2020/06/16 | 0 | 3918
يعيشون بيننا: جعفر محمد السليم (العمران الشمالية) 15/7/1385هـ
قالوا عن الشعر:
(الشعر من نفس الرحمن مقتبس
والشاعر الفذ بين الناس رحمن)
وقيل في الشعراء:
(إنهم أمراءُ الكلامِ يُصرِّفونَهُ أنَّى شاؤوا، وجائزٌ لهم ما لا يجوزُ لغيرِهم مِن إطلاقٍ وتقييدٍ)... تُلاحِقُهم العيونُ وتشرَئِبُّ لهم الأعْناقُ مِن فرْطِ مَا يُغبَطُون علَى موهبةِ السماءِ الأجمل/ (الشعر).
شاعرُنا في هذهِ الاطلالةِ السريعةِ وأقولُها بفيضِ جُرْأتي إنَّه مِن العاقِّين لمواهبِهم في الأحساءِ وهم كثرٌ وكأنَّه لا يعترفُ بما قيل عَن الشعراءِ وفي الشعر... ليْسَ في قطْعِ رحمِهِ الشعري وعدم مواصلتِه للكتابةِ فحسب، بل حتى في التعريفِ بهِ كشاعرٍ يكتبُ أو كَتبَ الشعْرَ، فحين تواصلتُ معَه بدأ وكعادةِ الأحسائيين في ارتدائِهِ ثيابَ التواضعِ: التواضع علَى حسابِ ذبْحِ هذا الطائرِ البريْءِ في بستانِ قلبِه – (الشعر) !! وقد ذبحَه بالفعل حين أعْرضَ عنْه, ولعلي هنا في وقفةِ مصالحةٍ بين الأستاذ جعفر وبين الشعر أتمنى أنْ تُثمرَ قصائدُ مختلفةٌ تزهرُ بالجَمال.
الأستاذ جعفر السليم تلتقيه وكأنَّكَ ترى عصفور قلبُه في قبضةِ كفِّهِ حين السلام عليه، عُجن بدماثةِ الأخلاقِ، ولين العريكةِ، وخفضِ الجناحِ مع جلسائهِ, وندمائهِ، وأصدقائهِ، ومَن يلتقيه، ملامحُه هادئةٌ ومريحةٌ... ريفيُّ (الطلَّةِ) بَرِّيُّ الهوَىْ لا تكادُ تلتقيه إلا آتيَاً مِن البرِّ أو ذاهِبَاً إليه، مع رفاقِ تواطَؤوا علَى حبِّ الجمال الفطري ومغازلةِ النجومِ واحتضانِ الدفءِ بجمْرِ القضا... تُذكرُني رؤيتُه بهذهِ الأبياتِ الشعبيةِ المعبرةِ عَن هدأةِ الليلِ وجمال الطبيْعةِ.
(يا مَا حَـــلا والنارْ يضْـــويْ لهبْها
في فيضــة فيها الحيا ما بعد شــيف
في خــــــيمة منصوبة في خببها
ودلال صـــفرٍ ما شريته من الســيف)
وهذه الأبيات
(وش رايكم ياهل الوجيه المطاليق
ناخذ لنا في اول الوقـت زَرقـه
نبي نعلق في العروق المعاليـق
ونشب نار ونعطي الجـو حقـه)
لم يقرأ علينا الكثيرَ من الشعرِ في جلساتِنا الأسبوعيةِ في أمَاسي الأعْوامِ 141 – 1426 هـ تقريباً على منصةِ ملتقى العمرانِ الأدبي, وكنَّا نقرأ في وجهِه الكثيرَ من الأدبِ ممَّا في جُعبتِه وما يظهرُ في ذوقِه عند تعليقاتِه علَى ما يُطرحُ مِن أفكار وما يُقرأ من نصوص.
(وجدتُني أحترقُ). هذه كانتْ إجابتَه حين سؤل: كيف كانتْ الشرارة
الأولى للكتابة بالنسبة لك؟
لم أفلح إلا باقتناص هذه المقطوعات القليلة من فوق شجرة قلبه.
التائه:
أيُّهَا التَّائِهُ في الأدْغالِ لا تَدْرِي طَرِيْقَا
فيْ نَهَارِ الزَّيْفِ لمْ تبْصِرْ غُرُوْبَاً أوْ شُرُوْقَا
كمْ تَلَفَّتَّ لِتَنْجُو لمْ تَجِدْ فيْهَا رَفِيْقَا
وَإذَا مَا جَنَّ لَيْلٌ زِدْتَ بَالظُّلْمَةِ ضِيْقَا
فيْ بِحَارٍ مِن ظَلَامِ الجَهْلِ أمْسَيْتَ غَرِيْقَا
======
الحالم:
زَارَنيْ الطيْفُ كَمَوْجٍ مُوْلَهِ
قُبْلَةُ الشَّاطِئِ في وَجْنَتِهِ
أوْ كَبَدْرٍ خَلْفَ غَيْمٍ في الدُّجَى
تَسْفرُ الأكْوَانُ مِن طَلْعَتِهِ
أوْ نَسِيْمٍ علَّلَ القَلْبَ بِمَا
يُذْهِبُ الأسقامَ مِن رِقَّتِهِ
فالْتَقَيْنَا واعْتَنَقْنَا سَاعَةً
مَا يَفيْضُ الدَّهْرُ في غَفْلتِهِ
وانْتَشَيْنَا مِن هَوَى يَا لِلْهَوَى
لذَّةُ العَيْشِ بَدَتْ في وَصْلِهِ
وتَذَكَّرْنَا لَيَالٍ في الصَّبَا
كَانَتِ الدُّنْيَا الهَوَى في عهْدِهِ
واسْتَفَاقَ الصُّبْحُ مِن نومتِهِ
فأفاقَ القَلْبَ مِن سَكْرَتِهِ
وَهَوَى يَسْقِي الثَّرَى مِن دَمْعِهِ
يُونِعُ التِّحْنَانَ في جَنَّتِهِ
======
طيْري فمَا في قلْبِكِ الشَّكوَى ولا في الرُّوْحِ جُرْحُ
حطِّي عَلَى الأزْهَارِ وارْتَشِفي الحياةَ فثَمَّ دَوْحُ
طيْري فمَا يعْنيْكِ لوْ أنِّي بكيْتُ وَسَالَ سَفْحُ
لا تَسْأليْ عنِّي فقلْبيْ اليَومَ آهَاتٌ وَنَوْحُ
مَاذا جَرَى وَالصُّبْحُ يَسْتُرُ ضَوْءَهُ المألومَ صُبْحُ؟
======
يَظْهرُ الحبُّ ويبدو في النَّوَى
مِن فُؤَادٍ عَاشِقٍ يشْكو الجَوَى
ايْهِ يَا سَاحِرةَ اللفْظِ ويا
مَلَكَاً في حُبِّهِ قَلْبيْ انْكَوَى
مَائِسَاتٌ نَاعِمَاتٌ في الدنا
وعُيُوْني غَيْرَ حُبِّي لا تَرَى
يبْعُدُ الجسْمُ وقَلْبيْ حَاضِرٌ
هُوَ في البَيْتِ سَجِيْنٌ للهَوَى
جديد الموقع
- 2024-12-26 نحو معارض للكتاب الخيري
- 2024-12-26 معادلة الانتصار الإلهي والقيم العليا
- 2024-12-26 أحياة هي أم ظروف حياتية؟
- 2024-12-26 د.نانسي أحمد أخصائية الجلدية :العلاج البيولوجي أحدث وأهم الخيارات في معالجة الصدفية
- 2024-12-26 "ريف السعودية" ونادي الشباب يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز المسؤولية المجتمعية
- 2024-12-26 تجهيز عربة عيادة أسنان في الأحساء
- 2024-12-26 4 مليارات لفرص المسؤولية الاجتماعية خلال 21 شهرًا
- 2024-12-26 نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء
- 2024-12-26 ما الكون إلا زمان .. إلاك
- 2024-12-25 قراءة في حياة الشاعر علي الحمراني