2009/09/18 | 0 | 3372
حوار مع الشيخ احمد بن حمد ابوعلي امام وخطيب جامع ال ثاني بالهفوف والمدير التنفيذي لمسابقة الامير محمد بن فهد بن جلوي للقران الكريم والسنه النبوي
س- هل هناك شروط للامامه وماهي؟
ج- نعم توجد شروط ذكرها أهل العلم وأهمها أن يكون الإمام مسلماً بالغاً مميزاً وأن يكون القوم وراءه راضين عنه، ويخرج بهذا الشرط من أم قوماً وهم له كارهون، فقد اتفق الأئمة على أنه يكره أن يؤم المسلم قوماً وهم له كارهون، ويوجد شرط مختلف فيه وهو العدالة
س- وهل تختلف إمامة رمضان عن غيره من الشهور ؟
ج- نعم للإمامة في رمضان مكانة ومزية وتحتاج للمزيد من الإعداد والتحضير للدروس والمراجعة للقران الكريم والتفرغ لإعطاء المصلين ماأمكن من الفوائد والتوجيهات التي تعينهم على مسيرة حياتهم وحل مشاكلهم فلا يخفى فلرمضان روحانيته تحتاج للمزيد من تهيئته النفوس .
س- صلاة التراويح ماذا تعني للمسلم وكيف ترى الإقبال عليها؟
ج- هي سنة، وهي شعار من شعارات المسلمين في رمضان والإقبال عليها كبير والمساجد نراها تزدحم ولله الحمد والمنة والتراويح جمع ترويحه، سميت بذلك لأنهم كانوا أول ما اجتمعوا عليها يستريحون بين كل تسليمتين، كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله، وتعرف كذلك بقيام رمضان .
س- الخطبة في رمضان على ماذا تحتوي عادة ؟
ج- الخطيب الناجح والمؤثر هو الذي يتلمس حاجات الحي ورغبات الناس الذين يرتادون جامعه وأولى مايذكر به في رمضان عن أحكام الصيام وكذلك طرح بعض الموضوعات الاجتماعية التي يحتاجها الناس ، كما أجد من المناسب طرح الموضوعات الإيمانية التي تذكر الناس بجنة الله وعفوه وتحببهم للخير لاسيما في وقت تكون النفوس فيه متهيئة بشكل أفضل من أي وقت أخر .
س- الاطاله ورفع الصوت بالمكبرات ورد بها توجيه هل يطبق لدينا ؟
ج- كثير من يطبق من المساجد التوجيهات الصادرة من وزارة الشؤون الإسلامية فإن رفع صوت مكبرات الصوت في المساجد، وخاصة الخارجية، فيه تشويش على المساجد المجاورة وإزعاج للسكان المجاورين للمسجد، خاصة الأطفال النيام والمرضى وكبار السن؛ لأنهم يحتاجون إلى الهدوء .
س- اخذ الأطفال معنا للمساجد هل به محاذير ؟
ج- فلا مانع من اصطحاب الأطفال إلى المساجد إن كانوا أبناء سبع سنين ، ولكن يجب تعليمهم مراعاة حرمة المسجد وكيفية الصلاة، وقال العلماء إذا صلى الصبي المميز أثيب على صلاته عند الله تعالى ، يقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-: اصطحاب الأطفال المميزين للمساجد من الأمور المستحبة ؛ ليتعودوا على الصلاة في جماعة ؛ وليتفقهوا في الدين ؛ وليتعلموا كيفية مخالطة المسلمين ؛ ولا شك أنه من الواجب على ولي أمر الطفل أن يعلمه الصلاة وآداب دخول المساجد؛ وينبغى على المصلين أن يتحملوا ويصبروا على عبث الأطفال إن بدر منهم عبث أثناء الصلوات ؛ كما ينبغى عليهم توجيههم بالحسنى كي نحببهم في ارتياد المساجد؛ ومن الجائز إدخالهم فى الصفوف ليتعلموا كيفية الانتظام والاعتدال والتوحد، وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء بالسعودية: الصبي يؤجر على صلاته إذا بلغ سن التمييز، وأتى بفروض الوضوء وبالصلاة على وجهها .أ.هـ
س- بماذا تنصح المصلين اذا دخلوا المسجد؟
ج- بتطبيق سنة النبي صلى الله عليه وسلم وذكر دعاء الدخول بقولهم أَعوذُ باللهِ العَظيـم وَبِوَجْهِـهِ الكَرِيـم وَسُلْطـانِه القَديـم مِنَ الشّيْـطانِ الرَّجـيم،[ بِسْـمِ الله، وَالصَّلاةُ] [وَالسَّلامُ عَلى رَسولِ الله]، اللّهُـمَّ افْتَـحْ لي أَبْوابَ رَحْمَتـِك ,واستشعار عظمة الخالق ، وإغلاق الجوالات .
س- فضل صلاة الجماعه ؟
ج- ويكفيك مارواه البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة ) والذين يتهاونون في صلاة الجمع والجماعة مخطئون ليتوب إلى الله في هذا الشهر ، و الصلاة في الجماعة تعصم العبد من الشيطان :فقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه الإمام احمد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الشيطان ذئب للإنسان كذئب الغنم يأخذ الشاة القاصية والناحية وإياكم والشعاب وعليكم بالجماعة والعامة ) فقد قال معلم البشرية صلى الله عليه وآله وسلم ( من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان : براءة من النار وبراءة من النفاق ) ، فما أعظم هذه البشارة !!!!
س-البعض يحضر بملابس النوم لأداء الصلاة هل من توجيه لهم ؟
ج- الحضور بملابس النوم في المساجد صورة غير حضارية تنبئ عن عدم اكتراث مثل هؤلاء بحقوق غيرهم وحرمة المكان الطاهر الذي يؤدون فيه الصلاة إن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز
{يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير..} فبين الله تعالى ما من به على عباده من أنواع الألبسة، وذكر نوعين حسيين ونوعا معنويا، أما الحسيان فهما لباس ضروري يستر به الإنسان عورته، ويكسو بدنه، والثاني:الريش ويقال الرياش، وهو لباس جمال وزينة، أما المعنوي فهو التقوى، وهو خير من النوعين السابقين.وقد أحل الله سبحانه وتعالى لنا لباس الزينة وأنكر على من حرمها على عباده فقال تعالى {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة} الا انه وضع لنا حدودا ليس لنا تعديها: {تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون} وأمرنا الله سبحانه وتعالى بأخذ زينتنا عند الحضور الى المساجد فقال تعالى: {يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد..} والزينة كان المقصود فيها هنا اللباس وستر العورة، كما يدل على ذلك سبب نزول الآية، إلا أنها تشمل التجمل عند الصلاة، لا سيما صلاة الجمعة، والعيد.ومن أفضل اللباس للرجل اللباس الابيض لما رواه احمد عن ان عباس مرفوعا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ألبسوا من ثيابكم البيض فإنها من خير ثيابكم) ومن حضر إلى الصلاة بالثياب المعدة للنوم أو المنزل كالقمصان والبيجامات ونحوهما فقد أساء، ولو استشعر عظمة الله سبحانه وتعالى، وانه سيقف في الصلاة بين يديه لما فعل ذلك.ونصيحتي لمن حضر الى المساجد لأداء الصلاة بثياب النوم (أو المنزل).الصلاة أمرها عظيم فهي ثاني أركان الاسلام، وعموده، وأول ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة، يجب على المسلم المحافظة عليها والاهتمام والعناية بها، هؤلاء حريصون على الصلاة من جهة ومخطئون من جهة أخرى حيث يجب على المصلي أن يحضر للمسجد بأكمل زينة وأفضل رائحة .
س- بصفتكم داعيه أيضا حدثنا عن دور الداعية ؟
ج- الدعاة عليهم دور ومسؤولية كبيرة في تبليغ دعوة الله سبحانه وتعالى ومن أهم أدوارهم السعي لجمع كلمة المسلمين وتوحيد مواقفهم في القضايا التي يجب عليهم أن يقفوا فيها صفا واحدا على حال من التطاوع وعدم التنازع والتيسير على الناس في غير مأثم لقوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ وأبي موسى رضي الله عنهما عند إرسالهما إلى اليمن " يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا" م مع أهمية توسيع نطاق الدعوة إلى الله في بلاد الغرب خصوصا والبلاد غير الإسلامية ، لنفع المسلمين في دينهم ودنياهم وفي الحديث " خير الناس أنفعهم للناس، فإقامة لجان خيرية على مستوى المساجد والحارات تقوم بكفالة اليتامى والأرامل والفقراء والمساكين من صميم الإسلام قال تعالى: ﴿ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ ﴾ [البلد :11-16 ] وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال النبي صلى الله عليه وسلم : " الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار ، وأن يكون متورعاً عن الشبهات بعيداً عن المحرمات عدم التسرع في الفتاوى والأحكام وخاصة التي تهم عموم الأمة والتحذير من التعصب للمذاهب والأحزاب والجماعات والقبائل والأشخاص ،القيام بواجب الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتوجيه الناس وتربيتهم على منهج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومبادئ الكتاب والسنة .
س- هل نجحنا فعلا في الدعوه ؟
ج- النجاحات التي حققتها الدعوة والدعاة في هذه البلاد واضحة وكبيرة وتستحق الشكر للله تبارك وتعالى ثم لولاة الأمر رعاهم الله ووفقهم لبذل المزيد من الخير ثم للجهد المبذول من العلماء والدعاة سواء كان العمل رسميا أو تطوعيا ، والدولة وفقها الله اهتمت بالدعوة والدعاة ووفرت السبل الكثيرة والمعينة لتبليغ دعوة الله.
س- وماذا حققنا في هذا المجال ؟
ج- واعتقد إن ماتحقق في البلاد لهو مفخرة بين الأمم و ماتحقق في الدعوة شيئ كثير ومن الصعب حصره فمراكز الدعوة منتشرة في أنحاء البلاد ومراكز توعية الجاليات لها انجاز مشرف يفخر به كل مسلم والمؤسسات الدعوية والخيرية والدوائر الحكومية التي تقوم بأعمال دعوية تشهد نموا واضحا ومتميزا مما ينم عن حب الخير والدعوة في نفوس الناس ومدى الحرص لهذه الجهات على القيام بالواجب .
س- ماالشروط التي يجب ان تتوافر في الداعية ؟
ج- إخلاص العمل لله تعالى ،العلم بما يدعوا إليه ، الحكمة و قوة الحجة ولباقة القول وحسن التصرف في الدعوة إلى الله ،الرفق واللين في المخاطبة ، وإن كان المخاطب جباراً عتيا ،كما من المهم أن يكون عاملاً بما يقول ،وصابرا على ما يلاقيه الداعيه من أذى .
س- أين قمتم بالدعوة؟
ج- بفضل الله ومنته شاركت في العديد من الأنشطة في ربوع المملكة وخارجها ،وفي الإذاعة وفي التلفاز وقد يسر الله تسجيل ثلاثين حلقة مع قناة الخليجية تذاع في رمضان وعشر حلقات في قناة الأسرة وأسأل الله العون والتوفيق .
س- هل حدثت لكم مواقف طريفة او محزنه خلال تجوالكم كداعية ؟
ج- مامن داعية إلا وله مواقف منها زرت منطقة خارج المملكة وكان معنا سائق لاحظنا علية عدم الصلاة وبعد يومين من جلوسنا معه نصحته بهدوء عن الصلاة وأهميتها وحاجة المرء لها فقال ياشيخ نحن ثلاثة في البيت أنا أتي بالرزق وأخرج من الصبح حتى المساء وأتغرب أياما عن أهل بيتي وزوجتي تقوم بشؤون البيت وتربية الأبناء، وأمي العجوز تصلي عنا نحن الثلاثة وهذا يكفي .
ختاما :-
نصيحتي إنني أجزم جزماً أنه لو استقامت أمور هذه الأمة، وبالأخص دعاتها ومؤسساتها -ومن أهم ذلك البيت، والمدرسة، والمسجد، ووسائل الإعلام- لو استقامت كما يريد لها الله؛ لغيَّر شباب هذه الأمة وجه الدنيا كلها.
ولو وُجهت الأمة كلها طاقاتها وقواها وخططها إلى التوجيه الصحيح والسليم، الذي لا يتناقض ولا يضطرب ولا يتعارض، لوجدنا فعلاً أن هذا الشباب سيكون -حتى مع انحراف البعض منهم - كـأبي محجن الثقفي ؛ في يوم القادسية فـأبو محجن كان شاباً عابثاً، شرب الخمر، فسجنه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه -وهو قائد الجيش أيام القادسية - في قصره؛ ودارت المعركة التي لم يشهد التاريخ القديم لها نظيراً، فليالي القادسية -الطويلة المشهورة- ما كانت حتى كاليرموك، بل أشد بكثير؛ فـأبو محجن هذا -وهو الذي سجن لشربه الخمر، وتعلمون أن أسوأ ما يمكن أن يصل إليه الشاب هو أن يشرب الخمر ويتعاطى المخدرات عياذاً بالله- تحسَّر وتقطَّع قلبه أنه لم يكن في الجيش؛ فطرق على امرأة سعد ، وصرخ فيها، وعاهدها بالله لئن أعطته فرس سعد رضي الله عنه (البلقاء) وخرج، ليقاتلن ولَيَرَيَنَّ الله تعالى ما يصنع، فإن سَلِمَ ليعودن إليها، وأنه لن يمنعه من العودة إليها إلا أن يُستَشْهَد في سبيل الله؛ فقبلت منه، وأعطته الفرس وخرج.
فعجب المسلمون من هذا الرجل الذي يضرب في الأعداء، فإن أتى على ميمنتهم أخذ فيهم ما أخذ، وإن أتى على ميسرتهم فتك بها، وإن وقف منهم صنديد بوجه المسلمين بطش به، والناس يتعجبون، وسعد يقول: [[والله لولا أنَّ أبا محجن في القيد، لقلت: إنه أبو محجن وأن هذه هي البلقاء ]] وكان سعد رضي الله عنه مريضاً، وعندما افترق الصفان، وأظهر الله تعالى المسلمين رجع أبو محجن قبلهم، ووضع القيد في يديه، وأرجع البلقاء إلى مكانها؛ فجاء سعد وقال لامرأته: رأيت عجباً! قالت: وما رأيت؟ قال: كذا وكذا، قالت: فإنه أبو محجن ، وإنها البلقاء!
فنقول: هذا مثال والأمثلة كثيرة جداً، على أنه عندما يعيش الشباب قضيته، ويعيش هموم أمته،ووطنه ويُوَجَّه التوجيه الصحيح، ويرى المعركة مشتعلة، فوالله سيأتي بالعجائب بإذن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، على ما فيه من تقصير، وعلى ما فيه من معاصي؛ أما أن تتعاون فئات وجبهات كثيرة جداً عليه في حال انحرافه، ثم في حال توبته وهدايته، فلا نتوقع من هذا الشباب إلا أن ينجرف حتى في حال الهداية.
اشكركم على اتاحة الفرصة واتمنى للجميع التوفيق .
جديد الموقع
- 2024-11-22 عادات قرائية مفيدة
- 2024-11-22 مع أن الأديان تتحدث عن قيمة التواضع الفكري، لكن قد يصعب على رجال الدين بشكل خاص تطبيق ما يدعون إليه الناس
- 2024-11-22 يرجع الفضل في استمرارك في تذكر كيف تركب دراجتك الهوائية إلى منطقة المخيخ في دماغك.
- 2024-11-22 نظرة على البنوك في المملكة.
- 2024-11-22 المخرج الشاب مجتبى زكي الحجي يفوز بجائزة أفضل مخرج في مهرجان غالاكسي السينمائي الدولي35
- 2024-11-21 توقبع اتفاقية شراكة بين جمعية أدباء بالاحساء وجمعية هجر التاريخية
- 2024-11-21 أمانة الاحساء تُكرّم الفائزين بــ ( جائزة الأمين للتميز )
- 2024-11-21 سمو محافظ الأحساء يبحث مع معالي وزير التعليم خطط ومشاريع تطوير التعليم في المحافظة
- 2024-11-21 «الغربة باستشعار اللون».
- 2024-11-21 البيت السعيد