2013/05/22 | 0 | 3308
برامج التواصل .. وغسل الأدمغة
نحن نعيش في زمن المعرفة, أو مجتمع المعرفة. فكل ما يعيشه مجتمع ما من معرفة وقيم وحيوية وإنتاجية ونظام هو للأفكار التي تدور في أذهان أفراد ذلك المجتمع. وكذلك فإن ما يعيشه مجتمع ما من فوضى وتخلف وفقر وعوز وجهل ولا إنتاجية, هو أيضاً لأفكار تدور في أذهان الأفراد هناك. فمقياس حضارة المجتمع وتقدمه أو تخلفه هو الفكر الذي يملكه.
ولكن عندما تستطيع جهةٌ ما أن تسيطر على الأفكار التي تدور في أذهان الناس, وتصنعها كيف ما تشاء, فإنها تستطيع أن تنوّم ذلك المجتمع مغناطيسياً وتحركه كيف ما تشاء, وتسيطر على عاطفته, وإرادته وأفعاله, وتجعله يحقق الأهداف المرسومة له بكلّ دقة.
وهذا ما تصنعه بالتحديد الدول الكبرى عن طريق برامج التواصل الإجتماعي. فعن طريق نشر المعلومات الخاطئة أو المكذوبة أو المزيفة, وترويجها بشكل كبير. فإن النسبة الأكبر من المجتمع سوف تؤمن بهذه المعلومات, وتكون ردود أفعالهم محسوبة مسبقاً ومتوقعة. فالمعلومات هي التي تحدد أسلوب تفكير الإنسان, وعاطفته, وبالتالي تصنع قراراته وردات فعله.
فبرامج التواصل الإجتماعي تستخدم لتمرير الأفكار بشكل غير معلن. فلا يعرف الناس ما هي مصادر هذه المعلومات, ومدى مصداقيتها, فلذلك فإن الأكثرية لا تستطيع مناقشتها, بل تتقبلها كما هي. وقد تكون هذه المعلومات على شكل كلمات مكتوبة, أو تسجيلات صوتية, أو صور, أو مقاطع فيديو.
إذاً السيطرة والتحكم بمثل هذه البرامج يشكل أمن قومي لأي مجتمع, وتشخيص الأفكار المراد تمريرها للمجتمع, وتفنيدها وفضحها للعامة ومناقشتها هو مسئولية المثقفين بالدرجة الأولى. فمواجهة هذه الأفكار تجعل المجتمع أكثر وعياً, وبالتالي يصعب خداعه أو التلاعب به.
فالتطبيل أصبح ظاهرة إجتماعية بعد انتشار وسائل التواصل الإجتماعي, فهناك من يطبل لفكرة, وهناك من يطبل لمفكر, وهناك من يطبل لطائفة, وهناك من يطبل لرجل دين, وهناك من يطبل للاعب كرة. فالجميع يعتبرون مطبلون إذا ما ابتعدوا عن الوعي. ولكن يا ترى, من الذي ينشر التطبيل, ويروج له, ويوزع أدواته. وماهي أهداف هذا الترويج. وهل هي السيطرة على المجتمعات عاطفياً, وبالتالي تحقيق الأهداف الخفية.
(وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)
جديد الموقع
- 2024-12-22 احنا جيرانه (ص) أهداها الله كفوفه (1)
- 2024-12-22 يا يوم لغتي .. أينك أم أيني عنك
- 2024-12-22 ألم الرفض الاجتماعي
- 2024-12-22 نمط حياتك قد ينعكس على صفحة دماغك ويؤدي إلى شيخوخته أبكر مما تظن
- 2024-12-22 الكتاب السادس عشر لـ عدنان أحمد الحاجي (تطور اللغة واضطراباتها وعسر القراءة عند الأطفال)
- 2024-12-22 تأثيرات لغوية للقراءة الرقمية
- 2024-12-22 الزهراء (ع) .. المجاهدة الشهيدة
- 2024-12-22 نحو كتب في الشوارع
- 2024-12-22 بين فيزيائية الكتب وكيميائية الكلمات
- 2024-12-22 من أجل القراء المترددين