2011/12/02 | 0 | 927
الحسين عليه السلام في الضمير الشعبي العام والخاص الجزء الثالث
أولاً: الشعبية في طرفها الثاني.
ثانياً: نصوص التواصل الشعبي في حراك الإمام الحسين عليه السلام.
ثالثاً: المحصلة النهائية لحراك الإمام الحسين عليه السلام.
أولاً: كيف كانت الشعبية لدى الشعب وعلاقتهم مع الإمام الحسين عليه السلام؟
لقد عاشت الشعوب الإسلامية في الحجاز وغيرها أيام الحسين تاريخ صعب وجاء الإمام الحسين عليه السلام لوضع نهاية للتاريخ.
نهاية التاريخ هنا بمعنى أن ينتهي كل فساد وكل ظلم وكل شر.
واختلفت التسميات والتعاريف والمعالجة لمعنى نهاية التاريخ فأتت المعالجة بمعتقد انساني
فيقول الفيلسوف هيغل بأن نهاية التاريخ تكون في النظام الليبرالي واحتياجات البشر عند تطبيق النظام الليبرالي وهو النظام الذي تتساوى فيه كل الطبقات من دين أو مذهب.
والفيلسوف ماركس يقول بان نهاية التاريخ في النظام الشيوعي.
وعند التقييم نقول بأن هذه المعالجات قد مددت التاريخ.
وأما الإمام الحسين وضع نهاية التاريخ بمعتقد إلهي بصياغة قدمها وهي (الإمامة) وهي تنتهي على يد الإمام المهدي عجل الله فرجه.
فالإمام الحسين قدم الصياغة بقوله :(( ما خرجت أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا ...))
ومن أجل هذا تحرك الإمام الحسين عليه السلام تحرك شعبي من خلال تكثيف اللقاءات والاجتماعات والحوارات مع الجميع من قيادات وأفراد مؤثر وغير مؤثر و أراد الإمام الحسين للشعب تطوير العقول والروح الإنسانية في الإمامة.
ثانياً:
1- لمّا مرّ الإمام الحسين عليه السلام متجهاً للعراق ببطن العقبة لقيه شيخ من بني عكرمة يقال له عمر بن لوذان، فسأل الإمام: أين تريد؟ فقال له الحسين(ع): «الكوفة»، فقال الشيخ: أنشدك الله لمّا انصرفت، فو الله ما تقدم إلا على الأسنّة وحدّ السيوف، فقال له الحسين: «يا عبدالله ليس يخفى عليّ الرأي، وإن الله تعالى لا يغلب على أمره».
الإرشاد للشيخ المفيد 248.
2- ودخل عليه عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي فقال له ـ كما في تاريخي الطبري وابن الاثير وغيرهما ـ : انّي مشفق عليك ، انّك تأتي بلداً فيه عمّاله واُمراؤه ، ومعهم بيوت وأموال ، وانّما الناس عبيد الدينار والدرهم ، فلا آمن عليك أن يقاتلك من وعدك نصره . فقال له الحسين عليه السلام : جزاك الله خيراً يا ابن عم ، فقد علمت انّك مشيت بنصح وتكلّمت بعقل ، ومهما يقض من أمر يكن ) وقضى الله أن أكون شهيد هذه الأمة . تاريخ الطبري 4/287.
3- قول الإمام الحسين عليه السلام : (هذه كتب أهل العراق إلي ولا أراهم إلا قاتلي).
ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين 211\266.
4- يقول المجلسي روي بأسانيد عديدة أن محمد بن الحنفية لما بلغه الخبر أن أخاه الحسين خارج من مكة يريد العراق، حاول منعه فقال له الحسين (ع): (والله يا أخي لو كنت في جحر هامة من هوام الأرض لاستخرجوني منه حتى يقتلوني).
بحار الأنوار 45/99.
5- قوله لعمته ام هاني عند عزمه في الخروج إلى العراق (يا عمه ! كل الذي مقدر فهو كائن لا محالة .) معالي السبطين 1/215.
6- أن مسلم ابن عقيل عند وداعه للإمام الحسين(عليه السلام) ودعه وداع فراق لا لقاء بعده إلاّ في الجنّة بعد أن عرف أنّه متوجّه إلى الشهادة لا محالة من قول الإمام(عليه السلام) له: وأنا أرجو أن أكون أنا وأنت في درجة الشهداء. الفتوح لابن اعثم 5/31.
7- إنه لما عزم الحسين عليه السلام على الخروج من مكة إلى العراق قام خطيبا فقال : « وخير مصرع أنا لاقيه)).
مثير الأحزان لابن نما – اللهوف لابن طاووس – كشف الغمة للاربلي.
8- قول وصيفة عائشة عمره بنت عبدالرحمن لم سمعت بنبأ خروج الامام الحسين كتبت إليه: (والله لحدثتني عائشة حدثها رسول الله أن ولدي الحسين يقتل بأرض يقال لها بابل)) فأجابها الإمام الحسين عليه السلام فلا بد إذن من مصرعي)).
9- رد الحسين عليه السلام على الوليد في مجلس عام : ( إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة . . . ويزيد رجل فاسق شارب الخمر وقاتل النفس المحرمة ومعلن بالفسق ، ومثلي لا يبايع مثله ) ، ثم مضى الحسين ومعه أهل بيته إلى مكة . الخوارزمي في مقتل الحسين 1/184.
ثالثاً:
1-ان الامام الحسين أجاب القوم بشكل مباشر كإلهام إلهي وهنا إشارة من قبل الحسين عليه السلام للإمامة كوضع لنهاية التاريخ .
2-ان من استمعوا للإمام عليه السلام قد اخذوا كلامه بتصديق واذعان فكانت امامته واضحة ودليل ذلك عدم خروج احد يكذبه ويمنعه من الكلام برغم تكراره مرارا وتكرارا.
3-ان الامام عليه السلام اراد ان يقول للناس احذروا الطواغيت الذين يعيشون الحياة المطلقة والشخصية كحياة وجودية تجسدت في يزيد بن معاوية.
