2021/08/03 | 0 | 2226
عدن
" حواء و الحية و التفاحة " ثلاث عناصر أسست بنيان أسطورة لازمت التاريخ البشري و لبنة في بنيان العقائد التي يتعبد بها البشر " آلهتهم ". فطغت المعصية على وجدانه البشري وعاش هاجس الطرد من الجنة ، فتحاول الأسطورة تعديل المسار فتنزل " آدم " كونه ضحية " حواء و الحية و التفاحة " في عدن ، وعدن هي جنة الأرض الواقعة في مثلث " الكوفة ، البصرة ، الأهواز " ، و حرمت الأسطورة حواء من النزول في جنة عدن لمشاركتها الحية في غواية آدم ، أسطورة تقول إنها نزلت في مدينة جدة ، وأخرى تقول في الهند ، عموما إستغرق البحث من كليهما على الآخر 500 عام ، عمر آدم 930 سنة حسبما ذكر . لكن إسطورة ثالثة تعزو الخمسمائة عام التي عاشها آدم وحيدا ، كي يشعر بالوحدة و يطلب من ربه أن يجعل له ونيسا فقبل الرب بذلك و إشترط على آدم أن يكثر من نسله ، لأن الرب ظل وحيدا لا يعرف ولا يعبد منذ أن خلق الأرض ، فقبل آدم هذا الشرط .
وفِي إسطورة أخرى تعتمد على الخرافات التوراتية تقول إن آدم الذي كان في الجنة و طرد منها هو " آدم الروحي " والله خلق هيكله من فخار ، وإستغرق الرب أربعين عاما كي يكمل هيكل آدم ثم نفخ فيه روحه (روح آدم التي في الجنة ) و جعله نائما وأخذ منه ضلعا أعوجا وخلق منه حواء التي إكتسبت روحها الحياة من روح آدم ولَم ينفخ فيها الرب مباشرة .
ومهما تعددت الأساطير ، إلا أن العقدة الملحة في تفسير الوجود الأول للنواة البشرية قد " حلت " وأصبح عندنا "تفسيرا" له ، أخذ به جهابذة العلم و التفسير .
لكن الأسطورة التي جمعت بين آدم و حواء لم تنسى موضوع الخمسمئة سنة التي أفترق ، أو الأصح " هجر " آدم حواء فيها . وهنا تدخلنا الأسطورة في حلقة مشوقة من حلقات حياة آدم و حواء ، تصاحبها ألم و دمعة ، فقد جاءت معاشرة آدم لحواء ( الضلع الأعوج ) بولادة ذكر و أنثى في كل حمل ، فعزما أن يزوجا الذكر الأخ من الأنثى الأخت من الحمل الثاني ، و لسوء الطالع كانت نصيب الأبن الطموح قابيل (قاب ائيل ) من هذه القسمة " غير منصفة " من وجهة نظره ، فزوجت (أخته ) أخيه هابيل (هاب ائيل ) أجمل من زوجته (أخته )، هنا ظهر الشيطان كما ظهر (الحية ) لأبيه آدم فقام قابيل بقتل أخيه هابيل ، إلا أن الأسطورة أضافت على هذا القتل إضافة عنصر معصية قابيل لحكم الإله عندما تقبل هدية هابيل ولَم يتقبل هدية قابيل كدليل على أن الله راضيا على توزيع الأخوات على الأخوة ، فسدت الأبواب على قابيل و زاد حنقه على أخيه الذي فاز بالأخت الجميلة و برضى الرب ، فقام بقتله .
ما هو موقف الأسطورة الذي وضعته على لسان آدم و حواء نتيجة هذه الفاجعة الفريدة و الأولى في تاريخ البشر ؟. كانت الأسطورة " منطقية " في رسم ردود فعل آدم ، الذي خيم الحزن عليه أضعافا مضاعفة لأن قاتل إبنه هو إبنه الآخر ، ولكون المقتول "هاب ائيل " هو الإمام الوصي من بعده ( حل محله شيث )، ونتيجة للغم الذي وقع فيه آدم إستخلص أن " الرب " هو الذي تسبب في وقوع هذه الجريمة الفظيعة ، فقرر رد "مكر " الله به بمكر !، حيث عزم على عدم معاشرة حواء كي لا تنجب بشرا يعبدون الرب!.
" تفاجأ " الرب بردة فعل آدم ( الأسطورة ) و حاول أن يقنع آدم أن لا يعتزل حواء ، و آدم يصم أذنيه و يهرب من الرب و يختبئ في مغارة الى مغارة ودام هذا الخصام وهذا الجفاء بين " الطرفين " آدم و الرب خمسمائة عام .
هنا تتدخل إسطورة أخرى مقتنصة الحدث المليء بالدراما و المعقد ، فآدم و حواء قد افترقا ، والرب من خلقه البشر لم يصل الى غايته ونسل البشرية أصبح مرهونا برضى آدم ، فحواء لا تنقصها الأنوثة الغاوية على حسب ما ذكرته جميع الأساطير . هنا رضي الرب على آدم و زال سخطه ، فسمع آدم الرب يناديه من جديد و يطلب منه أن يعود الى حواء (المشتاقة ) و يعاشرها ، علم الرب ما في نفس آدم ، فأخذ يطمئنه ( وتعهد إليه) أن ما حدث لهابيل على يد قابيل لن يتكرر مرة أخرى !؟. فقام آدم على خيفة و وجس من أمره بمعاشرة حواء حتى حملت ، وعند الولادة حدثت المفاجأة الكبرى فقد كان كلا الحملين ذكرين ولَم تكن أنثى بينهم
فأطمأنت نفس آدم و رضي بالذكرين وعاد و عاشر حواء حال أصبحت جاهزة للمعاشرة ، وحملت و وضعت ذكرين لا أنثى بينهما . إستمر الحال بآدم و حواء على هذا الحال المرضي و المطمئن وأن الرب أوفى بعهده.
وما أن يبلغ إحدا الذكران المولودان الرشد الجنسي إلا و تأتي ملائكة الرب بحوريتين من حواري الجنة فائقتي الجمال ، زوجتين للذكرين ، فسر ذلك آدم و حواء أيما سرور و استمرا في الإنجاب و استمر الرب يرسل ملائكته بحور العين الى أن كبر أولاد و بنات الأخوة الذكور (أولاد آدم ) فتزاوجوا فيما بينهم و تكاثروا وأخذوا يشكرون الرب و يعبدونه . ثم إنقطع نسل آدم من حواء و استغنوا عن حور الجنة فتوقف الرب عن إرسال ملائكته بالحور .
———-
جديد الموقع
- 2024-05-21 العيون الخيرية تقدم 45 جهاز كهربائي للمستفيدين بتكلفة تتجاوز الـ 75 ألف ريال
- 2024-05-21 العيون الخيرية تقدم 45 جهاز كهربائي للمستفيدين بتكلفة تتجاوز الـ 75 ألف ريال
- 2024-05-21 أمانة الاحساء: تطوير ميدان سلوى وزراعة 45000 ( شتلة زهور صيفية)
- 2024-05-21 سماحة الشيخ عبد الله اليوسف: صديق الكتاب وحليف القلم والقرطاس.
- 2024-05-21 سمو محافظ الأحساء يكرّم فريق كرة اليد بنادي العيون بمناسبة الصعود للدرجة الأولى
- 2024-05-21 عرس تكريم الفائزين والفائزات بجائزة الصالح للتفوق العلمي الدورة "18" رعته صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة بنت فيصل
- 2024-05-21 تعليم الشرقية يشارك بركن توعوي تزامناً مع اليوم العالمي للامتناع عن التدخين 2024
- 2024-05-21 نائب أمير الشرقية يرعى حفل تخريج 61 طالبا وطالبة من أكاديمية "زادك"
- 2024-05-21 المملكة تستعرض جهود منظومة المياه لتطوير القطاع أمام الدول المشاركة في معرض المنتدى العالمي للمياه بإندونيسيا
- 2024-05-21 في اليوم الأول من مهرجان الكتاب الثاني تجارب في الكتابة وقصائد شعرية و١٦ منصة توقيع للكتاب المشاركين بأدبي الشرقية