2024/11/21 | 0 | 286
«الغربة باستشعار اللون».
اليمامة
يخطو نزولاً على عتبات سلم القطار في محطة مدينة «نورينبرغ»، ويرفع رأسه باتجاه المبنى الحجري الذي يشبه قلاع القرون الوسطى؛ بممراته الصخرية المتفرعة إلى أزقة طويلة كالمتاهة في الأساطير.
أمامه، لوحة مغلفة بإطار خشبي تؤرخ إلى أول قطار وصل المدينة. ويلفت انتباهه السجاد الأحمر الممتد من عتبات القطار إلى مدخل المبنى؛ كتقليد شَرَفي حافظ عليه سكان البلاد منذ القرن الخامس قبل الميلاد، عندما وضعته زوجة الملك «أجاممنون»، احتفالا بعودته منتصرا.
السقف بقببه الكثيرة والرسومات الملونة والطوب الأحمر المتصل من سقف إلى آخر يشعره بحراس يتعاهدونه بالمراقبة حتى خروجه من المحطة.
يجر حقيبته خارجاً، ولون أحمر آخر يشاغبه؛ أشجار التوت وثمرها الأحمر القاني. كانت بيضاء حسب الأسطورة، عندما كان يعيش غير بعيد من هنا الشاب «بيراموس» والعذراء «ثيبسي». وقبل أن تأكلها اللبوة، ولينتحر هو حزناً عليها، وترتوي شجرة التوت بدمائهما. فكل شجرة توت حمراء في هذه المنطقة، هي حفيدة تلك الشجرة إذن؟
مدخل الفندق تزينه شجرة عيد الميلاد المجيد، التي ما زالت باقية بالرغم من مرور المناسبة، وإضاءات حمر تتسلق أغصانها الخضراء.
يرمي حقيبته في غرفة الفندق الذي كان يوماً ما، نُزِلْ النخبة من قادة الرايخ الألماني وضباط هتلر. إذن هو شبح لون أحمر خامس يُضاف؛ العلم السابق للنازي الذي يدخل الأحمر في تكوينه. رمز الاشتراكية، كما نظر له زعيمهم «أدولف».
يتمدد بكامل ملابسه على السرير ويسرح في الألوان..
اللون الأحمر طارئ على قريتي. نعرف فقط ألوان محدودة ومكررة؛ البني والأخضر. عندما تتزين جدتي فيكون الأخضر لون ثوبها، ومتى ما شعرت أنه لا يكفي، تضع «المشموم» الأخضر كشرائط تتدلى من جدائلها المعقودة. لون ثان تُلَوِن به شفاهها وهو «الديرم». يشبه هذا جذع النخلة البني.
يكور جسده، ويميل برأسه إلى الناحية المعاكسة للنافذة، وغناء المطربة الشعبية الألمانية «أندريا بيرغ» يختلط بأصوات السهارى. ثم فجأة، يعلو صوت أغنية شعبية من (داخله) حاجبة عنه ما عداها. و»طقطقة» عظامه من البرد تتناغم مع إيقاع أغنيته بطبولها و»مراويسها»؛ صادحة، مجلجلة، بصوت غاضب، تهيأ له أنه «لأندريا» الألمانية:
«بعطيك كرت «أحمر» لأنك تخطيت..
ملعب حياتي فارقه وأنت مطرود».
جديد الموقع
- 2024-12-26 نحو معارض للكتاب الخيري
- 2024-12-26 معادلة الانتصار الإلهي والقيم العليا
- 2024-12-26 أحياة هي أم ظروف حياتية؟
- 2024-12-26 د.نانسي أحمد أخصائية الجلدية :العلاج البيولوجي أحدث وأهم الخيارات في معالجة الصدفية
- 2024-12-26 "ريف السعودية" ونادي الشباب يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز المسؤولية المجتمعية
- 2024-12-26 تجهيز عربة عيادة أسنان في الأحساء
- 2024-12-26 4 مليارات لفرص المسؤولية الاجتماعية خلال 21 شهرًا
- 2024-12-26 نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء
- 2024-12-26 ما الكون إلا زمان .. إلاك
- 2024-12-25 قراءة في حياة الشاعر علي الحمراني