2010/06/23 | 2 | 4146
عفواً . التجربة المذكورة محجوبة مؤقتاً
ندرك تماماً بأن الصورة تحمل أبعاداًَ مختلفة و نسخاً متعددة و أن الكل قد يرى من زاويته هو وقد يراها أنها هي الصورة الأنسب , ولكن العمل على نمط واحد و طريقة واحدة قد لا تجدي نفعاً في مثل هذه المواقف ويبقى الابتكار هي صفة من الصفات التي أودعها الخالق جل وعلا في ذات الإنسان و التي من الممكن أن تكون وسيلة للوصول إلى غاية قد نتخطى من خلالها غزال 1 و غزال 2 و غزال 3 وقد نصل إلى صقر 1 الطائرة الحربية وهي بالنتيجة عبارة عن حراك اجتماعي ثقافي علمي نخبوي نتج عنه براءة اختراع .
القصيم و الاحساء منطقتان عزيزتان من مناطق مملكتنا الحبيبة عرفتا بتجذر العقائد الدينية و التزامهما بالمنهج الفكري الإسلامي . منطقتان قد يشكلان قطبا الرحى من أقطاب الحركة الدينية المؤثرة على الساحة الحياتية الداخلية نحو التقارب لو قدرا لهما الالتقاء في محافل مختلفة كالتقائهما عند تبادل تمر النخيل و الاستفادة من تلك الخيرات , لما لهما من ثقل كبير على مجريات الأمور و بالتأكيد فإن إثبات الشيء لا ينفي ما عداه و باعتقادي فإن ذلك سيشكل حركة تغير ايجابية لما فيه الخير و الصلاح , فليس الأمر بالمستحيل في حين أننا نرى كثيراً من الصور و النماذج المصغرة التي تشكل نقطة التقاء فيما بين الفريقين وليس الأمر بصدفة و إنما هو القدر أن نرى تجربة ناجحة بما للكلمة من معنى و التي تجعل من التناغم و التفاهم و العيش المشترك و الاحترام المتبادل و الصور الذهنية الطيبة العالقة في باطن الأفئدة و القلوب هو السلوك الطبيعي الذي تم اتخاذه في تلك المواقف مما يحثنا على ضرورة صناعة نسخ متعددة على مستوى الوطن بمثل هذا التجمع الأخوي . قدراً و دون سابق إنذار يجتمع مجموعة من شباب شيعة الاحساء مع مجموعة من شباب سنة القصيم تحت سقف واحد . قدِر لهم أن يجتمعوا في مسكن واحد و ذلك من أجل العمل و السعي لطلب الرزق و خدمة للوطن وهم يعلمون أنهم لن يبقوا لفترة قصيرة و إنما قد تطول بهم المدة. تجربة كان من الخطأ الفادح أن ندعها تمر مرور الكرام دون أن نسلط الضوء على مجريات الأحداث وكيفية تعامل كلا الطرفين في ضل الأوضاع الراهنة وهل من الممكن نجاح تلك التجربة ؟ لم يكن حينها بمقدوري الانتظار حتى ظهور نتائجها , و كان هذا أشبه ببعض البرامج التلفزيونية و التي يجتمع فيها مجموعة من كلا الجنسين في منزل واحد و التي عادة ما تسمى بأكاديمية . إلا أن تجربتنا هي أكاديمية من نوع آخر , من النوع الذي قد يفرز لنا تداعيات أراهن أنها سوف تكون ايجابية خصوصاً أنها تضم مجموعة من الجيل الجديد و الطبقة الشابة التي تحمل عقولاً واعية و متفهمة لطبيعة التعامل مع الآخر القريب . كانت هذه المجموعة ترى أن الوصول إلى خط النهاية يتطلب اتفاق ضمني منذ بداية المطاف و هو ميثاق ثقة متبادل و حسن الظن بالآخر وهو ما جعل الجميع يسعى إلى أن يصل الكل إلى بر الأمان في نهاية اللقاء و من المؤكد نجاح هذه التجربة بشرط وجود الوعي و الابتعاد عن كل المؤثرات الخارجية التي تدعوا إلى توتر في العلاقات و زعزعتها و التي عادة ما تلعب دور (الريموت كنترول) لتتحكم بعناصر الصراع وفقاً لمصالحها و توجهاتها , فمتى ما ابتعد الطرفان عن تلك المؤثرات و التزموا برءاً مشتركة وهم الأقدر على تشخيص مصالحهم مع امتلاك الوعي الكافي فسوف نجد الأنموذج الأمثل في التكامل و التكاتف و التعامل المحترم و العيش المشترك و المحبة الأخوية دون التقوقع في التفاصيل , ولا ينتظر مني أن اسرد تفاصيل تلك التجربة الناجحة التي تعايش فيها أفراد من شباب سنة القصيم و شباب شيعة الاحساء لفترة طويلة في الغربة من أجل العمل و التكامل في خدمة الوطن . وإني على معرفة تامة بأن هذه التجربة ليست هي التجربة الوحيدة و ليست هي التجربة الفريدة من نوعها و إنما هناك تجارب كثيرة و لقاءات متعددة يجتمع فيها السنة و الشيعة فيها مع بعضهم البعض في مختلف مناطق المملكة و على مستوى متعدد من القطاعات الحكومية والخاصة مما قد نجد انعكاساتها الايجابية في كثير من القنوات الإعلامية التلفزيونية و الإذاعية و الصحفية و كذلك الإلكترونية و غيرها . إذاً فما بالنا لا نستطيع تخطي حاجز الخوف و القلق من الآخر و الذي تراكم على مر السنين بالنهاية قد ثبت بطلان وجود هذا الجدار العازل , فلم نرى أن أئمتنا عليهم السلام و علمائنا السابقين وضعوا مثل هذه الحواجز أو أن علومهم مختصة بفئة معينة بل كانت علومهم لكل الأمة بل لكل الإنسانية جمعاء . إذاً علينا أن نحذو حذوهم و نسلك مسلكهم في نشر العلوم الإنسانية و ندعو لدين الله الواحد , وليكن هدفنا واحد وهو ابتغاء مرضاة الله سبحانه و تعالى و الدعوة له بالحكمة و الموعظة الحسنة و التماس الطريق اللين و الاقتران بالكلمة الطيبة و الخلق الكريم وحسن الظن . و لكل له طريقته في الدعوة و الإصلاح من خلال المحاضرات و الخطب و الندوات و اللقاءات وغيرها , و الطريق الأمثل لتلاشي عنصر الاستغراب و الاغتراب عن الآخر هو مشاركته في أنشطته المتفق عليها و التي تصب في صالح الإنسان و المجتمع , وما كل ما تطالعنا به وسائل الإعلام المرئية أو المسموعة أو المقروءة يعبر بالضرورة عن وجهة نظر الطائفة بأكملها خصوصاً عندما يشتم من الخبر رائحة نفط نتنة و كريهة تدعو إلى الإثارة و لا تخدم مصالح الأمة ووحدتها و كذلك اجتماع كلمتها .
في الأخير أقول شكراً لكم يا شباب سنة القصيم و شكراً لكم يا شباب شيعة الاحساء على إثبات نجاح تجربة التعايش و التعاون و العيش المشترك و احترام الآخر مع إمكانية تعميم هذه التجربة على كافة أفراد و مناطق هذا المجتمع الحبيب .
و حتى إشعار آخر تبقى التجربة محجوبة مؤقتاً بحسب بعض المواقع الذهنية .
جديد الموقع
- 2024-11-25 أمير الشرقية يفتتح أعمال مؤتمر الفن الإسلامي بنسخته الثانية في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء"
- 2024-11-25 أمير الشرقية يرعى ملتقى "الممارسات الوقفية 2024"
- 2024-11-25 سمو محافظ الأحساء يستقبل رئيس وأعضاء جمعية عناية بالمصاحف
- 2024-11-25 العباد عضوا في المجلس الاستشاري للتعليم الخاص بالاحساء
- 2024-11-25 الوصول إلى حالة الإنغماس وقياس مستواها
- 2024-11-25 اكتشاف أقدم أبجدية معروفة في مدينة سورية قديمة
- 2024-11-25 زوايا المدينة
- 2024-11-24 التفوق العلمي طريق الى التقدم والازدهار
- 2024-11-24 قافية أيوب الأخرس
- 2024-11-24 البريد السعودي يصدر طابعاً بريدياً بمناسبة اليوم العالمي للطفل
تعليقات
ابو عيسى
2010-06-23عظيم الشكر للأخ واصل علي جاسم الفضل على مواضيعه المتألقة. ولكن يا استاذ واصل ما تحس أنك زودتها شوية بختيارك هذه الكلمات وتكلفك الكثير للخروج بموضوع بلاغته أكثر من فايدته عندما يريد اللانسان أن يوصل فكرة أو معلومة يجب عليه أن يستخدم السلاسة في الطرح لا أن يفتل عضلاته و يلوك لسانه بفلسفة غير مجدية وتقبل من محبك المخلص
اخوك واصل
2010-06-23شكرا لك يا اخي العزيز ابو عيسى و بوركت على تعليقك الذي يزيدنا شرفا و تعظيما فان كان لنا الحق بكتابة ما تجود به افكارنا بالصورة التي قد نراها مناسبة فلك الحق ان تعلق بما تراه انه اكثر تكلفا وبعيد عن سلاسة المضون و تاكد ان تعليقك يقدم لنا الشيء الكثير . بارك الله فيك اخي الكريم