2012/09/15 | 0 | 3039
الرباعية .. نواة الحلف الإسلامي
ورغم الاختلاف الشديد بين دول الرباعية من حيث السياسة في الشرق الأوسط لتباين مصالحها وتحالفاتها بين الشرق والغرب. فتضارب مصالح الدول الإسلامية في الشرق الأوسط هو لتضارب مصالح الحلفاء أو الدول الكبرى. لذلك هناك شبه استحالة للتوفيق بين الدول الإسلامية إلا حينما تنطلق نحو المصالح الشرق أوسطية. فمصالح دول المنطقة متقاربة ومشتركة. وإذا ما خرجت الدول الإسلامية من المحاور الخارجية, بتحديد أولوياتها فإنه بالإمكان خلق منظومة تعمل على ضمان المصالح الاقتصادية والمالية والدفاعية للدول الأعضاء وتدعمها. وإذا ما نجحت هذه الدول الأربعة أو على أقل تقدير ثلاثة منها على تشكيل بؤرة الحلف الإسلامي, فإن هذا الحلف سوف يتناما بشكل متسارع, وسرعان ما تنضم إليه بقية الدول الإسلامية ويصبح له وزنه في السياسة العالمية وصناعة النظام العالمي الجديد. ومن الممكن فتح أبواب هذا الحلف ليتضمن دول غير إسلامية كدول أمريكا اللاتينية.
ولتشكيل حلف إسلامي, لابد وأن يقوم على عدة أساسات:
التعاون الاقتصادي: بحيث تعمل دول الحلف على دعم بعضها بعضاً في مجال الإقتصاد والصناعة والتعليم.
الاستقلال المالي: أن يشكل الحلف الإسلامي بنك دولي ومصرف دولي وعمله إسلامية موحده تستقطب التعاملات بين الدول الأعضاء ودول العالم.
القوة العسكرية: وتقوم هذه القوة على الدفاع عن الدول الإسلامية الأعضاء أو المستضعفين في الأرض.
ولو شكل حلف إسلامي, فإنه لن يكون محسوباً لا على التيار الشرقي ولا على التيار الغربي, ولذلك سوف يستقطب جميع الدول الإسلامية, وسوف تتباعد الدول العظمى عن مواجهة هذا الحلف لارتباط مصالحها في الشرق الأوسط, بل وسوف تعمل على كسب وده وبناء علاقات بناءه معه. إن الحلف الإسلامي لو شكل فإنه سوف يكون الحلف الأقوى في العالم, ولن يضاهيه حتى الإتحاد الأوروبي الذي يواجه مشاكل اقتصادية تهدد بانهياره.
إن ما يحكم العلاقات السياسية بين الدول هو المصالح الاقتصادية, والقوة العسكرية, والدين. وكل هذه العوامل هي موجودة لدى الدول الأعضاء, ولكن تحتاج إلى تنسيق وتوازن, لخلق قطب إسلامي يفرض احترامه في السياسة الدولية, ويعمل على حماية الدول الإسلامية من تلاعب الدول العظمى.
إن التوقيت هو الأفضل حيث نشهد انهيار وتراجع الإمبراطورية الأمريكية, وترنح أوروبا الإقتصادي, وهذا يسمح بصعود قوى جديدة في العالم. وإذا ما استغلت الدول الإسلامية هذه الفرصة, فإنها سوف تصبح القوة العظمى في العالم, وتنشيء الإمبراطورية الإسلامية التي تفرض سيطرتها على العالم كله, وهذا هو النظام العالمي الجديد الذي يقوم على أساس العدل الإلهي.
ولابد أن يعمل هذا الحلف على نشر التسامح بين مكونات العالم الإسلامي القومية والدينية. فلابد على دول العالم الإسلامي وشعوبها أن تتسامح في ما بينها وتغض الطرف عن خصومات الأمس, ونزاعات الماضي, وكذلك تعتمد التسامح الديني الذي يسمشح بتعايش جميع المذاهب الإسلامية وجميع الأديان في ضل قانون يكفل جميع الحقوق.
ومن المؤلم أنه يتم الإعتداء على حرمة الرسول الأعظم والقرآن دون مراعاة مشاعر ملياري مسلم, لأن المسلمين على كثرتهم ولكنهم ممزقين ومتفرقين, ولا يملكون إستراتيجية عمل مشترك. إذا لم تعمل الدول الإسلامية وتخطط لقوتها وعزتها, فإن الآخرين لن يتوقفوا عن التخطيط لتمزيق كيانات العالم الإسلامي أكثر وأكثر واستنزاف ثرواته.
لابد أن يكون مشروع الحلف الإسلامي في قبال مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يريد أن يفرضه الغرب لضمان هيمنته على موارد الشرق الأوسط.
جديد الموقع
- 2024-12-22 احنا جيرانه (ص) أهداها الله كفوفه (1)
- 2024-12-22 يا يوم لغتي .. أينك أم أيني عنك
- 2024-12-22 ألم الرفض الاجتماعي
- 2024-12-22 نمط حياتك قد ينعكس على صفحة دماغك ويؤدي إلى شيخوخته أبكر مما تظن
- 2024-12-22 الكتاب السادس عشر لـ عدنان أحمد الحاجي (تطور اللغة واضطراباتها وعسر القراءة عند الأطفال)
- 2024-12-22 تأثيرات لغوية للقراءة الرقمية
- 2024-12-22 الزهراء (ع) .. المجاهدة الشهيدة
- 2024-12-22 نحو كتب في الشوارع
- 2024-12-22 بين فيزيائية الكتب وكيميائية الكلمات
- 2024-12-22 من أجل القراء المترددين