قراءة انطباعية في "سرير يتسع وقصص أخرى"

الكاتبة أمينة الحسن تبدأ المجموعة بقصة "عبث" وقد وفقت الكاتبة في اختيار العنوان وفي الربط بين شخصية القصة وبين الطفلة التي كانت تعبث في الأرجاء بيد أنها تركت القارئ في المنتصف وهو ينتظر المزيد وأنهت القصة ونحن لم نكتف منها ورغم غياب النهاية المثالية للقصة لكنها كانت وجدانية جميلة عرفتنا قدرة الكاتبة على الغوص في بواطن الشخصيات وهذا أسلوب سيكون جميلا لو كان المكتوب رواية وربما لذلك نستطيع أن نعزي ترقبنا المزيد من القصة.
إمكانية الكاتبة ظهرت في غير قصة إذ تمكنت من تشويقنا حتى مع الأحداث البسيطة، لكن الملل تسرب إلينا في بعض القصص الروتينية أو المتوقعة.
تمكنت الكاتبة من التعبير عن المرأة في المجموعة فأغلب القصص نسائية. كما أنها لامست مواضيع حساسة كالعلاقة الزوجية، والنظرة المجتمعية المزدرية للفن الموسيقي، والحياة الروتينية التي تعيشها المرأة التقليدية، الحب المنطلق من المرأة للرجل، تفكير المتزوجة برجال آخرين، البرود الجنسي عند المرأة...
المفارقات الجميلة كانت حاضرة في بعض القصص كقصة "صفحة بيضاء" وقد وفقت الكاتبة في ختامها بطريقة جميلة رغم أن ردة فعل البطلة التي كانت متيمة بجابر كانت باردة بعد أن اكتشفت أنه كفيف حيث عاشت حياتها بصورة طبيعية لا بل صارت تحاول معرفة كيف يشعر الضرير! الأمر الذي أخرج القصة عن إطارها الرومانسي، وربما يمكننا تبرير ذلك بأن ما بينها وبينه لم يرتق لمرحلة الحب ولم يجاوز مرحلة الاعجاب.
اللغة في المجمل متماسكة أدت المطلوب دون زيادة أو نقصان وهذا يعد مأخذا في عمل يصنف تصنيفا أدبيا.
ملاحظات صغيرة:
تعدد المضافات من شأنه إضعاف العبارة كما في ص٧ "كنت أجلس في غرفة انتظار صالون التجميل".
نهاية قصة "مباغتة" كانت مكشوفة منذ منتصف القصة وهي نهاية متوقعة جدا ومكررة.
تداخل الضمائر ص٢٣ في السطور الأولى حيث انتقلت الضمائر من كونها تعود إلى النافذة إلى ضمائر تعود إلى شخصية دون وجود فصل أو تمهيد يهيئ القارئ للفهم كما أن الضمير في "صوته" لم يعد على سابق.
أخطاء لغوية
ص١١ نجد جملة "حينما كنت في المرحلة المتوسطة وجدت فيه" والصواب "فيها" وفي نفس الصفحة "دون أن يكلفوا أنفسهم بعناء قراءة..." الباء لا معنى لوجودها والأفضل "عناء" بدون الباء.
ص١٣ "لم أفكر سوى بالكفيف... وعيناه اللتان تتجهان" الصواب "وعينيه اللتين"
ص٧٥ "ستة غرف" الصواب "ست غرف"
وفي المجمل كانت المجموعة مميزة وشيقة وتعرب عن موهبة جميلة.