
2018/09/12 | 0 | 5561
الحسين في وجدان الأمّة
نعود مرة أخرى لنقف على ضفاف أبي عبدالله الحسين عليه السلام م لنستعيد هذه الذكرى المجيدة ونتذكر تلك الفاجعة الأليمة التي جرت على آل الرسول صلى الله عليه و آله و سلم . ونعيد قراءتنا لسيرته و نهضته الخالدة المباركة و نستخرج منها الدروس و نتعرف على خصائصها .
هكذا بدأ الخطيب الحسني الشيخ أمجد الأحمد حديثه المنبري في أول ليلة من ليالي عاشوراء الحسين عليه السلام لعام 1440 هجري الموافق 10سبتمبر 2018 ميلادي و افتتح مجلسه بالحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ( حسين مني و أنا من حسين )
و ذكر الشيخ أنّ من أهم مميزات الثورة الحسينية أنّها ثورة إسلامية لأنّ الحسين هو إمتداد لخط النبوة و يُجمع المسلمون على وجوب محبته و أشار الشيخ أنّ مثيري الفتن يستخدم هذه القضية لإثارة النعرات الطائفية و يشيع أنّ الشيعة يتهموا السنة بقتل الحسين وأن قضية عاشوراء قضية مذهبية وغير ذلك .
و أجاب الشيخ على هذه الإشكالات في محورين:
المحور الأوّل : مكانة أهل البيت عليهم السلام في نفوس الأمة
و ذكر فيه أنّ لأهل البيت مكانة سامية في نفوس المسلمين استجابة لأمر الله تعالى ( قل لا أسألكم عليه اجراً إلا المودة في القربى ) .
كما ذكرت الكثير من الروايات و الأحاديث فضائل أهل البيت وما منحهم الله من الدرجات الرفيعة
و أنّ هناك قلّة قليلة لا تمثل عموم المسلمين التي نصبت العداء لأهل البيت عليهم السلام .
و إقتبس الشيخ في هذا الجانب كلاماً للسيد الخوئي رحمه الله الذي يشير فيه أنّ الخلفاء و الحكام الذين كانوا في عصر أهل البيت عليهم السلام ليس بالضرورة أن يكونوا نواصب
كما استشهد برأي السيد الخوئي ( أنّ الضروري في الولاية هي الولاية بمعنى الحب لهم عليهم السلام ) و عموم المسلمين يظهروا الحب لأهل البيت عليهم السلام .
كما أن أهل البيت عليهم السلام لم يتعاملوا مع من لم يؤمن بإمامتهم أو لم يثبت عنده ذلك بالدليل القاطع على أنهم خارجين عن دائرة الإسلام .
و هنا توقف الشيخ لطرح مسألة ضرورية متعلقة مع الآخر المختلف مذهبياً وهي ( علينا أن نحسن الظن به ولا نتصور أنّ هذا يتعمد الخلاف و يعلم أنّه باطل و يصر على بطلانه و هذه حقيقة يجب أن تكون لنا مبدأ في التعامل مع الآخرين و كذلك في المذهب الواحد مع من يختلف معنا في الرأي لا نعتقد أنّه يعلم أنه على باطل و يصر على ذلك )
بعد هذا السرد الرائع الذي لفت إنتباه الحضور توقف الشيخ لذكر بعض النماذج من الكتب المصنفة عند علماء المسلمين في فضائل أهل البيت عليهم السلام و منها :
- كنوز الأبصار للشبلنجي - ذخائر العقبى للطبري - المناقب للخوارزمي و غيرها
حتى أنّ البعض من المحققين الشيعة يقول (ماكتبه علماء المسلمين في فضائل اهل البيت يفوق ما كتبه الشيعة) .
وحمّل الشيخ الأمة مسؤولية ان تظهر هذا التراث و هذه الأحاديث وبصورة خاصة شيعة أهل البيت و أن تتجنب كل ما يسيئ لهم .
عند هذه النقطة اختتم الشيخ المحور الأول وسط تفاعل الحضور الذي ملأ المكان في أول ليلة من ليالي إحياء ذكرى الحسين عليه السلام .
المحور الثاني / الحسين في وجدان الأمة
1-. للإمام الحسين عليه السلام مكانة خاصة في كتب المسلمين مما يبين لنا أنّ ذكرى الحسين محور وحدة للجميع و الأحاديث المتفق عليها كثيرة منها ( حسيني مني و أنا من حسين أحب الله من أحب حسينا ) ( الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة ) ( الحسن و الحسين إماما قاما أو قعدا ) و غيرها الكثير الكثير .
2- في موضوع البكاء على الإمام الحسين عليه السلام :
الذي أسسس البكاء على الإمام الحسين عليه السلام هو الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله و سلم و ذكر الشيخ بعض المآتم التي عقدها رسول الله للبكاء على الحسين ع وهي :
- · أول مأتم بكاء كان عند ولادة الحسين عليه السلام
- · مأتم الرضاعة
- · مأتم بعد سنة من ولادة الحسين
- · مأتم بعد سنتين من ولادة الحسين
- · مأتم عند زوجاته
- · مأتم في المسجد
و الرسول الأعظم في ذلك يسن سنة البكاء على ولده الحسين قبل استشهاده بأكثر من خمسين عاماً فكيف له أن يبغض البكاء بعد استشهاده عليه السلام!
ربما البعض يقول للشيعة لماذا تحيوا موسم عاشوراء ؟
في جواب على هذا نقول له لماذا أنتم لا تحيوا عاشوراء ؟ لان هذه سنة من سنن الرسول . احيوها بطريقتكم التي تناسبكم وليس كما يحيها الشيعة أو في نهار يوم العاشر فقط تأسيا بالرسول الأكرم .
3- الإتفاق على سيرة المقتل :
قال الشيخ في هذه النقطة أنّ المقتل الذي يقرأه الشيعة يوم عاشوراء هو مروي في تاريخ الطبري ومن أقدم المصادر لمقتل الإمام الحسين هو كتاب الفتوح ( ابن اعثم الكوفي ) و في المعجم الكبير للطبراني أن السماء بكت على الحسين يوم العاشر و أنّ الجن بكت عليه و مارفع حجر أو مدر إلا وجد تحته دماً عبيطاً .
4- الموقف من يزيد بن معاوية :
ماقام به يزيد لا يمثل أهل السنّة ولا أي طائفة من طوائف المسلمين و هناك من العلماء من لعنوا يزيد كأبن الجوزي صاحب تذكرة الخواص .
فعاشوراء قضية المسلمين وليست قضية الشيعة ضد السنة لأن الحسين عليه السلام يمثل الإصلاح و العدل و المساواة و أي انسان يحمل هذه القيم فهو حسيني سواء كان سني أو شيعي و من يحمل الظلم و الفسوق و العصيان فهو يخالف نهج الحسين و إن كان شيعياً أو سنياً .
وقال الشيخ بتفاعل أنّه لا ينبغي أن يكون الحسين حكراً على فئة اومذهب معين
وأشار إلى أن خطابات الإمام عليه السلام لم تحمل بعداً مذهبياً بل كانت خطابات عالمية.
5-التفجع و الحزن لما جرى على الحسين عليه السلام :
ماحدث في كربلاء يؤلم الجميع وليس الشيعة فقط فكل انسان سليم يسمع ما جرى على أهل بيت الرسول لا يملك دمعه .
و كما قال الشاعر
إذا ذُكر الحُسين فأيّ عينٍ *** تصونُ دموعها صونَ احتشام
بكاه الصالحون وغيرُ بدعٍ *** بأن تبكي الكرام على الكرام
و بصوت حزين ذكر الشيخ أنّ أئمة اهل البيت عليه السلام كانوا إذا هلّ المحرم تعلو عليهم الكآبة والحزن .
و اختتم الشيخ هذه الليلة بمواساة صاحب العصر و الزمان في جده الحسين عليه السلام
جديد الموقع
- 2025-04-27 أقوى تلسكوب في العالم لاستكشاف أسرار الكون
- 2025-04-27 برعاية سمو محافظ الأحساء وكيل المحافظة يدشّن النسخة الخامسة من مبادرة "امش 30"
- 2025-04-27 سمو محافظ الأحساء يرعى الحفل الختامي لميدان الفروسية بالأحساء لعام 2025 ويتوج الفائزين
- 2025-04-27 زوار معرض الرباط الدولي يشيدون بركن وزارة الشؤون الإسلامية: تجربة معرفية وتقنية تبرز ريادة المملكة في خدمة الإسلام
- 2025-04-27 زواج ثنائي سادة الهاشم (( الدكتور علي والمهندس حسين )) بالاحساء
- 2025-04-26 العمل التطوعي بين التنظير والممارسة
- 2025-04-26 تجربتان شعريتان في أمسية ابن المقرب
- 2025-04-26 أفراح الجاسم بالمطيرفي والبوحسن والخليف تهانينا
- 2025-04-25 سمو محافظ الأحساء يرفع التهنئة للقيادة بمناسبة ماتحقق من إنجازات لرؤية المملكة 2030
- 2025-04-25 سمو نائب أمير المنطقة الشرقية: رؤية السعودية 2030 تواصل ترسيخ مكانة المملكة في مصاف الدول المتقدمة