البلوى في بنات حواء

مع كتاب من التراث الجميل إلى الخطيب : الشيخ/ داود سلمان الكعبي (رحمه الله)
ملحق كتاب البلوى في بنات حواء
موسوعة أدبية وتاريخية شامله لجميع ما يتعلق بالنساء عامة وبمشاهير النساء خاصة
الطبعة الأولى1384هجري
جزء من مقدمة فضيلة العلامةالشيخ/ علي الشيخ منصور المرهون.

ومرت القرون والمجموعة الادبية التاريخية تتطلب من يقوم بهذه المهمة ليتعرف الناس على ما أعطى الله عز وجل هـذا الجنس اللطيف من محاسن وما جبل عليه من مساوي. فإنه نصف العالم اذ ما من فرد من أفراده الا وهي ام او اخت او زوجة او بنت او او او إلى آخره فالناس فى حاجة ماسة الى معرفة ما لا بد منه مما يتصل بهم
مباشرة اذلا غناء عنه في الحياة الاجتماعية شرعا وعرفا .
وقال الشيخ (رحمه الله)
الحمد لله فالق الحب والنوى ، وعالم السر والنجوى ، والصلوة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطاهرين ، و به نستعين وما توفيقي الا بالله ، عليه توكات واليه انيب .
أما بعد فيقول العبد الاثيم ، الراجي عفو ربه الكريم ، المعتصم بولاء أمناء الرحمن ، داود بن سلمان : اني لما رأيت ما من بلية صدرت أو بعد ، لو فتشت لرأيت اساسها النساء ... فألفت هذه الوجيزة ، تيماً لكتاب البلوى ، وسميتها ملحقات كتاب البلوى.

الحديث الأول:

قال في كتاب ( ابتلاء الاخيار بالنساء الاشرار ) : النساء اللاتى يضرب بين المثل خمس وهي : (زرقاء اليمامة ، والبسوس -ودغة ، وظلمة ، وأم قرفة) .
1/ اما الزرقاء :
فيقال ابصر من زرقاء اليمامة . وهي امرأءة من بني نمير وكانت باليمامة تبصر الشعرة البيضاء في الليل وتنظر الراكب من مسيرة ثلاثة ايام ، وكانت تنذر قومها بالجيوش ، إذا غزتهم ،فلا يأتيهم جيش إلا وقد استعدوا له ،فاحتال عليها بعض من غزاهم ، فامر أصحابه فقطعوا شجراً وأمسكوها بأيديهم أمام معسكره ، فنظرت الزرقاء فقالت : أني أرى الشجر قد أقبلت اليكم . فقال لها قومها : قد خرفت وذهب عقلك ورق بصرك . كيف يأتى الشجر ؟ قالت هو ما أقول لكم . فكذبوها فصبحتهم الخيل وأغاروا عليهم ، وقتلوا الزرقاء ، وقوروا عينيها فوجدوا عروق عينيها قد غرقت في الأعد من كثرة ما كانت.
تكتحل به .

2اما البسوس :
فيقال أشأم من البسوس ، وكانت خالة جساس بن مرة بن ذهل من شيبان ، ولها كانت الناقة التي قتل من أجلها كليب بن وائل ، وبها ثارت حرب بكر وتغلب التي يقال لها حرب البسوس .
3/ وأما دغة :
فيقال أحمق من دغة ، وهي امرأة من بني عجل تزوجت من بني العنبر.
3/ وأما ظلمة :
فيقال أزنى من ظلمة .
4/وأما أم قرفة :
فيقال امنع من أم قرفة .

وقد سأل ابن سيرين عن النساء فقال مفاتيح أبواب الفتن ومخازن الحزن إن احسنت المرأة اليك منت عليك . تفشي سرك وتهمل امرك : وتميل الى غيرك.

وقيل : النساء ريحان في الليل شوك بالنهار .

وقيل لبعض الحكماء : مات عدوك . فقال : وددت انكم
قلم تزوج . ولقد اجاد الشاعر في هذا المعنى حيث يقول :
من يرد ضعفاً مروج
فليبادر يتزوج
ستراه عن قريب
أحدب الظهر معوج

وقال آخر :

ندمت بقولي قبلت النكاح فاستغفر الله عن زلتى

فقالوا النساء جنان الرحال
فقلت الجحيم ولا الجنة

وقيل العجز في ثلاث خصال ، قلة اكتراثه في مصلحته ،وقلة مخالفته لشهوته وقبوله من امرائه فيما لا يعلمه .
وقال بعض الحكماء : لا تأمنن قارئاً على صحيفة ولا شابا على امرأة وبعبارة اخرى ولا أمرأة على سر.
وقال غيره : لا مصيبة أعظم من الجهل ، ولا شر اشر من النساء .

الحديث الثاني :
( وفيه ) : قيل كان بعض الملوك يحب النساء مفتوناً بهن وكان له وزير ينهاه عن حبهن ، فمال قلبه عن محبتهن ، فقالت له واحدة من خواصه لما تغير عليهن من هذا الحال : يا مولاي غفلت عنا . قال لها ان وزيرى فلان قد نهاني عن حبكن . فقالت ايها الملك هبني له وسترى ما أصنع به . فوهبها للوزير ، فلما خلى بها الوزير تمنعت عليه حتى تمكن حبها من قلبه ، قالت لا والله لا تقربني حتى أركبك ، وتمشي بي خطوات ، فأجابها الى ذلك ، فوضعت علیه سرجاً والجاماً ثم ركبته ومشى بها خطوات ، وقد كان الملك هجم عليهم وهم في تلك الحالة ، فقال له ما هذا أيها الوزير ؟
أنت كنت تنهاني عن حبهن وهذه حالتك معهن ، فقال له الوزير ايها الملك من هذا كنت اخاف عليك يامولاي ، فاستحسنته لنفسي دونك ، قال الراوي ونعم ما أجاب الوزير .

الحديث الثالث:
وا حسن ما رايت من وصف النساء خلقاً وخلقا ما ذكره كثير من أئمة الحديث ، ومنهم الميداني في كتابه مجمع الامثال ، عند قولهم : ما ورائك يا عصام . قال : قال المفضل : اول من قال ذلك الحارث بن عمر و ملك كندة . وذلك انه لما بلغه جمال ابنة عوف بن محلم وكمالها وقوة عقلها ، دعى امراة من كندة يقال لها عصام ، ذات عقل وادب . وقال لها : اذهبي حتى تعلمي علم ابنة عوف . فمضت حتى انتهت الى امها وهي امامة بنت الحارث ، فاعلمتها ما قدمت له ، فارسلت الى ابنتها وقالت : اى بنية هذه خالتك أتت إليك لتنظر إلى بعض شأنك ، فلا تستري عنها شيئاً ان ارادت النظر من وجه او خلق ، وناطقيها ان استنطقتك . فدخلت اليها ، فنظرت الى مالم تر عينيها مثله قط ، فخرجت من عندها وهي تقول :

ترك الخداع من كشف القناع . فارسلتها مثلا .
ثم انطلقت الى الحارث ، فلما رآها مقبلة قال : ماورائك يا عصام .
قالت : صرح المخض عن الزبد

1/ رأيت جبهه كالمرآة الصقيله ، يزينها شعر حالك كأذناب الخيل ، إن أرسلته خلته سلاسل وان مشطته قلت عناقيد كرم جلاها
الــوابل .
2/ وحاجبين كأنما خطا بقلم أو سودا بحمم تقوســـا على مثل عين الضبيةالعبهرة .
3/بينها انف كحد السيف المصقول (حفت به وجنتان كالأرجوان في بياض محض كالجمان شق فيه فم كالخاتم ، لذيذ المبسم ، فيه ثنايا غر ذوات أشر .
4/ يتقلت فيه لسان ذو فصاحه و بيان يحرك عقل وافر وجواب حاضر .
5/ تلتقى دونه شفتان حمراوان كالورد ، يجلبان ريقاً كالشهد تحت ذلك عنق كإبريق الفضة ركب في صدر تمثال دمية ،
6/يتصل به عضدان ممتلئان لحما ،
مكتنزان شحما ، و ذراعان ، ليس فيهما عظم يمس ولا عرق يجس ، ركبت فيها كفان دقیق قصبها لين عصبها ، تعقد ان شئت منها الانامل وتركب الفصوص .
7/ نتأ في ذلك الصدر ثديان كالرمانتين يخرقان عليها ثيابها ، تحت ذلك بطن طوى كطي القباطي المدمجة كسى عكنا كالقراطيس المدرجة ، تحيط تلك العكن بسرة كالمدهن العاج المجلو ،
8/خلف ذلك ظهر فيه كالجدول ينتهى الى خصر لولا رحمة الله لا نبتر .
9/ لها كفل يقعدها اذا نهضت ، وينهضها اذا قعدت ، كأنه دعص رمل لبده سقوط الطل .
10/ يحمله فخذان لفاوان كأنمها الجمان ،
11/ تحتهما ساقان خدلتان كالبردي وشيتا بشعر أسود كأنه حلق الزرد .
12/يحمل ذلك قدمان، كحذو اللسان فتبارك الله مع صغرهما كيف تطيقان حمل ما فوقهما.

فأرسل الملك الى ابيها ، فخطبها فزوجها إياها ، وبعث بصداقها فجهزت. فلما ارادوا ان يحملوها الى زوجها قالت لها امها:
أي بنية إن الوصية لو تركت لفضل أدب تركت لذلك منك ولكنها تذكرة للغافل ومعونة للعاقل، ولو أن إمرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها كنت أغنى الناس عنه، ولكن النساء للرجال خلقن ولهن خلق الرجال .
أى بنية إنك فارقت الجو الذي منه خرجت وخلفت العيش الذي فيه درجت إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه فأصبح بملكه عليك رقيبا ومليكا ،فكوني له أمة يكن لك عبدا وشيكا.
يا بنية احملي عني عشر خصال تكن لك ذخرا وذكرا.

1/الصحبة بالقناعة.
2/والمعاشرة بحسن السمع والطاعة
3/ والتعهد لموقع عينه
4/والتفقد لموضع أنفه فلا تقع عيناه منك على قبيح ولا يشم منك إلا أطيب ريح .
5/والكحل أحسن الحسن والماء أطيب الطيب المفقود .
6/ والتعهد لوقت طعامه والهدو عنه عند منامه، فإن حرارة الجوع ملهبة.
7/وتنغيص النوم مبغضة، والاحتفاظ ببيته وماله.
8/والإرعاء على نفسه وحشمه وعياله فإن الاحتفاظ بالمال حسن التقدير والإرعاء على العيال.
9/ والحشم جميل حسن التدبير
10/ ولا تفشي له سرا ولا تعصي له أمرا، فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره وإن عصيت أمره أوغرت صدره ثم اتقى من
ذلك الفرح إن كان ترحا والاكتئاب عنده إن كان فرحا فإن الخصلة الأولى من التقصير والثانية من التكدير وكوني أشد ما تكونين له إعظاما يكن أشدما يكون لك إكراما، وأشد ما تكونين له موافقة يكن أطول ما تكونين له مرافقة واعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك وهواه على هواك فيما أحببت وكرهت والله يخير لك.
فحملت إليه فعظم موقعها منه وولدت له الملوك السبعة الذين ملكوا بعده اليمن.

ونختم هذا المقال بقصيدة شعرية من ديوان (الآلئ من الخليج )
لشاعر/ عبدالله محمد بوخمسين
قصيدة تحت عنوان (أشتاقك)