
2017/08/10 | 0 | 1264
الشيخ حسين العباد : وظائف المنتظرين ومسؤولياتهم ـ ( 3 )
عن الإمام زين العابدين (ع) في رسالة الحقوق: «وأما حق ذي المعروف عليك فأن تشكره وتذكر معروفه وتنشر له المقالة الحسنة وتخلص له الدعاء في ما بينك وبين الله سبحانه، فإنك إذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سراً وعلانية».
لا زال الحديث في مسؤوليات المؤمن تجاه صاحب العصر والزمان (عج)، فمن تلك المسؤوليات :
4 ـ ذكر فضائل الإمام : فمن الأمور المناطة بالمؤمن في عصر الغيبة ذكر فضائل صاحب العصر والزمان (عج). وهو ما يختصره الإمام زين العابدين (ع) في النص السابق بقوله : وأما حق ذي المعروف عليك فأن تشكره وتذكر معروفه، أي أن تشكر صاحب المعروف أياً كان، وتذكر معروفه، فكيف بصاحب العصر والزمان الذي له الفضل العظيم ـ بلا شك ولا ريب ـ حتى في أصل الوجود. فلا بد أيها الإخوة أن نشكره ونذكر معروفه وفضائله، وننشر له المقالة. فهنالك الكثير مما كُتب حول الإمام (عج) وفي حقه فيتوجب علينا أن نكثر نشر ما كتب حوله، لا سيما المقالة التي كتبها المتخصصون وذكرها العلماء، لأنهم أجهدوا أنفسهم في تحقيقها.
5 ـ الدعاء للإمام : وهو ما نستفيده أيضاً من المقطع السابق، فهنالك بعض الأدعية التي ترتبط بصاحب العصر والزمان، كدعاء العهد الذي ندعو به في كل يوم بعد صلاة الصبح، ونتوجه بنية خالصة .
فإنك إن فعلت ذلك ـ أيها المؤمن ـ تكون قد شكرته سراً وعلانيةً. فتارة يكون الشكر سراً، بأن يتوجه المسلمُ إلى ربه ويدعو لمن يريد شكره ممن أسدى له معروفاً، وأخرى يكون في العلن، أي في المجالس والمحافل العامة. فأنت أيها المؤمن عندما تفعل ذلك تكون قد حققت الشكر لإمامك في السر والعلانية .
هذا ما أردت التحدث عنه فيما يتعلق بموضوع الوظائف والمسؤوليات المناطة بالمؤمنين في عصر الغيبة تجاه إمامهم .
أما الأمر الآخر الذي وددت أن أتحدث عنه هوا الطالب ، وماذا يترتب على الطالب .
أيها الإخوة : الأمر المهم الذي أذكره هنا ونحن تجاوزنا سنه كامله مِّن الدراسة هل تعاون الجميع اي الطالب والمعلم والاسرة لكي يسير الطالب في الاتجاه الصحيح . وهذا التعاون يكون بين الاسرة والمدرسة، بين المعلم والطالب، ولا بد أن يحمل الجميع هذا الهم . فلا يكفي أن يقول الأب لابنه : إن المدرسة قد بدأت ياوليدي ، فإن نجحت فهو لك، وإن فشلت فعليك، وان كانت صحيحه ولكن لا بد من الاستنفار العام كي يحقق الطالب الهدف المرجوّ له .
أما واجبات الطالب فيمكن ذكر بعضها فيما يلي :
1 ـ النية الحسنة : فلا بد أن تتحقق النية الحسنة عند الطالب الذي يلتحق بالسنة الدراسية، لأن هذا المسلك يسمى طلب العلم، وطلب العلم يشترط فيه النية، وهو لا يقتصر على رجال الدين ولا الحوزات العلمية، إنما يشمل جميع من يسعى لتحصيل العلم والمعرفة في المدرسة وغيرها، ايذا لبد من تحصيل النية الحسنة .
2 ـ معرفة الهدف : ولعل الطالب الجديد في المراحل الأولى لا يدرك ذلك، فلا بد من سعي الأبوين في هذا الاتجاه لتعزيز هذه الروح عند الطفل في المرحلة الابتدائية، وكذلك من يعيش مرحلة الثانوية لبد من ان رسم له خطة طريق مع الأسف تشاهد طلاب مرحلة الثانوية وتتحدث معهم عن هدفهم يقف محتار . فلا ينبغي أن يحمل الطالب حقيبته كل يوم ويقضي الساعات الطوال في المدرسة وهو لم يحدد الهدف، فكيف نريد من هذا الطالب أن يكون مميزاً متفوقاً وهو لا يدري أين يتجه في مسيرته؟ فعلى ولي الأمر أن يرسم الهدف أمام عيون ولده وهو يسير في طريق الدراسة .
إننا نلاحظ أن الطالب إذا أدرك ما له وما عليه، وتصور الهدف أمام عينيه كان إيجابياً في دراسته، متفاعلاً مع الدرس والأستاذ، ويصرّ على الاجتهاد والموثابرة والاصرار على التوجه للمدرسة .
إن طالب العلم الذي لا يستشرف المستقبل، ولا يرسم الهدف هو كمن يسير في صحراء ولا يدري إلى أين يتجه، فهو يسعى بكل جهده إلا أن جهوده لا تكفي في بلوغ المراد.
وقد أكدت الشريعة السمحاء هذا الأمر بشكل واضح، فهذا الرسول الأعظم (ص) يقول : «إذا أنت هممت بأمر فتدبر عاقبته، فإن يك رشداً فأمضه، وإن يكُ غياً فانته عنه»، فإن سعيت في تحصيل أمر فعليك أن تتدبر العاقبة، وهل هي سلبية أو إيجابية؟ وأن تضع الهدف نصب عينيك، فإن كان خيراً فاتبعه وواصل المسير بجدٍّ واجتهاد، وإن كان غير ذلك فدعه .
ومن موارد التدبر في هذا الباب مراعاة القابليات الذهنية والاستعداد للتلقي لدى الولد، فالأفهام تختلف من شخص لآخر، والاستعدادات والقابليات متفاوتة، وليس هنالك تساوٍ بين العقليات والأذهان، فعلى الأب أن ينتبه لذلك، وأن لا يضيع على ولده السنوات سدىً إذا رأى أن النتيجة محسومة في عدم قابلية الولد على بلوغ الهدف، وأن لا يصرّ على ولده أن يستمر في مسارٍ معلوم الفشل في نهاية المطاف، وأن يجعله يسير في المسار الذي يناسبه ويلائم استعداده .
كنت قبل أيام قبل تعطيل المدارس في زيارة لإحدى المدارس وكان أحد الأساتذة يتحدث قائلاً: إننا نؤكد لبعض الآباء أن مستقبل أبنائهم سوف يضيع، وأن الولد يقضي في الفصل الواحد سنتين أو ثلاثة، إلا أن الأب يصر على بقائه . فلماذا هذه الإصرار مع وضوح النتيجة ؟
فإن أردت للولد نتيجة مضمونة فلا بد أن تشرع معه منذ السنوات الأولى، ولا بد من المواصلة مع المدرسة والإدراة والأستاذ، ولا بد للأب أن يخلق أجواء جيدة بينه وبين الأساتذة كي يدرك الولد أن هناك متابعة .
أيها الإخوة: إننا تجاوزنا سنة دراسية ولبد ان نفكر ونستعد ونتهيئ قبل العام الجديد ولعل بعض الآباء مشغولون كثيراً، فلا بد أن يسدّ الأبناء الكبار مكانهم، وأن ينوبوا عنهم في تحمل المسؤولية، وأن نجعل الأمر كالخلية من حيث التعاون والتواصل بين البيت والمدرسة. والمسؤول في المدرسة يفرح كثيراً بتواصل ذوي الأبناء وأولياء الأمور مع المدرسة .
أيها الإخوة... يا أولياء الأمور: إن الزيارة ومراجعة المدرسة في بداية السنة الدراسية خصوصاً، تعطي زخماً وتشجيعاً للأستاذ كي يندفع باتجاه الاهتمام بالولد بشكل أكبر ومن الطبيعي لو المعلم يشاهد اكثر من ولي امر في بداية السنه يسألون عن احوال اولادهم ويتبعون شؤنهم سيكون عطاء المعلم أفضل بكثير .
فالمرجو من جميع أولياء الأمور أن يكرروا الزيارات للمدارس كي يتابعوا أبناءهم وإخوانهم الصغار، ليقطفوا الثمار في نهاية السنة. فالمزارع يتابع ويلاحظ الزرع طيلة السنة، ويتعهده بالسقي والري ومختلف أشكال العناية كي يجني الثمر في نهاية العام . وهكذا الحال مع الطلاب في المدارس، لا بد من رعايتهم منذ بداية العام الدراسي لكي نجني الثمر في نهاية العام .
جديد الموقع
- 2025-05-21 محاضرة "أخلاقيات السرد " للدكتور كميل الحرز وسط حضور نخبوي
- 2025-05-21 من المتوقع أن يتحلل الكون في 1078 سنة، أي قبل وقت أطول بكثير مما كان يُعتقد سابقًا
- 2025-05-21 بيئة الأحساء تُفعّل اليوم العالمي للنحل في لولو مول
- 2025-05-21 الجامعة الأهلية بالبحرين تتوسع في استقطاب الطلبة السعوديين المتميزين وتطلق حملتها من "الأحساء مول"
- 2025-05-21 برعاية سمو المحافظ : انطلاق منتدى ( الاحساء صديقة الطفل ) 25 مايو
- 2025-05-21 وفد الجامعة العالمية يلتقي الملحق الثقافي العراقي في لندن
- 2025-05-21 تخرج احفادي من الابتدائية فرحة اعادت لي ذكرياتي الاولى
- 2025-05-20 سمو محافظ الأحساء يُقلّد مدير الدفاع المدني بالمحافظة رتبته الجديدة
- 2025-05-20 "قرع الطبول في زيارة إسطنبول" للكاتب منير المنيري
- 2025-05-20 برعاية سمو محافظ الأحساء وكيل المحافظة يشهد حفل تخريج طلاب أكاديمية الكفاح المتوسطة تحت شعار طموح