2024/02/12 | 0 | 1505
يعيشون بيننا - أحمد عبد السلام العلي
أحمد عبد السلام العلي
مواليد الظهران 1986م
العمران الشمالية.
لو لم أكن أؤمن أن الاستعداد الفطري داخل كل مبدعٍ هو من يجعل منه مبدعاً( الموهبة ) ، وأن القصائد حور عينٍ في صورة قوافٍ يهبها الله لمن يشاء من عباده ، لقلت إن شاعرنا هذا ( أحمد العلي ) قد ورث الشعر والأدب والعزم والحزم على مواصلة المسير، بل ومكابدة السير نحو النتاج المعرفي من أستاذنا الكبير الأستاذ محمد العلي ( الهجري ) ، حيث العرق ، والعرق دساس ''كمايقال''.
فعندما طرأت في مُخيلتي هذه الفكرة: - فكرة جمع الأسماء الأدبية في مدينة العمران بين دفتيّ حبٍ تحت عنوان(يعيشون بيننا) - لم يخطر في بالي أن أرى مثل هذه الأسماء.أمثال الأستاذ والمهندس الشاعر أحمد عبد السلام العلي الذي تجاوز عمره الإبداعي عمره ( الميلادي )، بل قلة هم أمثال هذا الشاب الشاعر والكاتب الذي يُوَفَقُ أو يُوفِق بين الدراسة الأكاديمة في الهندسة بجامعة مثل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وبين العمل على تنمية الموهبة الشعرية ومتابعة الساحة الأدبية والمشاركة في خلق الحراك الشعري- الثقافي؛ فشاعرنا أحمد العلي كان عمره لم يتجاوز السادسة والعشرين عاماً عندما أصدر ديوانه الأول (نهام الخليج الأخضر) في العام 2010م عن نادي المنطقة الشرقية الأدبي؛ الذي ضم أثنين وثلاثين نصاً هي مجموع ما اختارهُ من تجربته الشعرية، التي بدأ بنشرها في عدد من الصحف والمواقع الألكترونية آنذك؛ وشارك بها في عدد من المناسبات الثقافية والأماسي الشعرية، بالإضافة إلى عضويته كمحرر في مجلة غصون الإلكترونية العربية.
كاتبنا وشاعرنا بدأ بتفعيل تجربته بالعرض على القراء في العام 2008م في العديد من الصحف الداخلية والخارجية... كتاباته مفتوحة لا يؤطرها سوى الهم الإنساني والبعد الإجتماعي،متخذاً من قصيدة النثر سبيلاً لذلك حيث فضاؤها الأرحب.
لم ألتقِ بالأستاذ أحمد قط!! لكن لطافته وذوقه العالي أثناء تواصلي معه بخصوص هذا المقال كشف لي عن شخصية عالية المهارة في التعامل البينيي الرفيع، ولمحت فيه ضبط جرس ساعته على عقرب الإنجاز شخصية تعمل بهدوء الماء المتسلل بين شتلات الياسمين؛ بهذه الشخصية استطاع أن يعقد قِران عزيمته وطموحه على العلم والأدب معاً ليُنجِبَ الإبداع، قبل أن يبدأ دراساته العليا في جامعة Pace University في مدينة نيويورك متخصّصًا في علوم النّشر والترجمة، حيث خضع للتدريب بين عامي 2014-2015 في دار نشر Knopf تحت مظلّة Penguin Random House، ليواصل العمل بما آمن أنهُ واجب عيني لايُسقطهُ عمل من قام به قبله ولا من سيقوم بهِ بعده مؤمناً أن ( لابد للشعر العربي أن يستفيد من الأدب العالمي.وأن الشعر والترجمة لا يمكن فصلهما )كما صرح به في إحدى مقابلاته، وعمل به على أرضِ الواقع، حتى طبع اسمه على ثمانية عشر كتاباً بينهما ثمانية كتب في الترجمة وهي:
١- أصوات الطبول البعيدة - أدب صوفي في العام 2015م
٢- صندوق الموسيقى - نعومي شهاب ناي في العام 2015م
٣- اختراع العزلة - بول أوستر 2016م
٤- حليب أسود - أليف شافاك 2016م
٥- أحد الأمومة - غراهام سويفت 2018م
٦- دكتور كلاس - يلمار سودربيري 2018م
٧- الارتياح للغرباء - آيان مكيوان 2019م
٨- حكاية الجارية - مارغريت آتوود 2019م
كما أثرى المكتبة بأربعة دواوين شعرية:
١- نهّام الخليج الأخضر 2010م
٢- يجلس عارياً أمام سكايب 2013م
٣- دليلُ التائهين إلى نيويورك 2014م
٤- لافندر أوتيل كاليفورنيا 2016م
وكان له جهد الوفيّ للا ستاذ الأديب الكبير محمد العلي حيث جمع مقالاته المتناثرة في الصحف والجرائد المحلية والعالمية في ستة كتب بالعناوين الأتية:
١- درس البحر: الجزء الأول من مقالات صحيفة اليوم (مختارات) 2011م
٢- هموم الضوء: الجزء الثاني من مقالات صحيفة اليوم (مختارات) 2011م
٣- حلقات أولمبيّة: الجزء الثالث من مقالات صحيفة اليوم (مختارات) 2013م
٤- البئر المستحيلة: محاولات لتجاوز السائد في الثقافة والمجتمع 2013م
٥- نمو المفاهيم: تساؤلات وآراء في الوجود والقيم 2013م
٦- لا أحد في البيت: تحرير جديد ومختارات شعر للأديب الكبير محمد العلي 2015م
الأستاذ الشاعر أحمد عبدالسلام العلي
يُشرف على إصدارات دار روايات التابعة لمجموعة كلمات في الشارقة، وشارك في أكثر من ثمان فعاليات عربية وعالمية منها
- تحكيم وتنظيم ورشة «ترجِم» بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني «نيور رايتنغ نورث» الشارقة في 2020م
- و«مهرجان طيران الإمارات للآداب» دبي في 2021م في جلسة «المترجمون إلى العالمية».
نشاط الأستاذ أحمد نشاط المتطلع إلى الماوراء... وفعله فعل المبدع الذي يبدأ من تلقيح الفكرة إلى ولادة الحدث حتى مهرجان الزفاف.
بعض من شعره:
الحياةُ بين جَنبَيَّ بِساطُ طيورٍ
و امرأةٌ من نُعاس.
بين جَنبَيَّ نجمةٌ هي أُمُ الأماني
تسيرُ على الموجِ ..
و تُملي على الرّيحِ الطريقَ
و تُملي على الرّيحِ الجهات.
------
(ماشِيَـاً في الطريقِ لبيتها كانَ القمر ..
حين خَفّت إلى شُبّاكها تفتحهُ.
قِيلَ أخذ من خَدّها قُبلةًو انزوى في بئر.
و قِيلَ يستلقي عند قاربٍ مكسورٍ يتنادمانِ بُكاءًحَول الموجِ و الفضاء.و قِيلَ إنحَلّ فيّ و صار قَلبي.رُبما، رُبما لهذا أنامُ مريضاً تحت الشبابيك)
------
جامِعُ الرّيحان
(1)
و صارَ جَدّي طَيفاً يسقي النخيل.
يقولُ لي:
الحشى لمن مشى
فانسَ.
مايفعلُ من حشاهُ طفلٌ باكيٌ
لا يحبو ولا يخبو؟.
(2)
كُلّما سامَرتُ ذاكرتي
أتَـنَورَسُ في هبائها.
حينها
يأخذُني جدي تحت بُردَته ..
و تذوي النجومُ مثل عُيونٍ تـحُنُّ ..
و أبكي.
(3)
و نأى صوتُ جدّي ..
أعودُ للبيتِ القديمِ أقرءهُ
يَعوي المكانُ في صدري
و أُغمِضُ كُلّ السّنين.
أليست تلك الخُطى
الّتي تروح و تغدو بوَادٍ من الشمسِ
خُطانا؟
مَن جامِعُ الريحان؟
كُنتَ تقول أنا
و نلمّهُ كلانا ..
(ثُم ماذا؟
لا شيء)
و أُغمِضُ كُلَ السنين ..
و نأى صوتُ جدي
و تخلَّقت فيَّ عُروقُ الخريف ..
كُلّما غافلَتني صرخةٌ
يَـبِستُ
و شلَّني السؤالُ:
يا ألله!
صوتُ من أيضاً
يبدأُ الآنَ رحيله شطر الغائبين ؟
(4)
تلك كفٌّ صافحها اللهُ
تحُطُّ على رأسي إذا نمتُ.
لكأنني أنامُ وسطَ غديرٍ هادرٍ ..
و كأني شفيعُ جموع الغيمِ
لقريتنا الصغيرة ..
و كأني أنامُ هنا
لأصحو في مكانٍ آخر
و أُكمِلُ المشهد؛
تعوَّدتُ أن ألثُم نسمةَ الأراك فيها
كُلّما حطّت على رأسي.
(5)
ما زلتُ أشعُرُ ..
في كُلِّ فجرٍ
يدنو من أُذني و يؤذّنُ.
أما زلتُ وليداً؟
ألهذا تضعُف ساقي عن المشي
و أراني بين يديه أُهَلّلُ
يقذفني عالياً و يلقُفني
و يُسَمّيني بأسماء القطا كُلّها ..
ثم
فجرٌ آخرٌ يأتي
و أشعرُ أنّه يدنو ..
نهّام الخليج الأخضر
نهّام:
الحياةُ بين جَنبَيَّ بِساطُ طيورٍ
و امرأةٌ من نُعاس.
بين جَنبَيَّ نجمةٌ هي أُمُ الأماني
تسيرُ على الموجِ ..
و تُملي على الرّيحِ الطريقَ
و تُملي على الرّيحِ الجهات.
نهّام:
لو أفُكُّ حَرفَ البُكاء
لخبّأتُ لهُ في جيوب الليل ما سَأَل.
لشمّرت عن ساقَيَّ
و خُضتُ خارجاً من صدري؛
هذا الخليج من الوجع.
نهّام:
و الصُبحُ في كَفِّي رُمحٌ لا يشيخ.
نهّام:
مَن البحر فينا؟
كانت الشمسُ رأسَ سُنبلةٍ تميلُ بالدمع ..
و جسدي قشٌّ
يُهَسهِس الليلُ في حناياهُ
و يتكسّرُ من خَطو ذاكرةٍ
أثقل من عُشبةٍ في البر.
صرختُ: لا نجمةٌ، لا بوصلة،
فلأمضي إذاً ..
لكن: من البحر فينا
خلَعَتْ كفوفُ الرّمل نَعلي
و دخلتُ اللُجّةَ ماشِياً ..
لم أنوِ الرجوعَ،
و لن أتوقف ..
جديد الموقع
- 2024-12-26 نحو معارض للكتاب الخيري
- 2024-12-26 معادلة الانتصار الإلهي والقيم العليا
- 2024-12-26 أحياة هي أم ظروف حياتية؟
- 2024-12-26 د.نانسي أحمد أخصائية الجلدية :العلاج البيولوجي أحدث وأهم الخيارات في معالجة الصدفية
- 2024-12-26 "ريف السعودية" ونادي الشباب يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز المسؤولية المجتمعية
- 2024-12-26 تجهيز عربة عيادة أسنان في الأحساء
- 2024-12-26 4 مليارات لفرص المسؤولية الاجتماعية خلال 21 شهرًا
- 2024-12-26 نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء
- 2024-12-26 ما الكون إلا زمان .. إلاك
- 2024-12-25 قراءة في حياة الشاعر علي الحمراني