
2008/02/19 | 0 | 644
المحاضرة الاولى : كميل بن زياد النخعي
فخرج من هذه القبيلة حواري لأمير المؤمنين عليه السلام ومنهم أرط النخعي وإويس النخعي وأخيراً كميل بن زياد النخعي . كما أن رسول الله دعا لابن عباس حتى صار حبر الأمة ، وكذا دعا لأبي ذر وكان أصدق ذي لهجة وكذا دعا لأهل بيته حين كانوا تحت الكساء وقال : ( اللهم أن هؤلاء أهل بيته طهرهم من الرجس ) .فنزلت الآية { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } ، وهنا قد يرد إشكال وهو هل كان تطهير أهل البيت عليهم السلام سابقا لدعاء النبي أم بعد الدعاء ؟ الجواب : مرة يكون الدعاء لشيء محدث ومرة يكون الدعاء لأستمرار شىء موجود ، فدعاء النبي صلى الله عليه وآله لأهل بيته كان لإستمرار التطهير لهم وذهاب الرجس عنهم ، ويروى عن أهل البيت : (لولا أن نزداد في كل يوم جمعة لا نفد ما عندنا ) ، وهذا من أثر دعائه صلى الله عليه وآله لاستمرار تطهيرهم من الرجس ، وكذلك دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للأشعرية حيث قال : ( اللهم اغفر للأشعريين كبيرهم وصغيرهم ) ، ولكن ليس لأبي موسى الأشعري ممن حضي بشرف هذا الدعاء ، ولو لم يكن من عدم توفيقه لدعاء النبي صلى الله عليه وآله إلإ ابنه أبو الحسن الأشعري الذي حرف الكلم عن مواضعه ضد أهل البيت عليهم السلام لكفاء ذلك ، ولكن في المقابل لهذه القبيلة التي دعا لها رسول الله صلى الله عليه وآله التي سكنت بلاد فارس في منطقة ( كم ) التي يطلق عليها اليوم ( قم ) المقدسة ، وأصبحت منارة للعلم والمعرفة وأعلنها محبتها لأهل البيت عليهم السلام ، واستمدت بقاءها من السيدة المعصومة كما أنهم أصحاب غيرة شديدة على غيرهم إذ قالوا أنهم يحبون أهل البيت عليهم السلام . وهنا أريد أن أقول هل أن الدعاء له أساس في شؤون النبي صلى الله عليه وآله في الحفاظ على سلامة الناس وتوجيهها لما فيهم الخير والصلاح ؟ نعم حيث أن أهل البيت يشكلون الأمان لأهل الأرض إذا طلب منهم العون والسداد ، ولذا تجدنا نقول للإمام الحجة عليه السلام : ( اللهم هب لنا رأفته ورحمته ودعاءه ما نخاف ...) .فإن الإمام الحجة أمان لنا من مصائب الدنيا . بعد هذه المقدمة .
نعود لعنوان بحثنا هذه الليلة وهو حديث : ( اللهم بارك في النخعي ) ، فخرج لنا كميل بن زياد النخعي الذي اختلف فيه الناس ، وكلنا يعلم إذا اختلف في أمر إنسان فهو دليل على عظمة هذا الرجل ، فهو أول من حمل راية الفلسفة وهو رائدها الأول ، ولذا أخذ المتصوفة من طرق كميل بن زياد ليس حباً فيه ، ولكن بسبب مدرسته الفلسفية التي ينهلونها من علمه ، وأغلب الطرق الصوفية اليوم تأخذ من معالم هذه المدرسة . وهنا يأتي سؤال على يد من تتلمذ كميل ، وأخذ معالم علمه ودينه ؟ من سيد الموحدين والعارفين أمير المؤمنين علي عليه السلام ، حيث كان كميل بن زياد عاشق في طلب العلم والمعرفة ، بل مبالغ فيها ، حتى أنه ليس له وقت للعلم بل العلم هو الوقت الذي يريده كميل ، ونقلت عنه حادثة لم تتكرر من قبله من طلاب العلم والمعرفة ، ففي يوم من الأيام كان أمير المؤمنين عليه السلام ماشيا على دابته فرآه كميل ، فقفز على ظهر دابة أمير المؤمنين عليه السلام ، وأردفه عليه السلام ، وبدأ ينهل بالأسئلة وعلي عليه السلام يجيب فنعم السائل والمسؤول . ويبدو أن لأمير المؤمنين وقتين للعلم وهما بعد الصلاة و حلقات الدرس ، ولكن كميل لا يدع فرصة للعلم حتى يغتنمها من أمير المؤمنين عليه السلام ، فكان يدرس فيها الخواص من شيعته ، ويعلمهم أسرار مدرسة أهل البيت عليهم السلام ، ففي يوم من الأيام صلى أمير المؤمنين عليه السلام وبعد الصلاة وقف خطيباً يحث الناس ويقول لهم : ( إن هذه الليلة عظيمة يستحب فيها الدعاء المناجاة لله سبحانه ولو شئت أخبرتكم بدعاء الخضر عليه السلام الذي كان يناجي ربه لفعلت ، فلم يتكلم أحد ، ولم يطلب الدعاء منهم أحد ، فقام أمير المؤمنين يجر رداءه ، وقال : تعساً لهذه الأمة ، فخرج من المسجد متحسرا ، فلما جن الليل ونامت العيون ، وإذا بدار أمير المؤمنين تُطرق ، فقال أمير المؤمنين : من الطارق ؟ قال : سيدي أنا كميل . قال : كميل في هذه الساعة ما الذي جاء بك في هذه الساعة ؟ قال : دعاء الخضر يا سيدي . فقال له عليه السلام : إن لك صحبة تجعلنا نجيبك على سؤالك ـ أي لولا مكانة كميل من أمير المؤمنين عليه السلام لم يجبه عليه السلام ولم يصلنا كنز من كنوز محمد وآل محمد ـ فقال له : اكتب يا كميل ( اللهم أني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء وبقوتك التي قهرت بها كل شيء ..... ألخ ) وهو المعروف بدعاء كميل بن زياد النخعي الذي يقرأ في ليالي الجمع . كما لا يفوتني أن كميل جاء لأمير المؤمنين يوماً في منتصف الليل ، وسأله ما هي الحقيقة ؟ قال له أمير المؤمنين عليه السلام : ( يا كميل إن لك من علمنا الرشح ، وليس لك أن تغوص في معالم علمنا ) ، فلم يزل به كميل يسأله وأمير المؤمنين يهرب من جوابه بالإقناع لعدم تحمله جواب هذا السؤال حتى قال له : ( يا كميل أطفئ السراج فقد طلع الصبح ). فانظر مبالغة كميل في طلب العلم والمعرفة ، وهذا من أثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، حتى قضى رحمه الله في أخر حياته في الكوفة على يد الحجاج بن يوسف الثقفي حين أمر بقطع عنقه لشدة حبه لأمير المؤمنين عليه السلام .
تلخيص الاستاذ : زاهر العبد الله
جديد الموقع
- 2025-04-23 مجرد تفكيرك في أنك جائع قد يغير جهازك المناعي
- 2025-04-23 29 شاعرًا وشاعرة يتنافسون على لقب "شاعر الجامعة" في التصفيات النهائية بجامعة الملك عبدالعزيز
- 2025-04-23 سمو محافظ الأحساء يفتتح "قرية النخيل" كوجهة ثقافية وسياحية لتعزيز التنمية الزراعية والسياحة الوطنية
- 2025-04-23 أمانة الاحساء تُصدر ٣٩١٤ " شهادة صحية " وتُجري ٥١٠ فحص ميكروبيولجي
- 2025-04-23 الاعتذار .. سهل ممتنع تتهاوى عند أعتابه الرجال
- 2025-04-23 تساؤل عظيم اللغز: ماذا لو وُلدت من جديد؟!
- 2025-04-23 ( قصيدةُ نثرٍ فيها ما ليس فيها )
- 2025-04-22 افراح العبد والدندن والنجاد تهانينا
- 2025-04-21 الأميرة سما بنت فيصل: نتطلع إلى مضاعفة ساعات العمل والمشاريع في "رسل السلام" من خلال المشاركة والمشاريع النوعية للشباب
- 2025-04-21 بيئة الاحساء تدشن اسبوع البيئة 2025م