2019/09/09 | 0 | 5520
الشيخ امجد الاحمد ماذا قدم الدين ؟
يجيب الشيخ أمجد في الليلة الثالثة من ليالي محرم الحسين عليه السلام على بعض التساؤلات المهمة عن الدين .. هل فعلاً نحن بحاجة إلى الدين ؟ وماذا قدم لنا الدين ؟ وهل للدين بديل يلبي حاجات الانسان في عصرنا الحاضر ؟
قال تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ "
انطلق في محاضرته من هذه الآية المباركة في ثلاثة محاور
المحور الأول / الحاجة المعرفية للدين .
الإنسان بحاجة للرجوع إلى الدين من اجل الحصول على بعض المعارف الضرورية للإنسان وبها يتعرف على الحقائق الكبرى في الوجود .
و هناك ثلاثة أسئلة ملحة ( الأسئلة الفطرية ) من أين أتيت أنا ؟ ومن أين أتى هذا الكون ؟ و أين أنا وماذا أفعل هنا و لماذا أنا مخلوق مميز عن سائر المخلوقات ؟ إلى أين ينتهي بي المسير بعد هذه المرحلة الدنيوية ؟
يحصل الإنسان على إجابة هذه الأسئلة من خلال الدين ولا يوجد قناة ثانية غير الدين تجيب على ذلك .
المحور الثاني / الحاجة النفسية للدين .
1- حاجة الإنسان إلى الهدفية في الحياة .
كل هذا الكون وكل هذا الابداع و الاتقان للخلق لابد أن يكون له هدف وإلا ماكان يسير وفق نظام محكم و الإنسان جزء من هذه المخلوقات ولابد أن يكون للانسان هدف و برنامج يوصله إلى ذلك الهدف .
والدين هو الذي يلبي هذه الحاجة ويعرفوا على الهدف من وجودنا.
قال تعالى "أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ "
2- حاجة الإنسان إلى الخلود .
قال النبي صلى الله عليه وآله: "ما خلقتم للفناء بل خلقتم للبقاء، وإنما تنقلون من دار إلى دار"
و يقول العالم الفرنسي الكسيس كارل صاحب كتاب ( الانسان ذلك المجهول ) " ليس الناس تواقين الى الحياة في هذا العالم بل تواقين إليها في القبر أيضاً ولا يكفي احدهم ان تبقى آثاره حيه من ورائه فما نرغب فيه قبل أي شي هو أن نبقى نحن أحياء و نشتاق الى اللقاء بأحبتنا بعد الموت و نتنزه معهم في عالم ملؤوه السلام و العدالة "
3- حاجة الإنسان إلى الصبر و تحمل الصعاب .
هذه الدار دار ابتلاء و مشقة إما فقد الأحبة أو خسارة في الجانب الاقتصادي أو فشل في الحياة الزوجية و غيرها .. ومما يجعل الإنسان يتحمل كل ذلك هو الدين الذي يرفع مستوى الصبر ومن لا يؤمن بالدين تؤدي به تلك المصاعب إلى الانهيار .
4- حاجة الإنسان إلى الألفة و الأنس في الوحدة .
صاحب الدين يجد الانس في لقاء الله سبحانه و تعالى . يا حبيب من لا حبيب له و يا طبيب من لا طبيب له .
❇ جاء في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين عليه السلام " اَللَّهُمَّ إِنَّكَ آنَسُ اَلآْنِسِينَ لِأَوْلِيَائِكَ وَ أَحْضَرُهُمْ بِالْكِفَايَةِ لِلْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْكَ تُشَاهِدُهُمْ فِي سَرَائِرِهِمْ وَ تَطَّلِعُ عَلَيْهِمْ فِي ضَمَائِرِهِمْ وَ تَعْلَمُ مَبْلَغَ بَصَائِرِهِمْ فَأَسْرَارُهُمْ لَكَ مَكْشُوفَةٌ وَ قُلُوبُهُمْ إِلَيْكَ مَلْهُوفَةٌ إِنْ أَوْحَشَتْهُمُ اَلْغُرْبَةُ آنَسَهُمْ ذِكْرُكَ وَ إِنْ صُبَّتْ عَلَيْهِمُ اَلْمَصَائِبُ لَجَئُوا إِلَى اَلاِسْتِجَارَةِ بِكَ عِلْماً بِأَنَّ أَزِمَّةَ اَلْأُمُورِ بِيَدِكَ وَ مَصَادِرَهَا عَنْ قَضَائِكَ "
المحور الثالث / الحاجة الاجتماعية للدين
تقوية الشعور الجمعي و الدين يقوي ذلك من خلال .
الرابط الأخوي لاتجد منظومة تؤكد على صلة الأرحام كالدين . جاء عن الني الأعظم صلى الله عليه و آله و سلم " صلة الأرحام تزكي الاعمال و تنمي الاموال و تعمر الديار و تطيل الاعمار و ان كان اهلها غير اخيار "
الترابط المادي من خلال الحث على التكافل الإجتماعي و مساعدة المحروم و الفقير . " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون "
الترابط الروحي مثل الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و التواصي بالحق و القيم ولهذا جعل الإسلام الكثير من العبادات تقام بشكل جماعي مثل صلاة الجماعة لان فيها ترابط أخوي بين أفراد المجتمع و كذلك موسم الحج و احياء ذكرى ابي عبدالله الحسين عليه السلام .
أيضاً حث الإسلام على التزاور بين الناس لما فيها من تقوية الترابط الأخوي و الإجتماعي .
الحاجة إلى تأمين القسط و العدالة ولا يضمن تحققها إلا الدين بشكل كامل .
يقول أمير المؤمنين عليه السلام " يوم العدل على الظالم أشد من يوم الجور على المظلوم "
3- دعم الفضائل الأخلاقية . الإنسان بعقله يدرك القبيح و الحسن وهذا لا يكفي للقيام به لأنه يعيش الصراع بين العقل و الهوى . وهنا يأتي الدين ليدعم الفضائل الأخلاقية من خلال التبشير بالثواب العظيم الملتزم بهذه القيم .
من هنا ذكر الموت محرضاً للمؤمنين بالله على المسارعة إلى فعل الخيرات و تطهير النفس من أسر الشهوات و هذه القيم العالية التي التزم بها الحسين عليه السلام و اصحابه و تحملوا الاضطهاد و القتل و السبي و غيره لأنهم ينتظروا من الله الجزاء الأوفى
جديد الموقع
- 2024-12-22 احنا جيرانه (ص) أهداها الله كفوفه (1)
- 2024-12-22 يا يوم لغتي .. أينك أم أيني عنك
- 2024-12-22 ألم الرفض الاجتماعي
- 2024-12-22 نمط حياتك قد ينعكس على صفحة دماغك ويؤدي إلى شيخوخته أبكر مما تظن
- 2024-12-22 الكتاب السادس عشر لـ عدنان أحمد الحاجي (تطور اللغة واضطراباتها وعسر القراءة عند الأطفال)
- 2024-12-22 تأثيرات لغوية للقراءة الرقمية
- 2024-12-22 الزهراء (ع) .. المجاهدة الشهيدة
- 2024-12-22 نحو كتب في الشوارع
- 2024-12-22 بين فيزيائية الكتب وكيميائية الكلمات
- 2024-12-22 من أجل القراء المترددين