جزء من المقدمة:

الشباب هم الفئة التي يعوّل عليها في تقدّم المجتمعات، وكلما تظافرت الجهود في تعزيز القيم المرتبطة بهم كلما برزت التنمية بشكل فعال في المجتمع، بما يعود بالنفع على الفرد نفسه وعلى من حوله. والإعمار في الأرض أصبح مطلب حضاري وديني واجتماعي، ومن أبرز عناوينه هو: التطوع.

التطوع:

حتى يتكامل المجتمع على كل الأصعدة، ويحقق أهدافه الفردية والجماعية تحت ظل المسؤولية الاجتماعية، فإنه ينبغي أن تلبى الاحتياجات من خلال تفعيل العمل الخيري التطوعي، والذي يساهم بدور فعال في غرس بذور التنمية.

إنها صفقة رابحة في أروقة الحياة، أن يعانق الإنسان أوردة القوى و الإرادات ويساير ركب العزيمة والإصرار والإنجاز، ويُفجر من ذاته زلال الهمة المقضي إلى تحقيق الخلافة والإعمار في الأرض بمشاريع ميدانية تذكر وعواصف اجتماعية لا تهدأ، وأن يردم زعاق الكسل والتواكل، ويكسر أضلع الخوار المرتجفة، ويهزم نقاط السلب المتعددة فيصنع منها سلالم وأهراما متجهة صوب النجاح والتطوير، تشف عن هيكل ضخم، إنه الطموح. ولعل من أبرز مصاديق الطموح هو (التطوع) قال تعالى:

{  فَمَن تَطَوَّعَ خَیۡرࣰا فَهُوَ خَیۡرࣱ لَّهُۥۚ  }[سُورَةُ البَقَرَةِ: ١٨٤]

{  وَمَن تَطَوَّعَ خَیۡرࣰا فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ عَلِیمٌ }[سُورَةُ البَقَرَةِ: ١٥٨]

مفهوم العمل التطوعي:

العمل التطوعي الخيري هو: تقديم كل أعمال البر والخير الأفراد المجتمع كل ما يؤدي إلى مصلحة البيئة الاجتماعية بدون مقابل مادي. وهناك عدة تعريفات للعمل التطوعي مثل: "العمل التطوعي هو القيام بأعمال الخير وإيصال المنافع إلى الغير بدون مقابل مادي أو عائد دنيوي محسوس، بل طمعا في رضا الله وكسب الثواب وتحقيقا للقيم الإنسانية ومثلها الراقية وتعبيرا عن الفطرة البشرية السليمة ".

أهمية المسؤولية الاجتماعية:

إن الاعتقاد بأهمية المسؤولية الشخصية والاجتماعية هو عامل هام في استمرار وبقاء المجتمعات والأفراد، والحفاظ على مصالحها وتوازنها. فلو تصورنا مجتمعاً ينعدم لدى أفراده الضمير والمسؤولية نحو أنفسهم وما حولهم، كذلك ينعدم لديهم وجود إحساس بالقضايا الاجتماعية والنهوض بالأمانات الملقاة على عواتقهم فما هي النتيجة؟

جزماً سوف تسود شريعة الغاب، حيث لا خلق ولا التزام ولا قانون ولا ضمير، بل تدمير للمجتمع وأفراده، حيث يتعدى الكبير على الصغير والقوي على الضعيف والغني على الفقير. ومن المؤكد أنه لا يوجد مجتمع يخلو أفراده من الإحساس بالمسؤولية الشخصية والاجتماعية، ولكن درجة المسؤولية تتفاوت في مستواها بمقدار التزام المجتمعات وأفرادها بضمير نفسي واجتماعي يقظ وواع.

بعض جوانب المسؤولية الاجتماعية:

◾حماية النفس ماديا ومعنويا، من خلال تأمين مصادر العيش بالطرق المشروعة وغيرها من الضروريات، وهذا في نظر الباحث أدنى جانب، إذ يمكن تسميتة بالمسؤولية الشخصية وإن كان الشخص جزء مجتمع!

◾تربة الأبناء ودرء المفاسد الفكرية في المجتمع.

◾حماية الأرواح من الوقوع في الحوادث وذلك بالتأني دائما، وكذلك تجنب سلوكيات الإدمان وغيرها.

◾حماية البيئة بكل ما يمكن فعله وكذا المحافظة على نظافتها.

◾الحفاظ على الأنظمة المقررة وتطبيقها، واستشعار الانتماء الحقيقي للوطن في المساهمة بتطوير الحضارة.

◾ الحفاظ على الموارد المتوفرة، واتقان عملية ترشيد استهلاك المياه والكهرباء.

◾القيام بدور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومكافحة الرذيلة، ومحاولة الوقوع في دائرة الأمن الإلكتروني دائما، وهذا كما يراه الباحث الركن الأهم في المسؤولية الاجتماعية.

تعزيز المسؤولية الاجتماعية:

هذه التنمية تتكفل بها عدة عوامل، إلا أن الباحث يركز على (المدرسة) كعنصر تعليمي تربوي هام، إذ يمكن من خلالها دراسة المدخلات وقياس الملاحظات ومعرفة المخرجات والآثار بشكل واضح.

ومن ناحية أخرى، فإن الجماعات التربوية والأنشطة اللاصفية المختلفة، المتمثلة في نشاطات الكشافة والأعمال الرياضية والاجتماعية والمحاضرات والندوات وغيرها، تساهم وبقدر كبير وإن كان قدره غير مباشر في تشكيل وتنمية المسؤولية الشخصية الاجتماعية لدى التلاميذ ولدى الشباب كله.

مسؤولية المجتمع اتجاه الشباب:

◾إن للشباب اليوم احتياجات جمة، نفسية وثقافية واجتماعية واقتصادية وغيرها، وأقدر الناس على معرفتها هم الشباب أنفسهم، حيث أنهم - غالبا - يرفضون تدخل الآخرين في تحديد مشكلاتهم، ويعدونها تعسفا ووصاية غير مقبولة

◾وتلبية هذه الاحتياجات هي مسؤولية المجتمع، وتتمثل بصورتين

الأولى: أن تتولى بعض المؤسسات تلبية هذه الاحتياجات، وأن يشعر الشباب بجديتها في تلبية متطلباته وذلك من خلال التوظيف الجاد.

والواقع أنه لا يوجد استيعاب كاف لطاقة الأفراد، وعدم توافر فرص حقيقية للمشاركة في برامج تعبر عن هويتهم.

الثانية: عرض بعض الأنشطة والبرامج التي تعبر عن ذواتهم، فإن الدخول فيها سيكون أسلوبا أمثلا لحل بعض مشكلاتهم.

تذكر أيها القارئ العزيز:

التطوع عنوان الإنسانية الحقة، والعطاء الأجمل، والجسد الواحد.

◾هو عنوان الخير والسلام، والمحبة والألق والفضاء الأوسع، والحرية والربح الأسمى والأوفر.

◾هو زكاة محمد وآل محمد (ص) في نشر العلوم، وهو الانتصار الحقيقي أمام شراهة

النفس ودوافعها المادية المستميتة في الانحدار.

◾هو التوفيق للصالحات حينما يكون أمرها بين الكاف والنون فتكون.

 إشـــــــــــراقـة:

 الأشياء التي يجـب أن تتحداها في حياتك هـي: عقلك، ونفسك، وأفكارك. حـياتكم مجاهدة ووعـي.