2025/11/12 | 0 | 451
(قصيدةُ نثرِكَ حالٌ لا صفة)
بمزاجيَّةٍ حادَّةٍ تَعاملْ معَها
مع قصيدةِ نثرِكَ لتبلغَ لُبَّ الإبداع
لتكونَ أنتَ أنتَ أثناءَ صُنْعِها
وتَذَكَّرْ أنَّها صناعتُكَ وأنتَ الصانع
وللصانعِ الحريَّةُ التي ليستْ للمصنوع
لهُ أنْ يمدحَ ما صَنَعَ ولهُ أنْ يذُم
ولذلكَ كنْ طفلاً مزاجيّاً مع قصيدةِ نثرِك
كأنَّكَ ركَّبتَ بيتاً مِنْ قِطَعِ لعبةِ التركيب
فإنْ أعجبَكَ دعوتَ الآخرين ليشاهدوه
وإنْ لمْ يُعجبْكَ هدَمْتَهُ
وشَرعْتَ بعاطفتِكَ تُركِّبُ بيتاً جديداً
بحماستِكَ بتلقائيَّتِك
بطفولتِكَ التي تأبى أن تستعيرَ مِنْ أحدٍ تصميمَ البناء
بطفولتِكَ التي لمْ تُلوَّثْ فطرتُها الإبداعيَّةُ بالإملاءات
مثلما يتلقَّى كاتبُ قصيدةِ نثرٍ مندهشٌ شروطَها
يتلقَّاها مِنْ برنارَ ومِمَّنْ صاروا أكثر برناريَّةً منها
مثل كثيرين قالوا لها منكِ تصميمُ الثوبِ ومنَّا الخياطة
لكنَّ طفلكَ الداخليَّ يأبى ذلك يأبى
فكنْ معهُ ليكونَ نصُّكَ داخلاً في صميمِ الخلود
وارمِ أيَّ اشتراطٍ يُخالفُ مزاجيَّتَكَ الحادَّةَ المتقلِّبة في الوحل
حتى مَنْ وصفَ القصيدةَ وصفاً تنظيريّاً لا تعبأْ بهِ
قُلْ لهُ خُذْ كريستالتَكَ المشعَّةَ مِنْ كُلِّ جانب
هي تجعلُكَ مُنظِّراً ولا تجعلُني مُبدِعاً
هي ليستْ بشيءٍ أمامَ مزاجيَّتي
أمامَ عفويَّتي أمامَ تلقائيَّتي
أمامَ إبحاريِ في إنشاءِ نصِّي بلا شروط
بلا كريستالٍ بلا ماسٍ بلا أحمرِ الشفاه
فأنا مِنْ بيئةٍ تتزيَّنُ بالعقيق
تتزيَّنُ بالحنَّةِ بالإثمدِ بالدِّيرَم
وأنا عمقي وضوحٌ ووضوحي عمق
كحبَّةِ خالٍ يتيمةٍ على صفحاتِ خد
كجماليَّتِها الواضحةِ في الإبهار
فالجمالُ هنا ظاهرٌ بيِّنٌ لا خلافَ عليه
لكنَّ جدليَّةَ البياضِ والسوادِ هِيَ العمقُ الذي يُجادَلُ فيه
فقد تكونُ الجماليَّةُ ناشئةً مِنْ بياضِ الخد
وقد تكونُ مِنْ سوادِ حبَّةِ الخال
وربَّما منهما معاً أو ليس منهما
لكنَّ إحساسي يَصدقُ إنْ أفتاك
هِيَ مِنَ السِّرِّ الكامنِ في جماليَّةِ الوضوح قطعاً
في وهجِ وضوحٍ يُعانقُ العمقَ عناقَ عاشقين
سَلْ خَدَّ ليلاكَ عن ذلكَ إنْ لمْ تُصدِّق
سَلْ حبَّةَ الخالِ المُتنزِّهةَ فيه
فخدُّ ليلاكَ وخالُها سيُجيبانِك
سيدلانِكَ على طريقِ قصيدةِ نثرِك
لكنَّ برنارَ لا إجابةَ تَجدُها عندها
ولا عندَ المُنظِّرِ الكريستاليِّ المنطلِق
إلا عندَ خدِّ ليلاكَ حصراً
وعندَ حبَّةِ خالِها التي وضعتْ لكَ نقطةَ باءِ الإبداع.
جديد الموقع
- 2025-11-16 على ثلاث ركائز الثَّرَاءُ التُّرَاثِيُّ في نصوص شعراء شباب عكاظ .
- 2025-11-16 افراح البطيان والبحراني بالهفوف
- 2025-11-16 الاستشارية الدكتورة سارة الريفي : نسب الشفاء من سرطان الثدي قد تصل إلى 99% عند التشخيص المبكر
- 2025-11-16 القراءة في رواية متعب وأمشي
- 2025-11-16 القراءة في كتاب تقنيات الخيال العلمي
- 2025-11-16 بيني وبين المعتزلة والأشاعرة
- 2025-11-16 الملا يدشن مشروع كساء بمركز بر حي الملك فهد
- 2025-11-16 الدوبامين يجعل الناس أطول صبرًا وأقل اندفاعيةً وأقوى على مقاومة الإغراءات الآنية
- 2025-11-15 الحربي هنأ القيادة على الإنجاز المشرف يعانق فضية التضامن الإسلامي
- 2025-11-15 جنا معشي تتألق بالذهبية في SGiE 2025 بنظام ذكي لمعالجة المياه الرمادية