2020/05/03 | 0 | 5300
عيشون بيننا
اولي جسمَكِ هذا الليلَ
واستَدْعِي القداح
وانثري شيئاً من الإغواءِ
إن غصَّتْ به الأحداقُ
وانْسالَتْ لهُ الأرْواحُ في روضِ اشْتِياقي رشفاتِ الارتياح
ثمّ صبِّي ضحْكَةً بلْهاءَ في ذاتي،
أهاديكِ جنوناً طائراً يخطفُ ما بينَ الذراعينِ
من الوقتِ المتاح
واخذليني في اصطيادي
هذهِ الأعضَاءَ
في القبْضِ على أجنحةِ الجسمِ،
اخْذليْني واطلقي سحرَكِ في وجْهِ الرياح
إبراهيم محمد العايش
قرية العليا 1389هـ
الشاعر/ إبراهيم العايش عرفته منذ عرفته شاعراً مُلفتاً ، متأملاً ومشاغباً يجيد المشاغبة في ما يؤمن به من أفكار ، يزرع مفرداته في قلب نصوصه زرعاً لا يثمر إلا الإبداع ، كل ما يُعيقه عن مغازلةِ حرفهِ الأنيق أن ينفك ولو لبضع ساعة من يوم ، أو ليومٍ من أسبوع عن تلك الثلة التي تحيط به منذ الطفولة والصبا على رصيف الوقت لينثر أزاهر أحرفه في بستانالشعر المشبع برؤية بصيرته لا بصره ، كما يلمح في قصيدته: (بينَكم درْبي مضيء ) :
عداء هو في مسافات الأخيلة بنور موهبته المبكرة جداً ، لم يكن الشعر في بدايته شرارة انطلاق بالنسبة له كما يقول, بل أحسهُ لَبناً سائغاً في طفولته , ونغماً أرتشفه غلاما وشاباً حتى كتبه شاداً به أزر رجولته.
دراسته للغة العربية في جامعة الملك سعود بالرياض وامتهانه التدريس كان
رافداً مهماً للارتقاء بذوقه العام إلى المعاني الجميلة من خلال التعبير
الكثيف بظلال الأساليب وحلو المجاز ، فالشاعر في نظر الأستاذ إبراهيم
العايش هو الذي يستطيع أن يصل إلى غايته بصفاء لغته ويستحوذ على القارئ
بمهارته.
العايش يعيش في الظل أو هكذا يحاول دائماً لينسج له خيوطاً من سمرة المساء ليرقى إلى أفقٍ أرحب من خلال متابعته المتنوعة كما أعرف عنه في الأدب والفقه والتفسير والعرفان والفلسفة ، وعلوم القرآن.
الشاعر إبراهيم العايش كما يصفه الأديب الشاعر يحيى الراضي بقوله:(نَسجَ حوله عوالم خاصة تليق بموهبته ولا تنسجم مع محيطه . يذكرني بأسماء أدبية نقرأ عنها غرابة الإباء وطقوس عزة النفس إلى درجة اللا انتماء فإبراهيم هو اللا منتمي في لأجواء الأدبية لكن هذه الغرابة هي باعث لإبداع متوقع منه لأن المخزون الأدبي عند إبراهيم العايش يعدنا بمفاجأة ، ومع هذا فإن اللياقة الأدبية لديه بحاجة إلى تنشيط ولعل سبيل ذلك هو الخروج من العزلة التي تلهمه من ناحية وتحد من حيوية أدبه من ناحية أخرى)
بحْرُ نورِكَ مشْرِق
مِنْ قَبْلِ عُمْرِكَ سَيَّدِي مُتَوَاجِدُ
في آيَةٍ مِنْهَا الهُدَى يَتَصَاعَدُ
مَنْ قَبْلِ دَهْرِكَ لَمْ تَغِبْ عَنْ لَحْظَةٍ
للهِ فِيْهَا مِنَّةٌ وَعَوَائِدُ
مُتَلألِئَاً فِي الغَيْبِ تَنْفُضُ غَيَّهُ
خَلْفَ الظَّلامِ وَنَجْمُ رُوْحِكَ شَاهِدُ
لِمْ تَخْتَبِئْ فِي غَيْهَبٍ مُتَوَجِّسَاً
لَكِنَّ صَوتَكَ فِي الحَقَيقَةِ مَارِدُ
فِي الأنْبِيَاءِ تَضُجُّ فِي آلامِهِمْ
مَلَكَاً وَفِي رَمَقِ البَلاءِ تُجَاهِدُ
لِم يَرْهَبُوا حَرْبَاً وَأنْتَ بِرُوحِهِمْ
قَلْبٌ وَفِي جَسَدِ المَعَاجِزِ سَاعِدُ
بَكَ يَا (جَوَادُ) لِسَانُ مُوسَى سَاحِرٌ
وَجَمَالُ يُوسُفَ فِي الطَّهَارِةِ نَاهِدُ
وَرَفَعْتَ عِيسَى عَنْ بَلادَةِ قَومِهِ
كَالشَّمْسِ عَنْ أوْهَامِهِمْ تَتَبَاعَدُ
وَجِرَاحُ يَحْيَى لَمْ تَكُنْ إلا كُوَى
قَدْ شَعَّ مِنْهَا فَجْرُكَ المُتَوَافِدُ
فَسَبَحْتَ فِي قَتْلٍ وَسَافَرْتَ فَي دَمٍ
لا يَعْتَرِيكَ مِنَ الشَّهَادَةِ فَاقِدُ
وَشَفَى سُلَيمَانُ الحِكَايَةَ حَيْنَمَا
فَهَّمْتَهُ المَعْنَى فَثَغْرُكَ ضَامِدُ
ذَبَلَتْ شِفَاهٌ لَسْتَ تَلْفُظُ صَمْتَهَا
وَحْيَاً إذَا حَكَمَ الكَلامُ الوَاجِدُ
صُلْبُ الهُدَى إنْ كُنْتَ فِي أعْمَاقِهِ
يَا ابْنَ الرَّسُولِ شَرَائِعٌ وَعَقَائِدُ
تَتَوَهَّجُ الأرْوَاحُ حِينَ تَمُسَّهَا
غَيْبَاً وَتَبْطُشُ فِي مَجَامِرِهَا يَدُ
خَمْسٌ وَعُشْرُونَ انْبَثَقْتَ مِنَ السَّنَا
حَتَّى اسْتَضَاءَ بِكَ الزَّمَانُ البَائِدُ
عُمْرٌ قَصِيرٌ وَالسِّيَادَةُ ضَيَّعَتْ
مّا كَانَ غَيرُكَ في السَّرَابِ يُطَارِدُ
فَكَأَنَّ نُورَكَ فِي البِلادِ حُكُومَةٌ
وَكَأنَّ نُورَكَ عِنْ حِيَاتِكَ زَائِدُ
وامْتَدَّ حَتَّى اليَومَ يَشْرَحُ ضَوْءَهُ
لِلَّيْلِ حَتَّى يَكتُبَ الدّنْيَا غّدُ
فصَباحُكَ المكتُوبُ تقرَأُ شمْسَهُ
كلُّ العقولِ ومَن عمَى والجَاحِدُ
مُتصدِّراً كلَّ المَحافِلِ إنَّما
ينْأى عَنِ الظلِّ الظلِيلِ مُعَانِدُ
حرُّ الهَجيرِ أحبُّ مِن برْدِ الهُدى
لِمَنِ ارْتدَوا ثوبَ اللظى وتَعاضدوا
فالحقٌّ عندَ المحدثينَ قَصِيدةٌ
وَالدينُ في التَّاريخِ مَاءٌ رَاكِدُ
يَا ابنَ الرَّسولِ وَبحْرُ نُورِكَ مُشرق
وَسَفِينُ مَنْ جَحَدُوا سَناكَ قَصَائِدُ
وبذات المعنى أو قريب منه يصف نفسه حين يقول: (أنا ذلك الإنسان البسيط الذي لم تقوى معدته أن تهضم الواقع ولم تستطع رئته أن تتنفس الحياة ، إنه بأمس الحاجة إلى لقاحات تمنحه مناعة العيش وحيوية المشاركة مع الآخر.
العايش كتب في معظم أغراض الشعر كما كتب القصة القصيرة جداً.
ذائقةُ الشمس
نكهةٌ غارقةٌ في الغيبِ
في الطهرِ
وما زالت تطُوف
يَعرُجُ الوحيُ البتوليُّ
من السجادةِ الخضراءِ فنجاناً
يساقي العرشَ إذعاناً
يجُوبُ الكونَ
يستولي على ذائقةِ الشمسِ
فما يتركُ للشمسِ الكسوف
جئتُ منقاداً
إلى خدر السماواتِ
إلى غرفتِها
والنورُ ملقى بينَ عَينيها
تماهَى
بل تلاشى
وضياءُ الدمعِ في ملفعها
حقلٌ عميمٌ
من مناجاةٍ وخوف
ــــــ
على ضفاف هاجر
عطش النخلة هاجر
وأنين السعف الجائع غادر
عطش أحرم من من ميقات أحشائي
ولبى دعوة الأعماق أن الماء في (الأعماق) غائر
وأنا والنخل والطيبة إخوان لإسماعيل
لم يبعث لنا الله من الأرحام (هاجر)
فجّر الله لها ينبوعَ حجاج يصبون العبادات
على أشواطها ماءً على صورة سائر
فارتوت من مشية الحجاج كل الأرض
حتى زمزم جاءت تروّي بئرها
في زحمة العطشى كزائر
كانت الأرض صناديق وحوش من مياه
ترضع الآبار إرضاع الحرائر
ولهثنا مثل إسماعيل
بل زدنا على لهثته أن قتل الحفّار غول الماء
لم يخش المخاطر
وضربنا الأرض مليونا ومليونا برجل الغوث
لكن لم نجد خلف الإغاثات التي نذرفها
إشفاق ناصر
منسك الآلام في عمرتنا لم ينته الآن
ولن نلقى له عبر المجاديف أواخر
سيظل القحط في الآبار مسكوبا
ولن تبعث (هاجر)
جديد الموقع
- 2024-12-26 نحو معارض للكتاب الخيري
- 2024-12-26 معادلة الانتصار الإلهي والقيم العليا
- 2024-12-26 أحياة هي أم ظروف حياتية؟
- 2024-12-26 د.نانسي أحمد أخصائية الجلدية :العلاج البيولوجي أحدث وأهم الخيارات في معالجة الصدفية
- 2024-12-26 "ريف السعودية" ونادي الشباب يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز المسؤولية المجتمعية
- 2024-12-26 تجهيز عربة عيادة أسنان في الأحساء
- 2024-12-26 4 مليارات لفرص المسؤولية الاجتماعية خلال 21 شهرًا
- 2024-12-26 نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء
- 2024-12-26 ما الكون إلا زمان .. إلاك
- 2024-12-25 قراءة في حياة الشاعر علي الحمراني