أبو شميس من قصيدة «بثينة جميل»، وفيها يقول:
وفي خيمةٍ
عند وادي القُرى
دعاني الهوى
فدعوتُ جميلا
فيا لكِ
من خيمةٍ غيمةٍ
يعانقُ فيها العليلُ العليلا
يؤرجحُني الليلُ
بين يديهِ
فحِيناً هديلاً
وحِيناً صهيلا
أنا لكَ
حتى تذوبَ النجومُ
وتجري على صدرنا
وتسيلا
ونخرجَ من جسديْنا
مَعاً...
وندخلَ فينا
قليلاً قليلا
فيا سيدَ الشعرِ،
أنتَ الذي
جرحتَ بأقماركَ المستحيلا
أضأتَ الحجازَ
بنار المجازِ
وعلمتَ ريحَ الصبا أن تقولا
أعِرْني من النايِ
بعضَ الثقوبِ
أهرّبُ فيها الغرامَ الثقيلا
لكي تَسمعَ البيدُ
قاطبةً
بأن بُثينة تهوى جميلا!
و مما ألقاه الشاعر جاسم الصحيح قصيدته ، في شارع «الستين»:
في شارعِ «الستينَ» خَطوِيَ ضائعُ
لم أدرِ ما يُفضي إليهِ الشارعُ؟!
كل الفِخاخِ هناك لا مَرئِية
والعُمرُ ليس لديهِ خط راجعُ
والوقتُ بالسنواتِ يزحفُ مثلما
الثعبانُ وَهْوَ إلى الفريسة جائعُ
وأنا على الحِكَمِ القديمة أَتكي
وأَسيرُ حيث السيرُ هشّ ضالعُ
أخشى مفاجأة الطريقِ، فربما
تلدُ الفجيعة... والمُفاجِئُ فاجعُ!
قدمي تُصالحُ خطوَها، لكنما
لم تَبقَ في صدرِ الطريقِ أضالعُ
«حُفَرٌ» من الشكوى، و«تَحوِيلاتُ» أيامٍ...
ومِنْ حيثُ استقمْتُ «تَقاطُعُ»!
يا شارعَ «الستينَ» بِت مُشابِهاً
جسدي، فأنيابُ السنينِ قواطعُ
«سِتونَ» تُنبِئُ ما سيَأْتِي بعدَها
أَن البضاعة للنفادِ تُسارِعُ
هي صفقة تمضي... وحَسْبُ المشتري
منها... إرادة ما أرادَ البائعُ
ندري بـهذي السوقِ ليستْ حُرة
ويَزينُها أن السنينَ بضائعُ
في شارع «الستينَ» ينعطفُ المدى
فإذا التضاريسُ انحدارٌ شاسعُ!
تتدحرجُ الساعاتُ فيهِ سريعة
ومُحَركاتُ الوقتِ لا تتراجعُ
«سِتونَ»... أنطقُها فيقفزُ من فمي
رَقَمٌ كأذيالِ العقاربِ لاسعُ
لا تقرأوني من غلافيَ... إِن لي
متناً يشي أن الغلافَ مُخادِعُ
هذي الحياة/ الموتُ منذُ أتيتُها
والعيشُ كل العيشِ كيفَ أنازعُ
ومما ألقاه الشاعر محمد الماجد :
الكهرمان يضيء ليل المجدلية
والبخور يتم سرب الراعيات من النصارى في الأحدْ
وتند نَدْ
زيتونة تجلو لهم وجه الإله
فينذرون لها البنات وينسبون له الولدْ
وأعد عَدْ
من كوة صلواتهن
أقول: لم لا تحضر القداس مسلمة
ويصدف ثم مسلمة هناك توزع الحلوى
وتكبر وجنتاها كلما ثلثنها
تحمر
تجهشُ: يا أحدْ.
لي بينهن أخو هوى
ينسل من غيم الكنائس كلما أبرقتُ
يهطل من تراتيل على كتف الصلاة
يعس بين أهلّتي
يصطاد بدراً
ثم يفترعُ البَرَدْ
ويعود أدراج الرياح إلى الكنيسة
روحه ريش يغني
كلما عقد الصليب
وقلبه يسع البلد
نجري معاً جري الحواميم الطوال
ونستوي شجراً من اليقطين
ننقر نقرتين على زجاج الوقت
نمتحن الهواء ولا أحد
إلا وصايا المعمدان تحل أزرار السماء
وحارسين من الأبدْ
ويعودُ أدراج الرياح إلى الكنيسة
خوف الوشاية
هكذا
متعثراً بالنحو
يعصر ثوبه حتى يجف من المثنى
أو يبخر راحتيه
فلا يشيرُ إذا أشار إلى عددْ
ويمد مدْ
وأمد مَدْ
ياء المسيح لعله يقضي لنا في العشق
أو يجري لنا ما زبد من ماء الصبابة في الرخامِ
يخِد خَدْ
فنقوم
من طرب على ساق لنغسل بالزلال وبالزبدْ …
وفي ختام الأمسية كانت الكلمة لرئيس ملتقى ابن المقرب الأدبي الأستاذ أحمد اللويم، الذي تقدم بوافر الشكر للشعراء المشاركين وللحضور جميعًا، و للقائمين على إثراء لتهيئتهم الظروف والإمكانات لنجاح الفعاليات المقامة بمناسبة ختام الموسم الثاني من تعاون الملتقى وإثراء ، كما أعلن مصرّحًا بأنه قد حان توديع ملتقى ابن المقرب الأدبي لتحل محله "جمعية ابن المقرب للتنمية الثقافية والأدبية "، وقد تلقى الحضور هذا التصريح بوابل من التصفيق والتبريكات.
قام بعدها الأستاذ اللويم و الأستاذ معاذ الصقر منسق مركز إثراء للبرامج الثقافية بتكريم الشعراء المشاركين في الأمسية
جديد الموقع
- 2023-09-21 الندوة العالمية: الاحتفال باليوم الوطني يجسد مشاعر الانتماء والولاء لمملكة الإنسانية
- 2023-09-21 يشهد أكبر تجمع لسائقي الدراجات النارية في المملكة العربية السعودية .. توقيع شراكة بين مهرجان واحة الأحساء التراثي الدولي وفرع هيئة الصحفيين السعوديين بالأحساء
- 2023-09-21 يشهد أكبر تجمع لسائقي الدراجات النارية في المملكة العربية السعودية .. توقيع شراكة بين مهرجان واحة الأحساء التراثي الدولي وفرع هيئة الصحفيين السعوديين بالأحساء
- 2023-09-21 سلطنة عُمان ضيف شرف معرض الرياض الدولي للكتاب 2023
- 2023-09-21 مدى تكيف الناس مع صعوبات الحياة يعزز من اكتساب الحكمة
- 2023-09-21 شخصية كل فرد فريدة : ما هي مناطق الدماغ المسوؤلة عن هذا الاختلالف
- 2023-09-21 للعمليات الحسابية جذور بيولوجية، فهي تعبير في شكل رموز "للبنية العميقة" لإدراكنا الحسي
- 2023-09-21 مكاسب الروبوتات السعودية في المنصات العالمية
- 2023-09-21 العالم في لحظته الراهنة
- 2023-09-21 صفحات جواثا