ملخصات عاشورائية
2017/10/03 | 0 | 5605
الشيخ أمجد الاحمد :لعلاقة الزوجية أجمل مع المودة و الرحمة
في ليلة استثنائية عنون الخطيب الحسيني الشيخ أمجد الأحمد محاضرته في ليلة التاسع من عاشوراء الحسين عليه السلام ( و جعل بينكم مودة و رحمة ) حيث أنّ هذا العنوان مقتبس من آي الذكر الحكيم و هو دائماً يحرص أن يكون القرآن المصدر الأول في حديثه
قال تعالى :" وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "
في بدء الحديث قال الشيخ : أنّ القرآن الكريم تحدث عن الحياة الزوجية و عبر عنها بأكثر من تعبير و كل تعبير له دلالاته و من أبلغ الآيات التي تحدثت عن الحياة الزوجيةهذه الآية التي تصدرت المجلس .
و من هذه الآية إنطلق الشيخ لعرض بعض الوقفات المهمة مع الآية:
الوقفة الأولى / في قوله َمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا
العلاقة الزوجية هي آية من آيات الله لما فيها من إستمرارية النسل البشري و على الإنسان أن يستششعر هذا المعنى .
♦الوقفة الثانية / في قوله َخلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا
أي أنّ الرجل و المرأة يعودان إلى مصدر خلق واحد فهم متساوين في الإنسانية و الكرامة و كلاهما يمثلان خلافة الله في الأرض .
♦الوقفة الثالثة / في قوله لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً
و هنا تطرح الشيخ بعض التساؤلات عن ما الهدف من الزواج ؟ و ماهو الدافع الذي يغرسه الدين في الزواج ؟
أجاب الشيخ بعض الإجابات التي هي في متناول الجميع منها # إكمال نصف الدين # إشباع الغريزة الجنسية # تكاثر النوع البشري # الحصول على السعادة و هذا أسمى و أرقى الأهداف و منشأ السعادة هو الإطمئنان .
الوقفة الرابعة / في قوله وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً
في هذه الوقفة المهمة تناول الشيخ عدة نقاط مهمة و غاية في الروعة .
كيف تتحقق السكينة في العلاقة الزوجية ؟ ذكرت الآية مفتاحين مهمين:
1) المودة 2) الرحمة
المفتاح الأول
المودة / هي مرتبة أعلى من الحب . لأن الحب هو الإنجذاب النفسي و الميل القلبي لطرف يمتلك صفة كمالية و محل الحب هو القلب .
لكن المودة هو ظهور ذلك الحب القلبي في مقام العمل .
نعم لقد أراد الإسلام أن تنشأ الحياة الزوجية على المودة و لهذا يأمرنا الله بالمودة و تتحقق عن طريقين :
الطريق الأول :
إظهار الكمالات بين الزوجين مثل البشاشة و تبادل الهدايا و التعبير العاطفي و السخاء المادي
الطريق الثاني :
التركيز على الإيجابيات في العلاقة الزوجية و هذا يضمن الإستمرارية و السعادة
و نوّه الشيخ أنّ المودة بين الوالدين تنعكس على الأبناء و تساهم في تنمية الثقة بينهم و تحقيق السعادة الأسرية كما أشار إليه مركز الأبحاث الإجتماعية في بريطانيا .
هناك عقبات تقف أمام طريق المودة يجب التعرف عليها لتفاديها :
العقبة الأولى /
التراكمات السلبية بحيث يرى أحد الأطراف خطأ معين و يسكت عنه بداعي التغاضي و هذا مع مرور الوقت يسبب مشاكل كبيرة فينبغي الحوار حول الأخطاء لإذابتها ( إستمعوا لقصة طلاق اللبنة في التسجيل الصوتي الكامل للمحاضرة )
العقبة الثانية /
الغيرة السلبية . نعم الغيرة مطلوبة إذا كان منشأها الحب و المودة أما إذا منشأها الحسد و الشك فهذه مشكلة كبيرة ربما تؤدي إلى أزمة زوجية .
العقبة الثالثة /
ظهور العيب و إنكشافه . يعيش الزوجين أيام الخطوبة أفضل مراحل الحياة ولا يروا أي عيب في بعضهم لكن إذا إنطلقت الحياة الزوجية تظهر بعض العيوب و هذا شي طبيعي وعلى كل من الطرفين التركيز على إيجابيات الآخر لا على سلبياته .
العقبة الرابعة /
التحريض من خارج الأسرة سواء كان من والدي الزوجين أو من الأصدقاء
المفتاح الثاني الرحمة
النقاط الايجابية في الحياة الزوجية يتعامل معها بالمودة
النقاط السلبية في الحياة الزوجية يتعامل معها بالرحمة
و أهم مظاهر الرحمة
1) التغافل وعدم التدقيق على كل هفوة تصدر والمعاملة بالتسامح
2) المساعدة في البيت كما جاء عن النبي الأكرم ( يا علي لا يخدم العيال إلا صديق أو شهيد أو رجل يريد الله به خير الدنيا و الآخرة )
و أشار الشيخ أنّ أمير المؤمنين و إمام المتقين رغم كل ما يملكه من عظمة و مكانة رفيعه إلا أنّه كان يكنس البيت و الزهراء تخبز و تدير الرحى و تعجن .
مشاركة في أعمال المنزل لا يعد نقصاً بل تشريفاً و هنيئاً لمن نال أو سينال هذا الشرف .
و لهذا لا عجب في أن يكون بيت أمير المؤمنين هو النموذج الأسمى للعلاقة الزوجية والأسرية القائمة على أساس المودة و الرحمة و من ثمار تلك الأسرة العظيمة الإمام الحسين عليه السلام .
وعلينا أن نتأمل في أسرة الإمام الحسين ع أيضا وثمار ذلك البيت الطاهر حيث من نتاجه الشهيد البطل الشاب علي الأكبر ع
و من هنا إنطلق الشيخ في مصيبة الأكبر وسط تفاعل كبير من الحضور الذي ملأ أرجاء المأتم الحسيني .
