2023/08/06 | 0 | 2350
يعيشون بيننا
محمد الصالح( النجيدي )
مواليدالأحساء
مدينة العمران.
غادِرةٌ:.
حرام بقاؤك في الذاكرة
وأنت التي قد قطعت
حبال الوصال
وغبت وراء المحال
ونمت على عتبات السؤال
وشاخت إجاباتك الحائرة
ودست على بتلات الوفاء
وأولجت في رحم الحب
أمشاج وهم .. وداء
وآثرت حلما غريب الخصال
وعدت بجلباب ماكرة .. غادرة .
بهذا الجمال عرفتُ الأستاذ محمد، وقبلهُ من خلال البرنامج الرمضاني حروف والوف الذي يقدمهُ الإعلامي المعروف ماجد الشبل على القناة السعودية الأولى في العام ١٤١٤ هجرية، عرفني به كأسم، وحرك الرغبة داخلي في التعرف عليه أكثر ولملمة المعلومات عن حركته الأجتماعية بشكل عام، والثقافية الأدبية بشكلٍ خاص.
أقول: حرك الرغبة داخلي في التعرف عليه نعم: ذلك من فرط فخري واعتزاي ودهشتي به وزميله المرحوم الأستاذ أحمد الحبابي رحمه الله والذي كان ساعده الأيمن في هذه المسابقة حتى وصلا إلى النهائيات.
إنه الأستاذ الشاعر القاص محمد مهدي النجيدي.
الأستاذ محمد يوحي لك لأول وهلة حين الجلوس معه ببساطته، حيث يميل إلى الصمت، والصمت الطويل أحياناً، ويكتفي بالتقاط الصور بعدسة عينيه وتسجيل الأصوات بأذنيه حتى يجد ثغرة معرفية في الحديث مغلوطة أو غير صائبة ليرمي بثقل معلومته المشفوعة بلطافة أسلوبه ودماثة أخلاقه.
الأن وانا اباشر الكتابة عنه اقف على مفترق طرق؛ بل على تقاطعاتٍ عدة من حياة هذا المحمد الصالح العامة؛ فهو معلمٌ تربوي فاضل لأكثر من جيل ، وهو الناشط الاجتماعي،وهو المشتغل في الشأن الثقافي المعرفي، وهو الكاتب للقصة، والمؤلف للشعر.
صدرت له في العام ١٤٣٤ أول مجموعة قصصية( قصص قصيرة جداً ) بعنوان مأسات عطر؛ كتب على صفحتها الأولى الأستاذ المهندس عبدالله الشايب قوله:((قرأتها بعد ثلاثة أشهر من قراءتي الأولى ( ابيض- اسود )، في ذاكرتي منها قصاصات لكن طلاوتها منحتني أن اسردها من الغلاف ولمّا اقف إلا عند الغلاف، متمنياً أن ستكون لها رجعة. حتى يقول: والكلام للاستاذ عبدالله الشايب، قولب نتاجه ( قصص قصيرة جداً ) بعصارة المفردة حتى لايزيغ المعنى حتى مع استخدامه لغة ابداعية مثل التورية والكناية، قدرته على فهم الصورة ومقلوبها مكنتهُ من زعزعة المفاهيم السطحية للأشياء والعناوين الدارجة للأحداث ومفاهيم لم يرغب أن تكون صيرورة للحياة)).
كما قدم لها الشاعر والقاص جمعة الفاخري من ليبيا بقوله:(( محمد مهدي الصالح يكتبِ نصهُ بمقاساتٍ نصية دقيقة تحكمها معايير هذا الفن السردي المتمرد .. الحساس الذي عرّى كثيرين ممن استسهلوه .. فيما كتبهُ قلّةٌ بوعيٍ وادراكٍ ، والصالح أحدهم.))
ولعل في هذه النماذج الذي اجتهدت في اقتناصها من مجموعته( مأسات عطر ) دلالة على ماقدم له الأستاذ جمعة الفاخري:
أمتحان:.
استيقضت القرية على عواء، فربط المترفون أمتعتهم، أما الجوعى فغرسوا سيقانهم في الطين وعروا صدورهم، وانطلق صوت الآذان ، وفي المساء عمت النظافة أزقة القرية.
سطوة النمل:.
الشقوق في جدران بيتي تُسرب الضوء، لكنها تسمح للنمل بالنفاذ، سرق النمل حبات الشعير، النمل يسمن لكن يرقاتي جوعى.
أُم.
احتلبوها زمناً، حتى المتلأت أكراشهم، وتوردت وجناتهم، وعندما جف ضرعها، مالوا إلى فصيلها فذبحوه.
وحقيقة عندما استلمت منه نسخة من هذا الإصدار( مأسات عطر ) قصص قصيرة جداً. قلت في نفسي انفرط فصٌ من عقد الشعر في مدينة العمران- بالأحساء، لا أعلم لماذا انحزت إلى أنثى القصيدة حينها حتى تمنيت أن لو كان هذا الإصدار ديوان شعر؛ ربما لمعرفتي العميقة بالأستاذ محمد منذ عشرين عامٍ مضت وفي منتدى العمران الثقافي، كشاعر ٍ يحمل هم القصيدة ويرعى شؤنها... يتنفسها ويأنس بها، وربما نصب شراك هواهُ بخيوط أبياتها الناعمة، كهذه المقتطفات.
نويت هواك
ونلت الهوى
أليس لكل امرىء
مانوى
خلعت عن القلب كل غرام
سواك كأني بوادي طوى
وهذا غرامك بين الضلوع
على القلب_ يا لهف قلبي _ استوى.
وهنا يقول:
أسائل البدر هل أهدى لها خدا
أم غازل الروض في وجناتها الورد
أم أجبرت شجر الرمان فانبعثت
منه - الكرورو - تهدي صدرها نهدا
معشوقة الله لم يقبل لها شبها
إذ أتقن الصنع فيها
فغدت فردا.
ويواصل الغواية ونصب الشراك:
صغيرات على الحب
بلغن المرتقى الأنقى
وجوه تخجل الشمسا
وقد تهن على الدرب
لهن ترصد الأشقى
ويهمس كاذبا همسا
يمارس لعبة الصب
وغدرا يظهر الشوقا
ولكن يضمر الرجسا
ولا تزال هنا آماله تنسج كلماته:
أمسي وأصبح والآمال كالشفق
قريبة من صباباتي ومن حـرقي
وتسـتفيق سـويعــاتي على ولـه
مشـوقة كاشتياق الحــبر للورق
وعاندتني دروبــي وهي عــاتية
ارتــاد مفترقــا يفضـي لمفتــرق
غفــوت منتظــرا عينيـك تدركني
دهــرا فلم أر عينيك ولــم أفـــــق
وتهت في نفــق ارتــــــاده فعسى
القاك شمسا تمد الضوء في النفق
وككثير من شعرائنا كتاب القصيدة الأم ( الفصيحة ) لابد من التحرش بجارتها ( الشعبية ) واحسب انه اجاد اختيار الموضوع في هذه الرثائية الرقيقة باللهجة الأحسائية في عين (أم سبعة)، الذي ارهقها العوز لقنينة ماء، بعد أن كانت مصدر سُقية لبساتين هَجر.
وين الماي يا سبعة
وليش الماي يا ام سبعة
تبدل لى تراب وطين
وما شفنا على عينش
أثر دمعة
كذيه يصير من تبكين ؟
.....
وين الماي يا ام سبعة
ووين الخوخ ووين التين
ووين أيامش الحلوة
غداة احنا على تل الثبر .. نسرح
ونغوص ــ بجوجبج ــ في العين
وتزين أيامنا .. ونسبح
ونغني .. يا حلاة الزين
......
اغافص فيج واتسردح
وذا يطمس وذا يسبح
وذا يطوفر وذا يزعب
ومن ماج الحلو يشرب
وكنا معج مرتاحين
وما شفنا على عينج
اثر دمعة
جذيه يصير من تبجين
......
وليش انقلبت الوانج
ونشفت كل غدرانج
وبكينا دم على شانج
ونطرنا بلكت تعودين
وما شفنا على عينج
أثر دمعة
جذيه يصير من تبجين
......
حسافة .. ( غارت عيونش ) ..
وصاروا ــ بالسلف
بالهوز يسقونش
طلبتش عاد .. يا ام الخير
بطلي من البكا ... تكفين
بطلي البكا يا ام سبعة
عشان الماي ..من تبكين
تبدل لى تراب وطين
وما شفنا على عينش
أثر دمعة
كذيه يصير من تبكين .
الأستاذ محمد شاعر رشيق المفردة، سلس الأسلوب، غالب ماكتبه إفلاشاتٌ أو مقطوعاتٌ مكتملةٌ النمو، بل عرائس ناضجات رشيقات تنتظر زفافها إلى مخدع ديوانه.
الأستاذ: عضو منتدى الينابيع الهجرية .
نشر بعض قصائده في صحيفة اليوم ومجلة قافلة الزيت
مشارك في فعاليات النادي الأدبي بالأحساء
يعمل على إصدار مجموعته الشعرية في قابل الأيام.
جديد الموقع
- 2024-12-26 نحو معارض للكتاب الخيري
- 2024-12-26 معادلة الانتصار الإلهي والقيم العليا
- 2024-12-26 أحياة هي أم ظروف حياتية؟
- 2024-12-26 د.نانسي أحمد أخصائية الجلدية :العلاج البيولوجي أحدث وأهم الخيارات في معالجة الصدفية
- 2024-12-26 "ريف السعودية" ونادي الشباب يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز المسؤولية المجتمعية
- 2024-12-26 تجهيز عربة عيادة أسنان في الأحساء
- 2024-12-26 4 مليارات لفرص المسؤولية الاجتماعية خلال 21 شهرًا
- 2024-12-26 نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء
- 2024-12-26 ما الكون إلا زمان .. إلاك
- 2024-12-25 قراءة في حياة الشاعر علي الحمراني