2022/05/28 | 0 | 6222
معالم مدرسة الإمام الصادق ( عليه السلام)
كلمة الجمعة مسجد الشيخ الأوحد ( قدس سره ) المطيرفي ٢٥ / ١٠ / ١٤٤٣هـ
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين .
قال تعالى { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ
بِأَمْرِنَا )
نعيش ذكرى شهادة الإمام الصادق ( عليه السلام )، وسوف يكون الكلام حول معالم مدرسة الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وسر خلودها وبقائها ، ويمكن أن نلخص معالم هذه المدرسة في عشر ة معالم :
قوة العلم :
⁃ قوة الاستدلال بالقرآن والسنة والعقل .
⁃ الحث على طلب العلم ، قال ( عليه السلام ) : " عليكم بالتفقه في دين الله " .
⁃ وفي حديث " اغدو عالماً أو متعلماً " .
⁃ تصدى بنفسه ( عليه السلام ) لبناء قواعد هذه المدرسة .
⁃ تدوين العلم :
⁃ دعوته الملحة على تدوين العلم وكتابته .
⁃ يقول أبو بصير دخلت عليه ( عليه السلام ) قال : " ما يمنعكم من الكتاب ، إنكم لن تحفظوا حتى تكتبوا "
⁃ وقال ( عليه السلام ): " احتفظوا بكتبكم فإنكم سوف تحتاجون إليها ".
⁃ وقال ( عليه السلام ) : " رحم الله زرارة لولا زرارة لاندرست أحاديث أبي " .
⁃ تربية التلاميذ :
⁃ أهمية تربية التلاميذ في نشر العلوم .
⁃ عدد طلاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) : أربعة الاف طالب .
⁃ يقول الحسن بن علي الوشاء : ( أدركت في هذا المسجد - يعني مسجد الكوفة - تسعمائة شيخ كل يقول حدثني جعفر بن محمد ) .
⁃ حيث أقام ( عليه السلام ) في الكوفة مدة تزيد على سنتين .
⁃ المدرسة مفتوحة للكل :
⁃ لم تكن مقتصرة على شيعته ومحبيه ، بل كانت متاحة لكل طالب علم .
⁃ حضر أبو حنيفة ، مالك ، وسفيان الثوري ، وغيرهم .
⁃ وحضر غير العرب ، وكان يحدثهم بلغاتهم .
التخصصات :
⁃ ربّى تلاميذاً على تخصصات في بعض العلوم ، لإثراء هذا العلم ، وتقويته . مثلاً : علم الكلام ( العقيدة ) :،هشام بن الحكم ، ومؤمن الطاق ، لما يملكان من أسلوب في قوة المناظرة ، و قوة الاستدلال ، والتغلب على الخصم .
⁃ في الفقه : زرارة ، محمد بن مسلم .
⁃ جابر بن حيان : في الكيمياء .
وهكذا
المناهج العلمية :
لم تقتصر مدرسة الإمام الصادق ( عليه السلام ) على علم دون علم بل لها مجال في مختلف العلوم ، ومنها : علم الفقه ، الحديث ، علوم القرآن ، الطب ، الكيمياء ، الفيزياء ، الفلك ، علم النبات ، وغيرها من العلوم .
البعثات العلمية :
كانت القبائل في الكوفة والبصرة والحجاز وغيرهم يبعثون أبناءهم لتلقي العلم على يد الإمام الصادق ( عليه السلام ) .
فروع مدرسة الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
قاعدة هذه المدرسة في المدينة المنورة وفي مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكذا في بيت الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، ثم انتشر تلامذته في بقاع الأرض ففتحوا حلقات العلم والتدريس ، وتفرعت مدرسة الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، في العالم الإسلامي ، كالبصرة والحجاز ، والكوفة في جامعها جامع الكوفة ، وهو أعظم فرع للعلم ، يقول الحسن بن علي الوشاء : ( أدركت في هذا المسجد - يعني مسجد الكوفة - تسعمائة شيخ كل يقول حدثني جعفر بن محمد ) .
ترسيخ مبادئ واهداف ثورة الإمام الحسين ( عليه السلام ) :
على رغم انشغال الإمام الصادق ( عليه السلام ) بالعلم وتربية الفقهاء والعلماء ، إلا أنه أولى عناية كبيرة في ترسيخ ثورة جده الحسين ( عليه السلام ) والتأكيد على مبادئها وأهدافها ، حتى لاتكون في عالم النسيان من أذهان الناس ، وذلك من خلال الطرق التالية :
١- المحاضرات حول هذه النهضة وأهدافها ...
٢- التأكيد على زيارة جده الحسين ( عليه السلام ) ، يقول: " من سره أن يكون على موائد النور يوم القيامة فليكن من زوار الحسين ( عليه السلام ) .
٣- الحث على الشعر والرثاء في مصيبة الحسين ( عليه السلام ) .
٤- بيان ثواب البكاء على الإمام الحسين ( عليه السلام) والحث عليه .
فالإمام الصادق ( عليه السلام ) استعمل ــ في تثبيت نهضة الإمام الحسين ( عليه السلام ) في نفوس الناس ــ العِبْرة والعَبْرة .
ما قيل في الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
١- يقول أبو حنيفة : ( ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد ) .
وقال : لولا السنتان لهلك النعمان .
٢- وقال مالك بن أنس : ( ما رأت عين ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق ، علماً وعبادة وورعاً )
ما هو دورنا نحو الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
دورنا أن نكون صورة مشرقة ، تعكس مدرسة ومنهج الإمام الصادق ( عليه السلام ) في الأخلاق وحسن المعاملة ، حتى يُقال أدب جعفر بن محمد شيعته فأحسن تأديبهم ، كما قال ( عليه السلام ) :
" فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه ، وصدق الحديث ، وأدى الأمانة وحسن ، خلقه مع الناس ، قيل:
هذا جعفري ، فيسرني ذلك ، ويدخل عليّ منه السرور ، وقيل: هذا أدب جعفر ، وإذا كان على غير ذلك ، دخل علي بلاؤه وعاره ، وقيل: هذا أدب جعفر"
السفر إلى عالم الملكوت :
برحيل الإمام الصادق ( عليه السلام ) إلى الرفيق الأعلى يُعتبر خسارة للأمة الإسلامية ، بل للبشرية جمعاء ، لأنه برحيله عن هذا العالم انسد باباً من أبواب العلم ، والعطاء والبركات والخيرات ، يقول ( عليه السلام ): " إذا مات المؤمن الفقيه ثُلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء "
إذا كان بفقد العالم يعتبر أمراً عظيماً على الإسلام ، وخسارة على الأمة ، لأنها فقدت من كان ينير دربها ، و يفتح عقولها ، فكيف بفقد الإمام المعصوم الذي هو أعظم مقاماً ومنزلة ، بل لا يقاس به أحد من عامة الناس .
اللهم بلغنا في الدنيا زيارته وفي الآخرة شفاعته ، ببركة الصلاة على محمد وآل محمد ، والحمد لله رب العالمين .
جديد الموقع
- 2024-12-29 المرأة في الشعر الإسلامي الزهراء أنموذجًا
- 2024-12-28 افراح البقشي تهانينا
- 2024-12-28 القبلة بوصفها ملاذًا للذاتقراءة في ديوان «قبلة تسرق الحزن» للشاعر عبدالله العطية
- 2024-12-28 المخطوطات الأحسائية والعالمية والباحث في التاريخ
- 2024-12-28 أفضلية الورقي.. أسباب أخرى
- 2024-12-28 برامج جديدة متاحة لعلاج للمصابين بالتأتأة
- 2024-12-28 بقايا دخان السجائر الإلكترونية من المواد الكيميائية المترسبة على أسطح الأشياء قد تلحق ضررًا بالجهاز المناعي للأجنة
- 2024-12-26 نحو معارض للكتاب الخيري
- 2024-12-26 معادلة الانتصار الإلهي والقيم العليا
- 2024-12-26 أحياة هي أم ظروف حياتية؟