2021/09/26 | 0 | 3176
قد شغفني حباً 2021
في يومنا الوطني الواحد والتسعين يحق لي زيادة نسبة غزلي وعشقي له، والتشبب والهيام به، فهي أمور محمودة لا يعاب فيها أحد، ولا يعيبها إلا من في قلبه مرض! ولا تلوموني في ذلك فقد شغفني حباً لا يضاهيه حب زليخة ليوسف عليه السلام! فحبه من الإيمان وعشقه واجب، ودين ووفاء علي له.
وطني ليس قطعة أرض غنية بالذهب الأسود كما ينظر إليها العالم، أو صحراء تحدها دول ومياه تحيطها شرقاً وغرباً، وليس مأوى تضمنا على ثراها، وليس كنزاً نقتات منه، وليس اسماً نردده ونتغنى به في نشيده الوطني في مدارسنا كل صباح! إنه أكبر من ذلك وأكثر. هو علامة فارقة في خارطة الدنيا وواسطة عقدها. هو كلمة طيبة توحدنا على سواء، أصلها ثابت حباً، وولاءً له، وفرعها في السماء. هو أرض تجمعنا بالحب وتبادل المنافع. هو قبلة يتجه إليها المسلمون في صلواتهم. هو السلام والأمن والأمان الذي نتفيأ ظلالهم، وأواصر الوحدة التي تربط شرقه بغربه، وشماله بجنوبه وتوحد جهاته الأربع بأواصر الإسلام واللغة والقربى والعادات والتقاليد العربية الأصيلة. هو المجد والنفط والأمل الذي نعيش به، فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل.
في وطني الحبيب ميزات جد كثيرة، فيه أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين. فيه المسجد الحرام، وزمزم والحطيم
، والركن والمقام، والحجر والصفا والمروة، والمساجد السبعة، والثرى الذي وطأته أقدام خير الورى محمد المصطفى صل الله عليه وآله.
فيه مسجد خير من دعا الناس في الطائف، وفيه قبره الشريف، وبقيعه المنيف الذي احتضن صحابته الغر الميامين، الأنصار والمهاجرين خير القرون، والأئمة المصلحين أصحاب الحق المبين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
وطني رحلة الشتاء والصيف، ومهبط الوحي، وعبق التاريخ ورحيقه، تاريخ انطلاق الدعوة المحمدية، دعوة الإسلام والأمن والأمان رحمة للعالمين. تاريخ أول دولة إسلامية، دولة الرسول - صلى الله عليه وآله – ثم دولة الخلفاء الراشدين - رضي الله عنهم - التي حملت مشاعل الهداية للعالم. إن نصاعة تاريخه رد مفحم على الذين أنكروا حضارته وقدمه وعراقته! ويكفيه فخراً أن إبراهيم حين رفع قواعد البيت الحرام وأكمل بناءه مع ابنه إسماعيل- عليهما السلام- دعا الله قائلاً: " رب اجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر "، وحينها أقسم الله – عز وجل - بالبيت المعمور المزدان بالركع السجود.
وطني لا يوم كيومه الوطني، فحين ولد ما يسمى بالربيع العربي في بعض الدول العربية صار صيفاً لاهباً في بعضها، وحريقاً في بعضها الآخر، وأزهر في وطننا، وأينعت ثماره أمناً وتمسكاً بوحدته وقيادته الرشيدة، وعلا صوته، وهدأت الأصوات الناشزة من المتطرفين والإرهابيين والتكفيريين. لقد علمنا الوطن أنه في شدائده تخسأ شياطين الغدر، فلا تسمع لهم همساً، ولا نقيم لهم وزناً.
حل يومنا الوطني الواحد والتسعون ونحن في أمن ورغد وسعة من العيش في منطقة تغلي كغلي المرجل، وتضطرب وتكتوي بحروب أهلية وتدخلات خارجية وإرهاب وإجرام، ومشكلات لا تعد ولا تحصى، وأحزاب ومليشيات يخربون بيوتهم بأيديهم، وأيدي التدخل الخارجي؛ ليبنوا دولاً هي أوهن من بيت العنكبوت، فشر البلاد ما ليس فيه خصب ولا أمان.
في وطني رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلاً. رجال بنوه بالحب والإرادة والتعاون والعمل الدؤوب، ودافعوا عنه بأرواحهم وأموالهم وأولادهم لا يخشون لومة لائم. رجال عانوا شظف العيش، فضربوا في أصقاع الأرض، ركبوا البحر، وقطعوا الفيافي والقفار إلى الهند، والعراق واليمن، والشام، وغيرها التي كانت تنعم في بحبوحة من العيش قبل توحيد بلادنا على يد المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه. وحين ظهر النفط وطفر في السبعينات الميلادية تبدل الحال، فأصبح يعيش بين ظهرانينا أكثر من عشرة ملايين مقيم!
ومنذ اندلاع الأزمتين السورية واليمنية استضافت بلادنا ما يقارب المليونين ونصف المليون سوري، وأكثر من نصف مليون يمني، حتى أصبحت الثالثة عالمياً في العمل الإغاثي. وكما عم خيره غيرنا فقد عمنا قبلهم، فأصبح رزقنا في بلادنا أمناً وأماناً وازدهاراً وتنمية شاملة مستدامة، وتطوراً في جميع المجالات في ظل رؤية 2030.
إن يومنا الوطني رسالة حب وولاء وانتماء للوطن ولقيادته الرشيدة، ورسالة مشاركة في بنائه، ودعوة صادقة لمن حاد عنه من الإرهابيين والتكفيريين وغيرهم بالعودة عن غيهم، ودخول خيمته، وركوب سفينة نجاته؛ لعيش مشترك في ظل وطن متعدد الأطياف، والمذاهب، والآراء، والأقاليم، والقبائل على ثرى المملكة العربية السعودية.
في يومنا الوطني حصحص الحق لمن أراد بنا وبوطننا سوءاً من الإرهابيين، والمرجفين، والأعداء من الداخل والخارج، وأقول لهم: إلى الله المشتكى، فو الله لا تمحون ذكر وطننا، ولن تميتوا حبنا له، وهل رأيكم إلا فند، وأيامكم إلا عدد، وجمعكم إلا بدد، فالحمد لله الذي أمننا فيه، وختم لقتلانا بالشهادة، وسنفديه بأرواحنا، وأنفسنا، وأموالنا، وأهلينا؛ لنموت ويحيا شامخاً في ذرى المجد والعز، فوطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه. ولله در غازي القصيبي – رحمه الله - حين أنشد:
أجل نحن الحجاز ونحن نجد
هنا مجد لنا وهناك مجد
ونحن جزيرة العرب افتداها
ويفديها غطارفة وأسد
ونحن شمالنا كبر أشمَّ
و نحن جنوبنا كبرٌ أشد
ونحن عسير مطلبها عسير
ودون جبالها برق ورعد
ونحن الشاطئ الشرقي بحر
وأصداف وأسياف وحشد
جديد الموقع
- 2024-11-21 توقبع اتفاقية شراكة بين جمعية أدباء بالاحساء وجمعية هجر التاريخية
- 2024-11-21 أمانة الاحساء تُكرّم الفائزين بــ ( جائزة الأمين للتميز )
- 2024-11-21 سمو محافظ الأحساء يبحث مع معالي وزير التعليم خطط ومشاريع تطوير التعليم في المحافظة
- 2024-11-21 «الغربة باستشعار اللون».
- 2024-11-21 البيت السعيد
- 2024-11-21 القراءة للكسالى
- 2024-11-21 القراءة واتباع الأحسن
- 2024-11-21 روايات أسامة المسلم بين جيلين.
- 2024-11-21 ( غرق في المجاز، مَجازٌ في الغرق ): قراءة في ديوان الشاعر جابر الجميعة
- 2024-11-20 الدكتور عبدالمنعم الحسين يدشن حملة التشجير الثالثة ببر الفيصلية