2025/01/16 | 0 | 73
العبادة مرآة المعرفة
يوضح القرآن الكريم أن غاية وجود الإنسان هو معرفة الله, وتتحقق المعرفة وتتكامل بلقاء الله عز وجل. يقول المولى عزّ وجلّ (ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) أي بمعنى يعرفون الله, فإذا عرفوه حق المعرفة عبدوه. وحسب الحديث الشريف عن الإمام الحسين عليه السلام أنه قال: ( أيها الناس إن الله عز وجل ذكره ما خلق العباد إلا ليعرفوه، فإذا عرفوه عبدوه). وهذا يتوافق مع آية الميثاق (ألست بربكم). فرحلة الإنسان في هذه الدنيا هي معرفة الله.
العبادة مرآة المعرفة
العبادة لله عزّ وجلّ هي مرآة المعرفة. وهنا نجد في معنى الآية الشريفة, أن المعرفة تسبق العبادة, وأن العبادة لله عزّ وجلّ هي نتيجة طبيعية لمعرفته. فعندما يعلم الإنسان ويؤمن بربوبية الله عزّ وجل عليه وعلى الوجود, ويعلم بالنعم التي يمنّ الله بها عليه, وبتدبيره لخلقه ووجوده, فإنه في قبال هذا الفيض وهذه النعم, عليه أن يكون حامداً لله عز وجل, وإنما العبادة هي مظهر من مظاهر الحمد, وحتى يتكامل الأنسان ويصل الى أعلى درجات كمال الخليقة, عليه أن يكون حامدا شاكرا, وإلا فإنه سوف ينزل إلى أسفل سافلين, وما هو دون البهيمية.
بقدر المعرفة تكون قيمة العبادة
ولأن العلم ومعرفة الله هو أساس العبادة, وبقدر معرفة الإنسان لربه تكون قيمة عبادته. وفي الحديث عن الرسول الأعظم (ص): (ركعتان يصليهما العالم أفضل من ألف ركعة يصليهما العابد), وفي حديث آخر(عالم أفضل من ألف عابد وألف زاهد). بل إن الأحاديث مستفيضة في فضل العلم, وفضل طلب العلم, وفضل عبادة العالم على غيره من العبّاد والزهّاد.
وطبعاً للعلم الحصولي في معرفة الله قيمة للعبادة, وهو مقدمة للعلم الحضوري. ولكن بقدر ما يكون التجلّي على روح المؤمن, وإشراق نور الله في قلبه, بقدر ما تكون قيمة العبادة. فقيمة العبادة بقدر قبولها, وقبول العبادة بقدر كمالها, وكمال العباده بقدر إخلاصها, وإخلاصها لله هو بقدر معرفته, ومعرفته بقدر ذكره, وذكره هو إشراق النور . فعندما تكون العبادة في محضر القدس, ولرب الأرباب وحده, وتحظى بالقبول, فإنّ قيمتها لا تقارن بعبادة قلب مشغولٌ بحب الدنيا, ومتعلّق بزخرفها, مليء بأصنامها وأوثانها, متلوّث بأدرانها. أو عابدٌ يقدم القرابين لذاته لكي تسموا في أعين الناس, يقول المولى عزّ وجل (وقدمنا إلى ما عملوا من عملٍ فجعلناه هباءً منثورا). فالعمل العبادي, مهما كان كثيرا, إذا لم يقبل في ساحة القدس فإنه يذهب هباءأً منثورا, أو كسراب بقيعة.
الخشية بقدر المعرفة
إن خشية الإنسان لربه وخشوعه هو بقدر معرفته لله (إنما يخشى الله من عباده العلماء). فبقدر معرفة الله تتحقق العبادة. فإذا كانت معرفة الله عز وجل هي غاية الوجود, فالعبادة نتيجة ومرآة هذه المعرفة. وإذا لم تتحقق المعرفة, لا تتحقق العبادة. وإن كان المولى عزّ وجل يقبل اليسير من عبادته, بل قد يقبل حتى الكاذبين بعبادتهم في محضره. ولكن القبول من الصادقين المخلصين يكون أعظم.
لذلك يجب أن يكون أكبر همّنا هو تجلّي نور الله في قلوبنا, وأن نسعى وننطلق للقاء المعشوق الأوحد (أنت الذي أشرقت الأنوار في قلوب أوليائك حتى عرفوك ووحدوك, وأنت الذي أزلت الأغيار من قلوب أحبابك حتى لم يحبوا سواك). وإنما تحقق المعرفة بلقاء الله, فكيف يعبد الإنسان إله لا يراه ولا يعرفه.
ولكن كيف يكون لقاء الله عزّ وجلّ. وهل هذا اللقاء هو مقتصر على عالم الآخرة, أم أنه ممكن في الحياة الدنيا. وهل لقاء الله عزّ وجلّ يكون في مكان دون غيره. وبمعنى آخر, كيف يتحقق لقاء الله عز وجل, وأين ومتى نلقى الله عز وجل.
إن الإنسان الذي لا يرجو لقاء ربه هو كالتائه في صحراء الماديات, ومهما حصل عليه من مكاسب مادية في الحياة الدنيا, ماهي إلا سراب لا يزيده إلا تيهاً وعطشا. وما هي قيمة الحياة الدنيا, بل وما قيمة نعم الجنة أو عذاب النار إذا لم يجد الإنسان ربه (فهبني صبرت على حرّ نارك, فكيف أصبر عن النظر إلى كرامتك).
جديد الموقع
- 2025-01-18 افراح بوخمسين يحتفلان بزواج باسل في قاعة الاحساء
- 2025-01-18 افراح اليوسف والجاسم في قاعة رويال الملكية بالهفوف
- 2025-01-18 أمير المنطقة الشرقية يكرم الإعلامي زهير الغزال
- 2025-01-18 افراح الكويتي يحتفلان بزواج المهندس محمد في قاعة الدانة البيضاء بالهفوف
- 2025-01-18 العلاقة بين التدخين والتهاب الشعب الهوائية الحاد
- 2025-01-16 م ق ج خطوة على الطريق
- 2025-01-16 أكملت شوطاً
- 2025-01-16 ما سبب الإحساس بتباطؤ الزمن في بعض الحالات؟
- 2025-01-16 الرائي الذي يصطاد الحياة في الظلام
- 2025-01-16 سوء المعاملة في مرحلة الطفولة يؤثر سلبًا في مادة الحيوان المنوي اللاجينية وقد يؤثر في نمو أدمغة الجيل القادم