2020/04/15 | 0 | 4681
عدل
كم مرة يتسنى للمرء فرصة ثانية؟! ربما لا يجد تلك الفرصة خصوصا إن وقع في براثن قوى لا ترحم فكيف إن كانت تلك القسوة مبررة ومنطلقة من خلفيات يتعاطف معها الجميع؟! هذا ما وقع فلقد كان غانم في حالة لا يحسد عليها حينما التف حبل المشنقة حول رقبته لم يصدق أن حياته انتهت في لحظة! لحظة طيش لحظة غضب لحظة ذهول عن الواقع ترك فيها العنان ووقع المحظور تراجفت أوصاله وهو ممسك بتلك السكين وخمس طعنات منها قد سُددت لصدر وبطن الضحية كان حائرا ينظر إلى الدماء غير مصدق أنه الشاب الوديع المسالم الذي لا يشترك في أية مشكلة قد فعل تلك الفعلة المنكرة! تحول في لحظة فريدة من مسالم إلى قاتل ولم تجده التوسلات نفعا فلقد كان ذوو المقتول أصحاب نعرات لم يتعلموا يوما صيغة الغفران، فأشاروا إليه بأصابع الاتهام، وخاطبوه بنبرة الحنق: هذا هو المجرم الآبق فخذوه أخذا وبيلا، وافصلوا رأسه عن جسده وإلا أخذنا ثأرنا بأيدينا! اجتمع ذوو غانم مع ذوي القتيل يتوسلون إليهم ويقبلون أياديهم وأنوفهم ويتوسمون فيهم الخير ويتشوفون الشفاعة ممن له ذلك المقام عندهم فلا يقابلون إلا بالسخط والازدراء فهم في نظرهم من طبقة أدنى منهم، فالعداء بينهم كان قديما متجذرا ضاربا أطنابه عميقا وكأنهم لم يصدقوا أن وجدوا فرصة للقتل وإبداء الضغائن وقد أرادوا قتل الكثير منهم لولا وقوف الحكومة صدا ضدهم ورادعا يردعهم من الجور والغدر فتمسكوا بحق القصاص رغم الملايين التي حاول بها ذوو القاتل إغراء ذوي القتيل كي يقدموا الإحسان بالتنازل وعتق رقبة غانم فلم يجد ذلك صداه المرجو في نفوسهم ولم يؤثر في قلوبهم الغليظة! وجاءت والدة غانم تتوسل والدة القتيل وتقبل يديها وقدميها فلم تجد غير صفعة قوية دوت لها الأرجاء وطرد شنيع بالجر والسحب والشتم والسب والضرب بالحذاء! لقد لف غانم حبل المشنقة حول نفسه بطريقة محكمة فقد اختار الشخص غير المناسب كي يقتله وهنا ذهبت السكرة وأتت الفكرة لأجل كلمة طائفية قام بالقتل! والآن فقط يفكر بالتعقل فلو أمسك زمامه وقدم شكوى رسمية لكان أجدى، أما الآن فقد خرج وهو معتدٍ بعد أن كان معتدَى عليه، وأصبح الآن هو المخطئ الأوحد والذي سيتحمل جميع توابع ذلك الخطأ! وحينما التفت إلى ما حواله كانت تلك هي النظرات الأخيرة التي كتبت له في هذه الحياة فقد غُطي وجهه واقتيد إلى ساحة القصاص حيث الجمهرة واقفة وأولياء الدم يحيطون المكان والسياف ينتظر الإذن بالتنفيذ فتُلي ما تُلي من مراسيم لم يسمع منها غانم شيئا ثم هوى السيف يشطر رقبته ودوى صوت العدالة عاليا يشق الآفاق!
جديد الموقع
- 2024-11-22 عادات قرائية مفيدة
- 2024-11-22 مع أن الأديان تتحدث عن قيمة التواضع الفكري، لكن قد يصعب على رجال الدين بشكل خاص تطبيق ما يدعون إليه الناس
- 2024-11-22 يرجع الفضل في استمرارك في تذكر كيف تركب دراجتك الهوائية إلى منطقة المخيخ في دماغك.
- 2024-11-22 نظرة على البنوك في المملكة.
- 2024-11-22 المخرج الشاب مجتبى زكي الحجي يفوز بجائزة أفضل مخرج في مهرجان غالاكسي السينمائي الدولي35
- 2024-11-21 توقبع اتفاقية شراكة بين جمعية أدباء بالاحساء وجمعية هجر التاريخية
- 2024-11-21 أمانة الاحساء تُكرّم الفائزين بــ ( جائزة الأمين للتميز )
- 2024-11-21 سمو محافظ الأحساء يبحث مع معالي وزير التعليم خطط ومشاريع تطوير التعليم في المحافظة
- 2024-11-21 «الغربة باستشعار اللون».
- 2024-11-21 البيت السعيد