
ملخصات عاشورائية
2015/10/22 | 0 | 1563
الشباب و طموح التقدم و النجاح
( محمد المرهون )
الفقر يخرس الفطن عن حجته ..في الليلة الثامنة من ليالي عاشوراء و التي بدأت تتسارع فيها الدقائق و الأيام كان لابد من وجود موضوع يتحدث عن النجاح و علو الهمم لأنّه يعتبر ركيزة من ركائز قوّة المجتمع الذي يطمح ليكون مؤثراً فجاءت محاضرة الشيخ أمجد الأحمد بعنوان ( الشباب و طموح التقدم و النجاح )
فبدأ بقوله تعالى :" فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ "
و أسرد حديثه في ثلاثة محاور
- - المحور الأول : قابلية الشباب للتقدم والتجديد
1- اذا تربى الإنسان على سلوك وفكر معين ودرج عليه سنوات فإنه يتجذر في نفسه و يصعب التخلي .. أمّا الشاب يسهل عليهم ان يغيّروا السلوك الذي ورثوه ..
2. ماطرحه علماء النفس و الإجتماع أن الشباب يكون لديهم ميول نحو التمرّد و يبحث لإكتشاف ذاته خصوصاً عندما يبلغ سن المراهقة فهو يرى في نفسه أنه قادر على إدارة حياته .. فلابد ان يتمرد ليظهر نفسه .. سواء كان التغيير في الجانب السلبي او الايجابي
القران يشير انه الشباب كانوا هم جمهور الانبياء ( فما امن لموسى الا ذرية ) اشارة الى الشباب
ورد عن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم :" بعثني الله مبشراً و نذيراً فحالفني الشباب و خالفني الشيوخ " وكان على رأس الشباب الامام علي ع..
ولهذا نجد أنّ الشباب يكون لديهم مرونة في تقبل الأفكار سواء الإيجابية أو السلبية فكانت دعوة الأنبياء عليهم السلام الذين قاموا بنشرها ونصرتها هم الشباب. .
( عليكم بالأحداث فإنهم أرق أفئدة وأسرع إلى كل خير )
في هذا العرض الجميل يختم الشيخ حديثه في المحور الأول و يخوض المحور الثاني بعد الصلاة على محمد و آل محمد .
- -المحور الثاني /
هل النجاح و التقدم مطلوب من الإنسان في الآخرة فقط او في الدنيا والآخرة ؟
كثير من الخطابات الدينية تركز على النجاح في الآخرة فقط و أنّ الدنيا لا قيمة لها فيكون همّ الإنسان النجاح في الآخرة و يترك الدنيا والسعي ولهذا نجد أن الكثير ممن يسلك هذا السلوك يكون بعيد كل البعد عن التواجد الإجتماعي يكون بدون هدف ..
* نجاح الآخرة لا يأتي إلاّ بنجاح الدنيا ..
قال تعالى :" رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"
سأل أحدهم الإمام ما المقصود بالحسنة في الآية ؟
- قال له الإمام عليه السلام :" سعة الرزق و حسن الخلق "
- أن تكون مقتدراً اقتصادياً خير من الفقير الضعيف
- الغني الشاكر أفضل من الفقير الصابر على فقره
* النبي الاعظم بلغه عن شاب انه مريض فأصبح كالطير الذي سقط ريشه فذهب الرسول لعيادته .. سأله النبي هل دعوت الله بدعاء معين فقال له الشاب : سألت من الله ان يعاجلني بالعقوبة التي أستحقها في الآخرة و ان يأتي بها في الدنيا .. فقال له الرسول الأكرم : ولماذا لم تدعو ربك بقوله تعالى "رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
وهنا يتوقف الشيخ قليلاً ليطرح سؤالاً : لماذا يطلب من الإنسان النجاح ؟
فيجيب :
1. رسالة الدين السماوي مشروع حضاري في الدنيا و استخلف الله الإنسان في الأرض ليعمّرها و اذا لم يحقق النجاح لن يستطيع ان يعمر الارض .
2. المجتمع اذا كان مقتدراً ناجحا ًيكون في موقع التأثير و اذا كان فاشلا يكون في موقع المتأثر ..
- الفقر يخرس الفطن عن حجته ..
- العالم الفقير قد لا يدلي بحجته و كذلك الرسالي الفقير لا يستطيع تحقيق رسالته .. لوجود علّة تمنعه وهو الفقر
- أمّا الروايات التي ذمت الدنيا تقصد التعلق المذموم بحيث تنسيه الاخرة بأن يحصل على المال بالحرام ولا يبالي في شرع الله و يستبد و يظلم ..
- الدنيا مكان للتكامل لأولياء الله .. الدنيا دار صدق لمن صدقها .. متجر أولياء الله ...مكان للتزود (و تزودوا فان خير الزاد التقوى) ..
- و سأل الإمام علي عليه السلام لو خيروك بين ساعة في الدنيا أو ساعة في الآخرة ماذا تختار ؟ فقال الأمير : الساعه بالدنيا ؟ فتعجبوا من قوله فقالوا له : ولماذا ؟ فقال سلام الله عليه : الساعة بالدنيا اشتري بها الساعات في الآخرة "
- إذا كان المجتمع ناجحاً سيكون له تأثير على القرار سواء على مستوى المشاركة في الوطن أو تحقيق حقوقه و لهذا يعد النجاح مصدراً للقوة و طريقاً إلى الرقي ..
و هنا يختم الشيخ حديثه و يستعد للإبحار إلى المحور الأخير بعد الصلاة على محمد و آل محمد .
- المحور الأخير / اساليب النجاح في الدنيا
1. علو الهمة .. والهمم تختلف عند الناس وهناك من يحمل همة عاليه ( و أسالك من الهمم اعلاها ) و يجب أن تكون هذه الهمة العالية على مختلف الأصعدة ( وَبَلِّغْ بِإيْمَانِي أكْمَلَ الإِيْمَانِ، وَاجْعَلْ يَقِينِي أَفْضَلَ الْيَقِينِ، وَانْتَهِ بِنِيَّتِي إلَى أَحْسَنِ النِّيَّـاتِ، وَبِعَمَلِي إلى أَحْسَنِ الأعْمَالِ. أللَّهُمَّ وَفِّرْ بِلُطْفِكَ نِيَّتِي، وَصَحِّحْ بِمَـا عِنْدَكَ يَقِينِي، وَاسْتَصْلِحْ بِقُدْرَتِكَ مَا فَسَدَ مِنِّي. )
الكثير من الشباب يبحث عن التخصص الذي لا يوجد فيه تعب أو مذاكرة .. ويبحث عن الوظيفة المريحة و يحاول أن لا يبذل أي طاقة في العمل أو في حياته و يبحث عن الراحة و لا يريد أن يمسه تعب و كأنه خلق للراحة .. فهذا لايوجد لديه طموح
- ( من نال عظم الهمم عظمته الأمم )
- من لا يعطي شي زائداً في الحياة فوجوده زائد على الحياة .. فيكون الموت أفضل له من العيش و يكون عالة على الآخرين .
2. التخطيط للحياة اذا كان يحمل همّة عالية ولكنّه ليس عنده تخطيط يستثمر به الزمن فلن يصل إلى شي .. ولهذا أقسم الله بالزمن في القرآن الكريم لعظمته ..
- الإنسان الطموح لابد ان يعرف قيمة وقته و كيف يصل الى هدفه و يكثف العمل ..
- قال أمير المؤمنين عليه السلام ( من احسن التدبير أمن الندم )
3. الجد و المثابرة و الفاعلية .. يكون في حاله حركه لا يفتر و لا يتعب .. فالدنيا ليست للراحة ( انك كادح الى ربك كدحاً ) و لا يستعجل على النجاح ..
ولهذا إذا فقد الإنسان عنصر المثابرة و الروح العالية لن يستطيع أن يعوضها .. و عليه لابد أن يستثمر هذا العنصر جيداً في زمن الفتوة و الشباب.. .
- قال تعالى :" وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ "
وهذه الليله نستحضر ذكرى بطل من ابطال كربلاء وهو الشاب البطل في الموقف وهو القاسم ابن الحسن المجتبى عليهم السلام فقدم درساً عظيماً رغم صغر سنه ..
أعطانا درسا في الطموح وعلو الهمة حيث كان يتطلع الى مقام الشهادة وحينما سأله الامام الحسين عليه السلام: كيف تجد طعم الموت عندك؟ قال: في سبيلك ياعم أحلى من العسل )
للاستماع اضغط هنا
جديد الموقع
- 2025-04-19 ملتقى الأحباب الاول للاعبين القدامى لفرق الحواري
- 2025-04-19 أفراح الملفي والعبود تهانينا
- 2025-04-18 القراءة في كتاب أصول الإملاء
- 2025-04-18 اقرأ تفهم نفسك أكثر
- 2025-04-18 في يوم الكتاب...
- 2025-04-18 رجز الطف وأغرالضه
- 2025-04-18 في ذكرى العلامة الشيخ حسين الخليفة
- 2025-04-18 سمو محافظ الأحساء يطّلع على التقرير السنوي لشرطة المحافظة
- 2025-04-18 بيت الشعر يختتم ورشة الإلقاء ومسرحة القصيدة
- 2025-04-18 وشم ايراك السخي رواية للكاتبة العراقية سناء النقاش