أقيم ليلة البارحة ليلة الجمعة السادس عشر من شهر محرم حفل الذكرى الرابعة لسماحة العلامة الشيخ حسن بن الشيخ باقر بوخمسين في الحسينية المحمدية بحضور جمع من العلماء والأدباء والشعراء والمهتمين بالشأن الثقافي.

تخلل الحفل ثلاث كلمات وقصيدتين شعر وتوقيع ثلاث كتب.

قدم لحفلنا هذا العريف الشاب الأنيق عبدالله بن عبدالأمير موسى بوخمسين مفتتحا الحفل بالتقديم  لآيات من الذكر الحكيم قرأها المقرئ المجيد السيد محمد الحاج للاستماع اضغط هنا

 1- تلتها كلمة الافتتاح لسماحة الشيخ عبدالله بن الشيخ حسن بوخمسين مرحبا فيها بالضيوف الكرام وشاكرا لهم حضورهم. ثم قال هناك من تتألم الأرض عند فقدهم وتبكي عليهم بندم المشتاق وتهتز السماء حزنا على فراقهم وانتهاء حياتهم لأنهم ادركوا حقيقة الاستخلاف في الأرض وقاموا بواجباتهم، وكانوا مصداقا لقول أمير المؤمنين علي عليه السلام: " خالطوا الناس مخالطة إن متم معها بكوا عليكم وإن عشتم حنوا عليكم"  ثم ضرب مثلا بوالده كمصداق لقول أمير المؤمنين فلقد كان النموذج في العطاء والبذل لخدمة الدين والناس.

ثم تطرق بعد ذلك إلى ديوان جده العلامة الشيخ باقر بوخمسين الذي كتب سنة 1360 هـ، ديوان " نغماتي حيث ذكر أن الديوان كتب بداية في كتاب " العلامة الشيخ باقر علم وعطاء وأدب" للكاتب الشيخ محمد علي الحرز وحيث أنه قد تم الحصول على قصائد أخرى لسماحته تربو على الـ " 35 " قصيدة فقد تم اضافتها إلى القصائد الأولى وتم اصدارها في ديوان خاص بحلة جديدة في ستة فصول بتحقيق من سماحة الشيخ عبدالله يوخمسين والشاعر حسن الربيح وتم طبعه. ويأمل أن يكون هذه العمل خدمة تقدم للباحثين والنقاد ليتعرفوا من خلاله على تلك المرحلة من الكتابة الشعرية والتطور الذي وصل إليه والتيارات الشعرية في تلك المرحلة.

 ولقد قدم سماحته الشكر للكاتب ابراهيم سلمان بوخمسين على كتابه " العلامة الشيخ حسن بوخمسين رمز التواصل والعطاء" وكذلك لتحقيقه مع سماحة العلامة الشيخ حسين بوخمسين كتاب جده " لماذا نقدس القرآن" لسماحة العلامة الشيخ باقر بوخمسين.

 2 - تلتها كلمة قيمة للباحث المؤرخ سماحة الشيخ محمد الحرز بعنوان " مرتكزات العمل الاجتماعي في فكر العلامة الشيخ حسن بوخمسين. نلخصها فيما يلي:

 يحمل العمل الاجتماعي في طياته غايات وأهداف تكون المحرك والدافع وراء حركة الشخص وعمله، فقد تكون نظرة قاصرة دونية تنظر من خرم الإبرة، وقد تكون واسعة وشاملة وناظرة للأفق البعيد. للاستماع اضغط هنا

والشيخ حسن- رحمه الله- أيضاً صنع له مرتكزات ومنطلقات جعلها سبيلاً ودافعاً له نحو العمل الاجتماعي نتناولها خلال السطور القادمة وأهم تلك المرتكزات:

- أولاً: الإخلاص والقربة لله:

تعد المصلحة الأخروية هي الغاية الكبرى والمرتكز الرئيس الذي ينطلق منه العلامة البوخمسين في رسالته الاجتماعية وخدمته للآخرين، فهو ينشد القربة لله تعالى فلا يرتجي من أحدٍ جزءاً ولا شكوراً، هذا الأساس جعله لا ينظر إلى شخصية المتقدم وطالب العون ولا مقامه الاجتماعي والأسري، طالما أن المعيار الذي اتخذه نصب عينيه هو رضى الله سبحانه.

- ثانياً: الحفاظ على النسيج الاجتماعي: وقف العلامة البوخمسين موقف المحايد دون الولوج في أي صراعات اجتماعية وجعل من نفسه طرفاً فيها، فمن مبادئه وقواعده أن يكون للجميع وفي خدمة الجميع بغض النظر عن توجهاتهم أو الخلفية الفكرية التي ينتمون لها، لذا لم يرصد للشيخ أي تدخلات في صراعات اجتماعية سواء دينية أو غيرها، بل نصب نفسه أباً للجميع يفرح لفرحهم ويألم لألمهم، التي هي من أخلاق العظماء التي لا تقبل التأطير.

 - ثالثاً: روح الأبوة: الأب في علاقته بأبنائه تتمتع بالعطف والحنان، وهذه هي مصداق العلاقة التي حاول أن يصنعها الشيخ حسن بينه وبين جميع أبناء المجتمع، العلاقة الأبوية تلك الروح الحانية الرقيقة، والتي يمكن تلخيصها من خلال شخصية العلامة البوخمسين من خلال النقاط التالية، التي تجسد منطلقاً ومرتكزاً في تعامله مع حاجات المجتمع وقضايا أبنائه: " خلق القدوة الحسنة "، " المساعدة على تجاوز الصعوبات "، "  الارشاد إلى الوجهة الصحيحة "، " روح التفاني لأبنائه "، " حب الخير لهم "، " عدم انتظار الجزاء"، ".

-  رابعاً: الانفتاح على مختلف الأطياف: تمتع العلامة البوخمسين بكاريزما وشخصية خاصة تمتلك القدرة على كسب الجميع، والتأثير في القلوب، فقد استطاع خلال السنوات الطويلة من عمره، أن يترك انطباعاً مؤثراً لدى جميع أطياف وأصناف المجتمع، جيل الصغار والكبار، الأغنياء والفقراء، العلماء والمثقفين، رغم أن الشيخ عرف عنه عفويته في تعامله، فلا يتكلف البسمة ولا الجود والتواضع إنما هي سجية متوغلة في أعماقه (للاستماع اضغط هنا 

   3- وفي الفقرة الشعرية الأولى أبدع الشاعر الجميل السيد عبدالمجيد الموسوي في قصيدته الرائعة " مرآةُ الجَلالِ والجَمال " في رثاء سماحة الشيخ حسن أبو خمسين ، وجاء فيها:

 أو جــئــتَ تـبـسُـطُـها حــبـلـى تــبــلّْ بــهـا

 وحــيــنـمـا اللهُ أعـــطــاكَ الــقَــضَـا هـــبــةً

للاستماع اضغط هنا

 4 - وفي الكلمة الأخيرة للمهندس ابراهيم سلمان بوخمسين تحدث عن بعض سمات الشيخ حسن ثم تكلم في محورين: كتاب العلامة الشيخ حسن بوخمسين رمز التواصل والعطاء" وكتاب لماذا نقدس القرآن" وجاء فيها:

 لقد نال الشيخ حسن القسط الأكبر من اسمه فهو حسنٌ في خلقه وأبوته وعطائه وتواصله وتواضعه. ثم قدم الشكر لكل المشاركين من كتاب وشعراء وعلماء وباحثين، ومن زود بالصور والوثائق، اولئك الذين اجريت معهم المقابلات وزودونا بالمعلومات

ثم شكر خاص للشيخ عبدالله ولأبناء الشيخ حسن على طباعتهم للكتاب، و شكر للشاعر جاسم المشرف على اشرافه وابدائه الرأي والمشورة ولمن ساعدوا في إخراج الكتاب وساعدوا في طبعه.

وفي مقولة الشيخ حسن " لن اجعل القضاء بوابة دخولي النار" التي وردت في مشاركة الباحث سلمان الحجي دليل على أن الشيخ حسن كان يرى أن القضاء هو منصب تكليفي وليس تشريفي، لذلك طلب التنحي من هذا المنصب لمن هو أعلم منه. على أنه عين لاحقا كمساعد قاضي مع العلامة الشيخ محمد اللويم،،،،ثم للعلامة الشيخ محمد الجزيري.

ثم تطرق للكتاب الأول:

الكتاب يحكي سيرة العلامة الشيخ حسن بوخمسين ومقامه ضمن سلسلة من المقالات والدراسات والقصائد الشعرية والتعزيات  والصور المرئية والوكالات الشرعية. والكتاب يأتي في " 8 " فصول ويقع في 577 صفحة.

الفصل الأول: يأتي في أربعين " 40 " مقالة ودراسة وكلمة ولقاء، وعشرون قصيدة غير الخواطر الشعرية ورسائل العزاء، وفيه البوم الصور، لقد حاز البوم الصور على قسط وافر من الكتاب وفيه ملاحق تبين الخطابات الرسمية والشهادات الشخصية وملحق الوكالات.

الكتاب الثاني: " لماذا نقدس القرآن"

 مؤلف الكتاب سماحة العلامة الشيخ باقر بن آية الله الشيخ موسى بوخمسين .

يقع الكتاب في 314 صفحة مقاس " A4  "،  سنة التأليف 1367 هـ بالنجف الأشرف، والكتاب يبين ماهية القرآن الكريم وفلسفته على نسق التفسير الموضوعي يتناول فيه المؤلف موضوع من الموضوعات ثم يسلط الضوء عليه من وجهة القرآن العظيم، ويرد فيه المؤلف على من طعن في القرآن. الكتاب يتكلم عن الخالق في القرآن والبحث في صفاته وفي بدأ الخليقة ومكانة الماء والهواء في نظام الخلقة وأثر النيرين في نظام الكون ومركزية الأرض، وخلق النبات. يتكلم عن الإنسان في الأرض والعقل والعلم والتقاليد والتآلف. يتكلم عن المشاريع الخيرية في القرآن والعناية بالصحة وعن الدولة وشؤونها ،وعن الرسل وتعاليم السماء والخلافة والولاية.

يتكلم عن الطقوس في القرآن، كفلسفة العبادة والصلاة والصيام والحج والزكاة والخمس. يتكلم عن الحياة الأخرى. يتكلم عن الحقوق الشخصية في القرآن الكريم، عن المرأة وحقوقها، ويتكلم عن تهذيب النفس. يتكلم عن الرق في القرآن، وعن حقوق الحيوان.

والملفت في الأمر أن كل هذه الأبحاث لا تشمل فقط وجهة الدين الإسلامي بل ويقارنها بما جاء في الشريعة اليهودية والشريعة المسيحية.

الكتاب أكثر من رائع وهو من أفضل ما ألفه سماحته، بشهادة البحاثة المعروف العلامة الشيخ باقر شريف القرشي وآية الله عبدالهادي الفضلي رحمهما الله جميعا. وستلمس ذلك عزيزي القارئ خلال قراءتك لهذا الكتاب.

ألف هذا الكتاب لثلاثة أسباب كما يبينها المؤلف رحمه الله:

- قداسة القرآن وما حواه من أنظمة وقوانين

- ابتعاد شبابنا عنه وعن دراسته

- داعي الحق لأنه هو الدستور الوحيد الصالح لجميع البشر في كل زمان.

الكتاب شيق ورائع ومفيد تم اخراجه وطبعه بمعية الشيخ حسن والمهندس رياض أبناء العلامة الشيخ باقر بوخمسين....فالشكر كل الشكر لله ولهما.

حقق الكتاب من قبل، إبراهيم سلمان بوخمسين و سماحة الشيخ حسين عبدالهادي بوخمسين . للاستماع اضغط هنا

 - وختم الحفل بقصيدة رائعة للشاعر الجميل ابراهيم الحسين افتتحها بكلمة قصيرة بين فيها بداية علاقته بسماحة الشيخ حسن حيث تقابل معه في مقام السيدة زينب عليها السلام بالشام حيث دعاه لتناول الغداء معه وهنا تطلع الشاعر على شخصية سماحته وتواضعه وطيبة قلبه. وجاء في قصيدته " وجف النهر:

للاستماع اضغط هنا

 وفي نهاية الحفل تم توقيع الكتب من قبل مؤلفيها ومحققيها على الحضور. وتشكر عائلة البوخمسين جميع الحضور وتتمنى لهم قراءة طيبة ومفيدة وممتعة.

 التقرير المصور الاول هنا

التقرير المصور الثاني هنا

التقرير المصور الثالث هنا