2022/08/27 | 0 | 2895
لماذا نحيي عاشوراء
لماذا يحيي ملايين الشيعة حول العالم مراسم عاشوراء في كل سنة منذ استشهاد الإمام الحسين عليع السلام وإلى اليوم؟ يبذلون الكثير من الوقت والأموال والجهد من أجل إحياء شعائر عزاء الإمام, فهل هناك وجوب شرعي لإقامة هذا العزاء؟ وإذا لم يكن هناك وجوب شرعي , وكان العمل مستحب, فهل الدافع الحقيقي هو الحصول على الأجر والثواب, مع وجود كثير من المستحبات الأخرى؟ ولماذا يبتعد الغالبية العظمى حتى عن اللهو المباح في أيام عاشوراء, في حين لا يكون ذلك في شهر رمضان لغالبية الناس, أو شهر الحج على سبيل المثال, أو بقية أشهر السنه.
هل هناك وجوب شرعي
نحن نجد أن العبادات الواجبة مثل الحج والصيام, لو لم يكن هناك وجوب شرعي للقيام بها, لما أداها إلا قليل, أو لربما اندثرت مع الزمن. أما بالنسبة للصوم المستحب أو الحج المستحب فلا تجد الكثير من يقوم به. وفي المقابل وبالعكس من ذلك, رغم عدم وجود أي نص أو فتوى بوجوب إقامة مراسم عاشوراء, فإن الشيعة يتسابقون ويتدافعون لإحياء هذه الشعائر, وهي لا تزداد إلا ظهورا وازدهاراً مع الوقت. وكذلك فإن إحياء هذه الشعائر لا يقتصر على البالغين أو الأكبر سناً كما حال العبادات الأخرى, بل إن جميع الأطياف والفئات العمرية تعمل على حضور هذه المناسبة, ويتسابق عليها الصغير قبل الكبير.
نعم هناك استحباب لإقامة شعائر عاشوراء والحزن والبكاء على الإمام الحسين عليه السلام, وهناك الأجر العظيم كما في كثير من الروايات, ولكن من الواضح أن إحياء عزاء الإمام الحسين (ع) لا يخضع لميزان الأجر الثواب فقط. بل هناك دافع قوي وشوق وجاذبية لا توصف لإقامة هذه المراسم. بمعنى آخر, رغم الأجر العظيم فهو ليس الدافع الأساسي فقط لتحريك الجماهير لإحياء هذه المراسم, وذلك بالمقارنه بكثير من الأعمال العبادية التي قد لا تحظى بهذا الاهتمام الجماهيري والعشق للإحياء.
هل هو بسبب المأساة
إن كل الأحداث والمآسي والفجائع الإنسانية, يكون لها تأثير مؤقت على البشر, وقد تستمر لجيل أو اثنين أو ثلاثة, ولكن بريقها يخفت ويندثر مع الزمن. ولكن نجد قضية عاشوراء لا تندثر ولا تضمحل, بل تزداد ظهوراً وإشراقاً مع الزمن. بل إن بكاء وحرقة المعزين على الإمام وكأن الإمام يقتل كل سنة وكلّ يوم.
وإذا كان الدافع والمحرك الأساس هو في مأساة الإمام الحسين (ع), فهناك الكثير من المعارك والمآسي على مر التاريخ الإنساني مروراً بالحروب العالمية واستخدام القنابل النووية التي راح ضحيتها أكثر من سبعين مليون إنسان, ومع ذلك فإن إحياء مثل هذه الأحداث يندثر مع مرور الزمن, ولا يحظى بما تحظى به عاشوراء من الحيوية والتجدد, والمشاعر الهياجة, والتي راح ضحيتها قرابة السبعين رجل.
إذاً رغم تأثير الجانب المأساوي وروح التضحية والفداء التي سطرتها أحداث معركة عاشوراء, رغم ذلك كله فإنها لا تشكل الدافع الأساس لاستمرارية وظهور شعائر عاشوراء لأكثر من ألف سنة, وكأن مأساة عاشوراء تتجدد كل سنة, ولا تزداد إلا ظهوراً وإشراقاً.
ماذا عن بقية شهداء الإسلام
وإذا كانت القضية في كون الإمام الحسين عليه السلام هو سبط الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم, فإن أبيه أمير المؤمنين علي عليه السلام هو خير منه, ورغم ذلك فإن إحياء عاشوراء ينال أكثر أهمية في أحاديث أهل البيت من استشهاد أمير المؤمنين أو استشهاد الرسول الأعظم (ص), أو استشهاد الإمام الحسن عليهم الصلاة والسلام.
وهناك الكثير من الشهداء في المعارك الإسلامية كما في بدر أو أحد أو غيرها, مع ذلك لا تحضى بما يحضاه الإمام الحسين (ع) وشعائر عاشوراء من الإهتمام والإحياء.
فلماذا هذه الخصوصية لعاشوراء رغم وقوع الكثير من الشهاداء على مر التاريخ الإسلامي والإنساني. وطبعاً كل هذه العوامل لها التأثير الكبير, ولكن ليست الدافع الحقيقي لاستمرارية مأساة الإمام الحسين عليه السلام ظهورها على غيرها من المآسي والأحداث.
لماذا تقدم أصحاب الإمام للشهادة
والأعجب من البكاء والحزن على الإمام الحسين (ع), هو لماذا قام أصحاب الإمام بالخروج معه والاستشهاد بين يديه؟ لماذا مثل بعض الصحابه, أو الموالي, أو من لا تربطهم صلة رحم وقرابة بالإمام, ولا يرجون المال ولا الملك, مع ذلك يتقدمون للاستشهاد بين يدي الإمام الحسين (ع). ورغم أن المعركة محسومة بالاستشهاد, لماذا كانوا يتنافسون ويتسابقون على الموت الذي لابد منه. لماذا الشباب الذين في مقتبل العمر كالقاسم بن الحسن أو علي الأكبر يتلذذون بالشهادة بين يدي الإمام, ويرون الاستشهاد أحلى من العسل.
ورغم أن الإمام أعطى الرخصة لأصحابه بالانسحاب والإنصراف عنه, فالقوم لا يطلبون الا هو, ولو استشهد لانصرفوا عن غيره, ومع ذلك يجدون السعادة العظمى في الاستشهاد بين يديه. ماهو سر هذا العشق والجاذبية للإستشهاد مع الإمام الحسين (ع)؟ وبصيغة أخرى, ماهو أعجب من إحياء مراسم عاشوراء, هو الدافع والعشق الذي جعل الأصحاب يتسابقون على الاستشهاد بين يدي الإمام الحسين (ع).
لماذا قدّم الإمام أولاده للشهادة
لو تقدم الإمام الحسين عليه السلام أولاً واستشهد, لعل الأعداء ينشغلون عن قتل بقية أصحابه وأولاده. وإذا كان الإمام يعلم بحتمية الإستشهاد في هذه المعركة, فلماذا يقدم أولاده وذراريه وأخوته وخيرة أصحابه للموت بين يديه؟ لماذا لم يتقدم هو للموت أولاً, فلربما استغنى الأعداء بقتله عن قتل أولاده وأصحابه. فلماذا قام الإمام الحسين (ع) مع سابق علمه وإخباره باستشهاده بتقديمهم أولاً للشهادة, وحتى تأكد من استشهادهم جميعاً, تقدم هو للشهادة. ماهي المعركة الحقيقية التي يخوضها الإمام الحسين (ع), وما هي معايير النصر والفتح في نظره. إنها معركة مختلفة تماماً عن المعارك الأخرى التي شهدها ويشهدها التاريخ الإنساني.
لماذا خرج النساء والأطفال مع الإمام
قد يكون خروج أصحاب الإمام من الرجال معه إلى كربلاء مبررا بوجه أو بآخر, ولكن لماذا خرجت النساء والأطفال معه. ماهو السبب الرئيس والدافع الحقيقي لمثل النساء والأطفال للخروج مع الإمام. فإذا كان الإمام أرخص الرجال, فالرخصة للنساء أولى.
وإذا كان الرجال خرجوا لنصرة الإمام والدفاع عنه, فلماذا خرجت النساء وهم يعلمون باستشهاد الإمام وبتعرّضهم للسبي. لماذا خرجت العقيله زينب عليها السلام , ولماذا عبرت عن المأساة بقولها (لم أرى إلا جميلا). فلماذا تحمّلت هذا العناء هي وبقية النساء والأطفال, ولماذا عبّرت عن المصاب بأنها لم ترى إلا جميلا. ماهي الحقيقة التي تعبر عنها السيدة زينب بالجمال في أحداث عاشوراء من استشهاد وقتل حتى الطفل الرضيع, وما تعرّضوا له من الأذى والسبي.
ما هو الدافع والعشق الذي جعل النساء والأطفال يتحملون أعباء السفر والسبي لمرافقة الإمام ومواساته ونصرته؟ لماذا زينب عليها السلام خرجت مع الإمام رغم علمها بالسبي؟ ولماذا الرباب ورقية وأم وهب وسكينه وغيرهم من النساء والأطفال؟
من جهة أخرى, لماذا أقرّ الإمام الحسين عليه السلام خروج النساء والأطفال, وهو يعلم مسبقاً بقتله واستشهاده وسبي نسائه. لماذا لم يمنعهم من الخروج, أو أرسل بهم إلى جهة أخرى غير كربلاء. ولماذا أذن الإمام الحسين (ع) بأن يستشهد أولاده وأصحابه وتسبى نساءه, وهو يعلم بذلك وصرح به؟
ماهو سر الجاذبية والعشق
ما هو العشق الذي عاشه أصحاب الحسين عليه السلام حتى يرملون أزواجهم وذراريهم, وحتى يتمنون أن يقتلوا سبعين مره في سبيله, وأن يرى الشباب, مثل القاسم عليه السلام, يرى الموت في سبيل الإمام الحسين (ع) أحلى من العسل. ما هذا العشق الذي جعل النساء والأطفال يخرجون مع الإمام عليه السلام, ويسشهدوا في مسير السبي مثل السيدة شريفة والسيدة رقية. ما هذا العشق وتحمل الآلام الذي عاشته الحوراء زينب عليها السلام حتى جعلت تضرب رأسها كلما رأت رأس أخيها الحسين عليه السلام على الرمح حتى بدت الدماء من رأسها. ما هذا الفيض والعشق الذي يدفع بالإنسان للاستشهاد في سبيله, وهذه الخصوصية الإلهية التي جعلت للإمام الحسين ولعاشوراء. إنها عودة العاشق الى المعشوق, فمن يحب من, هل هو الداعي أم المجيب.
السعاده في الحزن على الإمام
إن كثرة الحزن والبكاء والجزع بشكل عام قد يضر بحالة الإنسان الفسية, وقد يصل به الى الإكتئاب, إلا الحزن على الإمام الحسين (ع) فإنه يزيل الهموم والآلام. إن المعزين والباكين والمقيمين لشعائر أبي عبدالله يشعرون بسعاده روحية في حزنهم وبكائهم ولطمهم على الإمام, وهذا مغاير للقوانين المادية. إن ما يقوم به المعزين من بكاء وحزن ولطم هو بعض من وميض الشوق والعشق الذي دفع أنصار الإمام الخسين (ع) على الاستشهاد بين يديه. فما هو سر هذه السعاده الناتجة عن الحزن والبكاء, وما هو سر هذا العشق لأجيال وأجيال لم تشهد كربلاء, ولم ترى الإمام الحسين (ع) بأعينها.
لماذا هذا الأجر العظيم في الروايات
ومن جهة أخرى, ما هو سر هذا الأجر العظيم على البكاء على الامام الحسين (ع). لماذا يختص عزاء الإمام الحسين عليه السلام بهذا الأجر العظيم الذي قد يفوق على الحج المستحب, والصوم المستحب, وكثير من الأعمال العبادية. فالروايات مستفيضه في أجر البكاء على الإمام الحسين (ع) أو إقامة عزائه, أو زيارته. فإجر البكاء عليه هو غفران الذنوب, ووجوب الجنه, وهذا ما لا قد يتحصله العبد بالأعمال الأخرى.
ففي الحديث عن الإمام الرضا عليه السلام : (يابن شبيب إن بكيت على الحسين حتّى تسيل دموعک على خدّيک غفر الله لک كلّ ذنب أذنبته صغيراً كان أو كبيراً، قليلاً كان أو كثيراً). وفي حديث آخر قال النبي: «ألا وصلّى الله على الباكين على الحسين رحمة وشفقة ». و قال رسول الله لفاطمة لما أخبرها بشهادة الامام الحسين وسألته عمّن يكبي على ولدها الحسين ومن يقيم عزاء له ، فأخبرها فقال لها : «انّه إذا كان يوم القيامة فكلّ من بكى على مصائب الحسين أخذنا بيده وأدخلناه الجنّة».
وقَالَ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ (ع) فِي حَدِيثٍ ومَنْ ذُكِرَ الْحُسَيْنُ عِنْدَهُ فَخَرَجَ مِنْ عَيْنِهِ مِنَ الدُّمُوعِ مِقْدَارُ جَنَاحِ ذُبَابٍ كَانَ ثَوَابُهُ عَلَى اللَّهِ ولَمْ يَرْضَ لَهُ بِدُونِ الْجَنَّةِ. وعن عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ع يَقُولُ مَنْ قَطَرَتْ عَيْنَاهُ أَوْ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ فِينَا دَمْعَةً بَوَّأَهُ اللَّهُ بِهَا فِي الْجَنَّةِ غُرَفاً يَسْكُنُهَا أَحْقَاباً أَوْ حُقُباً. وفي حديث عن البكاء على الامام الحسين (ع) أن له ثَوَابَ أَلْفَيْ حَجَّةٍ وأَلْفَيْ عُمْرَةٍ وأَلْفَيْ غَزْوَةٍ.
فلماذا هذا الأجر العظيم لعاشوراء, وماهي حقيقته. و لماذا شجع أهل البيت على إحياء عاشوراء.
الأنبياء والبكاء على الحسين (ع)
ما هو سر هذه الجاذبية لشعيرة عاشوراء, ما الذي يجعل الأنبياء والمرسلين والملائكة والجن والإنس يبكونه حتى قبل استشهاده. ما الذي جعل الرسول الأعظم يبكي عليه بكاءً شديداً حتى قبل استشهاده. لماذا هذه الخصوصية لم تكن إلا للإمام الحسين عليه السلام دون غيره من البشر. إذا كان الأنبياء العظام كآدم آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى بكوا على الإمام الحسين عليه السلام قبل ولادته, فكيف بمن عرف بمصيبته بعد استشهاده. فحسب الروايه عن الإمام الرضا عليه السلام, أن إبراهيم بعد أن حاول ذبح إبنه وشعر بألم هذا الفعل, وأمره الله بذبح الكبش فداءأ لإسماعيل, وبعد أن شاهد الكبش بعد الذبح, أخبره الله عز وجل أن الحسين عليه السلام يذبح مثل الكبش. ولعل هذه الحادثة جعلت إبراهيم الخليل يستشعر بعض من مصاب الإمام الحسين عليه السلام.
إن هذه الروايه تصور لنا كيف أن المولى عز وجل نعى الإمام الحسين عليه السلام إلى أولوا العزم, وهذا يوضح مدى محورية استشهاد الإمام الحسين في الأديان السماويه. فإذا كان الأنبياء والمرسلين يبكون على الإمام الحسين, فالعجب لمن يشكل على المعزين بكائهم وحزنهم على الإمام, وليس من يبكي عليه.
بكاء الملائكة ودورهم في عاشوراء
ليس فقط الأنبياء والمرسلين, بل لماذا الملائكة يبكون على مصاب الإمام الحسين (ع). وفي الحديث:( إِنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنَ (ع) لَمَّا قُضِيَ بَكَتْ عَلَيْهِ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ والْأَرَضُونَ السَّبْعُ ومَا فِيهِنَّ ومَا بَيْنَهُنَّ ومَنْ يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ والنَّارِ مِنْ خَلْقِ رَبِّنَا ومَا يُرَى ومَا لَا يُرَى بَكَى عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ (ع)).
ما هو دور الملائكة المتواجدين عند قبر الإمام الحسين (ع), ولماذا لم يؤذن لهم بالقتال يوم عاشوراء, وما حقيقة النصرة التي يقومون بها, ولماذا يحفّون بالقبر الشريف. ففي الحديث عن الإمام الرضا عليه السلام (لقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصرته فوجدوه قد قُتل ، فهم عند قبره شعث غبّر إلى أن يقوم القائم ، فيكونون من أنصاره وشعارهم يا لثارات الحسين).
ما هي الحركة الكونية يوم عاشوراء
لماذا السماوات والأرضون ومن فيهن ومن في الجنة ومن في النار يبكي على الإمام الحسين (ع). لماذا الملائكة هبطت لنصرة الإمام, وهي مرابطة عند قبره. لماذا هذه الحركة الكونية والضجة والعجيج الذي يتجدد كل عام على مقتل الحسين (ع). لماذا ارتبط البكاء على الإمام الحسين (ع) منذ آدم عليه السلام مروراً بجميع الأنبياء والمرسلين. لماذا تبكي السماء دماً, ولماذا لا يأخذ بثأر الإمام سوى المهدي عليه السلام.
يتبع ..
جديد الموقع
- 2024-12-22 احنا جيرانه (ص) أهداها الله كفوفه (1)
- 2024-12-22 يا يوم لغتي .. أينك أم أيني عنك
- 2024-12-22 ألم الرفض الاجتماعي
- 2024-12-22 نمط حياتك قد ينعكس على صفحة دماغك ويؤدي إلى شيخوخته أبكر مما تظن
- 2024-12-22 الكتاب السادس عشر لـ عدنان أحمد الحاجي (تطور اللغة واضطراباتها وعسر القراءة عند الأطفال)
- 2024-12-22 تأثيرات لغوية للقراءة الرقمية
- 2024-12-22 الزهراء (ع) .. المجاهدة الشهيدة
- 2024-12-22 نحو كتب في الشوارع
- 2024-12-22 بين فيزيائية الكتب وكيميائية الكلمات
- 2024-12-22 من أجل القراء المترددين
تعليقات
رأفت الصريوفي
2022-08-28احسنت يا بش مهندس ايمن وسلمت اناملك