2023/07/03 | 0 | 1971
أسئلة ؟؟؟
هل الحرية الشخصية تخضع للتحسين والتقبيح العقليين؟
وهل هي مزاجية كون أن الفرد بمحض إرادته يقرر فعلاً أو قولاً ما يريد أو مالايريد؟
أم أنها اتفاق جمعي لجماعة أو لمجتمع مّا على نوع أو أنواعٍ من السلوكيات التى حسّنوها بعد قبح أو بالإمتناع عنها لأنهم قبحوها بعد تحسين؟
أظن أن تلك التساؤلات الثلاثة لابد إلا أن نقف على كل منها على حدةٍ من أجل أن نفكك كل سؤالٍ بما يقتضيه الوضوح للقارئ ابتداءً من الوقوف على معاني الكلمات التي تُتمم المعنى المراد في سياق الجملة وفي سياق المعنى المراد الوصول إليه في هذا المقال...
معنى الحرية حسب المفهوم المُتداول (الإطلاق) وعند البعض حسب المعقد و المكان والزمان والمجتمع... والشخصية تعني الإنسان الفرد..
أما التحسين فمعناه كل شيئ يحبه الإنسان ويهواه ويتمناه مادة أو معنى...
والقبيح هو كل ما يكرهه الإنسان ويشمئز منه مادة أو معنى..
وللإجابة على التساؤل الأول فإنني أظن أن القدرات العقلية المختلفة بين الأفراد تكون هي الحاكمة على ما تقتضيه تلك القدرات التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمجموعة الأحاسيس والمشاعر المستقرة وغير المستقرة المنسجمة مع العقل الراشد والتي ترتبط بالعقيدة وبالبيئة الجغرافية والإجتماعية والمورث الكلي...إذاً معنى ذلك أن الحرية مقيدة وليست مطلقة، كما أن التفاوت بين الشرائح الإجتماعية في أنماط تفكيرها وسلوكياتها وثقافاتها التي لها دورٌ مهم في تعريف معنى الحرية ... ذلك يقودنا إلى سؤال حول ماذُكر؟؟؟
هل الفطرة لها دورٌ في التحسين والتقبيح العقليين؟
إنني لا أظن ذلك حيث التحسين عقليٌ وكذلك التقبيح ، ولذلك فالإنسان الأول ابتداءً بدأ يستشعر حاجاته ويقوم على فعلها أو تفعيلها أو البحث عنها، ثم بعد ذلك بدأ التفكير يعمل على تمييز الضرر والنفع، ثم مرحلة أخرى هي التحسين والتقبيح، أما المرحلة التالية فهي الفرز من الحسن الأحسن (الأكثر نفعاً) ومن القبح الأقبح( الأكثر ضرراً)...
بعد مرحلة الفرز تأتي مرحلة الإتفاق أو الرفض الجماعي...
من تلك المنطلقات نلحظ أن مايتفق عليه مجتمع أو جماعة على أنه حسن يراه مجتمع آخر قبيحاً وبالعكس...
أما التساؤل الثاني ( المزاجية الفردية) فلا أظن أنها في الصورة بأي حال من الأحوال لأنها ضد العقل والمنطق وضد القرارات التي تتفق عليها الجماعة أو المجتمع....ربما تكون مزاجية في حالة واحدة فقط وهي إن كان الفرد يعيش العزلة والوحدة فله ماشاء أن يفعل....
إذاً في هذه الحالة لابد لنا إلا أن نحتكم إلى ميزان العقل الراشد الذي تكون لديه القدرة على الحكم الفيصل في وضع القوانين والأنظمةِ التي ترقى بالفرد والمجتمع إلى ما يحقق الإنضباط والأمن والسلام والإستقرار والكرامة...
أما التساؤل الثالث والأخير ( هل الحريات اتفاق جمعي)
أعتقد بأنه حتى وإن كانت الحريات اتفاق جمعي فلا بد إلا أن تخضع لأنظمةٍ وقوانين رابطة وضابطة بعد اتفاق على التحسين الذي يؤدي لمصلحة الفرد والمجتمع بعد الإتفاق على ( منظومة الأخلاق) التي ترقى بالإنسان الفرد والمجتمع رقياً يتناسب مع المفهوم الحقيقي للإنسانية التي يتميز بها الإنسان عن سائر المخلوقات...
إن الديانات السماوية والعقائدَ الوضعية على امتداد التاريخ البشري قد أقرت المفاهيم الكلية والجزئية التي تخضع للتحسين والتقبيح العقليين حيث كان الإنتصار لكل ماهو حسن ( منظومة الأخلاق التي تحفظ للفرد وللمجتمع كرامته) وبذلك كان الإتفاق على ما أطلقوا عليه ( اللاءات العشر) وهي التشريعية من الديانات السماوية وغيرها وأهمها:
لاتقتل، لاتزني، لا تسرق، لا تأكل أموال الناس بالباطل، احفظ حقوق الأيتام.... الخ
حتى جاء الإسلام العظيم الذي كلف الله به محمداً رسول الله بتبليغه للناس كافة وأنزل عليه القرآن الكريم الدستور الخالد بتشريعاته وقوانينه وأحكامه...
وليس أوضح منه تشريعاً ولادستوراً في أي من الرسالات السماوية إذ ختم الله به رسالاته لأنه متممٌ لمكارم الأخلاق...
ولنا في قوله تعالى في سورة الإسراء منهجاً وتشريعاً....
ولاتَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا ٣٣ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ٣٤ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ٣٥ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ٣٦ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا ٣٧ كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا ٣٨ ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا ٣٩﴾ [الإسراء
وأخيراً أن مايحدث في الدول الغربية بقيادة أمريكية في هذه الآونة من الإباحية الحيوانية التي تدمر الإنسانية وتحط من قيمة لفرد وقدره وكذلك المجتمعات تحط بهم إلى قعر التردي الممجوج الذي ماوصل إليه حتى الإنسان الأول قبل التاريخ... إن هذا الإصرار على تدمير الديانات بإقرار مايسمى بالحريات الشخصية أو بالحرية أو بمسمى حقوق الإنسان بعد تدمير الكنيسة وسحب كل صلاحياتها الوعظية من أجل تشريع وحماية الشذوذ الجنسي و زواج الجنس الواحد وزنا المحارم وغير ذلك من التشريعات المنحطة الساقطة...
إن الملفت للنظر أن تلك الدول بعد حمايتها لتلك التشريعات سنَّت القوانين لحمايتها، ليس ذلك فحسب وإنما جرَّمت كل من يُعارضها بالقول أو بالفكر أو الإستهزاء حتى بوسمهم ، والأدهى من ذلك أنها قررت مناهجَ تُدرس في جميع المراحل الدراسية والجامعات...
مع الأسف أننا نجد في مجتمعاتنا بعض من يرى ذلك حريةً شخصية وحقاً لمن أرادها، ربما تلك وجهة نظر... إن الذي ينكره العقلاءُ هو إقرار وإباحة كلّ ذلك وحمايته ومعاقبة المعارضين له وتصديره إلى دول أخرى سواءً بالترويج عبر وسائل الإعلام أو التواصل الإجتماعي أو حتى فرضه على بعض الدول، وهنا مكمن الخطر...
جديد الموقع
- 2024-12-26 نحو معارض للكتاب الخيري
- 2024-12-26 معادلة الانتصار الإلهي والقيم العليا
- 2024-12-26 أحياة هي أم ظروف حياتية؟
- 2024-12-26 د.نانسي أحمد أخصائية الجلدية :العلاج البيولوجي أحدث وأهم الخيارات في معالجة الصدفية
- 2024-12-26 "ريف السعودية" ونادي الشباب يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز المسؤولية المجتمعية
- 2024-12-26 تجهيز عربة عيادة أسنان في الأحساء
- 2024-12-26 4 مليارات لفرص المسؤولية الاجتماعية خلال 21 شهرًا
- 2024-12-26 نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء
- 2024-12-26 ما الكون إلا زمان .. إلاك
- 2024-12-25 قراءة في حياة الشاعر علي الحمراني