
2017/09/23 | 0 | 5057
الشيخ امجد الأحمد : نجاح التربية أعظم نجاح
على أعواد المنبر الحسيني و أمام حشود غفيرة من المستمعين وفي الليلة الثانية من ليالي عاشوراء عنون الخطيب الحسيني الشيخ أمجد الأحمد محاضرته لليلة الثانية " نجاح التربية أعظم نجاح"
و كعادته انطلق في محاضرته بآية من الذكر الحكيم " وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا"
فعرض محاضرته في ثلاثة محاور كالتالي :
المحور الأول / نجاح التربية أعظم نجاح
يطمح الإنسان للنجاح في كل مجالات حياته لكن هناك مجالات أولى من غيرها ينبغي أن ينجح فيها من أهمها التربية لأبنائه و هو أعظم نجاح إذا ما تحقق.
و ذكر الشيخ أن أهمية التربية تكمن في عدة أمور أهمها
1. أن التربية صناعة للشخصية الإنسانية. لأن الإنسان يأتي إلى هذا العالم صفحة بيضاء. فعن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ( يولد الإنسان على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) و لهذا يتأثر الأبناء بالبيئة و الوالدان لهما التأثير الأقوى في سلوك الطفل.
2. التربية تمثل المشروع المستقبلي للمربي لأنهم الأبناء امتداد للآباء فعن أمير المؤمنين عليه السلام (وجدتك بعضي بل وجدتك كلّي ، حتّى كأنَّ شيئاً لو أصابك أصابني ، وحتّى كأنَّ الموت لو أتاك أتاني ، فعناني من أمرك ما يعنيني عن أمر نفسي ).
و حثّ الشيخ الآباء على ضرورة الوعي التربوي وامتلاك المهارات والأساليب السليمة في التربية لإعداد جيل صالح .
و عرض الشيخ بعض من الإستشهادات القرانية حيث اهتمام الأنبياء بصلاح أبناءهم مثل دعاء النبي إبراهيم عليه السلام ( رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ).. و كذلك في دعاء النبي زكريا عليه السلام ( هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً)
المحور الثاني : أهم القواعد في تربية الأبناء و طلب الشيخ من الحضور الإصغاء لهذه القواعد لأهميتها
القاعدة الأولى : التدرج العملي في التربية و ينبغي للمربي أن يراعي المرحلة العمرية للأبناء و مستوى الإدراك ولا يطلب منه فوق طاقته.
القاعدة الثانية : لا تؤدب عند الغضب فعندما يغضب الإنسان يفقد السيطرة على كلماته وأعماله وقد نهى الرسول عن الأدب عند الغضب. وإذا أراد الإنسان أن يضرب أبنائه فهناك ضوابط وشروط في الإسلام أهمها :
أ) أن يكون الباعث للضرب التأديب وليس الغضب والتشفي
ب) أن لا يسبب الضرب احمرار أو اسوداد فضلا عن جرح او كسر
القاعدة الثالثة : التأديب بالسلوك و هو من أفضل طرق التربية فالأبناء ينظروا لآبائهم انهم القدوة و هذا ينبغي أن يكون باعثا للآباء في التحفيز للتربية
القاعدة الرابعة : أن يتصف بالحزم و اللين فلا تكون التربية تربية دلال أو كما يطلق عليها التربية اللؤلؤية و هذه التربية تنشئ طفلا انانياً و عنيدا.. و يؤكد بعض المستشارين الأسريين أن لا يعطى الطفل مايطلب وهو في حالة البكاء لكي لا يتمسك بهذا الأسلوب كنقطة ضعف عند الوالدين أو يعطي بشرط أن ينفذ مثلا ترتيب سريره أو تنظيف أسنانه و غيرها و كذلك ينبغي المداراة واللين في التربية فلا يكون الأب قاسياً لا يستطيع الإبن التحدث معه ٠
القاعدة الخامسة : احترام شخصية الطفل لأن الطفل هو إنسان و ينبغي اكرامه فعن الرسول الأعظم ( أكرموا أولادكم و أحسنوا أدبهم)
هنا يعرض الشيخ أهم مظاهر الاحترام للطفل كالتالي :
1. الإصغاء إليه
2. إغداق الحب
3. الوفاء بالوعد
4. السلام عليه
5. تكنية الطفل
ولم ينسى الشيخ بعض المظاهر التي فيها إهانة للطفل ومن أهمها :
1. غيبته و فضحه
2. تحقيره مثل ضربه أمام الناس
3. تقريع الطفل و وصفه بصفات سيئة مثلا انت غبي انت كذاب
4. المقارنة بينه وبين الاخرين
كما عرض سماحته الشواهد من النصوص الدينية على ذلك٠
القاعدة السادسة و الأخيرة : العدل بين الأبناء و إذا فقدت العدالة فسوف تورث العداوة والأحقاد بين الأبناء.
وهنا أوضح الشيخ أن على الأب العدالة في المستويين
المستوى الأول : العدل على المستوى المادي في النفقة والعلاج والمسكن والهدايا.
المستوى الثاني : العدل على المستوى العاطفي بأن يظهر حبه لهم بمستوى واحد حتى وإن مال قلبه لأحدهم.
وهنا ختم المحورين و كان لابد من الاستفادة من سيرة الحسين عليه السلام في التربية التي تلقاها و لهذا كان عنوان المحور الثالث و الأخير : الإمام الحسين إنجاز التربية النبوية.
عندنا نصوص كثيرة تبين علاقة الرسول ص بالحسنين ع وكان رسول الله يهدف إلى أمرين من خلال هذا التعامل :
الأول : أن يوضح مكانة الحسنين عليهما السلام
الدرس الثاني : تقديم نموذج عملي في رعاية الطفل.
فكان الإمام الحسين (ع) نتاج لهذه التربية المثمرة و تجلى ذلك في موقفه يوم العاشر عندما قال ( وَهَيْهَاتَ مِنَّا الذِّلَّةُ، يَأَبَى اللَهُ ذَلِكَ لَنَا وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ، وَحُجُورٌ طَابَتْ وَطَهُرَتْ)
و نستفيد من تربية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للحسين في دروس عديدة أهمها
1. الإشباع العاطفي فهذا يحمي الأبناء من الانحراف و جاءت روايات كثيرة التي فيها دلالة على حب الرسول للحسين منها ( الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا )
2. إتاحة اللعب للأبناء واللعب معهم فكان النبي يلاعب الحسنين عليهما السلام كما تشير لذلك النصوص الكثيرة٠
3. التربية الدينية وأهميتها للطفل.
ونوّه الشيخ أن لا يرهق الطفل و لا يقحم في التيارات و النزاعات الدينية و الخلافات المذهبية .
و أشار الشيخ أنه ينبغي أن يحبب الطفل في الله لا أن يخوف من الله بالحديث معه عن النار والعقاب.. و أوضح الشيخ أن بعض المختصين التربويين يقول ينبغي أن لا يتحدث عن النار مع الطفل إلا بعد 12 سنة و ينبغي أن يكون الحديث معه في السنين الأولى عن رحمة الله وعن جنته لينشأ على حب الله تعالى
4. العلاقة الحميمة مع الحسين وكيف كان الرسول لا يتحمل بكاء الحسين و عندما يتعثر الحسين صغيراً كان يسرع إليه الرسول ليحتضنه.
و هنا ختم الشيخ حديثه و عرج إلى مصيبة الحسين عليه السلام في وداع قبر جده و قبر أمه..
جديد الموقع
- 2025-04-27 أقوى تلسكوب في العالم لاستكشاف أسرار الكون
- 2025-04-27 برعاية سمو محافظ الأحساء وكيل المحافظة يدشّن النسخة الخامسة من مبادرة "امش 30"
- 2025-04-27 سمو محافظ الأحساء يرعى الحفل الختامي لميدان الفروسية بالأحساء لعام 2025 ويتوج الفائزين
- 2025-04-27 زوار معرض الرباط الدولي يشيدون بركن وزارة الشؤون الإسلامية: تجربة معرفية وتقنية تبرز ريادة المملكة في خدمة الإسلام
- 2025-04-27 زواج ثنائي سادة الهاشم (( الدكتور علي والمهندس حسين )) بالاحساء
- 2025-04-26 العمل التطوعي بين التنظير والممارسة
- 2025-04-26 تجربتان شعريتان في أمسية ابن المقرب
- 2025-04-26 أفراح الجاسم بالمطيرفي والبوحسن والخليف تهانينا
- 2025-04-25 سمو محافظ الأحساء يرفع التهنئة للقيادة بمناسبة ماتحقق من إنجازات لرؤية المملكة 2030
- 2025-04-25 سمو نائب أمير المنطقة الشرقية: رؤية السعودية 2030 تواصل ترسيخ مكانة المملكة في مصاف الدول المتقدمة