يعيشون بيننا

تمددي فوق الخصف وروي الماي
نخلة روت تاريخ ابوها وروت دم

كانت تغني باول الفجر عن راي
وكانت تكفكف دمعة الهم لو زم

كانت فتيلة مغربية على الناي
تعزم على تمرة فقر والامل تم

مكي بن عبد الله الشومري
مواليد الأحساء رجب من عام1382هـ .

شاعِرُنا في هَذهِ الوقْفةِ ريفيُّ الطلَّةِ والهَوَى، اسْتبْشرَ أوَّلَ مَا اسْتبْشرَ حيْنَ وِلادِتِهِ شجَرُ الرمَّانِ، واحْتَضنَهُ الليفُ، وظلَّلَهُ شجَرُ السدْرِ في قريةٍ هي أشبَهُ مَا تكونُ غابةَ نخيْلٍ: قريَةُ (أبو ثور) الوادِعةُ في قلبِ مديْنةِ العمْرانِ/ الأحساء.
تتشكَّلُ كلُّ بساتينِ هجْرٍ على خارطةِ خدَّيْهِ , تُراقصُ الفسيلَ عينَاهُ بنظراتِ الرعَاية كالأبِ الحنونِ على طفلِهِ الرضِيعِ , شكَّلَ مَاءُ الري وترابُ الأرْضِ طينَةَ جسدِهِ المُثْقَلِ بأعْبَاءِ الحيَاةِ ، حمَلَ النخْلةَ بيسَارِهِ والقلْمَ بيمنِهِ حتى عبَّأ محبرتَهُ (بالدبْسِ) فلا تكادُ تخْلو قصيدةٌ مِن رائِحةِ التمْرِ، وصَوتِ المَاءِ في السَّاقِيةِ.

إي وحقك
ما تعودت اخرف الما من النخيل
إي وحقك
ماتعودت ازرع الشتله بسراب
ما تعودت انخرط منّ السعف مثل القرود
ما تعودت اجمع السمسم خضر قبل اليباس
وعينك اللي فتقتْ كل الجيوب
وظلت اعيوني تهلهل في مهدها
وكنها مصبوبه على كاس الضباب
قسم بجنون الشعر في عقل عاشق
علقيتيني بعذق من امس مصروم وشوى
اي وحقك.
لا يَجِدُ عناءً في كتَابَةِ نصِّهِ إلَّا أن يفترشَ الأرضَ ويسْتَنِدَ إلى جذْعِ نخْلةٍ ليتسَاقَطَ عليهِ الشعْرُ شهيا، حتى كُتِبَ اسْمُهُ على منصَّاتِ الاحْتفَالاتِ، تتلفَّتُ الوجُوهُ في زوايا المَكانِ للبَحْثِ عنْهُ في المُنَاسبَاتِ العَامَّةِ والخاصَّةِ لهُ وجُودٌ ملفِتٌ في الأمْكنَةِ المسْكونَةِ بالشعْرِ كما سَكَنَ هو في
شريانِ القصيدةِ وسكنا هو والقصيدة في صدور الغاوين، تُذِهلُكَ صورُهُ وأخيلتُهُ وتحليقُهُ في فضَاءَاتِ المعاني عن البحْثِ في موضوعِها.

بِنَاؤُهُ الشعريُّ في مجْملِهِ بناءٌ تفعيليٌّ ، قالَ عنْهُ العلامةُ السيِّدُ علي الناصر: "إنَّهُ صُحيِّحُ الشعرِ الشعبي" ويَعدُّهُ الشاعرُ الكبيرُ جاسمُ الصحيِّحُ (واحداً من كبار شعراءِ الشعبية ومبدعيها , وإنَّ مكانُه الصَحيحُ على واجهاتُ المجلاتِ وصدورُ صُّفحات الشعْرِ الشعبيِّ في الخليج.)
قِراءاتُهُ شاملةٌ واطِّلاعُه واسعٌ يقرأ الشعرَ الفصيحَ ويكتبُ الشعْرَ الشعبي!! مُشبِعُ قاموسَهُ اللغويَّ بالمفرداتِ الفصيحةِ التي ظهَرتْ في كثيرٍ من قصائدِهِ ، حتى نصَحَهُ الأستاذُ الأديب/ مبارك بوبشيت في ليلةٍ كان هو واحداً من نجومِها في منزل الكبير الصحيِّحِ وبرعايته : بالتوَجُّهِ إلى كتابةِ الشعْرِ الفصيحِ.
لهُ صداقةٌ دائمةٌ مع التنهداتِ وحرقةِ الآهات, تَتَكثّف في داخلهِ ثم تخرج كطفلةٍ مدللةٍ في صورةِ قصيدة، لا تكاد تسمعُ صوتهُ في مجالس الشعراء, وكأنهُ ليس منهم، حتى إذا نوديَ باسمه ووقف على المنصةِ أدركتَ أن الشاعرَ لا يقدمهُ الجلوسُ في الأمام, ولا يبرزهُ كثرة الكلام من فرط تألقه وابهاره, نتاجهُ غزيرٌ ونفسهُ طويل.... ننتظر ديوانهُ الأول(شماريخ) على أحرِ من الشوق.
تدور الدواير:
دق الموت بابي قلت له روح
ما أبغي أموت اليوم.. باكر

لأن عندي امل اتلاقه وياه
ويعيش،الحلم مجبور خاطر

عفيه على الهوى خلاني ما شات
عند،خباز قلبه شلون طافر

كل لحظه يمش بيه التنانير
وانا تنور قلبي شلون صاير

على كف الحطب سيلني دمعات
وعلى ريح الوكت شفت العباير

يتوهني. الفكر واسرح مع الكان
ويرد غيم الحزن يرميني بأخر

تعالي، وادعيني، قبل ما موت
لان ساعة رحيلي تصير باكر

يا تلحق علي بساعة الموت
يتلقاني،على حلوق المقابر

اقرأ الفاتحة ولا تبكي أدموع
لان دمعك يأذيني، يغادر

ولا ترمي ورد عالقبر وتغيب
انا محتاج لانفاسك سراير

واذكر كلمتي، لك قبل ما موت
على الظالم. ترا اتدور الدواير
(عسانا نلتقي )
أحس أني تفجرت بغرامك والوهم عدا
واحس اني وعدتك من زمان وتوي اتذكر

صحوة حلم خلتني اقول ان الطفل بعده
يعيش بداخلي كل العبث يا ليت ما يكبر

نَهازالفرص شيطن مساي وقصّرالمده
(عسانا نلتقي) وأنموّت الساعات من نسهر

اطش كل الشوارع بالامل يمكن يجي وعده
وجدي وجد من صارت حياته بكلمة المجهر

مريض أعالج الليل وأقول المبتلي حده
يموت وتنجلي بلواه ويصير الجناب اخضر

وانا ما ضنتي الا جنون يحدث الشده
يخون النوم ويعانق خيالك والدمع محمر

بعثتي داخل اعيوني زمان آظن هوا لحده
مثل من نام مية عام عاد وللفكرحرر

اهيم بعقدة القصه وحورف للعنى ضده
اطق براس راسي والعذاب يشجع المنحر

أدوّر في وجوه الناس وانته بداخلي مده
صحيح اني غبي وعيوني عميه والعقل اعور

شربت من العذاب أعذب كؤوسه والوقت بعده
يلعني العذاب ان كان صار الكاس يتكرر

لف الدايره حولي طبيب العشق من جهده!!
طلبني يستقيل وللصلاه ما غسّل وكبر

حبك يا غياب حدود ما شاف الوله خده
حبك يا عذاب الليل سرطن عالمي وفتر

أخت مريم:
تمددي فوق الخصف وروي الماي
نخلة روت تاريخ ابوها وروت دم

كانت تغني باول الفجر عن راي
وكانت تكفكف دمعة الهم لو زم

كانت فتيلة مغربية على الناي
تعزم على تمرة فقر والامل تم

مولح شربها واصبحت تنقل الداي
وصدر الحلم من الحراحر تورم

ما علمت في كفها دودة أعضاي
وان عضلت ما تقبل الليل ميسم

ام الدبس من جنة الحب طرواي
من اول القبه لحد السقي نم

اجلس على سرج العزا يوم شكواي
واكذب عليها من اقول الدمع سم

قهوة فواتح ريحها ويا العزا جاي
وضحكة علا يم في هوى كل مريم

تصلب مسيحك حين تروي لها الغاي
وفيها محمد بعده في مكة (أعلم )
----------
مقطع من قصيدة:
شماعة المشاعر:
ولا تصدق اذا ما فرت الايام
تطلب من ورى الغيب الكبير اوهام
فارس يحمل المشعل عليها ايدو
يفزع بالنفوس الهمم حتى اتثور
اشلون اتثور
ولا تحت الطفو من الجمر تنور
اشلون اتثور ؟
وبركان القلب مثل الثلج مجبور
اشلون اتثور؟؟؟
ولا عدها عشق لمعانق الولدان ويا لحور
يفارس نام خلف الغيب
لا تتعب عيونك فانتزاع النار من النور
لا تركض ورا الاحلام
ميدان الحقيقه من زمن مسعور
يفارس نام خلف الغيب 0
يمكن من سحاب الغيب تنور الضمير يفور
يمكن من ثلج العيون تصنع للضعف ميدان
يمكن من نخلنه نشوف فزعات وجمر بردان
يمكن من ورى اللا ممكن اتعود الزنود آفنان
يفارس غربل الاجسام
عسى فيها نلاقي كل خواطرنه
يطير النار كل يومٍ ولك خلف الشمس ثورات
كل يوم وتطل, ترعب ملا محنه
يطير النار بسك ما بقى في نارنه عاشق
ما يخضع وقلبه الكون
يمسح عن عذوق النخل دخان المواقدنه
يتعب وابتسامات الامل تطريه
مثل الطفل من قبل الشمس نازل يغازلنه
ولا تظن الليالي في رحى تطويه
يظل بيد العصى يكسر محابرنه
يظل اقوى حتى من الوهم يا طير شاعرنه
يظل بين الحروف الساحره معنى يتوهنه
يطير النار آثار الشلل تعبة تغازلنه
--------

في الليل تدوي ونتِ وتزعج الناس
ليل الشتا كنه دهر وش يقضيه
ونتِ عجوز ملوعه معصبه الراس
كف الاسف لفراق الاحباب تلويه
لا باس يا ليل المحبين. لا باس
اشب لك جمر المسامر وسريه
الحب خلاني، شعيره بمحماس
كلما اوتعى نجم عليه بقهويه
كني هوى الزير اللي طاويه جساس
الثار شارب خمرته وصار يغنيه
سكران من خمرالهوى وازرع الياس
في جدول ايامي ومن دمي اسقيه
يا ليل ما عندي مع الهم جلاس
قلبي على جمر المواعيد، بشويه
كل يوم افصل لي بشت غير مقياس
واحط ،عنوان المغامر وراويه
اطرد ورا من عينها عين قرناس
تقول يا لمجنون انا الحب انشيه