2022/10/23 | 0 | 2277
بين الصّبر و محيطي الجميل
كما قولُ نبينا يعقوب عليه السلام : "فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ "يوسف ١٨
صفة الصّبر جميلة لكن صاحبها عليه أن يتحمّل قدره و أن لا يقدّم نفسه تحت عنوان التّذمر و أنّ ما يجري معه بعين الله ، تعلّمت من والدي رحمه الله أنّه في حالة ضيق اليد التّي قد يمرُّ بها الإنسان عليه أن يقاوم حضوره بالصّبر و العمل الجاد للخروج من وضعه ، مؤمناً بأنّه بعد العُسر يُسرا إلى أنيسهّلها الله عليه ، وكان توجيهه أنّ مع الشّكوى والتّذمر العلني يسيء للصديق الحال و العدو يفرحه و يشمت ، و هذا منطبق على كثير من مناحي الحياة ، و ضرفي الأخير الصّحي تعاملت معه بنفس الصّبر و عدم الشكوى إلاّ إلى الله ، بل زاد في إطمئناني أن أسعى نحو التّطبُب .
قال تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ [سورة البقرة:185].
في كل عام أجعل من رمضان الخير بقدر ماهو شهر تعبُّد هو شهر تحدٍّ للإنجاز ، أخرج منه بفرحة و ثمرة ثقافية . يُسعفني الشهر الكريم بوقت أطول و لأنني لا أغير عادتي في الإسيقاظ الصباحي كما الأيام العادية ،هذه الأصبوحات خيرُ مُعين و مَعين ذهني .
في ١٤٤٣ برمضانه و في باكورة أيامه كانت محطة الإرهاق مما خسرت معه القدرة أن لا أتمكن بالقيام بعمل و قد أخذ هزال الجسد مأخذهُ و التّعب حين الحركة ، مع أنّني لم أكُن أشعر بموطن ألم أو ظاهر سبب . استمريت على حضوري لمكتبي بمركز للصناعات الحرفية شرقي الهفوف كالمعتاد يكون وقت الظهريات متداخلاً فيها ،و أأنس بالزيارات و تبادل الأحاديث ، و كان حديثي السردي أو الحوار قائماً مما لا يعطي أدني شبهة أنّني مُتعب لدى الأحبة أو الزائرين .
كنت رتبت برنامجاً اشتغاليا جميلاً بين مراجعة أحد المؤلفات في آخر مراحله ( قاموس الأمثال و الكلمات السائرة في الأحساء ) استعداد للسماح و الطباعة ، و تنظيم الإرث في أرشيفي الخاص بين الورقيّات المكتوبة و الصّور و المقتنيات و الرسومات و بعض مخرجات الهوايات كالأكواب و غيرها .
مفارقات كثيرة عاشها بعض الأصدقاء معي لعدم تنبّههم للحالة ، و خياري كان الصّلة معهم و الحديث و البهجة دون أن اتشكّى اليهم خاصة في فترة التشخيص بالمستشفى التي دامت لشهرين قبل انخاذ الإستشاريين قرارهم بالتصرف المناسب للعلاج .
من المفارقات أن أحد مرتادي المجلس زوج أبنيه في هذه الفترة ، "فسحبلت" نفسي لأقدّم لهم التّباريك ليلة الزّفاف فتفاجأ بواقعي عندما رآني على هذه الحال ، بعد يومين مرّ عليّ فسحّت دمعة من عينه مقسماً كيف له لم يدرك هذا طوال المدّة؟!.
و لما كان قرار التنويم جاء سريعاً و بدأ الخبر بعد الإجراء ، ابتدت الإتصالات و الزياررات و الرسائل بالوانز ، كان ردّي لهم :
سلامي اليك
مسا الخير
شكرا لتواصلك أخي الكريم
اطمئنك انني بخير والحمدلله دمتم بخير و الأمور طيبة ببركة دعاكم.......
كنت أتّبع تعليمات الإستشاريين و أتعامل مع البيئة الطبية بتعاون و أجتهد في التّطبيقات التّي ساندت التّشافي في مدةٌ قياسيّة و الحمدلله .
الآن أطمئن الأحبة كما يقول الحساوية "غدا الشّرً" و أنّني عدت لممارسة يومياتي في الخروج و الحضور و المشاركة الإجتماعية ، حين فتحت اللاّبتوب لمراجعة الكتاب و استكماله اتضح أن به فيروس فقد مر ّ عليه ستة أشهر لم استعمله و سبحان الله ماأسرع الأيام ، وقد قلّ في تلك الفترة تعاملي مع التويتر الى حد كنت أشعر أنني يجب لاأنفصل مع القراء و المتابعين و كذلك مع وسائط التواصل و حتى مع الإعلاميبن بالأحساء و خارجها .
الآن ، الآن في هذه الأيام المباركة و الجو الهجري هناك عودة بفضل الله و منّه و اجتهاد الكادر الطبي مشكواً ، و رعاية الأسرة ،و حفاوة الأحباب و الأصدقاء ،و هاأنذا معكم سترون مايسرّكم و سأتلقّى بسعادة دعمكم ، بكم و منكم و اليكم و معكم أكون ، ممتّن لكل من يمنحني فرصة خدمته .
همست في أذني إحدى كريماتي أن لك حياةٌ جديدة لتنعش عطائك ، و قال أحد ابن العم نحن نحتاج لك و المجتمع ، لست ملك شخصك حتى لو لم تريد فكن حاضراً بيننا ، و أحد الأصدقاء و توالت النّصح و اندلاق العاطفة التّي غمرتني بحنان من الجميع فشكراً
مع مرور الذكرى الأربعين لمشهد الفكر الأحسائي ، أتذكر كيف هو ملف اليونسكو الأحساء مشهد ثقافي متطور ، هل حقاً #الأحساءلاتتثاءب
اتساءل هل الصّبر على الإبتلاء كان أحجى من الشّكوى لدى الأحبّة ؟ من خلال ممارسة ذكية مع بقاء التّواصل أتت أُكُلها بإيجابيّة ، فحمد لله على نعمائه .
جديد الموقع
- 2024-12-18 جامعة الملك فيصل بالاحساء تحقق المركز الثالث في قياس التحول الرقمي لعام 2024 على مستوى قطاع التعليم والتدريب
- 2024-12-18 سمو محافظ الأحساء يدشن "برامج أكاديمية ريف السعودية"
- 2024-12-18 الأحساء.. وجهة سياحية تنبض بالتاريخ والطبيعة الخلّابة
- 2024-12-18 اللغة العربية في التعريب
- 2024-12-16 تناول الشوكولاتة الداكنة مقترن بانخفاض نسبة احتمال الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني
- 2024-12-16 تقييم التحكم في ضغط الدم طويل الأمد باستخدام المدى الزمني للنطاق العلاجي بين مرضى سعوديين
- 2024-12-16 وقفة مع تاريخ العطاء
- 2024-12-15 حكاية رجل على هيئة ساعة
- 2024-12-15 تشييع 7 جثامين في حادث سير بالأحساء
- 2024-12-15 "قلق الرياضيات" قلق حقيقي، ولكن هناك مقاربات للتعامل معه وإدارته