2020/06/29 | 0 | 3012
لا يتنفسون إلا بسلطان
قراءة انطباعية في "لا يتنفسون إلا بسلطان" للقاص الأستاد القدير عبد الله النصر وكما أوصاني تنفستها كما هي تريدني.
بدأت المجموعة بكلمة ملتقى ابن المقرب على لسان ممثلها زكي السالم وقد كانت المقدمة شاعرية مفعمة بالحياة، تغنى فيها المقدم بالأشقاء الشعر والقصة والرواية... ثم دخلنا صلب الموضوع بعد الإهداء مع قصة "الأحلام حين تتنفس"عنوان له مصداقية كبيرة حينما تسقطه على واقع القصة التي صورت الفقر واليتم والأحلام الضائعة واختتمت بطريقة وإن كانت متوقعة لكنها جميلة وواقعية مضحكة قليلا لكنها حزينة كثيرا! ثم جاءت قصة "لا يتنفسون إلا بسلطان" جاءت بسيطة ومعقدة في ذات الوقت بسيطة بساطة بائع الخضار ومعقدة لغويا فلقد تلاعب بنا الكاتب وصعب علينا البسيط بلغة جزلة معقدة في بعض تقاطيعها لكن بالتأكيد جذابة، لكني آخذ عليه النهاية فلقد انتهت بطريقة أبسط مما كنت أترقب وراودني سؤال حينها مفاده: هل انتهت القصة هنا؟!
أما عن "صافنون" فأستطيع اختزالها بكلمة واحدة توجز ما جاء فيها وهي كلمة الحنين.
أما "حكايتها" فهي سيرة ذاتية شديدة الايجاز تعبر عن شوق الكاتب للماضي السحيق حينما كانت للحكاية قيمة توازي قيمة اللعب بالنسبة للأطفال... قصة حنين إلى الأم... إلى المساءات الحافلة بصخب الأتراب... إلى البعد عن التكنولوجيا وتعقيدات الحياة المعاصرة.
ميزة الغموض حاضرة في غير قصة وكي تتحقق ابحث عن "البحث بطريقة أخرى" الأمر الذي يضفي على الأحداث مزيدا من التشويق وإن لم تخل القصص من رتابة في بعضها لكنها ليست السمة الكبرى.
اللغة جاءت في مجملها رصينة شاعرية في كثير من مقاطعها متزنة تفي بالغرض الذي يتطلبه العمل الأدبي غير متكلفة موشاة بوصف هنا وسرد هناك تشبيه وتمثيل تعرب عن ثراء لغوي ثر ولكنها لم تخل من بعض الاستخدامات الغريبة أو غير المفهومة وكمثال خذ هذا المقطع "وجد الموقف رآه محكما اجتذب الزمن من ناصيته اصطف وخفاقه.." الكلمة الأخير موضع الشاهد.
وبين هذه وتلك نجد المرارة والفقد والحرمان والحب والتيه والمواجهة والحيرة والغرابة والخيانة والشك والادمان...
ولولا بعض الهنات اللغوية البسيطة المتفرقة في أجزاء المجموعة والتي تتجلى بأنصع صورة في قصة "إخفاق" التي كانت حقا _ عذرا _ إخفاقا لغويا مرق من بين يدي الكاتب مروق السهم من الرمية دون أن يتمكن من تداركه، ولولا بعض علامات الترقيم التي تحتاج إعادة نظر؛ لكانت المجموعة أقرب للمثالية لصنف القصة القصيرة فالكاتب يهتم بفنية القصة وربما قد ألزم نفسه عدم كسر أي قاعدة من قواعد القصة وهذا ما آخذه على الكاتب كما أخبرته بصورة مباشرة فالقواعد في الأدب ليست قرآنا منزلا وهذا ما أتمنى أن أجده لدى الكاتب في المستقبل بأن يأتينا بقصص يغرد فيها خارج السرب ويكسر بعض الحواجز التي وضعها على نفسه بسبب أنه يراقب منظري الأدب حينما يكتب وهذا من وجهة نظري من شأنه أن يقتل الابداع فأن تكتب قصة فنية محكمة شيء وأن تكتب قصة تعلق في ذهن القارئ شيء آخر.
جديد الموقع
- 2024-11-22 عادات قرائية مفيدة
- 2024-11-22 مع أن الأديان تتحدث عن قيمة التواضع الفكري، لكن قد يصعب على رجال الدين بشكل خاص تطبيق ما يدعون إليه الناس
- 2024-11-22 يرجع الفضل في استمرارك في تذكر كيف تركب دراجتك الهوائية إلى منطقة المخيخ في دماغك.
- 2024-11-22 نظرة على البنوك في المملكة.
- 2024-11-22 المخرج الشاب مجتبى زكي الحجي يفوز بجائزة أفضل مخرج في مهرجان غالاكسي السينمائي الدولي35
- 2024-11-21 توقبع اتفاقية شراكة بين جمعية أدباء بالاحساء وجمعية هجر التاريخية
- 2024-11-21 أمانة الاحساء تُكرّم الفائزين بــ ( جائزة الأمين للتميز )
- 2024-11-21 سمو محافظ الأحساء يبحث مع معالي وزير التعليم خطط ومشاريع تطوير التعليم في المحافظة
- 2024-11-21 «الغربة باستشعار اللون».
- 2024-11-21 البيت السعيد