2008/01/20 | 0 | 632
المرأة كائن رسالي (1) لسماحة الشيخ عبد الجليل البن سعد
بدأت تأخذ منحى خطيرا في أيامنا هذه من قبيل إنشاء المؤسسات النسائية لتعزيز التباعد بين الطرفين والاستقلالية ، وتسود ثقافة الاستهانة بمقدرة الرجال ، ووجود ثقافة الأدب الساخر بين الطرفين ، حتى أن هناك منتديات تغذي روح التنافر بين الطرفين ، ولو اطلعنا للآية القرآنية التي بدأنا بها الحديث ، نجد أن المرأة في الإسلام كائن عظيم له حرمته ، وله صورة لامعة ، وأن أهل البيت بينوا لنا الطرق الصحيحة التي يجب أن التعامل بها بين الزوجين ، وفي ذلك صورتان . أدرك أهل البيت عليهم السلام أن الذهن سرعان ما يحتل من الأفكار السلبية الفاسدة ، فأسرعوا لتعبئة هذا العقل بما فيه صلاح ، فإذا رزقنا بولد أسرعنا بتسميته ، وتلقيبه بأحسن الأسماء ، كي نسد الفجوة ونملأ الفراغ ، بحيث لو تركنا ذلك أصبح هناك مجالا للتنابز بالألقاب ، قال الإمام الصادق : ( إن الله جعل مواطن النور لكم في الدنيا ) ، وهو مقدم الجبهة ، لأنه موضع السجود لله سبحانه ، فهو مكان لنور المؤمن ، فقبل أن تقول أذهان الناس لماذا شوهت وجهك بالحمرة أو السواد ، حثت الروايات تقديس مكان السجود وتقبيله ، وكل ذلك لسد الفراغ في أذهان الناس ، كي لا ينظروا له بنظره سلبية ، فأهل البيت أرادوا الحفاظ على عقول الناس وتوجيهها في الطريق السليم في التعامل مع الآخر . والصورة الثانية : إذا وقفنا على أمرين لا بد أن ننظر إليهما نظرة تحليلية ، بأن نعرف الجانبين السلبي والإيجابي ، بعدها نقف بإنصاف بين الأمرين ، ونعطي حقه من دون إفراط ، ولا تفريط ، ونعلم حالة من التوازن بين الأمرين ، فقد جاء رجل إلى الإمام الصادق عليه السلام وقال له : ( إن صاحبتي ماتت – أي زوجته – وكانت لي موافقة والآن هممت أن أتزوج ) فقال له الإمام عليه السلام : ( إذا كان ولابد فاعلاً فانظر أين تضع نفسك ، ومن تشرك في مالك ، ومن تودع سرك ، وإذا أردت أن تتزوج تزوج من تنسب إلى الخير وتعرف بالخير ) ، فالإمام عليه السلام يريد أن يقول للرجل أن المرأة فيها مواصفات عالية ولامعة ، لكن احرص أن تبحث عنها جيداً ، لكي توافق روحك ، وتكون نفسك ، وسكنا لك ، وتحمل سرك ـ وعليها فقس بقية الأمور ، وإن بعض العلماء يقول : إخفاء السر على الزوجة مثل إخفاء الفجر على الديك .هذه الحصيلة الأولى التي نستفيدها من الحديث ، وأما الحصيلة الثانية هي أن المرأة نفس الرجل ، والرجل هو نفس المرأة ، وأن المرأة هي شريكة لك في المال و الدين ، وركز الإمام على أهم العوامل التي يشترك فيها الناس ، وفي المقابل ركز أن تكون حريصاً على اختيار الزوجة المناسبة ، ولكن للأسف تجد بعض الكتاب من النساء منْ تشحن النساء ضد الرجال كبدرية البشري حيث تقول أن الرجال تماسيح خرجوا لتوهم من نهر الأمازون ،فهذا الكلام يعبر عن أن الرجل انتهازي وظالم .بينما نسوا أن من الرجال الأب الذي لطالما قبل ابنته في حنان ورحمة ، وكذا الأخ الذي يحامي عن عرضه وشرفه ، وكذا الابن الذي في أحشاء المرأة ، فهذه نظرة غير منصفة أبداً ، وفي الجانب الآخر كان هناك رجل يقول : إن النساء شياطين خلقت لنا ، فردت عليه امرأة عاقلة : النساء رياحين خلقنا لكم ، فسكت الرجل من قوة كلامها ، لكن نسي الرجل أن من النساء أمه التي أن قبلت يدها وجدت ريح الحياة التي جاء بها والأخت وغيرها ، فكيف تكون شيطانا ؟ أتكون الأم شيطانا ؟!!!
كلام عظيم في حق الأم ، كما أن هناك بعض النساء تكون السبب في إعطاء صورة غير لائقة عن النساء ، ولو أخذنا شريحة المراهقين ، أو المقدمين على الزواج ، وسألناهم ما هي المواصفات التي تريدها في المرأة ؟ لأجاب أريد زوجة تشاركني في الروح ، وأسكن إليها وبمجرد ما يبدأ في خطوات الزواج ، يفاجئ بالمهر العالي ، وتكاليف الزواج المرهقة ، فتتغير الصورة عنده إلى السلب ، ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن المرأة إذا علا مهرها كثر شؤمها ) . وهذا تحذير من رسول الله صلى الله عليه وآله ، فأي شؤم يمر بحياتك قد يكون بسبب غلاء مهر الأزواج ، ثم أن بعض النساء عندهن هوس الشراء ، بسبب ما تجده من التخفيضات ، والمحلات الفخمة ، وغيرها من المغريات ، فتجعل بعض النساء تدمن السوق ، وتكون شرهة في الشراء ، وهذا أسلوب خاطئ ، ولا ننسى صاحبة المصائب التي سجلت أعلى درجات القيم والتضحية ، وكانت في الصف الأول بصمودها وقوة صبرها ، فحري بالمرأة أن تحتذي حذوها ، وتسلك منهجها سلام الله عليها .
تلخيص الاستاذ زاهر العبدالله
