2022/08/09 | 0 | 5649
الشيخ أمجد الأحمد : | كي لا تخسر ابنك
المأتم: حسينية المطر (الأحساء ـ الفضول) الليلة التاسعة محرم 1444هـ
استفتح الخطيب هذه الليلة برائعة من روائع الصحيفة السجادية للإمام زين العابدين عليه السلام والمعروف بدعائه لوُلْـدِه عليهم السلام: "أللَّهُمَّ وَمُنَّ عَلَيَّ بِبَقَاءِ وُلْدِي، وَبِإصْلاَحِهِمْ لِي، وَبِإمْتَاعِي بِهِمْ...".
انطلاقاً من هذا الدعاء تحدث الخطيب حول موضوع المحاضرة في محورين:
الأول: الحقوق المتبادلة بين الآباء والأبناء.
الثاني:
المحور الأول: الحقوق المتبادلة بين الوالدين والأبناء
مقدمة:
يلاحظ من خلال رسالة الحقوق للإمام السجاد عليه السلام توازن الحقوق في الإسلام ، وقد تعرض الخطيب إلى بيان حقوق الوالدين وحقوق الأبناء من خلال الثمرات التالية:
أولاً: حقوق الوالدين
أكد الخطيب على أن للوالدين قيمة عظيمة عند الله وأن حقوقهما هو أعظم من حقوق الأبناء على والديهم حيث اقترنت عبادة الله مع الإحسان للوالدين في كثير من الآيات كدلالة على عظيم شأن الوالدين منها قول الله تعالى:
- (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) البقرة 83.
- (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) الأنعام 151.
- (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) الإسراء 23.
- (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) النساء 36.
- (أن اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ) لقمان 14.
أسباب بر الوالدين:
1- أن الوالدين هما السبب المباشر لوجود الأبناء في الحياة وأن أي امتياز منك أيها الإبن فإن أصله الوالدين فعن زين العابدين عليه السلام: (وحق أبيك أن تعلم أنه أصلك وأنه لولاه لم تكن، فمهما رأيت في نفسك ما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه، فاحمد الله واشكره على قدر ذلك ولا قوة إلاّ بالله). كما أكد الخطيب على وجوب شكر الله على نعمة الوالدين استناداً لقوله تعالى في دعاء سليمان عليه السلام: (وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ) النمل 19.
2- أن عطاء الوالدين يشبه عطاء الله سبحانه: وذلك من ناحية الرحمة والحب إذ أن الله يعطي العباد من رحمته وحبه وشفقته عليهم وكذلك شأن الوالدين من خلال تربيتهما لأبنائهم والمحبة الصادقة من سهر وآلام وسهر على الأبناء حتى وإن تمرد الأبناء على والديهم فالرحمة لا تنقطع إليهما.
3- كما أنه لا يمكن تأدية حق الله في عبادته فإنه لا يمكنك تأدية حق والديك وإن اجتهدت في برهما طول دهرك ويؤكد ذلك قول الإمام زين العابدين عليه السلام في حق الأم: (فحق أمك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحمل أحد أحدا وأطعمك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحدا، وأنها وقتك بسمعها وبصرها..)، وفي دعاء الوالدين: (اللّهُم اجْعَلْنِي أَهَابُهُمَا هَيْبَةَ السّلْطَانِ الْعَسُوفِ، وَ أَبَرّهُمَا بِرّ الْأُمّ الرّءُوفِ).
ثانياً: حقوق الأبناء على والديهما
كما أن للوالدين حقوقاً فإن للأبناء حقوق أيضاً منها:
1- أن يختار الوالد أماً صالحة لأبنائه وأن يحسن اسمه وأدبه وأن يعلمه القرآن وتنشئته على حب محمد وأهل بيته عليهم السلام.
2- أن يعين الوالدين أبنائهما على برهما وغرس قيمة الإحترام لهما في أنفسهم ، ومن خلال تعاملهم المحبب للولد وليس بشكل منفر فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله قال: (لعن الله والدين حملا ولدهما على عقوقهما، ورحم الله والدين حملا ولدهما على برهما).
المحور الثاني: كي لا يخسر ا لوالدين أبنائهما
لكي لا يخسر الوالدين أبنائهما يلزم اتباع بعض الواجبات منها:
1- احترام شخصية الأبناء: فالأبناء أمانة من الله تعالى وعليه يجب احترامهم والصدق معهم وعدم الاعتداء عليهم فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله: (أحبوا الصبيان وارحموهم وإذا وعدتموهم شيئا ففوا لهم فإنهم لا يرون إلا أنكم ترزقونهم).
2- تقديم السلام عليهم: فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله: (خمس لست بتاركهن حتى الممات: لباسي الصوف، وركوبي الحمار مؤكفا، وأكلي مع العبيد، وخصفي النعل بيدي، وتسليمي على الصبيان، لتكون سنة من بعدي).
3- تكنية الولد: وذلك مخافة أن يلحقهم النبز فقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام: (إنا لنكني أولادنا في صغرهم مخافة النبز أن يلحق بهم).
4- احترام خصوصيات الأبناء وعدم التسلط عليهم وخصوصاً خلال مرحلة المراهقة.
5- العدل بين الأبناء: أي عدم التمييز بين الأبناء سواء في المعاملة مادياً أو عاطفياً فالنبي صلى الله عليه وآله نهى عن ذلك كما في قصة الرجل الذي أراد أن يشهدل النبي في عطيته لإبنه دون إخوانه بلفظ: (فلا تُشهِدْني إذَن؛ فإنِّي لا أشهَدُ على جَورٍ).
6- القدون الحسنة: أن يكون الوالدين قدوة حسنة لأبنائهم في الأخلاق والإيمان والعقل والحكمة ويجب هذه الصورة أن لا تخدش وأن لا يكون سلوك الوالدين مزدوجاً في المنزل وخارجه.
7- عدم إظهار الخلافات الزوجية بين الأبناء ومن المهم تقديم وأظهار احترام الأم أمام الأبناء.
8- الاهتمام بالأبناء وتنشئتهم دينياً وعقائدياً ليكونوا قرة عين للوالدين عندما يكبروا.
جديد الموقع
- 2024-11-21 توقبع اتفاقية شراكة بين جمعية أدباء بالاحساء وجمعية هجر التاريخية
- 2024-11-21 أمانة الاحساء تُكرّم الفائزين بــ ( جائزة الأمين للتميز )
- 2024-11-21 سمو محافظ الأحساء يبحث مع معالي وزير التعليم خطط ومشاريع تطوير التعليم في المحافظة
- 2024-11-21 «الغربة باستشعار اللون».
- 2024-11-21 البيت السعيد
- 2024-11-21 القراءة للكسالى
- 2024-11-21 القراءة واتباع الأحسن
- 2024-11-21 روايات أسامة المسلم بين جيلين.
- 2024-11-21 ( غرق في المجاز، مَجازٌ في الغرق ): قراءة في ديوان الشاعر جابر الجميعة
- 2024-11-20 الدكتور عبدالمنعم الحسين يدشن حملة التشجير الثالثة ببر الفيصلية