2023/06/14 | 0 | 1542
"هندام درويش" تجسد الذاتية
مجموعة مقالات متفرقة في موضوعات شتى بعنوان "هندام درويش" للكاتب رائد البغلي وقد استوقفني في المقال الأول بعنوان "خمسة أشياء ندم عليها الراحلون" أول الأشياء والذي يؤكد على أن أول ما ندم عليه الناس وفق دراسة أجرتها سيدة تعمل في خدمة المسنين عدم عيشهم الحياة كما أرادوا بل كما توقع منهم الآخرون فتبادر إلى ذهني هذا السؤال ماذا لو كانت الحياة التي تمنيت عيشها فيها ضرر لأناس آخرين وماذا إن كان أؤلئك الأخرون هم عائلتك فهل ستستمر في ندمك أم ستقدم الإيثار حفاظا على عائلتك ومن تحب؟
أما في مقالة "الوثب من حيز النص إلى فضاء السينما" يستعرض الكاتب العلاقة بين النص المكتوب والنص المرئي وكيف استطاع كثير من النصوص التمرد على الورق ووثب إلى أنماط أخرى كالسينما والبعض الآخر لم يتماه مع الصورة بل استقر بين طيات دفتيه ويطرح الكاتب إحسان عبد القدوس كنموذج للكاتب المحلق في فضاء السينما من خلال نصوصه.
كما يقرر في مقال أن الناس الأكثر خبرة وثقافة في موضوع ما يكونون الأقل ثقة بنفسهم في ذلك الموضوع والعكس بالعكس الناس الأقل خبرة وثقافة نرى ثقتهم تضرب أطنابها عميقا.
حديث عن الكتابة الوصفية الدقيقة والتي تبث في النص الحياة فيتحول إلى تجربة متكاملة تجربة حياة تعيشها دون أن تكون بطلعا وذلك من خلال تحريك الكاتب جميع حواس القارئ سمعا وذوقا وبصرا وشما ولمسا فتريه بدلا من أن تحكي له.
تقسيم الكاتب إلى ساذج وحساس من الموضوعات التي طرقت في الكتاب والمقصود بالساذج الذي لا يخطط لروايته فهي ليست شتيمة والمقصود بالحساس هو الذي يخطط لكتابته وشخصيا أفضل تسميتهما بالكاتب البناء والكاتب المزارع فالبناء يسير على خريطة والمزارع يلقي بذرته وتنمو كيفما اتفق أما مصطلح الحساس أرى أنه جانب يجب توفره في كل روائي ولا يصح استعارته لما استعير له هنا ومصطلح الساذج مصطلح سلبي وأنت تقصد به التقسيم لا السلب فبالنتيجة هما مصطلحان غير موفقين وإن كان واضعهما الكاتب التركي الكبير أورهان باموق.
ويقرر الكاتب بطريقة أو بأخرى وحسب المصطلحين الذين تبناهما إلى أن كل كاتب هو ساذج ثم حساس فهو ساذج في كتابته الأولى حساس في الثانية وما بعدها.
وفي مقال آخر يطرح الكاتب سؤالا ضمنيا مؤداه أنه حينما يمارس المثقف طقسا نخبويا يميزه عن العامة ويفصله عنهم فيا ترى هل سبب تلك الفجوة بين المثقف والعامي جاءت من المثقف بسبب إسرافه في القراءة أم السبب جاء من العامي بسبب إهماله المفرط للقراءة وتطوير الذات؟ وربما هذه الفجوة أهم سبب لما أسماه الكاتب غربة المثقف. حديث عن الدخلاء في بوتقة المثقفين ممن خدعوا العوام وممن هيئت لهم الأسباب وخدمهم الإعلام للظهور على حساب المثقفين الحقيقيين. حديث عن رواية يوتوبيا لأحمد خالد توفيق، حديث في التنمية البشرية والانتصار على مرض السرطان يتعلق بشخص انتصر عليه خمس مرات، حديث عن منطلقات الكتابة وألتقاط دقائق الأمور وصغائرها وتحويلها إلى مادة للكتابة. الكتابة تحت تأثير اللحظة وفي وقت التأثر والتفاعل مع الحدث ورغم تشابه وتكرر الموضوعات التي تكتب لكن الأهم الرحلة كاملة وليس لحظة الوصول الأمر الذي يدفعنا أحيانا رغم تشابه الموضوعات إلى البحث عمن كتب الموضوع لا عن ذات الموضوع لأنه غالبا مكرور.
رغم أنه الكتاب الأول للكاتب لكن جمالية ومتعة الطرح ينبئان إلى أننا أمام مشروع كاتب كبير حري بنا أن نقف عنده ونتفحصه، وربما أبرز سمتين تلمستهما في الكتاب أولا انتقاء المفردات المميز ولا غرو وهو القائل في نفس هذا الكتاب "والقارئ المخلص الذي يضع ضمن حزمة أهدافه رفع حصيلته اللغوية لن يسمح لعبارة أو حتى مفردة ارتطمت بكتلة حواسه وأدهشتها أن تفلت منه دون أن يودعها ترسانة ذخيرته" وثانيا ذاتية النصوص فقد رأيت الكاتب في أغلب المقالات فهي تجارب حياتية واكبها أو شهدها بنفسه الأمر الذي أعطاها تأثيرا جيدا في نفسي وبعدا واقعيا وتلقائيا وعفويا.
جديد الموقع
- 2024-11-22 عادات قرائية مفيدة
- 2024-11-22 مع أن الأديان تتحدث عن قيمة التواضع الفكري، لكن قد يصعب على رجال الدين بشكل خاص تطبيق ما يدعون إليه الناس
- 2024-11-22 يرجع الفضل في استمرارك في تذكر كيف تركب دراجتك الهوائية إلى منطقة المخيخ في دماغك.
- 2024-11-22 نظرة على البنوك في المملكة.
- 2024-11-22 المخرج الشاب مجتبى زكي الحجي يفوز بجائزة أفضل مخرج في مهرجان غالاكسي السينمائي الدولي35
- 2024-11-21 توقبع اتفاقية شراكة بين جمعية أدباء بالاحساء وجمعية هجر التاريخية
- 2024-11-21 أمانة الاحساء تُكرّم الفائزين بــ ( جائزة الأمين للتميز )
- 2024-11-21 سمو محافظ الأحساء يبحث مع معالي وزير التعليم خطط ومشاريع تطوير التعليم في المحافظة
- 2024-11-21 «الغربة باستشعار اللون».
- 2024-11-21 البيت السعيد