2024/11/12 | 0 | 331
مستشار أسري يؤكد: الزواج السعيد يحتاج إلى استعداد والعاطفة هي الحاضن
أكد الاخصائي النفسي ناصر الراشد على أن "الزواج السعيد والناجح" ليس مستحيل، فهناك 30% استطاعوا تحقيقه، لافتاً إلى تطلبه استعداد، وليس كما يظن البعض وظيفة تلقائية طبيعية.
وبين في محاضرته، بعنوان" كيف تحقق زواج ناجح" في جمعية البر بسنابس، مؤخراً، أن نسبة الزواج الناجح 60% والمتصدع 10%، وما يفرق بينهما، وبين الناجح والسعيد؛ تميز الأخير "بمستوى عالٍ من تبادل العواطف الإيجابية، وتنويع مصادر السعادة".
وتطرق المستشار الأسري إلى بعض الأسرار في العلاقة الزوجية الناجحة والسعيدة؛ ومنها" المحافظة على الأسباب التي جعلت الآخر يختارك ويحبك، والأسباب التي جعلته يختارك لأنك بنيت لديه توقعات" انتبه أن تأخذه إلى السماء ثم يجد نفسه في الأرض".
ودعا إلى الاهتمام "بأفعال الحب"، مشيراً إلى أن الحب ليس صدفة بل يأتي بعد الزواج، نتيجة سلوك قصدي عمدي، بحذف سلوك وإضافة آخر، لصالح العلاقة.
وحذر من غفلة الشريك عن احتياجات الآخر" الوعي باللحظة" مشيراً إلى أن أكثر ما يدعو للإحباط بين الأزواج "عدم تحقيق احتياجاتهم في العلاقة".
ولفت إلى أنه بإمكان الزوجين كتابة احتياجاتهما مرتبة ضمن نقاط، إذا كان هناك خجل من التصريح بها، منوهاً إلى أنه من قمة الاقتدار العاطفي محاولة التعرف عليها لإسعاد الشريك.
وعدد بعض الاحتياجات" فسيولوجية، الحب، التقدير، الاحترام، تحقيق الذات"، معلقاً بان تحقيق الذات في العلاقة الزوجية أهم من تحقيقه في الوظيفة؛ حيث أن الاولى هي الدائمة، وسنراجع أنفسنا بعد سنوات منها " كيف حققت نفسي في الزواج".
ودعا إلى اهتمام الزوجين بتأسيس "ذاكرة مشتركة نقية" خالية من المكدرات، والذي يتطلب وعي بالسلوك، واهتمام بالثقافة الزوجية، وتنمية المهارات باتجاه السعادة في العلاقة.
وقال أحد المشكلات ألا يمضي الزوجين بما تعاهدوا عليه في بداية علاقتهما" إمساك بمعروف"، لافتاً إلى أهمية تفعيل الفضيلة بإظهار أفضل مالديهما فيها، والحرص على الاستمتاع بوقتهما معاً، كالمتعة المعرفية وهي عادة سلوكية إيجابية، في نقاش تربوي ثقافي.
وأضاف يستطيع الزوجين جعل كل لحظاتهما سعيدة ولو لحظة شرب الماء، بالحرص على المرح، مشيراً إلى ملاحظة الباحثين افتقار العلاقات لهذا العنصر" يدخل الزوجين إلى العلاقة كدخولهما إلى شركة".
وعدد بعض "عناصر الاستقرار في العلاقة الزوجية" ومنها؛ الاهتمام بالطبع والسمات النفسية والاجتماعية، تنطيق المشاعر الإيجابية كالامتنان والمرح، تنويع مصادر السعادة.
وأكد على أن الزواج " قرار" وأحد الدوافع الخفية رغبة الإنسان بالبقاء والامتداد بتكوين الأسرة، لافتاً إلى أنه ثالث حدث مهم في الحياة بعد الولادة والموت، وأنه الأكثر إشباع لاحتياجاته وتحقيقه الرضا، لذا فهو يتقدم مرتبة الوالدين، وأن السعادة فيه تلقي بظلالها على كل شيء.
وبين أن الغير متزوج يتوقف نموه عند مرحلة معينة، موضحاً أن الزواج مرحلة نمائية تعاونية، يتعهد الزوجين فيها بالالتزام والمسؤلية عن الشريك بإسعاده، وتلبية احتياجاته.
ولفت إلى أن أهم خطوة للنجاح في العلاقة الزوجية "فحص الصفحة النفسية" مشيراً إلى أن "الطبع هو الجوهر" وله تاثير كبير في نجاح العلاقة، فلابد من التعرف على بعض السمات الغالبة على الشخصية، ولا تخدم العلاقة، وتحييدها.
وشرح بالإمكان جلب الخبرات من اللاشعور إلى الشعور؛ ليتعرف الإنسان طبعه، هل" مسوف، اعتمادي، انتقادي، اندفاعي، نرجسي، مقارن، لوام، انتقادي، سهل الإرضاء و مطالبي سهلة أو متعب بالنسبة للآخر ،، وغيرها".
وبين أن 33٪ من العالم مسوفين، محذراً من الإلحاح حتى لا تتوتر العلاقة، وحسن التعامل مع الفروق الفردية.
وقال هناك فروق فردية بين الجنسين وهي طبيعية، والفرق بين الأزواج السعداء وغيرهم؛ القدرة على المرونة وعدم جعل تلك الاختلافات سبب للصراع، بل للتفاهم.
وذكر أن من طبيعة المرأة مثلاً الاهتمام بالتفاصيل؛ وإذا عرف الرجل مميزات طبيعتها التكوينية، بإمكانه بناء عادة تكيفية إيجابية.
وتابع من طبيعة الرجل مثلا؛ الانهماك في المهمة بنسبة 90-95% ، ومن الافضل عدم مقاطعته حينها، داعياً النساء إلى تفعيل قانون الانتباه" إذا قلتِ زوجي إيجابي وجميل وبحثتِ عن كل إيجابي وجميل ستجدينه" نحن نجد ما نبحث عنه".
وقال أن الفروق الفردية؛ هي في النسبة لا النوع، فالجميع لديه رغبات واحتياجات، محذراً من الأفكار المغلوطة" تشوهنا وتشوه سلوكنا، مثل أن الرجل غير عاطفي ولا يستطيع التعبير عن مشاعره".
وتحدث عن أهمية "التقبل العاطفي" ماهو موجود وليس ما ينبغي" مشيراً إلى أن الأخير من الخيال، وأنه يساعد على تقديم بعض التنازلات، والتغير لصالح العلاقة.
وبين أن "الاعتمادي" تخلقه الأم أحيانا بحمايتها الزائدة، وأحيانا الزوج حين يرمي بالمسؤولية كلها على المرأة، ثم يقول "متسلطة تبغي كل شي بكيفها"، داعياً إلى توزيع المسؤوليات بينهما.
وأشار إلى أهمية "التغلب على البرمجة، وتقبل التأثير" للتعامل مع بعض السمات المتعبة، ممثلا بالزوجة أو الزواج الواقعين تحت تاثير علاقة غير آمنة مع أحد الوالدين، أو تحت سيطرتهما، ومحاولة النهوض، مشيراً إلى أن 33% من مشاكل الطلاق سببها الأهل.
وحذر من نقل الصراعات في بيت الأسرة إلى البيئة الأسرية الجديدة" أصنع نموذج أسري خاص بك" ولا تطالب الشريك أن يكون نسخة عن أحد أبويك" إذا كان هناك تعلم خاطيء يجب إيقافه".
وحذر من خطر المقارنة "حياتي بحياة الآخرين" أو البحث عن معلومات حساسة من النت، والحكم على الشريك من خلالها" زوجي نرجسي"، أو الانقياد وراء ردود الأفعال المبنية على البنية النفسية الضعيفة.
ودعا إلى تعرّف الزوجين على بعضهما، وإعادة اكتشاف بعضهما باستمرار، بتفعيل نظرية الإدراكات الصغيرة او المصارحة " مالذي يحب أن يأكل، ويشاهد، وكيف يقضي وقته، هوايته، لماذا اختار هذا الصديق، مالذي يريده مني بالضبط، ويرضيه، مالذي يحب مشاهدته باستمرار، ومالذي لا يرغبه".
ودعا إلى التوقف عند المعنى في" الزواج، الحب، الجنس" مشيرا إلى ان البعض ينظر للزواج على أنه وسيلة للإنجاب فقط.
وتطرق إلى أهمية تفعيل العناصر الأساسية في الزواج" المودة واللطف والرحمة"، مبيناً أن المودة هي السلوك العملي بإظهار الحب.
وقال لابد أن يعرف الشخص أين هو؛ في العقل الحكيم ام الانفعالي؛ لافتاً إلى أن أغلب المشاكل في العيادات الزوجية سببها "عدم القدرة على ضبط الانفعال، وتحديد مساره".
ودعا إلى "تبادل الخبرات العاطفية" المستقرة والعميقة بين الزوجين، والتعبير عن النفس والعواطف بشكل إيجابي.
وعدد بعض مضامين المودة؛ ومنها "ضبط إيقاع العواطف" داعيا إلى الاهتمام بإظهار الكلمات والتعبير العاطفي المستمر، وتأثيره في تغيير كيمياء الجسم، وتشكيل المشاعر.
ولفت إلى أهمية البحث عن كل ما يؤدي إلى تحريك العلاقة وحيويتها لكسر الروتين" ناموا بالفكرة لتبدعوا فيها، بدلا من فوضى الأفكار لملموها باتجاه شيء مفيد للحياة" "بإظهار مستويات مختلفة ومتنوعة من الحب".
وأوضح ان المودة تعني اظهار العواطف، وغلبة السلوك الأكثر استثارة للزيجات السعيدة.
وأكد على أهمية " تنطيق المشاعر" مشيراً إلى أن بناء أي عادة جديدة يستغرق بين 3-8 أسابيع، وبالامكان استخدام مرآة للتمرين بقول الكلمات الجميلة للآخر، كما لوحظ أن البرامج الروحية المشتركة تساعد في ذلك.
وبين أن إيقاف الاندفاعات والتهدئة يتم عبر " الرحمة" التي تجعل الشريك يستشعر النقص وحاجة الآخر، ويحاول تلبيتها، وأكثر ما تحتاجه المرأة مثلا هو العواطف" التقدير والاحترام والحب".
ولفت إلى أهمية "اليقظة الذهنية" في تبادل الإثابات وتعزيز السلوك الإيجابي لكي لا ينطفيء، مشيراً إلى قول لأحد الباحثين" غياب تبادل العواطف الإيجابية من العنف، وقد لا تكون مشكلة إذا غاب الحب عن الزواج، والمشكلة أن تغيب الرحمة".
ودعا إلى اللطف في العلاقة والتعاون بين الزوجين وتبادل الإثابات و الرسائل الإيجابية، والاهتمام بأركان الحب الأربعة" التقدير والاحترام والاهتمام والتفاهم".
وأكد على أهمية "العاطفة" و مبيناً أنها الحاضن الأساسي للزواج، و ضرورة التعرف على العواطف الأساسية، وكيفية توظيفها، كالحب والغضب.
وأوضح أن هناك عواطف تتعلق بالأحداث ومن يستطيع التحكم في عواطفه؛ يتمكن من التحكم في العلاقة، فالمتفائل ولديه أمل يرى أن هناك فرص، والمتشائم يتجه للتفكير الكارثي وأن زواجه فاشل لا فائدة فيه.
وحذر من التركيز على الذات أو نقطة محددة تجنباً للتفكير المتحيز، وداعياً إلى تعلم الهدوء واللطف والمرح وإبداء الاهتمام والتقدير والصدق مع الذات والآخر، ورؤية الأشياء الجميلة والصغيرة فيه.
واختتم بتقديم استراتيجية لطيفة الزوجين بين الزوجين وقت الزعل" أنا زعلان عليك، ولكن سأبقى أحبك وأودك واهتم بك، وسيبقى الاحترام والتقدير بيننا، لأنني غير زعلان عليك في كل شيء، وإنما في شيء محدد".
جديد الموقع
- 2024-12-26 نحو معارض للكتاب الخيري
- 2024-12-26 معادلة الانتصار الإلهي والقيم العليا
- 2024-12-26 أحياة هي أم ظروف حياتية؟
- 2024-12-26 د.نانسي أحمد أخصائية الجلدية :العلاج البيولوجي أحدث وأهم الخيارات في معالجة الصدفية
- 2024-12-26 "ريف السعودية" ونادي الشباب يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز المسؤولية المجتمعية
- 2024-12-26 تجهيز عربة عيادة أسنان في الأحساء
- 2024-12-26 4 مليارات لفرص المسؤولية الاجتماعية خلال 21 شهرًا
- 2024-12-26 نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء
- 2024-12-26 ما الكون إلا زمان .. إلاك
- 2024-12-25 قراءة في حياة الشاعر علي الحمراني