شعر وأدب واندية ادبيه
2023/03/23 | 0 | 2258
كـــــــــــــنْ كـــــالــــســــلاف...
( عبدالله بو خمسين )
عــجَـز الـفـؤادُ وضـجَّـت الأوراد
واسـتـعطفت قـلباً حـواه عـناد
قــد حـلَّـقت روحٌ بـفيض مـحبةٍ
وتـعانقت فـي فـيضها الأضداد
مـالت بـه الأقـدارُ حـين جـنونه
فـغـفا بـلـيلٍ لـيس فـيه سُـهاد
حـتى بـدا حـبٌ كـجذوة شـاعرٍ
أو نــاثــرٍ أخــفــاه مــنــه رمـــاد
أوعـاشقٍٍ سلب الحبيبُ جَنانَه
فـغـدت عـلـيه سـحائبٌ ومـداد
لامـسـتـحيل إذا تــرنَّـم شـاعـرٌ
أو إن تـبسَّم لـيس فـيه الـضاد
فــي ظـلـمةٍ نــورٌ بـدا مـتبختراً
فـاهـتـزَّ قــلـبٌ صــاده الـصـياد
فـرنـا إلـيـه تـبـسماً فـي حـينه
حـتى تـوقَّر فـي الـجَنان فـؤاد
شـهـدت عـلـيه بـوارقٌ لـما رءا
وتــأوهــت نــفـسٌ لـــه تـنـقـاد
قد فُكَّ مأسورٌ من الحزن الذي
حـفـلَـتْ بــه الـسـمّار والـعُـبَّاد
فـي خـلوةٍ كـان الـدعاءُ سجيةً
لـلـعاشقين لـما بـهم فـازدادوا
مـن نـشوةٍ قد فاح عطرُ أريجه
وتراقصوا حيث الهوى وانقادوا
وتـمـازجت فـيـه الـفـنونُ لأنــه
قـد ظـن أن ضـنَّت بـه الـحسَّاد
مـاهـكذا يــا قـلب نـبضُ مـحبةٍ
تـعـبت لــه الأحـشـاءُ والأكـبـاد
يـالـيـت تـلـك إذا تــراءا سـاكـنٌ
مــن جــذوةٍ يـرنـو لـهـا الـزهَّـاد
يـالـيت ومـضاً حـلَّ قـلباً مـدمناً
مـتـصـوفـاً فـــي لــجِّـةٍ يـعـتـاد
أو مِـن تمرده إذا احتدم الجوى
أو مــــن تــفـكـر حــائــرٍ يــرتـاد
صـلَّـى وصــار حـديـثُه مـتعطراً
فـسرى الحديثُ وحلَّت الأعياد
رفـقاً بـمن قـد كـان صـباً هائماً
قــد رامـه مـن عـشقه إسـعاد
كــن كـالسلاف إذا أردت تـقرباً
أو نـسـمةً رقـصـت لـها الأوراد
أو خــمـرةً قـــد ذوبـتـك بـقـربه
وجــواك مــن تـلك الـدنوِّ جـواد
إهــنـأ بــكـل تــأمـلٍ تـصـبو لــه
واهـنأ بفيضٍ سحَّ منه ودادُ ..
