2024/07/27 | 0 | 963
في قصيدة (الوقت) للشاعر السعودي عبد المجيد الموسوي : الخفاء والتجلي والعدوى العاطفية.
اليمامة - محمد عبد المجيد العداربة
يموسق الشاعر المبدع عبد المجيد الموسوي قصيدته على البحر الطويل فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن ..والذي يسمح له بالتحليق عاليا في سماء الإبداع...مقدما لنا فلسفته المدهشة الذي تفجر في المتلقي ينابيع الدهشة.
الوقت عنوان يفتح في النص فضاءات تأويلية يبدع الشاعر برسمها من خلال صوره الجمالية التي يتلذذ المتلقي في تكرارها على أسماعه .
يقول:
“أمر سرابيا كحلم تبخرا
ألوح للماشين أمضي ولا أرى
أراني سريع الومض أسعى وفي
يدي سلال من الآمال شتى كما ترى”
صور مدهشة يفلسف الشاعر رؤاه في الحياة حيث يمر العمر كأنه سراب يتبخر وهو يلوح للعابرين مودعا هذا الوجود وهو يمضي وحيدا للعالم السفلي ولا يرى بعد الرحيل إلا خيال وذكرى في ذاكرة الآخرين...
يمضي سريعا كالوميض
وما زالت اماله واحلامه متناثرةهنا وهناك...
ولا يستطيع الشاعر أن يوقف عجلة الزمان التي تطحن الإنسان في هذا الوجود،
فالله سير الاشياء بقدرته وهو
خاضع لهذه القدرة الحتمية.
ثم يمضي شاعرنا الجميل وهو يرشق في أرواحنا جواهر الحكمة والجمال..
لأنني مضيت محال أن أعود إلى الورى.
ويقول :
“كأنني أثير يشقُّ الريح أسري
كما سرى”
بعد ان مارس الزمان سطوته على الإنسان وأسقط الضوء الذي كان يرهج في الجسد..وحوله الى كائن محدوب مطفأ سيسقط أخيرا في ظلام سرمدي
يؤدلج الشاعر اعترافه بالعجز أمام الوقت الذي يتجلى ناشبا مخالبه في وجوه السائرين الى حتفهم؛ لأن السقوط من كف الزمن يعني السقوط في ثغر الموت.
وفي صورة فيزيائية رسمها الشاعر وهو يقول :
“خلعت كثافاتي
تجردت ربما
اشق سماواتي شفيفًا؛ لأعبرا”
فإذا كانت العوامل المؤثرة على الكثافة هي الحرارة والضغط ،فإن شاعرنا خلع عنه كل هذا وتجرد متخلصا من عبء هذا الثقل فربما يتحول كائنا أثيريا يشق هذي
السماوات ويعبر الى فردوسه المفقود...
ثم يكرر اغترابه عن هذا الواقع قائلا أنه لمحة كانت ثم تلاشت مشيرا الى العمر الذي ينتهي في لحظة ما من الزمن،
فإذا كان هذا الكون عبارة عن ذرات متراقصة حسب ما وصفه أحد الفلاسفة فان شاعرنا جزء من هذا الكون الفسيح فهو لحظة زمنية إيقاعية راقصة تختال في العراء.
ويمضي الشاعر وحيدا في الدروب الغائمات محملا بالرسائل المثقلة التي يرغب أن يوصلها الى الناس وكأنه وحي يسير الى القرى ..
واذا انتقلنا الى الألفاظ والتراكيب في النص نجد أنها تتدفق مثل غدير شفافة براقة عذبة منسابة تدخل الى القلوب بكل عذوبة ؛بمعنى أنني لم أجد أي كلمة خارج السياق فهي منظومة كعقد اللؤلؤ.
لقد أجاد الشاعر سبك الفكرة التي دثرها بصورة ايحائية شفافة ؛ فالوقت يمر كبرق على الانسان ولا يستطيع الإنسان الهروب من حتمية وجبرية دورانه فهو يدور محدثا تصدعا على صعيد المظهر والجوهر.. والسقوط منه يعني التلاشي في العدم .
لقد استطاع الشاعر أن ينقل لنا العدوى العاطفية من خلال جذوة الفكرة المصورة التي تشتعل في فضاءات النص.
جديد الموقع
- 2024-11-22 عادات قرائية مفيدة
- 2024-11-22 مع أن الأديان تتحدث عن قيمة التواضع الفكري، لكن قد يصعب على رجال الدين بشكل خاص تطبيق ما يدعون إليه الناس
- 2024-11-22 يرجع الفضل في استمرارك في تذكر كيف تركب دراجتك الهوائية إلى منطقة المخيخ في دماغك.
- 2024-11-22 نظرة على البنوك في المملكة.
- 2024-11-22 المخرج الشاب مجتبى زكي الحجي يفوز بجائزة أفضل مخرج في مهرجان غالاكسي السينمائي الدولي35
- 2024-11-21 توقبع اتفاقية شراكة بين جمعية أدباء بالاحساء وجمعية هجر التاريخية
- 2024-11-21 أمانة الاحساء تُكرّم الفائزين بــ ( جائزة الأمين للتميز )
- 2024-11-21 سمو محافظ الأحساء يبحث مع معالي وزير التعليم خطط ومشاريع تطوير التعليم في المحافظة
- 2024-11-21 «الغربة باستشعار اللون».
- 2024-11-21 البيت السعيد