2018/03/13 | 0 | 4117
سماحة الشيخ محمد العباد : الزهراء رائدة المرأة في يومها العالمي
-- روي عن الإمام الصادق (ع) أن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله قال لخديجة عليها السلام عندما قربت ولادة فاطمة عليها السلام (ياخديجه هذا جبرائيل يبشرني انها انثى وأنها النسمة الطاهرة الميمونة وأن الله سيجعل نسلي منها وسيجهل من نسلها أئمة في الأمة ويجعلهم خلفاء الله في أرضه بعد انقطاع وحيه ) 1
بداية نبارك لكم جميعاً ولمحبي سيدنا فاطمة الزهراء عليها السلام ذكرى ولادتها الميمونة المباركة .
يوم المرأة العالمي
مر يوم أمس 8 من شهر مارس اليوم العالمي للمرأة وعندما نرجع إلى تعيين واختيار هذا اليوم من كل عام ليكون يوماً للمرأة فإن اختياره يعزو إلى مامرت به المرأة انذاك في أوربا من إضطهاد واستغلال لأنوثتها والظلم الذي كانت تواجهه وتعيشه في واقعها .
- نقلا عن موقع الحرة الإلكتروني الصادر يوم 7 من مارس 2018 م ينقل أن اختيار اليوم العالمي للمرأة كان نتيجة الإضطهاد الذي كانت تلاقيه المرأة وقد كان أولاً هذا اليوم أختير ليكون في 28 من فبراير عام 1909 م وكان هذا الإختيار يعزوا الى خروج النساء في نييوروك انذاك بمظاهرات نسوية منهن عاملات النسيج مطالبات بحقوقهن في الرواتب والمساواة بينها وبين الرجل ،
وفي عام 1910 م أُقترح في كوبنهاغن إقامة يوم للمرأة في جميع الدول للتأكيد على حقوقها ودعم حقها في الإقتراع والترشيح في البرلمانات ومجالس الشورى.
- في عام 1913 م أُعتمد اليوم العالمي للمرأة آلية للتظاهر ضد الحرب ففي الحروب يظهر الجور بشكل واضح ضد المرأة والإعتداء عليها.
- في عام 1914م تم اختيار اليوم الثامن من شهر مارس للإحتفال بالمناسبة وخُصص هذا اليوم لتتظاهر المرأة في أوربا تندد بالحرب العالمية آنذاك القائمة وللتأكيد أيضاً على الحقوق.
- عام 1975 م أقرّت الأمم المتحدة الإحتفال باليوم العالمي للمرأة على أن يكون في يوم الثامن من شهر مارس في كل عام ، وأقيمت بعدها مؤتمرات كثيرة تطالب بحقوق المرأة ويعتبر أخطر مؤتمر عقد بمناسبة اليوم العالمي للمرأة كان عام 1995 م في بكين عاصمة الصين حيث كان من ضمن قراراته أن المرأة لها حق الإستمتاع جنسياً بأي طريقة سواء بطريق شرعي أم لا ، حتى أن المؤتمر أقر التزاوج المثلي واعتبره حق من حقوقها ، وقد حظر في هذا المؤتمر 189 دولة في العالم.
وفي كل عام يصدر شعار مخصص لهذا اليوم وشعار اليوم العالمي للمرأة في هذا العام 2018م هو شعار ( الضغط من أجل التقدم) ، وانظروا إلى هذا الشعار الخطير الذي يحث على الضغط سواء على الشعوب أو على الرجل حتى يعطي المرأة المجال لتنحو المنحى الذي خطته المؤتمرات والوثائق التي تصدر من الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى.
ترى منظمة الأمم المتحدة ( أن الإحتفال في هذا العام فرصة لتحويل هذا الزخم إلى عمل لتمكين المرأة في جميع البيئات الريفية والحضرية والإحتفال بالناشطين الذين يعملون بلا كلل للمطالبة بحقوق المرأة) .
هناك تخطيط عالمي منشأه ومصدره منظمة الأمم المتحدة للترويج لقرارات تلك المؤتمرات ، نقول هنا نعم المرأة لها حقوق ولابد أن تكون هناك مطالب لحقوقها المشروعة لكن ينبغي النظر الى ماهي الحقوق التي تقرها المؤتمرات النسوية في الأمم المتحدة؟ وهل هي حقوق تتطابق مع واقع الإنسانية والإسلام ام لا ؟
المؤتمر المنعقد هذا العام مكون من شخصيات حقوقية و نشطاء عالميين و من عدد من النساء الناشطات والمتطوعات ولم يذكر من الحضور بالاسم الا ممثلة واحدة شهيرة ، ، فعندما نرى توجه المؤتمرات في تقديس الممثلات وتجاهل العالمات المفكرات فإننا نعرف ماهو المراد من اليوم العالمي للمرأة من وجهة نظر هيئة الأمم المتحدة.
- في موقع اليوم السابع -موقع مصري- يعطي نماذجا لتقدم المرأة اليوم ومن هذه النماذج امرأة اصبحت حكما في المباريات الدولية وامرأة اصبحت نجّارة وامرأة صارت ميكانيكية ،
فهنا تعتبر نظرة دونية لنجاح المرأة من خلال خروجها وممارسة هذه الأعمال دون النظر الى جوهرها ودورها في التنمية الإجتماعية والثقافية والعلمية ،
لماذا التركيز على المرأة في القيام بمظاهر معينة التي يمكن للرجل أن يقوم بها دون أن تكلف المرأة لتقوم بهذه الأدوار ؟
ونقول لامانع للمرأة أن تقوم بها مادامت في حدود الشرع واحترام ثقافة المجتمع ، لكن التركيز على دور المرأة في هذه الأنشطة الخارجية فقط يعتبر تهميشا للدور الواقعي والحقيفي لها ،
ينبغي النظر الى إنسانية المرأة في العمل والى طبيعة انوثتها أيضاً ومايتناسب معها ولاننظر لها فقط في المظاهر المروج لها
- وفي تقرير صدر سابقاً لن يكون هناك مساواة بين الرجل والمرأة الت في عام - 2185 م .
فإذا كان الرجل يستخدم المرأة آلة له لإشباع شهواته وملذاته ولازال الظلم قائماً في حق المرأة فمتى يمكن أن تكون هناك مساواة على قدر مانفهم من خلال هذا التقرير أن هذه ماهي إلا شعارات يحملها غير المسلمين للترويج عن ثقافته وفكره المنحرف ، نحن كمسلمين عندنا عقيدة ودين وقرآن وسنة نبوية وسيرة طاهرة للنبي الأعطم وأهل بيته وصحابتهم أولئك هم القدوة الحسنة وهم الذين نجعلهم رواداً لنا فيما نختاره نحن ونعمل به كرجال وماتختاره المرأة وتعمل به كأمرأة ،
أي يوم أولى يكون يوم المرأة
فلو أردنا اختيار يوم يمثل المرأة العالمية فلن يكون هناك يوم أفضل من يوم ولادة فاطمة الزهراء عليها السلام . لأنها من الأمهات أفضل الأمهات ومن البنات أفضل البنات ومن الزوجات أفضل الزوجات ، فلن نجد في العالم كله قديماً وحديثاً شخصية يمكن أن تكون رائدة للمرأة أفضل من السيدة فاطمة بنت محمد ويمكن ان نلخص مميزات الريادة عند الزهراء في عدة نقاط : -
السيدة فاطمة حققت ذاتها بنفسها فلم يحقق ذاتها غيرها و بتعبير آخر هناك من يسعى لاستقطاب المرأة بعنوان تحقيق الذات ويأخذها نحو مسارات منحرفة ، المرأة لابد أن تسعى هي لتحقيق ذاتها لاأن تجعل نفسها وثقافتها وعلمها آلة لغيرها ،
السيدة الزهراء العالمة والراعية للأسرة والمعطاءة للمجتمع والنموذج الرائع للمرأة العفيفة الطاهرة ، على قدر ماأعطت للإسلام من الصور الرائعة لنزاهة المرأة وعفتها ، فهي عليها السلام جعلت أول ساحة لها العمل في بيتها كزوجة وكأم بعد دورها مع الرسول الأعظم كأبنة حيث كناها رسول الله بأم أبيها فهي قامت برعاية النبي الأعظم ليس بصفته أب فقط وإنما كصاحب دعوة وقفت بجانبه وتألمت معه في سبيل رعايته ، فالمساحة الأسرية تعتبر هي المساحة الأولى و منها تبدأ الإنطلاقة نحو المجتمع وكان دورها الأساسي يقوم على هذا ، وهذا ماينبغي أن تنظر إليه المرأة وتجعله من أولوياتها فمن أهم أولوياتها بناء الإنسان فإذا أرادت المرأة أن تكون عنصراً مهماً فاعلاً تنموياً في المجتمع عليها القيام بدور بناء الإنسان من خلال القيام بدورها التربوي مع أبنائها وحفاظها على الهدوء والإستقرار الأسري .
لقد خرجت السيدة الزهراء عليها السلام الى ساحات المجتمع لكن خروجها لم يكن عبثياً واستعراضاً وانما خرجت لتقدّم وتعطي من الفكر والعفاف والطهارة أمثلة لذلك ، خرجت مع رسول الله في غزواته ومعاركه لتقوم بدور يتناسب مع طبيعتها الأنثوية المقدسة ، خرجت بكامل عفافها وحيائها المعنوي والمادي ، فالزهراء بنَت نفسها بنفسها من خلال إيمانها وعقيدتها وأهدافها السامية
عندما خرجت عليها خرجت بعنصر الفكر والإبداع والعلم وليس بعنص الإغراء والإثارة .
والمرأة اليوم عندما تخرج وتعطي من عنصر الأنوثه فقط فإنها تنسى إنسانيتها وتسقط كرامتها ، أما اذا خرجت لتعطي من عنصر الإنسانية فإن انوثتها محفوظة ولن تمس أو تسقط ،
الرجال أيضاً يقع على عاتقهم تحمل المسؤولية تجاه المرأة بعدم التشدد السلبي وعدم التركيز على الممنوعات عن المرأة فقط بل أن هناك مساحات واسعة للمرأة يمكن فيها أن تقوم بدورها ، فالمرأة سابقاً كانت تحرم حتى من حضور المساجد والحسينيات فلا ينبغي التركيز وترديد المحرمات والمحضورات على المرأة دون ذكر المساحات الشاسعة لعملها ، وربما يكون هذا له ارتدادات عكسية فتجر المرأة الى المؤتمرات العالمية التي تُعقد بإسم المرأة بهدف انحلالها وحريتها السلبية ، فعلى الأزواج والأباء أن يعطوا المرأة المساحة الشرعية لها لأداء دورها اقتداءا بالسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ومن خلال موقف الرجل الإيجابي تجاه المرأة كما كان عليه الرسول الأعظم ص وأمير المؤمنين مع السيدة فاطمة حيث اعطائها مساحة واسعة للقيام بدورها الإنساني والتربوي .
والحمدلله رب العالمين
جديد الموقع
- 2024-12-26 نحو معارض للكتاب الخيري
- 2024-12-26 معادلة الانتصار الإلهي والقيم العليا
- 2024-12-26 أحياة هي أم ظروف حياتية؟
- 2024-12-26 د.نانسي أحمد أخصائية الجلدية :العلاج البيولوجي أحدث وأهم الخيارات في معالجة الصدفية
- 2024-12-26 "ريف السعودية" ونادي الشباب يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز المسؤولية المجتمعية
- 2024-12-26 تجهيز عربة عيادة أسنان في الأحساء
- 2024-12-26 4 مليارات لفرص المسؤولية الاجتماعية خلال 21 شهرًا
- 2024-12-26 نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء
- 2024-12-26 ما الكون إلا زمان .. إلاك
- 2024-12-25 قراءة في حياة الشاعر علي الحمراني